أخطاء التحليل النفسى للأطفال لآنا فرويد

رضا البطاوى البطاوى في الخميس ١٧ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

أخطاء التحليل النفسى للأطفال لآنا فرويد
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
كتاب التحليل النفسى للأطفال هو أربعة محاضرات ألقتها آنا فريد بنت سيجموند فرويد صاحب نظرية التحليل النفسى على بعض المعلمين والمربين فى فيينا بهدف تثقيف هؤلاء فى تعاملهم مع الأطفال انطلاقا من إيمانها بنظرية والدها
والنظرية هى نظرية الهدف منها إشاعة الفوضى والانحلال فى المجتمعات ورفع المسئولية عن الناس تجاه جرائمهم
المحاضرة الأولى
"إنكم ستقولون ولا شك إننا كنا مؤمنين كثيرا بعقيدتنا ص28 فى قدرة الطفل على تذكر حياته الماضية ولكن كان يجب أن نعرف أن الطفل لا يفرق بين ما هو هام وما هو خال من الأهمية فى حياته الماضية "ص29
الخطأ الأول هو قدرة الطفل على تذكر حياته الماضية وبالقطع الأطفال يتذكرون أمورا ولكنهم كالناس فى عدم تذكرهم بعض الأمور فمثلا لا يمكن لطفل أن يتذكر عهد الرضاعة ولا ما جرى فيه لأن الطفل فى تلك المرحلة خاصة السنة الأولى لم تتكون لديه اللغة إلا بضع كلمات كبابا وماما والثدى (بز أو تز أو ..)والماء (امبوه. أو ماه..)والتبول والتبرز (أأح..)وهذه الكلمات لا تكون ذاكرة حدثية وإنما يكون لديه ذاكرة صورية صورة الأم والأب والأقارب والثدى أو الرضاعة المسماة البزازة وهذه الذاكرة غالبا إن لم يكن دوما ما تختفى بعد تعلم الكلام والفطام وفى جهل الطفل فى بداية حياته قال تعالى بسورة النحل " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "
الخطأ الأخر هو عدم تفرقة الطفل بين الهام وما هو خال من الأهمية فى حياته الماضية والحق هو أن الطفل يفرق بين الهام والخالى من الأهمية خاصة عندما تتعلق الأمور بشىء أوجعه كمرض ما أو حادثة أصيب فيها أو بشىء جعله يفرح ويسعد كطعام ما أو لعبة ما
"ولكن يجب أن تعلموا أن هناك سببا لخيبة الأمل الجديدة هذه فمن الواضح أن الحوادث التى نبحث عنها والتى لعبت دورا هاما فى نمو شخصية الفرد كانت من غير شك ألصق الحوادث بحياته إنها خبرات وتجارب يحرص عليها الفرد بصفتها أخص متاع وملك له ولذلك يظهر عليها وحده ويحجبها ويخفيها عن أعزائه كأنها أمور مخجلة تشعره بالخزى والعار وعلينا إذن أن نفكر فى هذا الأمر الماثل أمامنا ونتدبره ونعمل على أن نستمد الحقائق من الشخص الوحيد الذى يمكنه أن يعطينا المعلومات المتصلة بالحالة كلها "ص30
الخطأ الأول أن الشخص الوحيد الذى يمكنه أن يعطينا المعلومات المتصلة بالحالة كلها هو المريض نفسه أو الشخص نفسه وهو كلام جنونى فأفضل من يعطى المعلومات عن الشخص فى بداية حياته حيث الرضاعة وتعلم الكلام هو الأم ومن بعدها الأب ومن يحيطون به بينما كل شخص يكون جاهل بتلك الفترة من حياته ما لم يخبره الأبوان ومن حولهم بما فعله بالكلام أو عن طريق الصور والتسجيلات المرئية أو المسموعة وفيما بعد مرحلة الرضاعة تكون فترة ما قبل المدرسة لا يتذكر منها الشخص إلا القليل أو النادر وأفضل من يخبر بأحداث تلك الفترة الأسرة والجيرة الكبار وأحيانا معلمات أو معلمى الحضانات
والخطأ الأخر أن الحوادث التى نبحث عنها والتى لعبت دورا هاما فى نمو شخصية الفرد كانت من غير شك ألصق الحوادث بحياته إنها خبرات وتجارب يحرص عليها الفرد بصفتها أخص متاع وملك له ولذلك يظهر عليها وحده ويحجبها ويخفيها عن أعزائه كأنها أمور مخجلة تشعره بالخزى والعار
بالقطع ما يتذكره كل منا فى كبره عن طفولته يكون قليلا سواء كان المتذكر سعيدا أو سيئا وهو غالبا لا يخفيها وإنما يحكيها خاصة لأولاده وأصحابه من باب التسالى أو الاستفادة مما حدث معه أو من باب حفظ المآثر للأسرة
