تكريم الفقيد عبد العزيز الشامخ احد المؤسسيين لمجموعة ازنزارن الشهيرة
تكريم الفقيد عبد العزيز الشامخ احد المؤسسيين لمجموعة ازنزارن الشهيرة

مهدي مالك في الجمعة ١٨ - سبتمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

 

 

تكريم الفقيد عبد العزيز الشامخ احد المؤسسيين لمجموعة ازنزارن الشهيرة

مقدمة                                                         

يشرفني ان اعرف بفنان اعطى الشيء الكثير للاغنية الامازيغية العصرية منذ بدايات السبعينات الى رحيله الى دار البقاء يوم 10 ابريل 2014 حيث كان خبر وفاته قد نزل كالصعقة علينا لان هذا الفنان هو احد المؤسسيين لمجموعة ازنزارن الشهيرة على الصعيد المغربي و اقول ربما على الصعيد العالمي بحكم وجود الجالية المغربية في الولايات المتحدة الامريكية و في اوربا منذ عقود طويلة بغية العمل او الدراسة .

ان الاغنية الامازيغية العصرية ولدت في اوائل ستينات القرن الماضي حتى قبل نشاة الحركة الامازيغية سنة 1967 حيث ان ظاهرة المجموعات العصرية الامازيغية برزت في منطقة سوس و في منطقة الريف حسب ما سمعته من الاساتذة الباحثين بسبب ان فجر الاستقلال قد حمل العداء التام لكل ما هو امازيغي بغرض اقبار أي سؤال مهما كان حول سكان المغرب الأصليين اي الامازيغيين و حول هويتهم الاصلية .

و امام هذه الوضعية الخطيرة  للغاية على كل الاصعدة و المستويات بدا الوعي السطحي انذاك باهمية الامازيغية كلغة و كثقافة ينتشر في صفوف الشباب الامازيغي بشكل بطيء للغاية حيث يستحيل ان نتحدث عن أي نضال امازيغي بمفهومه الايديولوجي او الثقافي في بدايات الستينات لكن انطلاقة ظاهرة المجموعات الامازيغية بمفهومها الحديث من حيث الالات الموسيقية و الملابس الغربية و المضمون الشعري وقتها قد يشكل بداية الشعور بالحكرة و التمييز من طرف هؤلاء الشباب الامازيغي حيث ان تلك السنوات كانت السلطة تحارب بشكل علاني أي وعي مهما كان لامازيغية المغرب من خلال الوسائل المعروفة مثل ترسيخ ايديولوجية الظهير البربري الكاذبة و ترسيخ القومية العربية و السلفية الدينية حسب مقاس الحركة الوطنية الايديولوجي بمعنى ان أي فعل يهدف الى انقاد هويتنا الام يعتبر نضالا امازيغيا و لو بمفهومه السطحي انذاك .

و يصعب ان نتحدث عن تاريخ هذه المجموعات بالنظر الى تعدد الاراء و الروايات لكن الثابت ان الفقيد عبد العزيز الشامخ قد وجد حوله في عاصمة الفن الامازيغي الدشيرة نواحي مدينة اكادير العديد من الروايس حيث ان بيت عائلة الشامخ كان مفتوحا امام أي رايس مهما كان نوعه او حجمه بمعنى ان الفقيد قد نشا في احضان ثقافة فن الروايس التقليدية و كان يذهب مع والده الى بعض المناطق المشهورة بفن احواش ثم  وقع في حب الفن الامازيغي بشموليته.

 و بعد ذلك في بدايات الستينات تحديدا كان يذهب لمشاهدة مجموعة تابغانوست المغمورة  في الدشيرة حيث كانت مجموعة تغني بالامازيغية و بالدارجة و كانت تمارس المسرح الامازيغي حسب ظروف ذلك الزمان الاجتماعية و السياسية الخ لكنها لم تسجل قط في الاذاعة الامازيغية المركزية بالرباط لان باب هذه الاذاعة كان مغلقا امام أي تجديد مهما كان حيث ان مجموعة تابغانوست ذهبت ضحية للتهميش الاعلامي الرهيب الذي كان يمارس ضد كل ما هو امازيغي .

