نقد كتاب فن الشعر لأرسطو

رضا البطاوى البطاوى في الأحد ٢٤ - يناير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

نقد كتاب فن الشعر لأرسطو

هذا الكتاب فن الشعر لأرسطو طاليس وهو كما يقولون جزء من كتاب أكبر  ولكن هذا الجزء المسمى فن الشعر يعبر عن أن فى كل لغة النقاد يحرمون ويحللون كما يريدون لا كما يريد الله

-قال فى نظرية المحاكاة :"إن الشعر الملحمى والتراجيدى وكذلك الكوميدى وفن تأليف الديثرامبيات وغالبية ما يؤلف للصفر فى الناى واللعب على القيثارة كل ذلك بوجه عام أشكال من المحاكاة"ص55

"وهكذا الأمر بالنسبة لكل الفنون التى سبق ذكرها فإن المحاكاة فيها تتحقق باستخدام مواد الوزن واللغة والإيقاع"ص56

"ولما كان الذين يقومون بالمحاكاة يحاكون أناسا يفعلون وهؤلاء الناس يكونون بالضرورة إما أفاضل أو أردياء"ص67

فى النصوص السابقة نجد اختراع نظرية المحاكاة فكل الفنون فى رأى أرسطو أو من كتب الكتاب هى محاكاة لأفعال الناس وهو كلام جنونى فليست كل الفنون محاكاة لفعل إنسانى ورغم حكمه وتمسكه بأن المحاكاة محاكاة لفعل الناس فإنه ناقض نفسه عندما قال بمحاكاة الآلهة المزعومة  فى قوله :

  "ولقد اتجه الشعر اتجاهين وفقا لطباع كل شاعر من الشعراء فذوو الطباع الجدية الرزينة حاكوا الفعال النبيلة وأعمال الأشخاص الأفاضل بينما حاكى أصحاب الطباع المتضعة أو العادية أفعال الأردياء فأنشأوا الأهاجى فى البداية فى حين أنشأ ذوو الطباع الجدية الترانيم للآلهة والمدائح لمشهورى الرجال "ص 80

وهذا القول يبين محاكاة من نوع أخر فهى ليست متعلقة بالأشخاص كما فى الناس وإنما متعلقة بالفعال النبيلة والفعال الردية

-"حتى لقد جرت العادة على أنه إذا ما وضعت مقالة منظومة فى الطب أو العلوم الطبيعية أن يسمى ناظمها شاعرا مع أنه لا يوجد وجه شبه مشترك بين هوميروس وامبدوكليس غير استعمال الوزن العروضى ومن ثم يكون من الأصوب أن نسمى أولهما شاعرا أما الأخر فيصدق عليه اسم العالم الطبيعى أكثر من اسم الشاعر وقياسا على تلك القاعدة ينبغى أن يطلق لقب الشاعر على من ينشىء عملا من أعمال المحاكاة باستخدام خليط من كل الأعاريض "ص56

إجازة أرسطو لنظم العلوم كالطب شعرا يعنى أن الشعر ليس محاكاة فالطب الذى يذكر الأمراض والأدوية ليس محاكاة لفعل الناس فالمريض لا يجلب المرض لنفسه وإنما يصاب به من الغير ومن ثم فهو فعل غير إنسانى .  

والخطأ هو عدم جواز إطلاق اسم الشاعر على ناظم الشعر العلمى لأن ما حاكاه هوميروس مثلا من حكايات الحروب فى شعره هو ضرب من الشعر العلمى لعلم الحرب وحتى علم الأساطير

وكلامه عن الشعر التاريخى وكون صاحبه شاعر وهو الذى يعالج أحداث التاريخ مع إلتزامها يناقض ما سبق وهو :

"ولو حدث وعالج موضوعا من واقع التاريخ الفعلى لظل مع هذا شاعرا فليس هناك سبب يمنع من أن تكون بعض الأحداث التى وقعت تاريخيا تتفق تماما فى ترتيبها مع قاعدتى الاحتمال والممكنومن ثم فإنه يكون شاعرا بالكتابة عنها "ص115

"ولما كان الذين يقومون بالمحاكاة يحاكون أناسا يفعلون وهؤلاء الناس يكونون بالضرورة إما أفاضل أو أردياء"ص67

الخطأ هنا متكرر وهو الإصرار على محاكاة الناس مع أنه قال بمحاكاة الآلهة المزعومة وهناك حكايات يونانية تبدأ ليس بفعل إنسان وإنما بفعل حيوانى حيث يقوم حيث بإصابة إنسان أو نفعه

"فالكوميديا تصور أناسا أسوأ مما نعهدهم عليهبينما تصور التراجيديا أناسا أحسن مما نعهدهم عليه فى الواقع "ص68-"فينبغى أن نسلك بطريقتنا نهج مصورى الوجوه المهرة الذين عندما يصورون الملامح المميزة لإنسان ما فإنهم يجعلونه مشابها للحياة الواقعية ولكنه يبدو فى ذات الوقت أحسن مما هو عليه وكذلك حال الشاعر المسرحى "ص150

هنا يجعل أرسطو التراجيديا تصور أناسا أحسن مما نعهدهم عليه فى الواقع بينما التراجيديون فعلوا كل الممكن أحسن أو نفس المستوى أو أسوأ فى قوله :

"فهوميروس على سبيل المثال يصور أشخاصا أسمى مما هم عليه فى المستوى العام بينما يصورهم كليوفون كما هم فى هذا المستوى أما  "ص67"هيجمون الثاسى ...ونيقوخاريس ...فإن كليهما يصور أشخاصه أسوأ مما هم عليه فى المستوى العادى "ص68

"ولهذا يطلق البعض لفظة دراما على مثل تلك المنظومات المسرحيات التى تقدم أشخاصا وهم يؤدون  أفعالا "ص73

هنا الدراما تقدم أشخاصا يؤدون أفعالا وهو ما يناقض كونها تقدم موضوعات جادة فى قوله :