"قام الرأى القائل بأننا لا ننسى عادة أى شىء إلا ذلك الذى ترغب حقا فى نسيانه لسبب معقول قد يكون مجهولا لدينا تماما وعلى ذلك لا يقنع علماء التحليل النفسى بالتفسيرات العادية التى تعلل وجود تلك الفجوة فى الذاكرة الخاصة بعهد الطفولة بعد أن قاموا ببحوثهم فيها إنهم يعتقدون أن مثل هذه الظاهرة الغريبة من النسيان لا يمكن أن تحدث من غير أن يكون وراءها دافع عظيم القوة "ص33
الخطأ وجود دافع عظيم القوة وراء اختفاء ذاكرة الطفولة عند علماء التحليل النفسى وهو كلام جنون فلا يوجد دافع من الناس سواء عظم أو ضئيل لأن الله هو من جبل نفوس الناس على نسيان الكثير من عهد طفولتهم وحتى من العهود الأخرى ومن هنا جاءت المقولة "وما سمى الإنسان إلا لأنه ينسى "
"إن التشكيل الجديد الذى قام به التحليل النفسى لسنوات الطفولة الأولى يصل إلى سن الرضاعة عندما يكون كل ما يملكه الطفل لا يتعدى أكثر من الصفات الموروثة التى يستقبل بها الحياة عند ولادته وعلى ذلك يكون الرضيع فى حالة تصورنا خطأ أنها الحالة نفسها ص34التى يكون فيها عند التحاقه بالمعاهد التربوية وليس لدينا إلا القليل الذى يمكن أن نقرره بشىء من الثقة عن هذه المرحلة من الحياة فالطفل الصغير الذى نواجهه فيها يشابه إلى درجة كبيرة الحيوان حديث الولادة من كل الوجوه "ص35
نلاحظ اعترافا من آنا فرويد جهل الأطفال عند ولادتهم " إلى سن الرضاعة عندما يكون كل ما يملكه الطفل لا يتعدى أكثر من الصفات الموروثة التى يستقبل بها الحياة عند ولادته" ومع هذا تزعم ويزعم والدها ومدرسته أن الطفل يعرف الجنس من خلال الثدى مصه وعضه وهو كلام جنونى لأن الجاهل يعرف شىء
والخطأ أن الطفل الصغير الذى نواجهه في مرحلة الرضاعة وما عدها يشابه إلى درجة كبيرة الحيوان حديث الولادة من كل الوجوه
هناك الكثير من الحيوانات تولد أو تخرج من بيضها وهى لا تحتاج للرضاعة ولا تحتاج لوالديها وتبدأ حياتها وهى متعلمة تعليما إلهيا بحيث تعتمد على نفسها فى الطعام والشراب وحماية النفس
"ويسهل من هذا أن نفهم كيف يعد الطفل الصغير إخوته وأخواته أعداء له إنه يصبح غيورا منهم ويود لو أزيحوا بعيدا عن طريقه حتى يسترجع ثانية ظروفه الأولى التى تثير وحدها الرضى فى نفسه "ص37
الخطأ أن الطفل الصغير يعد إخوته وأخواته أعداء له وهو كلام عام ليس عليه دليل سوى ما يسميه البعض غيرة الأطفال وهذه الغيرة ليست عداوة دائمة وإنما هى لحظات قليلة فى حياة الأطفال تختفى بالتربية والتعليم لأنها لو كانت مبدأ فى حياة الأطفال لكانت حياتهم كلها قتالا وحروبا وضربا فى بعضهم البعض
"وهذه الرغبة فى فناء الإخوة والأخوات التى يشعر بها الطفل أمر طبيعى تماما وكلما زاد تقدير الطفل للاستئثار بأمه زادت رغبته قوة ونشاطا وعلاوة على ذلك فإن إتجاه الطفل العقلى كله نحو إخوته وأخواته هو فى بادىء الأمر اتجاه عدائى صرف "ص38" ويبدأ صراع عاطفى يضطرم فى نفسه عندما يلاحظ أن أمه التى تحب هؤلاء الإخوة والأخوات المشاكسين المتعبين – وهو لا يستطيع أن يفهم كيف يكون هذا- تتطلب منه أن ينزع من صدره كل هاتيك الرغبات العدائية ضدهم وأن يشاركهم فيها بل وتحمله على أن يحبهم أيضا "ص39
الخطأ السابق نفسه أن الطفل الصغير يعد إخوته وأخواته أعداء له ويريد أن يفنوا أو يموتوا للاستئثار بأمه وهو كلام جنونى فالرضيع لا يفهم معنى الكراهية ولا الحب حتى يكون له أعداء لكونه كما قلنا جاهل كما قال تعالى بسورة النحل " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "ولا يمكن أن يعرف الكراهية أو العداء حتى يتعلم الكلمة أو يفهم معناها كما يحدث عندما يقوم البعض بمضايقة الطفل والعمل على ابكائه مرارا وتكرارا فإنه عندما يراه يرفض الذهاب له ويسرع بالاختفاء من وجهه لو كان يسير أو يشيح عنه بوجهه تجاه والدته أو من هو معه ومن يرى الأخوة الأخوات وهم يلاعبون الطفل أو الطفلة ويعملون على إسعاده فإنه سيعرف حتما من تبسمه لهم وضحكه أنه يحبهم