و بعد مجموعة تابغانوست التحق الفقيد بمجموعة لقدام الشهيرة حيث يقول في حواره مع الاستاذ الحسين بويعقوبي ضمن برنامجه الذي كانت تبثه القناة الامازيغية بفرنسا بالحرف ان اقدام هي الاصل و المرجع لمجموعة ازنزارن من حيث الشعر و الايقاع لان شاعر مجموعة لقدام هو محمد الحنفي و هو نفسه شاعر مجموعة ازنزارن بدليل ان قصائده ساهمت ب 50 في المائة في نجاح ازنزارن على المستوى الوطني و الدولي لان ازنزارن مجموعة قد تاسست من طرف المرحوم عبد العزيز الشامخ و المرحوم لحسن فرتال و بعد ذلك التحق بالمجموعة ايكوت عبد الهادي و مولاي ابراهيم الطالبي الخ في اوائل السبعينات .

و من حسن حظ مجموعة ازنزارن انها وجدت اذاعة اكادير الجهوية كوسيلة متواضعة للاشهار على الصعيد الجهوي بحكم ان في ذلك العهد لا توجد الانترنت و لا وسائل الاعلام كما هو الحال اليوم بل كانت وسائل الاعلام قليلة للغاية و كانت تحت وصاية الدولة المركزية حيث يستحيل أي حديث سطحي عن الثقافة و اللغة الامازيغيتان داخل اعلامنا الوطني وقتها ...

و بعد المسيرة الخضراء تم الفراق بين ايكوت عبد الهادي و الفقيد عبد العزيز الشامخ لمصلحة الامازيغية لا اقل و لا اكثر بحكم ان  ذلك الوقت لا توجد مجموعات عصرية امازيغية في المستوى قادرة على رفع رهان الدفاع عن شرعية الامازيغية على المستوى الثقافي باستثناء مجموعة اوسمان الوحيدة التي كانت تتواجد في عاصمة الرباط و التي خلقت نوعا من  النهضة الثقافية حسب شروط تلك المرحلة بينما بقي المجموعات الاخرى كانت تتواجد في الهوامش بعيدا عن الاضواء الكاشفة نظرا لمجموعة من الاسباب السياسية مثل تقسيم المغرب على اساس مغربي نافع و مغرب اخر غير نافع على الاطلاق و بالتالي اعتقد شخصيا ان مسالة الفراق بين ايكوت عبد الهادي و عبد العزيز الشامخ كانت ضرورية لانتشار مجموعة ازنزارن على الصعيد الوطني و نشر الرسالة الامازيغية او تابرات ن تامزيغت دون اية مساعدة من أي احد لاننا سمعنا اقويل كثيرة حول هذا الشان دون الدخول في التفاصيل .

لعل علاقة فقيد عبد العزيز الشامخ القوية بفن الروايس جعلته يتجه نحو اعادة اذاء اغاني الحاج بلعيد في اواخر السبعينات حيث يعتبر اول فنان امازيغي يعيد اغاني الحاج بلعيد باسلوب جديد من حيث الالات الموسيقية و الايقاع العصري لان شباب ذلك السياق كانوا لا يعرفون أي شيء عن الحاج بلعيد و كانوا يستمعون الى موسيقى الشرق او الغرب بمعنى ان الفقيد اراد تقريب تراث الروايس العريق من جيل اواخر  السبعينات و الثمانينات و التسعينات الخ لان مسالة اعادة اذاء اغاني الروايس القدامى هي مسالة محمودة على كل المستويات و الاصعدة خصوصا في عصرنا الحالي...

ان فقيد الاغنية الامازيغية العصرية  يستحق منا مقالات و كتبا باعتباره اعطى الشيء الكثير لوطنه المغرب من خلال مشاركته الفعلية في المسيرة الخضراء و اذاءه لقصيدته الرائعة ايت اصل الحاملة لمعاني الوطنية الصادقة و الممتدة لقرون غابرة من حب الوطن و الدفاع عنه و عن مقدساته الحقيقية كالامازيغية و الاسلام و الملكية من طبيعة الحال حيث يبقى لنا ان نقول رحم الله عبد العزيز الشامخ و الله يعطي الصبر لعائلته الصغيرة و الكبيرة .

و احيي هنا زوجة الفقيد الاستاذة و الاعلامية الامازيغية زينة همو التي كانت تقدم برنامجها الناجح في احدى الاذاعات الخاصة منذ سنة 2001 الى هذه السنة غير ان ادارة هذه الاذاعة طردت هذه الاعلامية بسبب تمسكها بتقديم برنامجها باللغة الامازيغية الرسمية في الدستور الحالي لكن النظري شيء و التطبيقي شيء اخر حيث عرف الملف الامازيغي عدة تراجعات خطيرة في التعليم و في الاعلام .....

المهدي مالك

 

 

 

 

 

اجمالي القراءات 8880