"والملحمة مثلها كمثل التراجيديا محاكاة لموضوعات جادة فى نوع من الشعر الرصين"

 وهناك فرق بين الأشخاص وبين الموضوعات فليس الأشخاص موضوعات ولا الموضوعات أشخاص وهو ما فرق بينهما أرسطو عندما تناول الفكر بمفرده وهو الموضوعات والشخصيات بمفردها بعيدا عن الموضوعات

-"أصل الشعر: ويبدو أن الشعر بوجه عام قد نشأ عن سببين كليهما أصيل فى الطبيعة الإنسانية :1-فالمحاكاة فطرية ويرثها الإنسان منذ طفولته ويفترق الإنسان عن سائر الأحياء فى أنه أكثرها استعدادا للمحاكاة وبأنه يتعلم عن طريقها معارفه الأولى 2- كما أن الإنسان على العموم يشعر بمتعة إزاء أعمال المحاكاة والشاهد على ذلك هو التجربة فمع أننا يمكن أن نتألم لرؤية بعض الأشياء إلا أننا نستمتع برؤيتها هى نفسها وهى محكية فى عمل فنى محاكاة دقيقة التشابه وذلك مثل أشكال أحط أنواع الحيوانات وجثث الموتى بل إن ذلك يتضح فى حقيقة أخرى وهى أن التعلم يعطى أعظم المتع "ص79

الخطأ أن الشعر له سببين المحاكاة والمتعة وهو كلام يبدو جنونيا عندما نجد فى الشعر مبالغات لا يمكن أن تكون من المحاكاة لعدم وجود مماثل فى الحياة  كمن يقول :

 أعطنى الناى وغنى فالغنا سر الوجود

وأنين الناى يبقى بعد أن يفنى الوجود

 فالغناء ليس سر الوجود وأنين الناى لا يبقى بعد فناء العالم  فتلك المبالغات وكلها عند كل الأمم الكافرة موجودة لا يمكن إنكارها

 المتعة  مثلها الألم فكلاهما سبب لقول الشعر والشعراء المحبين غالبا ما كان شعرهم هو نتيجة ألم البعد عن الحبيب أو فقده

-"وسبب استمتاع الإنسان برؤية صورة هو أنه يتعلم منها فحين يتأملها يكتسب معلومة أو يستنبط ما تدل عليه ولربما قال هذه الصورة لفلان "ص79

الخطأ أن سبب استمتاع الإنسان برؤية صورة هو أنه يتعلم منها معلومة أو هدف صاحبها أو معرفة صاحبها ونسى مثلا أن يقول أن الرائى أعجب بعورة مكشوفة أثارت شهوته كما أن كل الصور ليست سببا للمتعة فهناك صورا تسبب ألما كمن يشاهد صورة أما تحتضن ولدها أو بنتها فيتذكر أمه الميتة فيبكى

-"ولقد اتجه الشعر اتجاهين وفقا لطباع كل شاعر من الشعراء فذوو الطباع الجدية الرزينة حاكوا الفعال النبيلة وأعمال الأشخاص الأفاضل بينما حاكى أصحاب الطباع المتضعة أو العادية أفعال الأردياء فأنشأوا الأهاجى فى البداية فى حين أنشأ ذوو الطباع الجدية الترانيم للآلهة والمدائح لمشهورى الرجال "ص 80

نلاحظ فى الفقرة الجنون أو العبط الأرسطى وهو أن الشاعر يكون خلقه حسب الشخصيات التى يختارها فى شعره فمن اختار الأفاضل فهو فاضل ومن اختار الأردياء فهو مثلهم سيىء وهو كلام ينافى الحقيقة ليس كليا ولكن فى معظم الأحوال فالشخصيات هنا فى المسرحيات والملاحم  تعبر عن شخصية مؤلفها لأن من يعالج الشخصيات السيئة فى مؤلفاته ليبعد الناس عن أفعالها ويرغبهم فى ضدها هو شخص فاضل وليس شخص ردى  وحسب وجهة النظر الأرسطية هنا يكون الآمر بالمعروف الناهى عن المنكر شخص سيىء لأنه يتناول السيئين بالنقد   

-"كان هوميروس يحتل المركز الأعلى لأنه كان شاعر الشعراء لا بسبب أسلوبه الجدى وتفرده بالتميز الأدبى فحسب وإنما بسبب الطابع الدرامى فى محاكياته بل كان كذلك أول من أوجز لنا الخصائص الأساسية للكوميديا  عن طريق معالجة المادة المضحكة علاجا دراميا بدلا من كتابة الهجاء الشخصى "ص80     

هنا اعتبر أرسطو هوميروس أعظم الشعراء مع أنه تناول الكوميديا وهى المادة المضحكة وهى الهجاء مع أنه اعتبر من تناولها من الشعراء الأردياء فقال :

"ولقد اتجه الشعر اتجاهين وفقا لطباع كل شاعر من الشعراء فذوو الطباع الجدية الرزينة حاكوا الفعال النبيلة وأعمال الأشخاص الأفاضل بينما حاكى أصحاب الطباع المتضعة أو العادية أفعال الأردياء فأنشأوا الأهاجى فى البداية "ص 80وأيضا قوله :

"والكوميديا كما ذكرنا من قبل محاكاة لأشخاص أردياء أى أقل منزلة من المستوى العام"ص88 ومن ثم  يكون هوميروس طبقا لذلك سوى شخص ردى

والخطأ هنا هو أن أرسطو بنى نظرياته النقدية بناء على الأسس والخصائص التى وضعها هوميروس فى أعماله  وهو كلام يبين أنه يطبق فكر شخص على الأشخاص الأخرين بينما المفترض فى قواعد النقد أن تكون سابقة للأعمال كما هو فى التشريع الإلهى فالله وضع القانون أولا ثم طلب فعله او عدم فعله كما فى حكاية ابتلاء آدم (ص)وزوجه بالشجرة  