" والدليل الناصع على ذلك على صحة وصفنا للصلات فى الأسرة هو أن الغيرة بين الاخوة والأخوات تكون أقل بكثير مما وضحنا إذا كانت الصلات بين الأطفال وأمهم ليست وثيقة ففى أسر طبقات العمال حيث لا تستطيع الأم أن تنشر ظلا وارفا من الرعاية على أطفالها نجد أن الحنو عند ولادة أطفال جدد يكون قليلا تبعا لذلك ومن ثم نلاحظ بين اطفال هذه الطبقات صلات من الحب والتعاطف أقوى بكثير من تلك الموجودة بين أطفال الأسر المتوسطة ففى الأخيرة يرى كل طفل فى إخوته وأخواته منافسين فى ممتلك جد حقيقى ونتيجة لذلك تطغى الكراهية والغيرة بشكل صريح أو خفى على الصلات بينهم"ص39
الخطأ أن الغيرة بين الاخوة والأخوات تكون أقل بكثير مما وضحنا إذا كانت الصلات بين الأطفال وأمهم ليست وثيقة
بالقطع أن الغيرة يكون لها أسباب متعددة ليست بالضرورة أن تكون العلاقة بالأم أو بالأب ومن ثم فغيرة الاخوة والأخوات مع قلة حدوثها تعود للعلاقة بين الأخوة والأخوات فى الغالب وأحيانا لأمور لا تتعلق بالمعاملة بين الاخوة وإنما بسبب ما كالقوة الجسدية أو ارتفاع التحصيل العقلى أو درجة جمال الجسد
"فالأب أشد خطرا وأعظم أهمية ويلعب الأب دورا مزدوجا فى حياة الطفل الصغير يكرهه الولد منافسا له عندما يقوم بدور صاحب الحق الشرعى فى امتلاك الأم وعندما يسافر معها ويخرج معها ويعاملها كأنها متاعه الخاص ويصر على أن ينام معها وحده ولكن من جهة أخرى فالطفل يحب أباه ويعجب به ويعتمد على معونته ويعتقد فى قوته وعلمه وعظمته ولا يرغب فى أكثر من أن يكون على شاكلته فى المستقبل "ص40
الخطأ أن الطفل الصغير يكرهه الولد منافسا له عندما يقوم بدور صاحب الحق الشرعى فى امتلاك الأم وعندما يسافر معها ويخرج معها ويعاملها كأنها متاعه الخاص ويصر على أن ينام معها وحده ولكن من جهة أخرى فالطفل يحب أباه ويعجب به ويعتمد على معونته ويعتقد فى قوته وعلمه وعظمته
وهو كلام جنونى لا يظهر إلا فى نفوس المرضى فالطفل لا يكره أباه بسبب نومه ورقاده مع زوجته لأن الرضيع أو من هو اكبر منه لا يعرف أساسا معنى الجماع بل إن كثير من الأطفال المراهقين يعيشون فترة من حياتهم وهم لا يعرفون معنى الجماع خاصة فى المجتمعات التى تشرح لأولادها الأمر وأتحدى أن يعرف تلاميذ المرحلة الابتدائية معنى الجماع مع ذكرها فى دروس الدين فى درس الصوم إلا عدد قليل جدا
لمي هو أن فرويد أخذ مقولة حب وكراهية الأب من أسطورة أوديب الاغريقية هى أسطورة حدثت لفرد وهى لا تصلح للتعميم ولا حتى تصلح لما ذكره هنا فرويد وابنته فالرجل الذى تزوج أمه ثم عرف فيما بعد أنها أمه لم تكن مشكلته فى طفولته مع والده
"إن ما تكشفون عنه فى بيت الأطفال أو فى المدرسة ليس إلا الظواهر الناتجة عن ذلك العهد الأول من الحياة فالأطفال الذين تصفونهم بأنهم مشاغبون وغير اجتماعيين ولا يقنعون بشىء مطلقا إنما يستبدلون رفقاءهم فى المدرسة بإخوتهم وأخواتهم وهم فيها إنما يناضلون معهم أنواع الصراع التى عجزوا عن أن يفضوها فى بيوتهم أما الكبار من الأطفال الذين يثورون بشدة إذا ما حاولتم أن تفرضوا عليهم ابسط أنواع السلطان أو أولئك الذين أصبحوا فى حالة من الجبن والاستسلام بحيث لا يجرئوا عن أن يرفعوا ص41 أعينهم فى وجوهكم أو يتكلموا بصوت مسموع فى صفوفهم هؤلاء جميعا ليسوا فى الحقيقة سوى صغار الأطفال أنفسهم ولكنهم حولوا نحوكم رغباتهم فى موت آباءهم وكبتهم العنيف لهذه الرغبات مما أدى إلى ذلك اليأس والاستسلام ومن ثم يلمسون تعليلا لظاهرة ملأتكم فى أول الأمر دهشة واستغرابا والواقع أن الأطفال فى السادسة من عمرهم يأتون إليكم مجهزين باستجابات قد تم تكوينها من قبل وأنهم إنما يكررون هذه الاستجابات معكم وكل ما نقع عليه أبصاركم من سلوك وأفعال ليست إلا إضافة وتكرارا لأنواع قديمة جدا من الصراع ليس لكم فيها من الثر إلا النزر اليسير "ص42
هذه الفقرة أعادت فيها آنا نفس الأخطاء :
الأول كراهية الاخوة والأخوات تتحول لكراهية الزملاء وهو قولها "فالأطفال الذين تصفونهم بأنهم مشاغبون وغير اجتماعيين ولا يقنعون بشىء مطلقا إنما يستبدلون رفقاءهم فى المدرسة بإخوتهم وأخواتهم وهم فيها إنما يناضلون معهم أنواع الصراع التى عجزوا عن أن يفضوها فى بيوتهم"
