- الحلقة الأولى: في الوعظ، والتذكير – سورة الشـرح ، والتيــن -
* الشهيد،ُ والشـّهداء،ُ على معيار، ومصفاة القرءان * - الحلقة الأولى: في الوعظ، والتذكير – سورة الشـرح ، والتيــن -

عبد الرحمان حواش في السبت ١٨ - يوليو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

*  الشهيد،ُ والشـّهداء،ُ على معيار، ومصفاة  القرءان  *

-  الحلقة  الأولى:  في  الوعظ، والتذكير – سورة  الشـرح ،  والتيــن -

 

ــقبل أن أتطرق إلى صلب الموضوع،الذي هو : الشهيد، والشهداء، في كتاب الله  المبين، والذي صار (الإستشهاد)، كما يفهمه، المفسدون في الأرض،باسم دين الله، (الإسلام) والذي، ما أنزل الله بهمن سلطان !ولا جاء  ذكر لهم، ولا مرة واحدة، ولو بالإشارة !  في كتابه المبين : 

ــ ( ما قـدروا الله حق  قدره  إن  الله  لقوي عزيز ).

ــ  ( إنما جزاء  الذين ... ويسعون  في  الأرض  فسادا  أن ... أو ...أو ... أو ... ذلك  لهم خزي  في  الدنيا  ولهم  في  الآخرة  عذاب  عظيم ) . المائدة 33.  ( جزاء  وفاقا ).

ــ (... وإنه  لكتاب  عزيز  لا يأتيه الباطل  من  بين  يديه ولا  من خلفه  تنزيل  من حكيم حميد ).فصلت 41-42.

ــ ( إن هي إلا  أسماء  سميتموها  أنتم  وءاباؤكم  ما أنزل الله بها من  سلطان إن  يتبعون إلا  الظن وما  تهوى الأنفس ...).النجم 23.

ــ ( قل إن الذين يفترون على الله  الكذب  لا يفلحون  متاع  في  الدنيا  ثم إلينا  مرجعهم  ثم  نـذيقهم  العذاب  الشديد بما كانوا  يكفرون ). يونس 69-70.

قبل ذلك، إرتأيت، وعزمت  -  بحول الله- المستعان، أن أذكـّـر نفسي، وقرائي الأفاضل،  بالنزر القليل، القليل، مما جاء  في  كتاب الله المبين، من بشارة،ونـذر.

ــ (وذكر  فإن  الذكرى  تنفع  المؤمنين ). الذاريات 55.

ــ (... فذكر  بالقرءان  من  يخاف وعيدي )ق 45.

ــ أغتنم هذه الفرصة ، فأذكر نفسي، وقرائي الأفاضل، عسى الله، الشديد العقاب والتواب الرحيم،  أن يغفر لي ذنبي، ويـُثيـبني . آمين .

ــ (  إن الذين يكتمون ما أنزلنا  من البينات  والهـدى  من  بعد  ما بيناه  للناس  في  الكتاب أولئك يلعنهم  الله  ويلعنهم  الـلاعنون  إلا  الذين  تابواوأصلحوا  وبينوا  فأولئك أتوب  عليهم وأنا  التواب  الرحيم ) .  لولا ما جاء  في  هذه الآية  البينة من نذر!لما تصديت  لهذا  الموضوع، تاب  الله، علينا  أجمعين.

ــ فارتأيتأن يكون ذلكم التذكير، خالصا، مما جاء  -  على الأقل-  في النصف الأخير،من الحزب الأخير، من القرءان العظيم، ما بين سورة، الشرح، والنـاس ، وذلك  لا يمثـّـل إلا جزءًا، من 120 جزء، من كتاب الله المبين، ( 60حزب )،حتى تنفعنا الذكرى – بحول الله – لأن الموضوع جسيم، وخطير، -  جدًا – جداً.

ــ (  فذكـّـر  إن  نفعت  الذكرى  سيذكـر  من  يخشى )الأعلى 9-10.