-"فإن كلا الفريقين من الشعراء التزم بطابعه الخاص أى أن بعض شعراء الهجاء أصبحوا شعراء للكوميديا بينما أصبح بعض شعراء الملاحم معلمين للتراجيديا "ص80

الخطأ هو التناقص بين أن كل الشعراء التزموا طابعهم الخاص  ومع هذا تحول بعض شعراء الهجاء للكوميديا وشعراء الملاحم للتراجيديا وهذا يعنى أن البعض لم يلتزم وهذا هو الوضع الطبيعى لأن هناك من جمع بين الثلاث الكوميديا والتراجيديا والملاحم وهناك من جمع بين اثنين وهناك من تخصص فى واحد

-"ولقد نشأت التراجيديا فى الأصل شأنها فى ذلك شأن الكوميديا نشأة ارتجالية فالتراجيديا نشأت على أيدى قادة الديثرامب بينما ترجع نشأة الكوميديا إلى قادة الأناشيد الاحليليلة الغالية التى لا تزال تنشد إلى اليوم فى مدننا "ص81

هنا يذكر أرسطو أن مبتدعى التراجيديا هم قادة الديثرامب ومبتدعى الكوميديا هم قادة الأناشيد الاحليليلة الغالية وهو ما يناقض كونهم الدوريون أو الميجاريون فى قوله :

"ولهذا السبب أيضا يزعم الدوريون أنهم هم الذين ابتدعوا التراجيديا والكوميديا ليس فقط هؤلاء الميجاريون المقيمون فى الأرض اليونانية الأم ....أما التراجيديا فقد ادعى ابتداعها أيضا بعض الدوريين فى البيلوبيبنيز ...بينما يطلق عليها الأثينيون ..."ص73

-"والكوميديا كما ذكرنا من قبل محاكاة لأشخاص أردياء أى أقل منزلة من المستوى العام ولا تعنى الرداءة هنا كل نوع من السوء والرذالة وإنما تعنى نوعا خاصا فقط هو الشىء المثير للضحك والذى يعد نوعا من أنواع القبح ويمكن تعريف الشىء المثير للضحك بأنه الشىء الخطأ أو الناقص الذى لا يسبب للآخرين ألما أو أذى " "ص88    

الخطأ الأول أن الضحك مقصور على الأشخاص الأردياء لكون عندهم أخطاء  أو نواقص وهو كلام يخالف كون كل الأشخاص لديهم أخطاء ونواقص  ومن هنا أتت المقولة الصادقة "كل ابن آدم خطاء "     

الخطأ الثانى أن الشىء المثير للضحك هو الشىء الخطأ أو الناقص الذى لا يسبب للآخرين ألما أو أذى وبالقطع ليس سبب الضحك مقصور على بعض الأخطاء والنواقص وإنما الضحك مرتبط بغرابة الأفعال والأقوال فخذ أى نكتة أو أى شىء يثير الضحك تجد أن الضاحك يضحك بسبب شىء غريب عليه فيما أمامه

والخطأ الثالث أن عدم تسبب الضحك فى إيلام أو إيذاء الأخرين وهو أمر لا وجود له إلا قليلا ولذلك قال تعالى بسورة المطففين "إن الذين أجرموا كانوا من الذين أمنوا يضحكون "

-"والملحمة مثلها كمثل التراجيديا محاكاة لموضوعات جادة فى نوع من الشعر الرصين ولكنهما تختلفان فى 2 -لا تستخدم الملحمة سوى وزن واحد2-وتصاغ فى شكل سردى 3- وكذلك تختلفان من ناحية الطول فالتراجيديا تحاول أن تقصر مداها كلما أمكن ذلك على زمن مقداره دورة شمسية واحدة أو ربما تجاوزت ذلك بقليل بينما لا يتحدد فعل الملحمة بزمن ...مع أن التراجيديا فى البداية كانت كالملحمة لا تتقيد بزمن محدد "ص89

 نلاحظ هنا أن أرسطو يناقض كلامه فمع أن مخترعى التراجيديا  كانوا لا يتقيدون بزمن فهو يريد تقييدها بزمن دورة شمسية أو أكثر قليلا والمفروض هو أن المخترع أدرى بما اخترعه ولذا فإن الملتزمون بما قاله أرسطو هم قلة  والكل يرجع لبداية الاختراع وهو عدم التقيد بزمن الدورة الشمسية 

-"وذلك لأن كل أجزاء الملحمة يمكن أن توجد فى التراجيديا بينما أجزاء التراجيديا لا توجد فى الملحمة "ص89

العبارة هنا تبدو متناقضة أو أن ترجمتها خاطئة أو سقطت منها كلمة أو اثنين قبل كلمة بينما وهى ليس كل  مع حذف لا

التناقض بين وجود كل أجزاء الملحمة فى التراجيديا وبين عدم وجود أجزاء التراجيديا فى الملحمة فما داما اتفقا على البعض فلابد من وجوده فى الاثنين

-"والتراجيديا إذن هى محاكاة لفعل جاد تام فى ذاته له طول معين فى لغة ممتعة لأنها مشفوعة بكل نوع من أنواع التزين الفنى ...وتتم هذه المحاكاة فى شكل درامى لا فى شكل سردى وبأحداث تثير الشفقة والخوف وبذلك يحدث التطهير"ص95

هنا شعر التراجيديا لابد أن يثير الشفقة والخوف وهو ما يناقض كون الشعر كله ممتع فى قوله :

-"أصل الشعر: ويبدو أن الشعر بوجه عام قد نشأ عن سببين كليهما أصيل فى الطبيعة الإنسانية :1-فالمحاكاة فطرية ويرثها الإنسان منذ طفولته ويفترق الإنسان عن سائر الأحياء فى أنه أكثرها استعدادا للمحاكاة وبأنه يتعلم عن طريقها معارفه الأولى 2- كما أن الإنسان على العموم يشعر بمتعة إزاء أعمال المحاكاة والشاهد على ذلك هو التجربة فمع أننا يمكن أن نتألم لرؤية بعض الأشياء إلا أننا نستمتع برؤيتها هى نفسها وهى محكية فى عمل فنى محاكاة دقيقة التشابه وذلك مثل أشكال أحط أنواع الحيوانات وجثث الموتى بل إن ذلك يتضح فى حقيقة أخرى وهى أن التعلم يعطى أعظم المتع "ص79

