كارثة الاحصاء العام للسكان و السكنى في شان هوية هذه الارض الامازيغية
كارثة الاحصاء العام للسكان و السكنى في شان هوية هذه الارض الامازيغية

مهدي مالك في الإثنين ٢٦ - أكتوبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

 

كارثة الاحصاء العام للسكان و السكنى   في شان هوية هذه الارض الامازيغية

مقدمة                                                    

احتفل امازيغي المغرب يوم 17 اكتوبر الماضي كما هو معلوم بالذكرى 14 سنة على خطاب اجدير التاريخي و تاسيس المعهد الملكي للثقافة الامازيغية حيث يعتبر هذا الحدث التاريخي  اذانا بانطلاقة سياسة الدولة الجديدة مع الشان الامازيغي لكن ببعده الثقافي الضيق بمعنى ان الامازيغية ليست الا لغة او ثقافة لجزء صغير للغاية من الشعب المغربي.

ان كلامي هذا ليس مجرد تاملات خيالية بل هو الواقع مع كامل الاسف عبر  العديد من المؤشرات  انطلاقا من التراجعات الخطيرة التي عرفها الملف الامازيغي على كل المستويات و الاصعدة خصوصا منذ تصويت المغاربة على الوثيقة الدستورية و مرورا بصعود الاسلاميين الى السلطة الحكومية و وصولا الى الضربة الموجعة الا و هي نتائج الاحصاء الاخير الذي حطم ما يسمى بمسلسل المصالحة مع الامازيغية الذي انطلق منذ 14 سنة دون تحقيق اية فائدة عميقة في الشان الديني او في الشان السياسي بدليل ان في ضوء نتائج هذا الاحصاء لقد وصل عدد الناطقين بالامازيغية بفروعها الى 27 في المائة بمعنى اننا اصبحنا اقلية لغوية و ثقافية امام السلطة و امام منظمات حقوق الانسان الدولية...

انني اعتبر ان نتائج هذا الاحصاء هي خطوة خطيرة لتزوير الحقائق التاريخية و الجغرافية الدالة على اصالة الامازيغيين و هويتهم العريقة في شمال افريقيا عموما و المغرب خصوصا و كذا هي خطوة خطيرة للغاية لجعل تفعيل الطابع الرسمي للامازيغية يخضع لمنطق المخزن التقليدي و حركات الاسلام  السياسي بهدف ايقاف الوعي بان الامازيغية هي صلب الهوية الوطنية كما ورد في خطاب 9 مارس 2011 و ايقاف الوعي بان الامازيغية هي منظومة تتعارض بشكل كلي مع قيم السلفية بانواعها الرسمية او التي يحملها جل تيارات الاسلام السياسي ببلادنا حيث ان موقف الملكية لا غبار عنه في مناصرة الامازيغية خصوصا بعد دعوة الملك محمد السادس صراحة اثر خطابه السامي في افتتاح البرلمان الى تفعيل الطابع الرسمي للامازيغية و اخراج المجلس الوطني للغات و الثقافة المغربية لكن من الملاحظ غياب اي نقاش عمومي في وسائل الاعلام حول هذه القضية الاستراتيجية بحكم تخلف الاحزاب السياسية عن هذه اللحظة التاريخية بما فيها حزب الحركة الشعبية كاطار سياسي تم تاسيسه منذ اواخر خمسينات القرن الماضي بايعاز من المخزن التقليدي ليكون حزب امازيغي بدائي لا يخرج عن الاطار المرسوم الى حدود يومنا هذا حسب رايي المتواضع..

ان نتائج الاحصاء الاخير ستجعل امازيغي المغرب يصبحون اقلية في المغرب امام اغلبية عربية علما ان الدارجة المغربية نفسها هي خلط بين الامازيغية بمختلف فروعها و العربية اي ان الامازيغية ليست لغة فقط او ثقافة الخ بل هي هوية المغرب الاصلية حيث سنكتشف هذا المعطى من خلال اسماء المدن المغربية مثل اكادير و تيزنيت و اكلميم و ورزازت و طاطا و اسفي و مراكش و اسا في صحراءنا المغربية و افران و تمارة الخ من قائمة اسماء مدننا المغربية و هناك العمران الامازيغي الاسلامي المنتشر في طول البلاد و عرضها و بالاضافة الى عاداتنا و تقاليدنا و علمانيتنا الاصيلة التي اقبرت منذ سنة 1956 و حل مكانها القانون الوضعي الفرنسي كما شرحت مطولا في كتابي الجديد...

و خلاصة القول ان الامازيغية الان تتواجد في منعطف تاريخي حاسم نحو النجاح او الفشل المهين على ضوء هذه المؤشرات المخيفة فان الامازيغيين مقبلون على تاسيس حزبهم الجديد في 7 نونبر القادم بهدف ايجاد الافق السياسي لامازيغي المغرب و كما ان العمل المدني الامازيغي له دور فعال في الضغط على الحكومة و فرض رايها في مختلف وسائل الاعلام الوطنية و الدولية ...............

https://www.facebook.com/malek.mehdi.395

 

للتواصل معي من انحاء العالم هذا حسابي في الفيسبوك ..

المهدي مالك

 

 

 

اجمالي القراءات 8456