الحرية في بلدي
الانتخابات التركية ونظائرها في بلادنا

محمد مهند مراد ايهم في الإثنين ٠٢ - نوفمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

تحاملت على نفسي اليوم وكسرت على أنفي 10 كغ من البصل , وأوقفت التلفاز عند القناة الفضائية السورية ( التابعة للنظام ) كان اللقاء في القناة حول الانتخابات التركية , حقيقة لو كنت قادما من كوكب آخر لأحسست أني أستمع إلى ملوك الحرية والديموقراطية , بل هم ملائكتها وقديسوها الطاهرون , نقد لتلك الانتخابات المليئة بالتزوير ومظاهر القمع للشعب التركي المسكين المغلوب على أمره من قبل حكامه المزورين المستبدين ,تفنيد صادق نابع من قلوب طاهرة نقية لتلك الانتخابات التي " والحمد لله " لم نشهد لها مثيلا من قبل , تذكرت حينها انتخاباتنا النزيهة ( أيام الحرية والعدالة والتنمية في بلادنا ) حين كان الناخب عندنا ( للانتخابات الرئاسية ) يدخل للمركز الانتخابي , بكل فخر واعنزاز وحرية , يلتفت يمنة ويسرة ويطأطئ رأسه خجلا وفخرا برجال المخابرات الذين يملؤون جنبات المركز الانتخابي , ويتأملون كل ناخب يرمقونه بنظرات الحنان والرعاية والبهجة به .
حقيقة كانت الحرية عندنا قد وصلت لوضع غير مسبوق في السموات والأرض , كان الناخب من أبناء بلدي لديه القدرة على الادلاء بصوته وصوت كل الشعب السوري (نيابة عنهم ) بكل حرية , عدد الذين يحق لهم التصويت يبلغ 10 مليون من الشعب السوري , بيد أنه من دواعي فخرنا واعتزازنا بديموقراطيتنا الملائكية , انه كان يبلغ عدد المصوتين يتجاوز المائة مليون , ومن دواعي الفخر أيضا , أن الاوراق التي تخرج من الصندوق لا داعي لفرزها فلا يمكن أن ترى ورقة واحدة تختلف عن الأخريات , الكل متفق بكل حرية على مرشح واحد , حقيقة اجماع لم يسبقنا إليه الأولون ولن يصل إليه اللاحقون إلى يوم يبعثون .
ألا ترى معي أخي الكريم , مدى الازدهار والرقي الذي وصلنا إليه اليوم في بلدنا مما حصدناه مما قد زرعوه من حرية وديموقراطية وكرامة وعزة للمواطن في بلدي ...........

اجمالي القراءات 9511