وهو كلام يتناقض مع العلاقات الودية بين الأطفال فى الحضانات والمدارس وهى علاقات لا يعكرها سوى بعض المشاكل القليلة التى تقع أحيانا من شتائم أو تشاجر بالأيدى
الثانية كراهية الأطفال للآباء تحول لكراهية المعلمين والمعلمات وهو قولها " ليسوا فى الحقيقة سوى صغار الأطفال أنفسهم ولكنهم حولوا نحوكم رغباتهم فى موت آباءهم وكبتهم العنيف لهذه الرغبات مما أدى إلى ذلك اليأس والاستسلام"
وهو كلام يتناقض مع حب الأطفال للمعلمين والمعلمات فى دور الحضانة والمدارس ولا توجد تلك الكراهية إلا نادرا بسبب ليس هو الرغبة فى موت آباءهم وإنما بسبب الضرب مثلا من قبل المعلم أو بسبب التوبيخ أو بسبب عدم الرغبة فى التعلم
المحاضرة الثانية
" حقا قد نجد حالات فى محاكم الأحداث وفى عيادات الأطفال لأولاد قاموا فعلا بدور الآباء مع أمهاتهم على أتم استطاعتهم تبعا لنموهم الجسمى وحالات لبنات صغار اتصل الآباء بهن اتصالا جنسيا ولكن فى مثل هذه الحالات جميعا لم تكن قوة الطفل ونشاطه هما السبب فى تحقيق رغباته العاطفية بهذا الشكل المنحرف وإنما كان سبب ذلك الرغبات الشاذة لدى الكبار الذين استغلوا عواطف الطفل نحوهم فى إرضاء شهواتهم الخاصة "ص53
الخطأ هو أن كل حالات الاتصالات المحرمة بين الأولاد والأبوين سببها الكبار الذين استغلوا الأطفال وهو كلام ليس صحيحا فهناك بعض الأطفال مارسوا الجنس مع أحد الأبوين التذاذا ورضاه ورضا الأخر
" لقد كان التحليل النفسى أول ما حرر نفسه من من الأحكام والفروض والتعصبات التى حاول الكبار أن يقدروا بها طبيعة الأطفال منذ اسحق العصور ونتيجة لهذا نجد كثيرا من العادات السيئة التى لم يستطع تفسيرها مطلقا حتى الآن تترابط فى كل منظم بشكل على أعجب ما يكون النظام إننا نكشف عنها سلسلة حتمية من الحادثات لا أفعالا صدفية غير مترابطة تساير أدوار النمو
"ص57
الخطأ أن نظرية التحليل الجنسى قد فسرت كثير من العادات السيئة التى لم يستطع أحد تفسيرها فى كل منظم عبر أدوار النمو فى الطفولة وهو كلام مردود عليه بأن تلك العادات السيئة قد تتكون فى الكبر ولا تكون فى الصغر ولا تفسير لوجودها فى الكبر دون الصغر من خلال تلك النظرة فمثلا قد يدخن البعض فى الكبر ومثلا قد يقرض البعض أصابعه فى الكبر دون الصغر ومثلا قد يلعب البعض فى عضوه نتيجة وجود المغريات الشهوانية فى الكبر وبالقطع تعود تلك العادات لأسباب متعددة مثل الضيق أو تقليد الأصحاب أ و نتيجة المشاكل التى يواجهها فى كبره ومعظم إن لم يكن كل تفسيرات النظرية هى تفسيرات خاطئة فى الصعر حيث ترد كل المشاكل للشهوة الجنسية وهى لا تنشأ لى الإطلاق فى الطفولة الأولى حتى عشر سنوات أو حتى أكثر فكيف تفسر بأشياء لا وجود لها إلا فى خيال فرويد المريض هو ومن تبعه ؟
"وهكذا نرى أن الطفل يمص لأنه يستمتع بالمص وتصبح الآن اللذة التى يستشعرها الطفل من تعاطى الغذاء تصبح لذة فى حد ذاتها "ص59
الخطأ أن المص مص الطفل الغذائى تحول للذة جنسية وهو كلام جنونى فشهوة الطعام والشراب لا تتحول لشهوة جنس لمجرد التشابه بين مص الطفل للثدى للرضاعة أو للطعام وبين الزوج لثديى زوجته أو مصها لقضيبه أو مصه لمهبلها للمتعة الجنسية
"وإذا تذكرتم قائمة الاتهامات ضد الطفل تجدون فيها العادات العارمة التى ترجع أصولها إلى هذا العهد من الحياة ولكنها تستمر إلى ما بعد هذا العهد وأشير هنا إلى الشره ومحبة الحلوى "ص59
الخطأ أن عادات الشره الطعامى وحب الحلوى تعود لعهد الرضاعة حي الجنس المزعوم وهو كلام يظهر فيه الجهل فى التفرقة بين شهوة الطعام وشهوة الجنس لو كان المصدر واحد وهو الجنس فلماذا فى الكبر تكون شهوتين متفرقتين حيث لا يكن القول أنهما واحد حيث شهوة الطعام فمية فقط بينما شهوة الجنس تستعمل كل الأعضاء ؟
" فكذلك يحاول الطفل الآن أن يقبض إفرازاته ويتلاعب بذلك الجزء الخاص من الجسم كيما يحصل على اللذة نفسها "ص61
