القرين
القرين

أسامة قفيشة في الخميس ١٠ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

القرين

تحدثنا في مقالات سابقة عن النفس و ماهيّتها و قلنا أنهاما سكن الجسد وما اودع في كل كائن كان لتجعله متصرفا في حدود ما اوجد او تواجد من اجله , و تختلف تلك النفس من خلق لآخر طبقا لمواصفات ذاك المخلوق , و بشكل ابسط هي الرغبة في الوجود و الدافع له , أي هو الذات لكل شيء و كينونته , و بأن تلك النفس هي المسؤولة و المحاسبه يوم القيامه لما عملت في اختبارها بالحياة الدنيا و تجزى و تعاقب بناءا على الطريق التي سلكته و اختارته .

هناك شيئا آخر مماثلا لتلك النفس يدعى ( القرين ) , يقترن بتلك النفس و يقيض بها و لها , أي يساويها و يعادلها و يشابهها , هذا قيض لهذا أي مساويا له , و هما قيضان أي مِثلان , و تقيض فلان أباه أي شابهه و أشبهه , فكان لكل نفس قرينها سواء كان صاحب تلك النفس مؤمنا تقيا او كافرا عنيدا , فهو تماما مثل النفس لا يعلم سرها الا الله جل و علا و محاسب يوم القيامة مثلها , فلم يكن القرين من الجن , و لم يكن الشيطان هو الجن , بل كان الشيطان هو القرين للانس و الجن سواء .

1 . القرين هو الشيطان قال تعالى (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ) 36 الزخرف .

2 . هذا القرين ( الشيطان ) هو نصيب ابليس حين عصا أمر الله جل و علا ( إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا ) 117 النساء , أي شيطانا خبيثا متمردا شريرا تابعا , فكان ذاك الشيطان خارجا من رحمةالله جل و علا ( وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ ) 17 الحجر و قال ( وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ ) 25 التكوير , فطرد من رحمة الله عز و جل لذلك , و الشيطان ( القرين ) لا يدخل الجنة ابدا , سواء كان قرين لمؤمن او لكافر او لنبي أيضا , فلا يدخل أي قرين الجنة لانه مطرود من رحمة الله فكان رجيما , تماما مثل ابليس فهو كذلك رجيم ( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ) , فحينها اتخد ابليس قرين ادم عليه السلام و قرناء ذريته نصيبا مفروضا بأمر الله جل و علا و حكمته ( لَّعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ) 118 النساء .

3 . هذا القرين ( الشيطان ) وظيفته اغواء و تضليل العباد من الانس و الجن و التغرير بهم (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُور ) 120 النساء , كون هذا الشيطان اتخذ ابليس وليا من دون الله جل و علا فكان عمله كله لصالح ابليس , و لذلك ظن ابليس انه بامتلاكه لهذا القرين و بمساندته قادرا على اضلال الخلق  ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) 82 ص .

4 . هذا ما اعتقده ابليس و ظن بانه قادر على اضلال الخلق بمساندة القرين ( الشيطان ) التابع له و المتواجد مع كل نفس و المقترن بها ( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ) 20 سبأ .

5 . تقيض النفس بالقرين ( الشيطان ) كان للانس و الجن على حد سواء ( وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ) 25 فصلت , فكل الامم من الجن و الانس قيض لكل نفس قرينا ليزين لهم السوء , و يبعدهم عن اتباع الحق , فمن استجاب لدعوتهم كان من الخاسرين .

6 . كل نفس تعلم ما يجول بها علم اليقين , فتعلم ما يوسوس بها ذاك القرين ( الشيطان ) و لهذا فقد وصف الله جل و علا ذاك القرين ( الشيطان ) بالعدو المبين الواضح لكل نفس فقال ( وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) 62 الزخرف .

7 . و القرين يدعو الى الكفر و هو يعلم يقينا مآله و مثواه (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ) 16 الحشر , و ليس له سلطان على العباد , و لكن يدعوهم بدعوته و يزن لهم طريق الكفر فيتبعوه و يجيبوا دعوته بارادتهم (قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ) 27 ق .

8 . و لأن القرين ( الشيطان ) اتبع ابليس و كفر بالله جل و علا , و التقت اهدافهما معا كفرا و ظلما , علوا و تكبرا على الخالق جل و علا , خرج من رحمة الله و كان حتما مصيره للجحيم قال عز و جل ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ) 27 الاسراء .

9 . و لذلك شاء الله العزيز الحكيم ذلك الامر بان جعلنا مخيرين باختيار الدعوه التي نريد , فكان هنالك دعوتان , الاولى دعوة الله الحق تقدس في علاه , و الثانية دعوة الباطل اتباع ابليس و من والاه , ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ) 29 الكهف .  

10 . و بهذا الاختبار و هذا الصراع المستمر ليوم الحساب , تستمر الدعوة لكلا الدعوتين , دعوة حق و دعوة باطل , فكان العداء بينهما , فالانبياء جميعا يدعون للحق و للطريق الى الله جل و علا , و ابليس و من اتبعه من الشياطين ( القرناء ) يدعون الى الباطل و للبعد عن طريق الله جل و علا كي يكون مصيرهم جهنم حسدا و علوا و طغيانا ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ) 112 الانعام , و ايضا في هذة الآيه الكريمة دلاله واضحه بان القرين ( الشيطان ) للانس و الجن على حد سواء , و نلاحظ ايضا ان هؤلاء القرناء الذين اقترنوا بالانس و الجن لهم تواصلهم مع بعضهم , فيوحون لبعض سبل الغي و التغرير و الكذب على النفس حتي يضلوها عن الحق .

