قوم الاستغباء
فلنرحل ونتركها لاهلها

محمد حسين في الثلاثاء ٢٧ - مارس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

آن لنا ان نقر باننا لسنا الشعب الذى يستحق العيش على ارض هذا الوطن ، آن لنا ان نعى الحقيقة باننا وصمة عار اشد وطأة من عار النكسة على جبين ذلك الوطن ، آن لنا ان نرحل عن هذا الوطن ان كان هناك فينا ذرة من الكرامة التى لا اعلم اذا كانت تلك الكلمة مازالت موجودة فى قاموس الحياء لدينا ، آن لنا ان نترك البلد لمن اذا كان لهم نصيب ان يأتوا اليها من يحبوها . إننا انانيون ، اننا اوطى من الانانيون واشد رذيلا . لقد فرطنا فى كرامتنا كشعب ، اصبحنا فاقدوا الهوية ، ولقد تركنا الجمل بما حمل لمن يأكلها ونح&aن كل ما نفكر فيه انفسنا . نحن فرطنا فى حقوق تلك الارض علينا وكنا كل امانينا ان نستقبل ما نريد ولا نفكر يوما فى ماذا يريد هذا الوطن منا . فلا اتينا ما نريد ولا بقينا بشرفنا .

كل شخص حلمه العربية والفلوس والموبايل والبلوتوث ، اسمى امانينا هى تلك ، خسرنا العلم وخسرنا الدين وخسرنا الحياة ونحن فى طريقنا الى ان نخسر آخرتنا ، وسلط الله علينا ازبل خلقه كى يحكمنا ويتحكم فى مصائرنا ، ويتحكم فى مصير ارض كرمها الله فى كتبه وكرمتها الرسل فى قلوبهم . ماذا ننتظر بعد ذلك ، انهم يقرون دستورا يحمى شيئا ما من شعبه ، فرطنا فى حقوقنا الى الدرجة التى اعطت لمن ليس لهم ملة ولا دين الحق فى ان يعتبرونا اعداء ارضنا ، والحق اقول انا نستحق ذلك ، نعم نستحق ذلك لان الخوف تملكنا واصبحنا عبء ثقيل على الارض الطيبة .

اذا نظرت فى تاريخ تلك البلد لوجدت اعظم الناس استحقوا ان يحكموها واستحقوا العيش فيها لانهم قدروا حقها تقديرا ، ولم يبغوا انانية المطالب ، واعطوها فاعطتهم كرامة وذكرى تتجلى فى ذكر التاريخ لهم عبر امواجه . ولكن نحن حق علينا ان نذهب الى مزبلة التاريخ ، نحن ومن يحكمنا ، فانها فترة وباء وابتلى الوطن بنا ، نعم نحن الوباء ، وليس لدينا شفقة فى ابنائنا نعلمهم الجبن والخوف والهروب ،فلنترك وطنا لا نستحق العيش عليه او ان يذكر باننا من ابناءه . نحن ابناء الخطيئة ، خطيئة انحطاط الكرامة والاخلاق والتفريط فى الارض العزيزة ، وليس لنا ان نبكى ، نعم ليس لنا ان نبكى يا امة العار ، يا امة الخطيئة ، يا امة الرذيلة يا امة منحطة الكرامة.

بدا الامر وكان العالم حولى مغلوط ، فالكل يلقى باللوم على غيره ، بل ذهب الامر الى ان بدأ كل شخص ينتهج منهج المكابرة ورضى كل شخص فى ان يعيش منعزلا عما يراه ، قائلا لنفسه انا لا ارى ذلك ، انه لا يخصنى "وانا مالى انا عندى عيال عايز اربيهم". فمساحة كل شخص اصبحت محدودة فى رغيف العيش وكيف ان يأتى به كى يطعم ذويه به ، كى يربيهم التربية الملائمة كى يصبحوا اهلا للعبودية ، بلا قرار او كرامة ، كل ما يستطيعونه ان يكونوا مواطنون مطحونون زائغوا الاعين كلما رأوا من الظلم قالوا آمين "او امون" .

هذا ما وصلنا له ، الاستفتاء ، او بمعن اصح الاستغباء ، الاستفتاء على حريتنا ، وعلى كرامة امتنا ، اتعلمون لماذا ليس لنا او لصوتنا اى قيمة ، ليس لانه هناك من يهمشنا ، فنحن مخلوقون مهمشون ، وانما لاننا لا نستحق ان يكون لنا صوتا ، فليس للعار صوتا . وان كنا نفهم ماكان وصل الحال الى ذلك ، اسمى قضايانا الحجاب والذقن ، السلسلة والشذوذ الفكرى . اننا قوم التناقض ، يكاد الفقر ياكل كل انملة فى جسدنا ومازلنا نبحث عن التراقيع كى نسد بها فجوات عيوبنا . كيف يكون لشخص جاهل مهمش وضيع تافه ليس له اى قيمة فى ان يكون له صوتا .

حتى من يسمون انفسهم معارضة ، تلك المعارضة اليفة لا تغنى ولا تسمن من جوع ، لاننا بجهلنا اخترنا اجهل الاجهلين كى يمثلونا ، وتلك الحقيقة ، نحن نختار افضلنا فى ما نحن فيه ، وليس افضلنا على مطلقه ، فتم تقديم نوابا عندما تكون الجدية يهربون ، ولماذا العجب ، فنحن انفسنا نهرب وهم افضنا ، ومعنى ذلك انهم افضلنا هروبا.

فلنذهب وندع ذلك الوطن لمن يريده ، فلنذهب ونترك شعاب مكة لمن هم ادرى بنواصيها ، فلنذهب يا امة الجهل ويا شعب الجبن ، هيا هلموا لنرحل كى نهبط على ارض لا صاحب لها ولا تاريخ ، ننتظر امر الله بعيدا عن تلك الارض الطيبة. بالله عليكم ، استحلفكم ان نذهب بعيدا عنها ، فيكفى ما حدث لها .

اجمالي القراءات 11294