الخطأ أن تلاعب الطفل ببرازه أو بوله هى لذة وهى مقولة جنونية فلا أحد دخل فى نفس الطفل حتى يعرف أنها لذة والتفسير الصحيح هو أن الطفل يفعل ما يسمى الفضول أو حب الاستطلاع فهولا يفعل هذا فقط مع البول والبراز ولكن يلعب بالتراب والطين وسائر ما يقع فى يديه حتى يعرف حقيقة الأشياء كما يظن
"وإذا كان تجريب الطفل وتهذيبه يمنعانه منعا شديدا من أن يستمر فى القيام بذلك النشاط فإنه عن طريق ألعابه المشروعة فى الرمل والماء والطين ثم فى عبثه بالأصباغ بعد ذلك يتعلق بذكريات تلك اللذة التى قدرها كل التقدير مرة فى حياته من قبل "ص62
الخطأ رد ألعاب الطفل المشروعة فى الرمل والماء والطين ثم فى عبثه بالأصباغ إلى تلك اللذة باللعب بعضوه فى البول والبراز وهو خطأ لأن الغرض ما يفعله الطفل هو أن يعلم لأنه مخلوق جاهل لا يعلم شىء كما قال تعالى بسورة النحل " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"
"ودائما ما يشكو الكبار من أن الطفل فى هذا العهد قذر ويفعل عادات شنيعة وهم فى الوقت نفسه يميلون على الدوام لأن يلتمسوا له المعاذير "ص62
الخطأ وصف الكبار للرضع بأنهم قذرين وهو كلام خاطىء لأن الكبار يعرفون أن الرضيع ليس قذرا لأنه عاجز عن تنظيف نفسه
"إن كل ما يبدو لنا رائحة كريهة فظيعة يتلمسها الطفل ذكية الرائحة وبالطبع يمكن إن أردنا أن نعتبر الطفل عارما لان الروائح الكريهة تكسبه لذة "ص63
الجنون هنا أن الرائحة الكريهة الفظيعة يتلمسها الطفل ذكية الرائحة وهى لذة له وهو كلام خاطىء لأن الطفل لم يعرف معنى الكريه والذكى حتى يميز بينهما
"إذ يبدأ الطفل يلعب بأعضائه التناسلية وفى هذا العهد الجديد يتجه ظوؤه للعلم نحو الكشف عن الفروق بين جسمه هو وأجسام إخوته وقرنائه فى اللعب إنه ليسر من أن يظهر أعضاءه التناسلية عارية لغيره من الأطفال ويطلب منهم مقابل ذلك أن يرى أعضاءهم "ص64
تتحدث هنا آنا عن مجتمع خاص متخلف وليس عن كل المجتمعات فالكثير من المجتمعات تستر أطفالها بالملابس ولا تسمح لهم بالبقاء عرايا أمام بعضهم وحتى عندما يغيب الأطفال عن رقابة الكبار فنادرا ما تحدث عملية المقارنة
هذه العملية نشأت نتيجة ظروف معينة كاختراع المباول فى الحضانات والمدارس والتى تجعل الأطفال يرون عورات بعضهم بعض
"ولكن الحد الأقصى للنمو الذى يصل إليه الطفل فى نواح كثيرة خلال ذلك العهد أعنى فى سنتيه الرابعة والخامسة يقابل فى نظر الكبار الذين يقومون بتدريبه الحد الأقصى لعاداته السيئة "ص64
الخطأ أن العادات السيئة تنتهى بالسنتين الرابعة والخامسة وهو كلام لا دليل عليه فالعادات حسنة أو سيئة ليس لها زمن معين للانتهاء فالتحكم مثلا فى البول والبراز الغالب هو أنها تنتهى عند غالبية الأطفال فى سن الثانية والثالثة ولا تستمر فيما بعد ذلك إلا فى حالات نادرة والشره وحب الحلوى شىء يستمر مدى الحياة وقد ينقطع فى سن معين بسبب حادثة ما كمرض السكر أو وجود كرش أو وجود وجع بالجهاز الهضمى
"وقد رأينا كيف أن الحصول على اللذة هو هدف الطفل الرئيسى فى الحياة بينما يريد الراشد تدريبه على أن مطالب الحياة الخارجية أكبر أهمية من دوافعه الغريزية "ص65
الخطأ هنا أن الحصول على اللذة هو هدف الطفل الرئيسى فى الحياة والمراد باللذة هنا اللذة الجنسية التى لا وجود لها فى تلك المرحلة إلا فى خيال أصحاب التحليل النفسى لأن أعضاء الجنس لا تعمل على الاطلاق فى الطفولة المبكرة بدليل أن الأعضاء تبدأ فى العمل فى بداية المراهقة حيث ينتصب القضيب ويمنى ويتفتح المهبل ويمنى وتكبر الأثداء ويظهر الشعر فى مناطق محددة وتظهر الدورة الشهرية
"والدور الذى تقوم به الأعضاء التناسلية فى السنة الرابعة أو الخامسة من حياة الطفل هو تماما الدور نفسه الذى يقوم به الفم فى السنة الأولى أو المخرج فى الثانية "ص66
الخطأ وجود أعضاء تناسلية فى الأطفال الصغار ومن المعروف أن التناسل يبدأ فى مرحلة المراهقة