ــ ( لو أنزلنا هذا  القرءان  على جبل  لرأيته خاشعا متصدّعا من خشية الله وتلك  الأمثال  نضربها للناس لعلهم  يتفكرون ). الحشر 21.

*ــ سورة  الشرح:

 *ــ( ألم  نشرح  لك  صدرك ) :

 ــ شرح  الصدر: الإهتداء من الإنسان، فتوفيق، وهداية، من الله، ذي الفضل العظيم.

 ــ( فــمن يــرد الله أن يــهديه يـشرح  صدره  لـلإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره    

   ضيقا حرجاً  كأنما  يصعـّــد  في  السماء ...).

ــ من  يرد  الهداية  هداه  الله،  ومن  يرد  الضلالة، أضلـــه  الله : ( إن الله   لا يظلم

   الناس شيئا ولكن الناس  أنفسهم  يظلمون ).يونس 44.

ــ أما شرح  صدر محمد ( الصلاة والسلام عليه ) لـلإسلام، فقد جاء  ذلك في  ءايات، من      كتاب الله  المبين.

ــ  ( أفمن شرح الله  صدره  لـلإسلام فهو على  نور من ربه ...). الزمر22. وما جــاء فـــي

سورة الأنعام 163:

ــ  ( ... وأنا أول المسلمين ). وما جاء  في  سورة الزمر 12.

ــ   ( وأمرت  لأن  أكون  أول  المسلمين ).

 

*ــ( ورفعنا لـك  ذكرك ) :

ــهــنا، ذهب كل المفسرين، أو جــلهم، إلى أن  رفع الـذكر، رفــــعٌ لشــخصية  محمـد

( الصلاة والسلام عليه)، بأن سماه الله -  مثلا :   نبيئا ،  رسولا، ...

ــفإذا أمعـنـّا، في تدبر، كتاب الله المبين، ءاخرالكتب، مع  ءاخر النبيئـين، نجـد  أنــه :

ــ (  هو الذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات  هن أم الكتاب وأخر متشابهات  فأما

 الذين في قلوبهم  زيغ فيتبعون ما تشابه  منه...). ءال عمران 7.

ــ ما كان لنا، أن نفهم من تلكم  الآية، أنه، رفع  لـِذكر نبيـئه !

ــ (وما محمد إلا  رسول  قد  خلت من قبله الرسل ...). ءال عمران 144.  ( ... وما على

 الرسول إلا  البلاغ  المبين ).

ــ وما  الفائدة؟ !وما العائــد ؟ !من  رفع  ذكر نبيئه !بالنسبة  لفحوى دينه  القيـّــم !

ــ  بل  الذي  يجب  أن  نفهم، هو الذكر: الكتابالذي أنزل عليه من ربـه، ( للناس

 كافة،) هدى،  ورحمة  وبشرى  للمسلمين.

ــ جعله الله  العليم  الحكيم،عالياً، وأحسن، ومهيمنا، على الأذكار الأخرى، المنزلة .       ـويبيـّـن ذلك، ما جاء في الموضوع، في كتاب الله المبين، من ءايات بينات، ومبينات.

ــجاء معنى الرفع  بالنسبة للـذّكـر ( القرءان ) لأنه آخرالكتب المنزلة، سماه الله العليم

الخبير بــ: أحســن، ما أنـزّل إليكم ( للناس)، مقارنة مع التوراة، والإنجيل اللذين بين يديه،

قبل  أن تحـرّف.

ــ ( الذين  يستمعون القول  فيتبعون  أحسنه...) .الزمر 18.يستمعونالتوراة، والإنجيل

( قبل  أن تـُـحرف ) والقـرءان فيتبعون القرءان : ( واتبعوا أحسن  ما أنزل  إليكم ...).

ــالـقــول: يـُـبيّـنه، ما جاء  في  ءاية  المؤمنون 68 :

ــ (  أفلم  يدّبروا القولأم جاءهم  ما لم  يأت  ءاباءهم  الأوليـن ).