المتعة إذا لا يمكن أن تحقق الخوف والشفقة فالخائف لا يمكن أن يتمتع لأن شعور الخوف يذهب عنه الفهم ويلبس عليه ما أمامه

-"فالحبكة إذن هى محاكاة الفعل وأنا أعنى بالحبكة هنا ترتيب الأحداث أو الأشياء التى تقع فى القصة وأقصد بالشخصية ما نعزوه من خصائص وصفات تحدد نوعية القائمين بالفعل وأعنى بالفكر كل ما يدلى به القائل سواء ليبين حقيقة عامة  أو يقر رأيا "ص96    

الخطأ أن الفكر هو كل ما يدلى به القائل سواء ليبين حقيقة عامة  أو يقر رأيا وهو كلام منافى للحقيقة فالأقوال لا تعبر دوما عن حقيقة أو رأى وإنما تعبر أحيانا عن خرافات وأكاذيب وأحيانا تعبر عن وصف شىء أو وصف عمل تم أمام الإنسان كالشاهد فى قضية

وجعل الفكر أقوال فى الفقرة السابقة يناقض تفرقة الرجل بين اللغة والفكر فى قوله :

"أجزاء التراجيديا الكيفية .......... والأجزاء هى الحبكة والشخصية واللغة والفكر والمرئيات المسرحية والغناء "ص96  

فالفكر لا يتم إلا عن طريق اللغة ومن ثم فالفكر جزء من الأقوال التى هى اللغة

-"فإن مجرى الأحداث أى الحبكة يشكل غاية التراجيديا والغاية فى كل شىء أهم ما فيه "ص97

 جعل أرسطو هنا غاية التراجيديا سببها مجرى وهو ترتيب الأحداث وهو كلام مخالف للحقيقة فليست نهاية التراجيديا أى المسرحية هى غاية المؤلف لأن المؤلف غايته هو تعليم الناس أمور أو توصيل رسالة للناس قد لا يتضمنها الحدث الأخير فى المسرحية

-"إن وحدة الحبكة الدرامية لا تتمثل كما يعتقد البعض فى كون موضوعها يدور حول شخص واحد.........ومن ثم يتضح خطأ كل الشعراء الذين نظموا ملاحم فى هرقليس أو فى أوديسيوس أو كتبوا منظومات من هذا القبيل ...ومن المعلوم أن هوميروس وله فى كل شىء المنزلة الأسمى قد فهم هذا الأمر أمرا صحيحا "ص112

هنا وجود شخصية واحدة  فى الدراما عيب وهو ما يناقض أنه اعتبر الشعراء المحدثين عندهم عيب وهو أن أعمالهم بلا شخصية فى قوله :

-"أن معظم تراجيديات شعرائنا المحدثين بلا شخصية وإذا كان هذا العيب شائعا بوجه عام بين شعراء كثيرين "ص 97

الرجل هنا ينفى قيام الشعراء المحدثين بعمل شخصية فى مسرحياتهم وهو ما يناقض إقراره بنجاح الشعراء الناشئين والقدامى فى تصوير وهو بناء الشخصيات فى قوله :

"وهو أن شعراء التراجيديا الناشئين ينجحون فى بداية حياتهم فى تجويد اللغة وتصوير الشخصية أكثر مما ينجحون فى بناء الحبكة ويمكن أن يقال نفس الشىء عن كل شعراء التراجيديا الأوائل "ص98

-"والكامل هو ما له بداية ووسط ونهاية "ص108

كون الكامل له بداية ووسط ونهاية يناقض اتصال الأحداث وهو ترتيب الأحداث بلا تفرقة  فى قوله :

"فالحبكة إذن هى محاكاة الفعل وأنا أعنى بالحبكة هنا ترتيب الأحداث أو الأشياء التى تقع فى القصة"ص96

كما يناقض قوله :

"والحقيقة أنه لما كان كل فن من فنون المحاكاة هو دائما محاكاة لشىء واحد فكذلك الحال فى الشعر فالقصة كمحاكاة لفعل يجب أن تعرض فعلا واحدا تاما فى كليته وأن أجزاؤه العديدة مترابطة ترابطا وثيقا حتى لو وضع جزء فى غير مكانه أو حذف فإن الكل التام يصاب بالتفكك والاضطراب "ص112

فالترابط الوثيق لا يجعل شىء اسمه الوسط لأن حذف جزء يخل بالمسرحية

-"ومن ثم فإن الكائن العضوى المتناهى فى الصغر لا يمكن أن يكون جميلا لأن رؤيتنا له لا تستبينه فى وضوح كما أنه ص108يرى فى لحظة من الوقت لا تكاد تراه أو تحس به وكذلك لا يمكن أن يكون الحيوان الفائق فى ضخامته هذا الذى طوله ألف ميل مثلا جميلا لأن العين لا يمكن أن تستوعبه كله مرة واحدة لأن الوحدة والشعور بالكلية مفقودان بالنسبة للرائى "ص109

 الخطأ وصف الأشياء الكبيرة جدا والغيرة جدا بعدم الجمال وهو ما يخالف قوله تعالى بسورة السجدة :

"الذى أحسن كل شىء خلقه"

فليس معنى إدراك الإنسان أو شعوره بالشىء قبحه لأن الجاهل هنا هو الإنسان 

- "ويتضح كذلك مما ذكرناه أن مهمة الشاعر ليست رواية ما وقع فعلا بل ما يمكن أن يقع على أن يخضع هذا الممكن إما لقاعدة الاحتمال أو قاعدة الحتمية" ص114