11 . حين يأتي اليوم الموعود , يوم الحساب عند الرب المعبود , تعلم كل نفس ما عملت و يظهر الحق امام اعينهم , فيوفى الكل حسابه على ما اسلف , فمن وافقت نفسه قرينها ضلت و ساء اختيارها , فتساق تلك النفس الخبيثه مع قرينها الخبيث الذي استجابت لدعوته الى جهنم خالديّن فيها سويا ( وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ *وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ) 36-39 الرخرف .

12 . اما النفس التي تزّكت و لم تستجب لدعوة القرين ( الشيطان ) و استجابت لدعوة الحق الرحمن , ستدخل تلك النفس الطيبة للجنة جزاءا بما عملت و اختارت , فتنفصل عن قرينها ( الشيطان ) لتدخل وحدها لجنة الرحمن , رحمة من ربها , نعمة و رضوان , و يُلقى قرينها الشيطان في النار , لأن جهنم مثواه , و تتساءل الانفس الطيبة في الجنة عن ذاك القرين كما وردنا في الذكر الكريم بمشهد متسلسل بغاية الروعة و الاعجاز في سورة الصافات ( فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ ) , فيأتهم الجواب من الله جل و علا ( قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ * قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ ) و يستمر المشهد و تعترف تلك النفس بانها لو صدقت دعوت قرينها لكانت حاضرة مع ذاك القرين في سواء الجحيم ولكنها لم تستجب له فتداركتها نعمة الله و رحمته ( وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ) و تستذكر تلك النفس الخدعة الاولى و الكذبة الاولى التي كذب بها قرين آدم عليه السلام حين قال لآدم بان يأكل من تلك الشجرة حتى يخلد في الوجود و لا يمسه الموت ( أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ) 50-59 الصافات , فتلك الموتة الاولى التي كنا بها جميعا في ظهر آدم عليه السلام .

13 . و لذلك حين تدخل النفس الطيبة الى الجنة و ينفصل عنها قرينها ( الشيطان ) و يلقى في نار جهنم , ذاك الشيطان الذي اقترن بها طيلة حياتها و شاركها جميع لحظاتها , و كان جزءً منها لا يغادرها الى يوم الحساب فينسلخ عنها و يلقى في الجحيم يتحقق قول الله جل و علا ( وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ) 71 مريم . 

14 . حين عصا ابليس ربه اخرجه الله جل و علا من السماء و تم طرده منها , و طلب من آدم عليه السلام السكن في الجنة هو و زوجه , و لأن الانفس التي خلقها الله جل و علا و جعل لكل نفس قرين ( شيطان ) مقترن بها الى يوم الدين , كان قرين آدم و زوجه معهما في تلك الجنه و اما ابليس فلم يكن هناك لأنه طرد من السماء من قبل ذلك الامر , ( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ) 35 البقرة .

15 . جميع الايات التي تتحدث عن المتسبب بخروج آدم عليه السلام و زوجه من الجنة , كانت تقول بأنه الشيطان الا و هو ( القرين ) و لا تتحدث عن ابليس بصفته الخاصه , ( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ) 36 البقرة .

16 . بعد ان سكن آدم و زوجه الجنة , و بعد ان حذرهما الله جل و علا من الشيطان ( قرينهما ) , كانت تلك بداية المشوار الطويل حيث كانت انطلاقة اول وسوسه و اول كذبه في التاريخ البشري لذلك القرين ( الشيطان ) , و كانت التجربه الاولى له على الصعيد العملي , و كانت الخدعة الاولى للتغرير بالخلق الانساني حديث النشأة و حديث العهد , و للاسف تم ذلك بنجاح , و نجحت التجربة الاولى لذلك القرين ( الشيطان ) و بدأ الصراع الفعلي من تلك اللحظة بين النفس و قرينها  , ( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ ) 120 طه  , و قال ايضا ( فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) 22 الاعراف .

17 . فكان التحذير من رب العالمين من ذاك الشيطان و كذبه , ذلك لانه يريد لنا الهلاك في الدنيا و الآخرة , موضحا لنا كيف كانت غوايته و كذبه على آدم عليه السلام منذ بادئ الامر ( يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ) 27 الاعراف , فالشيطان ( القرين ) يمكنه رؤيتنا هو و جماعته المماثله له أي باقي الشياطين ( القرناء ) , و لا يمكننا نحن البشر رؤيتهم في هذه الدنيا , و هم ايضا يستطيعون بالاضافة لرؤيتنا ان يروا بعضهم البعض و في نفس الوقت يتواصلون فيما بينهم فيوحي بعضهم لبعض , ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ) 112 الانعام .

18 . بما ان الشيطان هو قرينك و متواجد معك في كل مكان , و في كل وقت , لا يكل و لا يمل و له الكثير من اساليب المكر و الخداع و الكذب و التغرير , فحتما هو من يسيطر على عقول اصحاب الاديان الارضية و يخدعهم و يمنيهم و يعدهم و يزين لهم دينه الذي انشأه , و يوهمهم بأنهم على الحق سائرون ,  فيسيطر عليهم حين يقرؤون القران , فلا يستطيعون تدبره و ذلك لما تحمله عقولهم من فكر مسبق , فلا يتجاوز القرآن حناجرهم و لا يصل الى عقولهم , لذلك و جب على من يريد تدبر كتاب الله جل و علا عليه ان يتخلى عن كل حديث او قول يوصف بأنه مثل القرآن و مكمل له , و ان يلقي به بعيدا , و يستعيذ بالله الكريم من الشيطان الرجيم و من اساليبه و من كل ما قالته الشياطين لأحبائها السلاطين  ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) 98 النحل .

سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا

سبحانك اني كنت من الظالمين   

اجمالي القراءات 8827