ــ( إنه لـقول  رسول  كريم ... تنزيل  من رب العالمين ).40-43 الحاقة. هنا، رسول كريم

= الملك  جبريل.

ــويبـيّـن، أحسـن: ما جاء -  كذلك - ، في  سورة الزمر23 :

ــ(الله  نـزّل  أحسن  الحديث  كتابا...).وما جاء في نفس السورة، الآية 55:

ــ(واتبــعوا أحـــسن  ما  أنزل إليكممن ربكم  من قبل أن  يـــأتيكم  الـعذاب  بغتة  وأنتم

 لا تشعرون).  نقول : ( ... سمعنا  وأطعنا  غفرانك  ربنا  وإليك  المصير ).      

ــنـلاحـظ :أن الآيات الثلاثة : 18 - 23- 55. جاءت كلها، في سورة الزمر.

ــكما جاء،في نفس المعنى ( بـ : ( الهيمنة) في سورة المائدة 48 :

ــ( وأنزلنا  إليك الكتاب  بالحق  مصدقا لما بين  يديه من الكتاب ومهيمنا  عليه ...).

ــجاء الذكـر،نسبة إلى محمد( الصلاة والسلام عليه) في الآية 6 من سورة الحجر:

ــ( وقالوا يأيها  الذي  نـزّل عليه  الذكر  إنك  لمجنون ).

ــ(... وقد  ءاتيناك  من  لدنا  ذكــرا).طه 99.

ــمن الغريب ، أنه جاءت  نسبة  الذكر،  إلى قومه، -  كذلك -  في  ءاية  الزخرف 44 :

ــ( وإنه لـذكر لك  ولقومك وسوف تـُـسئلون ). يوم القيامة. وما جاء في ءاية الأنبياء 10

ــ(لقد أنزلنا عليكم كتابـا فيه  ذكركــم  أفـــلا  تعقلون ).  مـــوازاة  لما  جاء به،  موسـى

وعيسى( عليهما  السلام ). من ذكر .

ــ(  فاتقوا الله يا  أولي الألباب الذين ءامنوا قد أنزل الله إليكم ذكــرا رسولا...).الطلاق

10-11. كتابا .

ــ(... بل أتيناهم  بذكرهم  فهم عن  ذكرهم معرضون ).المؤمنون 71. نلاحظ : بــ: كتابهم.

فهم، عن  كتابهم معرضون.

 

* ــ(فإن  مع  العسر يسراً  إن  مع  العسر  يسرا) :

ــكلنا  نفهم،من هذه  الآية،  أن اليسـريأتي بعد  العسر.  فليس  ذلك ،  كذلك.

ــ فالله الـرحمان الــرحيم، خالقهما، يقول لنا، في هذه الآية، ويؤكد ذلك ، مرتين أنهما

متصاحبان معاً، يتماشيان، متلازمين، ومتماسكين .     

ــلم يـقل الحكيم العليم : " إن بعــد  العسر  يسراً "وإنما  يأتيان معاً، في آن واحد،

متجانسين، ومتلاحمين.

ــيقولون : إنـه  لن  يغلب عسرٌ، يـُـسرين . ليس ذلك ،  كذلك ، كما سيتبـيـّـن لنا. إنما

يكون ، بأسباب وبـمُـسبـبات ، واليسر  يأتي  شيئا  فشيئاً :

ــ ( فأما من أعطـي ....  فسنيسّـره  لليسرى ).

ــ( وأما من بخـل ...  فسنيسّره  للعسرى). الليل 5- 10 .

ــوبيـّــن الله  لنا ،  أن  اليسر ، والمخرج،من حظ ، من يتق  الله:                                 ــ( ... ومن يتق  الله  يجعل له  مخرجاً ). (... ومن  يتـق الله  يجعل  لــه  مــن  أمــره

 يسـراً) .الطلاق 2 و4 .