والخطأ الأخر أن الفم والمخرج وهو فتحة الشرج تعمل كأعضاء جنسية فى سنوات الرضاعة ومن المعلوم أن فتحة الشرج ليست عضوا جنسيا إلا لدى الشاذين
"ويتعلم الطفل تحت ضغط هذه الأخطار الفظيعة التى يهدد بها أن يهجر أساليبه الطبيعية وهو إذ ينقطع عن هذه الأفعال فى أول الأمر إنما يتصنع أنه قد غير من اتجاهه خوفا من الكبار أو بسبب حبه إياهم ثم يبدأ يصف بالبشاعة ما يظهر له جميلا وينعت ما هو مؤلم له بأنه سار لذيذ وكلما زاد تشربه بوجهة نظر الكبار فإنه يقبل قيم الأشياء عندهم على أنها القيم الصحيحة وإذ ذاك يبدأ ينسى أنه شعر فى وقت من الأوقات بشكل مغاير لما يشعر به "ص69
الخطأ أن الطفل يصف بالبشاعة ما يظهر له جميلا وينعت ما هو مؤلم له بأنه سار لذيذ وهو كلام يعتمد على وجود معرفة مسبقة لدى الطفل بالبشع والسار وهو كلام غير صحيح فهو يتعلم البشع والسار من خلال الأبوين والمقربين ولذا قال الله فى التربية أنها فى الصغر فقال بسورة الإسراء "وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا "
"وفى الوقت الذى يطرد الطفل فيه من ذاكرته كل التجارب اللذيذة التى كانت عزيزة عليه يدفع بعهد الطفولة كله وما يتصل به من مشاعر وخبرات بعيدا عن ذاكرته إنه ينسى ماضيه الذى يتراءى له الآن إذا ما تأمله شيئا منفرا عديم القيمة ولهذا السبب نفسه يظهر ذلك الفراغ فى ذاكرته وذلك الحاجز المنيع "ص70
الخطأ طرد الطفل من ذاكرته كل التجارب اللذيذة التى كانت عزيزة عليه بعيدا عن ذاكرته فينسى ماضيه
هذا كلام تخريفى يعارض ما يحكيه كل واحد منا لأولاده وأصحابه وأقاربه وزملائه عن ذكريات الطفولة بحلوها ومرها
المحاضرة الثالثة
"أعنى أن كل هذه الأمور تحدث بشكل لا شعورى دون أن يستطيعوا لها إدراكا "ص74
الخطأ هنا مقولة اللاشعور فهى مقولة أدخلت فى تلك النظرية بهدف تبرير الجرائم دون محاسبة عليها وهى تتعارض مع قوله تعالى " كل نفس بما كسبت رهينة " فلا توجد أفعال لا شعورية من قبل النفس
"فقد رأينا أن أهمية أية حادثة ليست ضمانا لثبوتها فى ذاكرتنا بل على العكس من ذلك بل على العكس من ذلك نجد أن أعظم الانطباعات أهمية هى التى تشيح عادة عن تذكرنا إياها "ص74
الخطأ أن ما تتذكره النفس ليس هم المهم والحق هو أن الذاكرة الإنسانية من يتحكم فيها هو الله تعالى والله تعالى قد وضع للتذكر قانونا وهو أنه يذكرنا بجرائمنا مرات عديدة حتى نتوب منها حتى لا يكون لدينا حجة فى أننا لا نعرفها والدليل على عدم تحكمنا فى الذاكرة هو أن هناك حادثة ما أو معلوما ما نعرف أننا نعرفها ولكننا لا نتذكرها طالما أردنا تذكرها ولكنها تأتى فجأة بعد أن ننسى أن نريد تذكرها
" كما علمتم من المثال الخاص بالصلة بين التلميذ ومعلميه إن الطفل يحول اتجاهاته العاطفية نحو شخص ظهر فى حياته الماضية إلى شخص أخر فى حياته الحاضرة ومن الواضح أن يضطر الطفل فى غالب الأحوال لتفسير الموقف الحقيقى الواقعى من جديد أو لأن يسىء فهمه وأن يجد أنه لزوما عليه أن يحرفه ويقنعه على أشكال كثيرة مختلفة كثيرة حتى يجعل هذا التحويل العاطفى أمر ممكنا "ص80
الخطأ هو التحويل العاطفى فى مرحلة المدرسة أو الحضانة فهو يستبدل الأم بالمعلمة أو المعلم بالأب وهو كلام غير مقنع فالعاطفة لا تتحول من الأبوين وإنما تحدث علاقة جديدة تعتمد على الانطباعات الأولى فالطفل عندما يجد رحمة وليونة وسرور يحب هذا الجديد ولكنه لا ينسى أمه أو أبيه وهناك حالات خاصة شاذة نتيجة الحنان الزائد فى البيت فيرفض الطفل الجلوس فى الفصل ويبكى لساعات أو نتيجة الحرية الزائدة وهى تجربة كانت خاصة بى فى صغرى فقد كنت متعودا على السير والذهاب للأماكن المختلفة طوال النهار وأحيانا فى ساعات الليل الأولى فكنت لا اجلس فى بيت أو مكان إلا مدة يسيرة ولذا كانت المدرسة بالنسبة لى سجنا ومن ثم تعودت الهروب والفرار يوميا لتلك الأماكن حتى علمت والدتى فكانت تحملنى يوميا على كتفها وأنا فى السادسة لتذهب بى للمدرسة ولا تتركنى أغادرها حتى تعودت على جو المدرسة نتيجة رحمة مدرستى