هنا الشاعر ليس عليه رواية ما حدث فى القصص فعلا وهو ما يعنى الاهتمام بالقصص التقليدية مع تغييرات فيها وهو ما يناقض عدم الاهتمام بالقصص التقليدية لكون ذلك عبث فى قوله :

"لذا ينبغى علينا ألا نحرص حرصا شديدا على معالجة القصص التقليدية الموروثة تلك التى تستمد منها التراجيديات موضوعاتها لأن هذا الحرص فى الحقيقة ضرب من العبث "ص115

كما يناقض اباحته للشعر القصص التاريخى فى قوله :

"ولو حدث وعالج موضوعا من واقع التاريخ الفعلى لظل مع هذا شاعرا فليس هناك سبب يمنع من أن تكون بعض الأحداث التى وقعت تاريخيا تتفق تماما فى ترتيبها مع قاعدتى الاحتمال والممكنومن ثم فإنه يكون شاعرا بالكتابة عنها "ص115

كما ينا قض اضطرار  شعراء لقصص الأسر التاريخية فى قوله :

"فالشعراء لا يزالون مضطرين إلى أن يلجأوا إلى تلك الأسر التى وقعت فى تاريخها مثل تلك الكوارث المثيرة"ص 144

 

-"ولكى نضع قاعدة تقريبية تعريفية يمكن القول بأن ينتقل خلال سلسلة من الأحداث الممكنة أو الحتمية من حال الشقاوة إلى حال السعادة أو من حال السعادة إلى حال الشقاوة "ص109

"التحول هو تغير مجرى الفعل إلى عكس اتجاهه على النحو السابق ذكره على أن يتفق ذلك مع قاعدة الاحتمال أو الحتمية كما قلنا آنفا"ص122

هنا يجيز التحول من حال الشقاوة إلى حال السعادة أو من حال السعادة إلى حال الشقاوة فكلاهما جائز ولكنه اعتبر  التحول من حال النجاح لسعادة إلى حال الشدة والشقاوة لرجل فاضل عيب وكذلك من حال الشدة والشقاوة إلى حال النجاح والسعادة لرجل سيىء فقال فى الفقرة التالية :

"إن التراجيديا الكاملة كما رأينا هى التى 1- تكون حبكتها من النوع المعقد لا البسيط 2- والتى ينبغى أن تحاكى أفعالا من شأنها إثارة شفقة والخوف وتلك هى الخاصية المميزة للمحاكاة أسوية 3- ويتبع ذلك وفى المقام الأول أنه ينبغى على التحول الذى يطرأ على حظ البطل  ألا يكون فى منظر رجل فاضل ينتقل من حال النجاح لسعادة إلى حال الشدة والشقاوة لأن ذلك لن يحرك فينا شفقة ولا خوفا وإنما يصدم مشاعرنا ويؤذيها  "ص131كما ينبغى ألا يكون التحول فى منظر رجل سىء ينتقل من حال الشدة والشقاوة إلى حال النجاح والسعادة فى شىء أبعد عن روح التراجيديا من مثل تلك الحبكة بالذات...كما ينبغى ألا يكون التحول فى عرض منظر رجل فى غاية السوء وهو ينتقل من حال السعادة إلى حال الشقاوة لأن الحبكة من هذا النوع تثير فينا شعور التعاطف الإنسانى العام الذى نحسه تجاه الأخرين ولكنها لا تثير شفقة أو خوفا  ...ويبقى بعد هذا البطل الذى يقف بين هذين الطرفين أى الشخص الذى ليس فى الدرجة القصوى من الفضيلة والعدل والذى يتردى فى الشقاوة والتعاسة لا بسبب رذيلة أو شر ولكن بسبب خطأ ما أو سوء تقدير هامارتيا ""ص132

-"لأن الشعر عندئذ يميل إلى التعبير عن الحقيقة الكلية أو العامة بينما يميل التاريخ إلى التعبير عن الحقيقة الخاصة أو الفردية وأعنى بالحقيقة الكلية أو العامة ما يقوله أو يفعله نمط معين من الناس فى موقف معين على مقتضى الاحتمال أو الحتمية  "ص114

الخطأ هنا هو أن الشعر يميل للتعبير عن الحقيقة الكلية أو العامة وهى ما يقوله أو يفعله نمط معين من الناس فى موقف معين على مقتضى الاحتمال أو الحتمية 

والتعبير بلفظ الحقيقة عن قول الناس أو فعلهم  هو ضرب من الخبل فأقوال الناس قد تعبر عن نمط معين من الخرافات يستعمله الناس فى حياتهم سواء قولا أو فعلا ومن ثم لا يمكن إطلاق لفظ الحقيقة على الخرافات والأكاذيب وما أكثرها فى حياة الناس فى معظم العصور

-"وأردأ أنواع الحبكات البسيطة والأفعال ما يتصف بالأبسودية وأعنى بالحبكة الأبسودية تلك التى تتابع مشاهدها التمثيلية دون مراعاة قاعدتى الاحتمال أو الحتمية والشعراء الأردياء هم الذين يؤلفون من أنفسهم مثل هذه الحبكات "ص115

الرجل هنا يتكلم عن كون الحبكة الأبسودية التى تتابع مشاهدها التمثيلية دون مراعاة قاعدتى الاحتمال أو الحتمية  فاعلها هم الشعراء الأردياء هم الذين يؤلفون من أنفسهم مثل هذه الحبكات وهو كلام يناقض كون هوميروس وهو شاعره الأول الأعظم عنده تناول الجنون من أساطير اليونان فى ملاحمه ومسرحياته وهى أى الأساطير وما فيها من آلهة مزعومة  لا تدخل تحت قاعدتى الحتمى ولا المحتمل أبدا لأنه لا وجود لتلك الآلهة كآلهة ومن ثم أفعالها وأقوالها محالة 

والعيب فى الحبكة البسيطة يناقض تعريف أرسطو لها فى قوله :