ــجاء  العسر ، واليسر ، في  ءايات كثيرة من كتاب الله  المبين :

ــجعل الله الحليم،  الرؤوف  الرحيم،  اليــسر  من إرادته،  ومن  صفاته :

ــ (... يريد  الله  بكم  اليسر  ولا  يريد  بكم  العسر ...). البقرة 185.

ــومن تربيته لنا، بيـّــن  لنا – سبحانه  وتعالى - كيف  نصبر، وكيف  نذلـّـل الصعوبة، وكيف  نتلاءم  مع العُسرة ، في تسديد  الديـْـن:البقرة 280.

ــ(وإن كان ذو  عسرة  فنظرة  إلى  مـيـْسُـرة ...).

ــلنـرجعإلى حقيقة فحوى  الآية :

ــنلآحـظ: بادئ  ذي  بـدء، أن العســر،جاء  مـُـعـرّفاً ، وجاء،  يســراً،  نكرة.

ــالتعريف في العسـر، لـلإستغراق، وللتهويل، لأنه  يكون  بشدة !  ولأنه  بليـّــة، ويأتي طفرة واحدة !.

ــوالنكرة في : يـُـسرًا، للتحقير، من جهة ، ومن جهة أخرى، جاء منونـًا لقلـته !ً  ولعظمته !نسبيا.

ــنفهم -  والله أعلم -  أن العسر، يأتي  بقوة  ومرة واحدة، أما اليسر  فيأتي  بقلة !  وشيئا،  فشيئاً.

ــوإنما  يكون ذلك، بالإتصال بالله، القوي العزيز، وبالدعاء، وبالإنابة، للذي خلق العسر،  وجعل  اليـسر -  فرجاً  له -  سيتبيـّــن  لنا ذلك  في ما يلي :

 

*ــ( فـإذا  فرغت  فانصب ً )

ــلم  يـُـختم الله، العليم الخبير،هذه الآيات، هكذا، بصفة  عفوية ، كما  يتبادر لنا  ( من  وحـي  الشيطان ).

ــالنصب هنا.العمل، مع تعب ،  في  العبادة.

ــالحقيقة: أن لا  تعب !في الإتصال  بالله،والعبودية  له، وإنما  الشيطان  هو الذي يـُـلمـِـع،  ويـُـظهر،  لنا  ذلك ، سـراباً ...

ــ إذن، فلا يســرمع  العسر ، إلا بالإتصال  بالله -  دوماً -  وبالرغبة منه، الرحمان  الرحيم . ( فإذا  فرغت  فانصب  وإلى ربك  فارغب ).

ــعلـّمنا الله ، العليم  الخبير، فـي  كتابه المبين، وبئاياته  البينات، أن  تقوى الله ،  لا  حـدّ  لها !

ــجاء في كتابه المبين أن : ( فاتقوا الله ما استطعتم ...) . التغابن 16. فكلما وسعتم،  لذلك، وكلما أمكن لكم ذلك، فاتقوه، دوما،  وباستمرار !بصفة دائمة ، ومتزائدة ،  لا ملل، ولا فتور.

ــوجاء  دعما، وتثبيتاً  لذلك :أن :

ــ(  يأيها الذين ءامنوا  إتقوا  الله  حق  تقاتــه...)ءال عمران 102.

ــإذن، فلا  نسخ  بين  الآيتـين،  كما يقولون !

ــإنما هي قضية، كـــم: ما  استطعتم !وقضية  كيــف : حــق  تقاتــه .

ــيعني ذلك :أننا، كلما إتقينا  الله، فلنــزد في  تقواه،أكثر، فأكثر، مع  جودة  وجـُـهدواجتهاد،  في  التقوى. أكثر،  فأكثر !

ــتقوى: أكثر، فأكثر !مع جودة، واهتمام،  -  في تقوانا -  ، أحسن  فأحسن.