"والتحليل النفسى على العكس من كل التعاليم التى تلقيتموها يؤكد أن الغرائز الجنسية للإنسان لا تستيقظ فجأة بين الثالثة عشر والخامسة عشر "ص80 أى فى دور المراهقة ولكنها فعالة من بدء نمو الطفل وتتغير بالتدريج من شكل إلى أخر وتتطور من مرحلة إلى أخرى حتى تنتهى بالحياة الجنسية للراشد فى أخر الأمر "ص81
الخطأ وجود حياة جنسية فى سنى الطفولة المبكرة وهو كلام جنونى كما قلنا فلا منى ولا جماع وحتى ما يستخدم فى الجماع النظرية تعتمد فيه على الفم وفتحة الشرح والقضيب والمهبل ولو كان هناك جنس فعلى لكانت كل أعضاء الجنس مستخدمة فيها كالأيدى والأرجل والأوراك والأثداء
"فكل من سنحت له الفرصة لأن يختلط كثيرا بالأطفال من الثالثة إلى الرابعة أو باللعب معهم ليدهش من ثروة خيالهم وبعد نظرهم ونباهة عقولهم ومنطقهم القويم فى أسئلتهم واستنتاجاتهم بيد أن هؤلاء الأطفال أنفسهم ليظهرون للراشدين الذين يتصلون بهم اتصالا وثيقا أغبياء وسطحيين ومملين بعض الشىء"ص85
الخطأ هو اتصاف أطفال الثالثة بثروة خيالهم وبعد نظرهم ونباهة عقولهم ومنطقهم القويم فى أسئلتهم واستنتاجاتهم وهو كلام جنونى فهؤلاء سفهاء كما وصفهم الله عقولهم تتقدم يوما بعد يوما ولكن ليس إلى حد المنطق القويم فى السؤال والاستنتاج فى سن الثالثة فهم فى تلك السن يريدون المزيد من المعرفة والكلمة الشهيرة عند أهل مصر "ايه ده "أى ما هذا يكررها كل الأطفال
"وإن نحن رأينا الأطفال الأكبر سنا خاملين غير فعالين بمقارنتهم مع الطفل الصغير فإن انطباعنا هذا عنهم أمر صحيح تمام الصحة إن التضييق الذى يفرض على تفكيرهم والموانع التى تقام فى طريق نشاطهم الطبيعى تسبب خمولهم وعجزهم عن العمل "ص86
الخطأ أن الأطفال الأكبر سنا خاملين غير فعالين على عكس الأطفال الصغار والحقيقة أنه ليس خمولا ولا عدم فعل ولكن التطور العقلى يحد من الأفعال المؤذية والأفعال غير المسئولة خاصة أن هناك عقوبات على الأطفال الكبار أكثر ألما من الصغار وهم مع ذلك ينتجون وينشطون فيما يعرفون أنه خير لهم وخير للأخرين
" وقد سلك المعلمون سلوكهم فى المدارس منذ أن بدا التعليم من قديم الزمان كأنهم فطنوا إلى أن الطفل فى هذا العهد يكون أقدر على التعليم كلما كان أقل استسلاما لغرائزه ولذلك كانوا ينزلون أشد العقاب ويعاملون بالقسوة كل طفل فى المدرسة يعمل على إعلان رغباته الغريزية أو يحاول إرضاء لذاته "ص90
الخطأ أن المعلمين هم من فطنوا إلى أن الطفل فى هذا العهد يكون أقدر على التعليم كلما كان أقل استسلاما لغرائزه والحق هو أن الله من علم الناس أن التربية تكون فى الصغر كما قال تعالى " وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا "
وأما العقوبات فهى أمر مقرر لكى من يخالف الأحكام ولكن فى حالة الأطفال يكون العقاب أقل ثم يزداد فيما بعد لأن الأمور لو تركت لكل صغير وكبير فلن تكون سوى الفوضى والجنون وهو هدف من أهداف نظرية التحليل النفسى وهو ما تحكيه المسلسلات والأفلام الأمريكية والأوروبية عن جرائم مثل أكل الأعضاء الآدمية الحية والتعذيب قبل القتل واختراع آلات تعذيب أو آلات لاجراء تجارب على البشر دون رضاهم وهم أحياء أو سلخ جلود البشر
"وفى هذا العهد تصل الغريزة الجنسية إلى مرحلة الرشد التناسلى يعد أن تكون قد مرت بجميع المظاهر المتتابعة المتداخلة مرورا ناجحا ويجب أن تتصل الآن بحب شخص أخر لا يمت إلى أسرة الناشىء بصلة "ص93
الخطأ أن الرشد التناسلى ينتهى بحب شخص أخر وهو كلام يدعو للفاحشة وإنما ينتهى بزواج فممارسة الشهوة ليست حبا فى غالب الأحوال وإنما قضاء للمتعة
"إن المربين الأول والطفل الصغير فى عهد الطفولة الأولى يقفان على طرفى نقيض حزبين متعاديين فالوالدان يريدان شيئا لا يرغب الطفل فيه والطفل يريد شيئا لا يرغب الوالدان فيه ولكن الطفل يعمل على تحقيق أهدافه بحرارة كلية غير منقسمة ولا يبقى لدى الوالدين سوى التهديد والوعيد واستعمال العنف وهنا تبرز وجهة نظر تضاد وجهة نظر أخرى على خط مستقيم ويرجع كسب الوالدين المعركة دائما تقريبا إلى تفوقهما فى القوة الجسدية على قوة الطفل "ص96