"وأعنى بالحبكة البسيطة ذلك الفعل الواحد المتواصل على النحو الذى سقناه من قبل والذى يتغير فيه خط البطل دون حدوث تحول أو تعرف "ص120

فالرجل هنا قرر الأساس وهو تغير خط البطل دون حدوث تحول أو تعرف والحبكة الأبسودية قد لا يكون فيها تحول أو تعرف ومن ثم لا يمكن العيب فيها كما فعل فى الفقرة المذكور فيها الحبكة الأبسودية

-"ويتحقق لمثل الأحداث تأثير أقوى من حيث إثارة الخوف والشفقة عندما 1- تقع فجأة وبلا توقع 2-وعندما تتتابع ويتوقف أحدها على الأخر فى نفس الوقت "ص116

"ويمكننا أن نستشهد على ذلك بتمثال ميتيس فى أرجوس والذى وقع فوق قاتل ميتيس فقضى عليه وذلك عندما كان هذا القاتل حاضرا أحد الأحفال العامة فمثل تلك الأحداث تبدو معقولة ولا تعزى إلى مجرد الاتفاق والمصادفة "ص116-"والأفعال التى تؤدى إلى مثل تلك التأثيرات أى الشفقة أو الخوف إنما تلك التى تسبب التراجيديا طبقا لتعريفنا لها "ص123

الخطأ هنا إصرار أرسطو على إثارة الخوف والشفقة وهما لا يجتمعان معا فالخائف لا يشفق لكون مشغول بخوفه  والمشفق لا يخاف لأنه لو خاف لن يقدر على الشفقة

ونلاحظ هنا اعتبار سقوط تمثال المقتول فوق القاتل فى بلدة أخرى حدث معقول وهو أمر على حد علمى وعلم كثير من الناس لا يحدث إلا مصادفة واحتمال وقوعه نادر جدا

-"والحبكة الدرامية إما أن تكون بسيطة وإما معقدة وأفعال الحياة الواقعية التى تحاكيها الحبكات تؤكد مثل هذا التمييز"ص120

الرجل يؤكد أن أفعال الحياة الواقعية التى تحاكيها الحبكات تؤكد مثل هذا التمييز بين البسيط والمعقد ولكن أفعال الحياة الواقعية يكون هناك تحول وتعرف فى البسيط منها وهو ما يناقض تعاريفه :

"وأعنى بالحبكة البسيطة ذلك الفعل الواحد المتواصل على النحو الذى سقناه من قبل والذى يتغير فيه خط البطل دون حدوث تحول أو تعرف "ص120

"أما الحبكة المعقدة فهى التى يتغير فيها حظ البطل إما عن طريق التحول وإما عن طريق التعرف وإما بهما معا "ص120

"التحول هو تغير مجرى الفعل إلى عكس اتجاهه على النحو السابق ذكره على أن يتفق ذلك مع قاعدة الاحتمال أو الحتمية كما قلنا آنفا"ص122

"والتعرف كما يدل عليه اسمه هو التغير أو الانتقال من الجهل إلى المعرفة مما يؤدى إلى المحبة أو إلى الكراهية بين الأشخاص التى قدرت عليهم السعادة أو الشقاوة وأجود أنواع التعرف هو التعرف المقرون بالتحول "ص122

التعرف عند أرسطو هو التغير أو الانتقال من الجهل إلى المعرفة مما يؤدى إلى المحبة أو إلى الكراهية بين الأشخاص والملاحظ فى الحياة أن التعرف قد يكون من معرفة إلى جهل كما يكون من جهل لمعرفة كما يحدث مع مصابى النسيان المسمين بمرضى الزهايمر حاليا وهى حالات تثير الشفقة وأحيانا قليلة الخوف عند البعض وكما يحدث مع من يكفر بعد إسلامه وليس حتما أن الانتقال للمعرفة من الجهل يؤدى للحب أو للكره فهناك معارف لا تجعل الإنسان يكره أو يحب كمن يعرف إنسان لإنسان أخر ليس بينهما علاقة أو كمجهول يتقدم لزواج الفتاة فنعرف اسمه وعائلته ووظيفته وأمور أخرى وقد يرفضه الوالد والفتاة لا حبا ولا كرها ولكن لأن ظروفهم لا تسمح بتجهيز الفتاة

-"وهذه الأجزاء السابقة عامة فى كل التراجيديات التحول والتعرف وهناك جزء ثالث الباثوس وهو مشهد المعاناة المستشفقة أى الباعثة على الشفقة ويمكن تعريفه بأنه فعل مؤلم أو مهلك كالموت والمقاساة الجسدية وما شابه ذلك من مشاهد تقع فى مجال الرؤية البصرية "ص123

 الخطأ أن المعاناة المستشفقة لابد أن تكون فى مجال الرؤية البصرية وهو كلام يجعل أنواع المعاناة الداخلية ومعاناة حتى خارجية لا ترى لاستحالة رؤيتها كمن هو مصاب بمرض جفاف الدموع فهو لا يبكى لأن الدموع لا تخرج من عينيه

-"ولنتحدث الآن عن الأجزاء الكمية أى الأقسام المنفصلة التى تنقسم إليها التراجيديا وهى : المقدمة البرولوج والمشهد التمثيلى الابيسود والمخرج الاكسودوس وغناء الجوقة وهو ينقسم إلى نوعين المدخل البارودوس والمنشد الاستاسيمون وهذه الأجزاء السابقة عامة فى كل التراجيديات  أما بعض التراجيديات ففيها بصفة خاصة أناشيد للممثلين ومنائح كوموس"ص127

الرجل هنا يؤكد غناء الجوقة والأناشيد والمنائح من ضمن أجزاء التراجيديا الواجبة وهو كلام يناقض قوله :

-"والحبكة الدرامية إما أن تكون بسيطة وإما معقدة وأفعال الحياة الواقعية التى تحاكيها الحبكات تؤكد مثل هذا التمييز"ص120

