سلام عليكم، طبتم وطاب مسعاكم.
مفاتح قارون، والثقب الأسود

ربيعي بوعقال في الثلاثاء ١٩ - يناير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

مفاتح ـ ج ـ مفتح :

اقرأ : (( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ ــ مَفَاتِحَهُ ـــ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ ))سورة القصص.

زعمت رؤوس (مقفلة) أن قارون كان غنيا (غبيا)، وكان يقتني  ـ بزعمها ـ عددا ضخما من مفاتيـح الأقفال يحملها معه على متون النوق والجمال وكان .. وكان ...الخ.

قال بوعقال: كلا ، بل كانت مفاتيح الرجل قليلة خفيفة، وربما لا تزيد عن  عدد أصابع القدم، وإذا ثبت ـ علميا ـ أن المفتاح لا يُتخذ ولا يقتنى إلا لفتح قفل خزانة،  فأنى للرجل أن يُخرج من بين طن من المفاتيح المفتاح المناسب لقفل خزانة معينة... هل يجرب مفتاحا بعد مفتاح مئات المرات إلى أن يطلع الصباح، فإن كانت عندكم طريقة أخرى للتمييز بين المفاتيح فأنا أول الراغبين فيها ، علما أن مفاتيحي ستة فحسب، منها مفتاح خاص يليق برؤوسكم.        

ـ قالت الرؤوس المقفلة: لعلها  مفاتيـــــح قليلة لكنها ثقيلة تُعجز عصبة من الرجال.

قال بوعقال: لو كان الأمر كذلك لفاق وزن  كل مفتاح وزن صاحبكم ولعجز قارون عن حمله وإدخاله في ثقب القفل، ولابد من اتساع كبير في الثقب بقدر رأس الآلة الضخمة، وبالتالي يمكن لرجل هزيل الجسم مثلي أن يتسلل من خلال الثقب الأسود إلى الحزانة ويعبث بمال قارون، فإن لم يكن السارق بحجمي الهزيل، وجب البحث عن خلفة الفأر الأصيل الذي خرج ـ بزعمكم ـ من دبر الفيل.

الخلاصة: (المفاتح) هي الخزائن، والمفرد:(مفتح)، وليس مفتاح. والظاهر أن قارون  هو أول مخترع للخزائن المحصنة.(Coffres-forts)ويبدو لي أنه كان منقبا بارعا يملك منجما من المعدن النفيس، ولقد أكلته الأرض وغار ماله كما تغور المياه : ((فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ))القصص. 

إضافة : من كتاب: (أحكام القرآن لابن العربي) حيث تقرأ ما يلي:

 قوله تعالى: (( أو ما ملكتم مفاتحه ))

فيه ثلاثة أقوال:
أحدها : أنه عنى به وكيل الرجل على ضيعته ، وخازنه على ماله ; فيجوز له أن يأكل مما هو قيم عليه ; قاله ابن عباس 
الثاني : أنه أراد به منزل الرجل نفسه ، يأكل مما ادخره فيه ، وهذا قول قتادة 
الثالث : أنه عنى به أكل السيد من منزل عبده وماله ; لأن مال العبد لسيده ; حكاه ابن عيسى  ... انتهى.

وجاء في سيرة هذا الأندلسي : أنه كان رئيسا محتشما ، وافر الأموال بحيث أنشأ على إشبيلية سورا من ماله ..

........................

اقرأ : ((وَعِندَهُ ـــ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ ــ لاَ يَعْلَمُهَاإِلاَّ هُوَ ...)).((قل لا أقول لكم عندي ـــ خزائن الله ــــــ ولا أعلم الغيب ...)).

اقرأ  وتدبر: (( قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ ...))

تأمل فكر و استنتج: ـ(على عِلْمٍ) اسم مجرور ـ ( لمْ يَعْلَمْ) فعل مجزوم.

ـــــــ ( لا أعلم ) منفي مرفوع ـ ( لاَ يَعْلَـــمُـــــهَا إلا هــــو ...) الاستثناء.

اجمالي القراءات 13918