تظهر آنا فرويد أن هناك معركة تدور بين الطفل والأبوين ينتصر فيها الأبوين بسبب قوة الجسد والتفوق وهى مقولة خاطئة فالمعارك لا تدور بين من لا يعلم شيئا وبين العالم ومن لا يعلم شيئا لا يكون لديه إرادة لأن الإرادة مبنية على العلم وفى انعدام علم الطفل قال تعالى بسورة النحل "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "
ومن ثم كيف تكون هناك معركة والطفل لا يميز عدو من حبيب ولا صواب من خطأ ؟
وحكاية الانتصار بالقوة الجسدية هى ضرب من ضروب الجنون فالأبوين يتعاملان بالعقل فى التربية وليس بالجسد لأن الجسد لا يعرف الصواب من الخطأ ولا الحق من الباطل
المحاضرة الرابعة
" ويتعرف المحلل النفسى فى أثناء قيامه بوظيفته العلاجية الخاصة بتحليل مثل هذه القوى المانعة المحرمة المزعجة التى تتكون فى أثناء النمو – يتعرف ولا شك على التربية من أسوأ جانب لها إنه يشعر أن المربين كانوا يرمون العصافير بقنابل المدفعية "ص108
آنا فرويد هنا تريد اشاعة الفواحش فى المجتمعات فهى تعتبر الموانع المحرمة مزعجة للأطفال وتصفها بأنها قنابل تطلق على عصافير وكأن تعليم الطفل عدم التعرى وعدم التبول والتبرز وفى ملابسه أو فى أى مكان كاشفا عورته وتعليمه عدم اللعب فى عضوه وتعليمه عدم ضرب الأخرين سبهم أصبحت محرمات مع أنها من الأمور القليلة التى يتفق فيها البشر على اختلاف أديانهم
النظرية من ضمن هدفها اشاعة الفوضى فى المجتمعات من خلال عدم تعليم الأطفال المبادىء الأولى
"فلقد ظهرت فى البنت الصغيرة ميول ماسو شيه ص111قوية إما نتيجة لاستعدادها الطبيعى الخاص أو نتيجة لخبراتها الأولى العميقة الأثر ولذلك أصبح كل عقاب بالضرب يوقع عليها مهيجا جديدا للشهوة الجنسية وللسلوك الجنسى قارنوا هذه الحالة من حالات الإهمال بحالة الكبت التى شرحتها من قبل "ص122
الخطأ أن الميول الماسوشيه لدى البنت نتيجة لاستعداد طبيعى خاص وهو ما يسمى الوراثة وهو كلام يتنافى مع ولادة كل الأطفال وهم لا يعلمون شيئا كما قال تعالى بسورة النحل "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "
الماسوشيه هو الاحساس بمتعة الجماع عند الضرب قبل أو أثناء الجماع
الباب الأول الأفعال الخاطئة التى يقوم بها الكبار
"ولكن الأطفال لن يطيعوكم أبدا إذا وجهتم إليهم أوامركم بالشكل الآتى مثلا الآن اذهب واخلع ملابسك أقول بسرعة الآن "ص119
يبدو أن آنا فرويد لم تنجب أطفالا أو لم تكن أما طبيعية فالأطفال يطيعون الأوامر غالبا مثل الآن اذهب واخلع ملابسك أقول بسرعة الآن عندما يكون الأبوين قد أسعداه بلبس جديد أو لعب أو فسحة او ذهبا معه لمكان يحبه
"ولا تقولوا مطلقا يجب أن تفعل هذا يحب أن تفعل ذاك فما من أحد يجب عليه أن يفعل شيئا "ص119وعلى ذلك ما من طفل يجب عليه أن يفعل شيئا "ص120
الخطأ أن الطفل لا يجب عليه شىء وهو كلام جنونى فالأطفال يجب عليهم أمور عدة كالاستئذان قبل الدخول على الوالدين فى أوقات محدد ويجب عليهم ألا يتبرزوا أو يتبولوا على أنفسهم ويجب ألا يضربوا الأخرين أو يشتموهم عندما يعرفون معانى تلك الكلمات وكما قلنا فإن النظرية تهدف للفوضى فى المجتمع عندما تنفى واجبات الأطفال كليا
"إن الولد فى الثامنة من عمره إنسان صغير جبان لا يضر ولا يؤذى يهلع عندما ينبح كلب فى وجهه "ص121
الأطباء أو العلماء النفسيين يبدون كالبله عندما يعتبرون أن الحالات فى المستشفيات وفى عياداتهم تنطبق على كل الأطفال أو الناس فهناك من أبناء الثامنة ومن هو أقل سنا أو أكثر وهو شجاع لحد التهور بلطجي لحد استخدام الأسلحة أيا كانت يضرب الكلاب والقطط وغيرها لأن أهلهم عودوهم على نمط معين من الحياة بالتربية القاسية مع وجود حنان ورحمة لديهم تجاه أطفالهم






اجمالي القراءات 12069