فأفعال الحياة الواقعية فى كثير من الأحيان لا يكون فيها غناء جوقة ولا أناشيد ولا منائح  فمعظم الناس يحيون حياتهم دون تلك الأمور اللهم إلا فى بعض المناسبات  كالأفراح والمآتم وحتى هناك أناس لا يقيمون تلك الأفراح الغنائية أو المنائح

-"وعلى هذا ينبغى أن تكون الحبكة الجيدة البناء على النحو التالى :ص 132

-        فردية فى موضوعها لا مزدوجة كما يقول البعض

-        وأن يكون التحول فى حظ بطلها من حال السعادة إلى حال التعاسة وليس من حال الشقاوة إلى حال السعادة

-        كما ينبغى ألا يكون هذا التحول نتيجة شر أو رذيلة ولكن بسبب خطأ ما أو سوء تقدير على أن يصدر ذلك من شخصية كالتى وصفناها أو خير منها لا أسوأ "ص 133

الرجل هنا يجعل الحبكة المزدوجة عيبا دون توضيح للأسباب التى من أجلها عابها ومع هذا يقر أن الناس يفضلون تلك الحبكة فى قوله :

"الحبكة المزدوجة ....وإذا كان هذا النوع من الحبكات مفضلا فإنما يرجع إلى ضعف تقدير المشاهدين لأن الشاعر التراجيدى حينئذ يسترشد فيما يكتبه بما تمليه رغبات متفرجيه "ص133

الخطأ هنا هو جعل إرضاء رغبات  الناس من قبل المؤلف عيبا فى المؤلف والحق أن هذا يعود لكون المجتمع عادل أو مجتمع ظالم فالمجتمع العادل لا يملى إلا كل خير بينما المجتمع الظالم لا يملى فى الغالب إلا الشرور ومن ثم فالمؤلف فى المجتمع العادل عندما يرضى الناس بما يؤلفه من عيب فى المنكر وأمر بالمعروف يكون هذا ليس عيبا وإنما ميزة والمؤلف فى المجتمع الظالم عليه أن يرضى الله بمحاربة الظلم والجهل 

"ولعل أسوأ تلك الاحتمالات جميعا تلك التى يهم فيها الفاعل أن يرتكب فعله ضد أشخاص يعرفهم ثم ينثنى عن تنفيذ ما هم به فهذا الأمر منكور كما أنه غير تراجيدى بسبب خلوه من المعاناة "ص143

"وطالما كانت المتعة التراجيدية تتمثل فى الشفقة والخوف "ص141

الخطأ هنا أن متعة المسرحية تكون فى الخوف والشفقة وهو كلام جنونى فالخوف لا يولد المتعة على الإطلاق فالتمتع لا يكون إلا بما تظن النفس أنه يسرها ويسعدها والخوف هو ألم والشفقة هى تألم هى الأخرى من أجل الأخرين ومن ثم لا يمكن أن يكونا مصدر متعة إلا عند بعض الشواذ

-"وكل نوع من الشخصيات يمكن أن يكون مؤثرا حتى ليشمل ذلك المرأة والعبد الرقيق مع أن المرأة يمكن أن تكون أدنى مرتبة ويكون العبد ممن لا قيمة لهم على الإطلاق "ص149

أرسطو هنا يفترض وجود شخصيات غير مؤثرة فى المسرحية وهو كلام يناقض أنه قال لابد لكل ما فى المسرحية أن يكون مترابطا بحيث إذا حدث وحذف جزء أو قدم أو أخر اختلت المسرحية   :

"والحقيقة أنه لما كان كل فن من فنون المحاكاة هو دائما محاكاة لشىء واحد فكذلك الحال فى الشعر فالقصة كمحاكاة لفعل يجب أن تعرض فعلا واحدا تاما فى كليته وأن أجزاؤه العديدة مترابطة ترابطا وثيقا حتى لو وضع جزء فى غير مكانه أو حذف فإن الكل التام يصاب بالتفكك والاضطراب "ص112

-"والأمر الثانى الذى ينبغى أن يهدف إليه الشاعر فى تصوير الشخصية هو الملاءمة فهناك مثلا نوع من الشجاعة الرجولية أو المهارة فى الكلام لا يليق إسناده إلى المرأة "ص149

الخطأ هنا هو أن هناك شجاعة رجولية ومهارة فى الكلام لا يمكن إسنادهم للمرأة  وهو كلام يتناقض مع الواقع الذى تحاكيه المسرحيات فهناك نساء لديهن شجاعة والشجاعة لا توصف بالرجولية والنسائية  فالشجاعة ثابتة للكل وكذلك مهارة الكلام كما قال تعالى بسورة آل عمران " إن الله لا يضيع  أجرعمل عامل منكم من ذكر أو أنثى "

-"أما الأمر الرابع فهو ثبات الشخصية أو تساوقها مع ذاتها طوال المسرحية وحتى ولو كانت الشخصية موضوع المحاكاة غير متساوقة مع نفسها وكان ذلك صفة من صفاتها فى المسرحية فينبغى أن تبقى هكذا غير متساوقة مع نفسها حتى النهاية "ص149

هنا أرسطو يناقض كلامه فى نفس الفقرة فثبات الشخصية شىء لازم ومع هذا يقر بوجود الشخصية المتذبذبة  التى لا تتفق مع نفسها والواقع هو وجود كل أنواع الشخصيات التى يزعم كون المسرح يحاكيها  

-"طالما نعزو إلى الآلهة الاطلاع على كل شىء "ص150

يعترف هنا أرسطو بتعدد الآلهة وعلى حد علمى فهناك كتاب اسمه أثو لوجيا منسوب لأرسطو يتحدث عن وحدانية الله وإن كان البعض  يقول أنه كتاب منحول عليه وأن الكتاب هو جزء من كتاب أفلوطين تاسوعات هناك أقوال فى كتبه الأخرى تبين أنه مقر بوحدانية الله

-"أما فيما يتعلق بالقصة سواء وجدها الشاعر جاهزة أو ابتدعها بنفسه فإنه ينبغى عليه قبل كل شىء أن يبسطها ويختصرها فى تخطيطة عامة ثم عليه بعد ذلك أن يوزعها "ص165

هنا يجيز أرسطو ابتداع الحكايات من النفس وهو ما يناقض أنه يقول أن الشعراء مضطرون لحكايا الماضى وهو قوله :

"فالشعراء لا يزالون مضطرين إلى أن يلجأوا إلى تلك الأسر التى وقعت فى تاريخها مثل تلك الكوارث المثيرة"ص 144

-"وهو أن كل مسرحية تراجيدية تتكون من جزئين أحدهما خاص بالتعقيد والأخر بالحل ويتشكل جزء التعقيد من الأحداث التى تقع خارج المشهد الافتتاحى بالإضافة إلى أغلب الداخلة فى المسرحية أما ما يتبقى من ذلك فهو الحل "ص169

هنا يقسم أرسطو المسرحية لجزئين الحل والعقدة وهو ما يناقض وجود قسمة الثلاثة البداية والوسط والنهاية فى قوله :

-"والكامل هو ما له بداية ووسط ونهاية "ص108

"والاسم صوت دال مركب من أصوات ولا يدل ص180 على الزمن "ص181

الخطأ كون الزمن ليس جزء من الاسم وهو كلام يخالف الواقع فهناك أسماء مرتبطة بزمن كالشمس والقمر والأرض والسماء فكل منها له زمن لد بداية ونهاية

"والفعل صوت مركب له دلالة ويدل على الزمن "ص182

 الخطأ هو أن كل الأفعال تدل على زمن وهو كلام لا ينطبق على أفعال الله فالله ليس داخل فى الزمان والمكان ومن ثم فالفعل كان فى قولنا كان الله ولا مكان لا يدل على زمن لن الله هو خالق الزمان الذى هو مرتبط بخلق المكان

"وجودة اللغة تكون فى وضوحها وعدم تبذلها فالحقيقة أن أوضح الأساليب اللغوية هو ما تألف من الكلمات الدارجة العادية إلا أنها تكون فى نفس الوقت مبتذلة "ص189

نلاحظ هنا التناقض بين كون أوضح الأساليب اللغوية هو ما تألف من الكلمات الدارجة العادية  ومع هذا يصفها بأنها مبتذلة فكيف يكون الواضح مبتذل ؟ وماذا يطلق على الغامض هل  هو الجميل مع أن الكثيرين أو لا أحد يفهمه ؟

-الملحمة "يجب أن تدور قصتها حول فعل واحد تام فى ذاته وكامن وله بداية ووسط ونهاية وكأنها كائن حى واحد متكامل فى ذاته "ص 197

هنا الملحمة قصة واحدة وهو ما يناقض كونها قصص متعددة فى قوله :

"كما ينبغى على الشاعر أن يتذكر ما سبق أن قلناه مرارا وهو ألا ينظم كتلة ملحمية كمسرحية تراجيدية وأقصد بالكتلة الملحمية ملحمة ذات حبكات وقصص متعددة"ص 170

"فإن التجربة تدلل على أن الوزن البطولى السداسى هو أنسب الأوزان للملاحم فلو أن شاعرا استخدم فى نظم ملحمة وزنا أخر أو عدة أوزان فستكون النتيجة تنافرا ونشازا "ص203

هنا الملحمة من الجائز أن تكون فى غير الوزن السداسى لكونه الأنسب ومع هذا فقد جعل لها وزنا واحدا فقط لا يمكن استخدام غيره فى قوله :

"والملحمة مثلها كمثل التراجيديا محاكاة لموضوعات جادة فى نوع من الشعر الرصين ولكنهما تختلفان فى 2 -لا تستخدم الملحمة سوى وزن واحد"ص89

""فقد اتضح أن الفن الذى يتوجه إلى كل وإلى أى إنسان هو الأقل شأنا "ص229"معنى هذا كما يقال هو أن الملحمة تخاطب جمهورا راقيا ليس فى حاجة إلى تفسير من الإيماء والحركة بينما تخاطب التراجيديا جمهورا شعبيا عاما وبناء عليه إذا كانت التراجيديا فنا مبتذلا فلابد وان يتضح أنها اقل شأنا من الملحمة "ص229

هنا الفن المتوجه لكل البشر وهو التراجيديا معيب  لأنه مبتذل ومن ثم فهى أقل شأنا وهو يناقض نفسه فيجعل التراجيديا هى الأفضل أى الأعظم شأنا فى قوله 

"وعلى هذا فإن التراجيديا من كافة الوجوه الأخرى هى الأسمى والأفضل لأن هذا العيب الذى ذكرناه ليس جزءا أصيلا منها "ص230"فإنه يصبح من البين أن التراجيديا تعد أسمى شكل فنى لأنها تبلغ غايتها على نحو أفضل من الملحمة "ص232

 

 

-"فإن العيب أو الخطأ الذى يقع فى تصويره ليس من جوهريات عيوب الفن الشعرى "ص216

الخطأ هنا هو اعتبار خطأ الشاعر فى التصوير ليس عيبا وماذا يكون الخطأـ سوى شىء معيب وكأنه يقول للشعراء أخطئوا فى التصوير كما تريدون فهذا لايعيبكم كما أنكم بهذا تجهلون الجمهور  ؟

"إذا كان الشاعر قد وصف أمرا مستحيلا فإنه يكون بذلك قد وقع فى خطأ إلا أنه يمكن تبرير هذا الخطأ إذا كان يخدم الغاية المستهدفة من الشعر نفسه "ص216

الرجل هناك يناقض نفسه فقد وصف وصف المستحيل بالخطأ ومع هذا فهو ليس عيبا أى خطئا ما دام لخدمة الغرض الشعرى وكأنه يقول أكثروا من الخطأ لخدمة الشعر والخطأ لا يمكن تبريره ما دام مقصودا

 

اجمالي القراءات 31675