ــ الزيادة  في  الكـم، مع الزيادة  في  الكيف ،في ءان واحد ،  يجب  أن  يكون  ذلكم  متلازمين.

 

 *ــ( وإلـى  ربـك  فارغـب ً )

ــ(فاستجبنــا  لـه ...  إنهم  كانوا  يسارعون  في  الخيرات  ويدعوننا  رغبــا  ورهبا  وكانوا  لنا  خاشعين ).الأنبياء 90. جعلكم  الله،وإياي منهم . ءامين( ...إنا  إلى  الله  راغبون ).

ــالرغبةإلى الله، الرحمن الرحيم،جاءت بعد العسر، لجوءًا إلى الله، الرحمان  الرحيم. لطلب اليسـر... واليــسر... منه. -  لا  غير -  لأن الله تبارك  وتعالى، لايعبأ  بنا،  إن  لم  ندعـُـه : الآية 77 من سورة  الفرقان :

ــ (وإذا مس  الإنسان  الضــرّ  دعانا  لجنبه  أو  قاعداً  أو  قائما ...). يونس 12.

ــ  (وإن  يمسسـك الله بضر  فلا  كاشف  له  إلا  هو ...).يونس 107. وما جاء في ءاية الأنعام 17. وما جاء، في سورة الروم 33،  والزمر8  و49.

ــوعكس ذلك، أنه :  إذا  خولـَنا  نعمةً ً منه :

ــ( وإذا أنعمنا على  الإنسان  أعرض  ونئـى  بحانبه ...). فصلت 51.  وما جاء  في  سورة  الإسراء 83.

ــوالأهم  في  كل  ذلك، ما جاء  في  ءاية  الفرقان 77.

ــ (  قل  ما  يعبؤ  بكم  ربي  لولا  دعاؤكم ...). مع الإنابة،  والإستسلام لـه.

ــ فاللـه،سبحانه وتعالى ، لا ولـن  يعبأ  بنا  ولا  يهتم  بنا، ولا يشتغل  بنا،  لولا  أن  ندعوه مخلصين له الدين ( ومنه  الدعاء ). (... ولله المثل الأعلى  وهو  العزيز  الحكيم ).

ــ( وقال ربكم  ادعوني  أستجب لكم إن الذين يستكبرون  عن  عبادتي  سيدخلون  جهنم  داخرين ). غافر 60.

ــإذن !فلا  نستكبر !في  دعائنا الله، السميع، المجيب .

ــ ( أمـن  يجيب  المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ... أءلاه  مع  الله  قليلا  ما  تذكرون).

النمل 62.

ــ ( قل من ينجيكم  من ظلمات البر والبحر  تدعونه  تضرعا  وخُـفية  لئن أنجيتنا  من

هذه  لنكونـنّ  من الشاكرين  قل  الله  ينجيكم  منها  ومن  كل  كرب  ثم  أنتم  تشركون ).

ــ ولنا  في  أيوب( عليه السلام ) مثل ، وعبرة ،واعتبار:

ــ  (وأيوب  إذ نادى  ربه  أني  مسني الضروأنت أرحم الراحمينفاستجبنا  له  فكشفنا  ما  به  من  ضر ... رحمة  من عندنا  وذكرى  للعابديــن).الأنبياء 83_84.

ــوضـرّ  أيـوب ( عليه السلام ) ليس مــرضـاً، كما  افتروا، وافتـروا...  يــنظر

 الموضوع  " تحقيق المرض  المفتري على أيوب من كتاب الله ".

 

*ــسورة  التيــن : تذكير  بها  وتدبـر:

**ــ جاء فيها بعد القسم: (لقد خلقنا  الإنسان  في  أحسن  تقويم  ثم  رددناه  أسفل سافلين

 إلا  الذين  ءامنوا وعملوا  الصالحات  فلهم أجر غير  ممنون ).

*ــ ( والتين  والزيتونً ) :

ــ يــبـدو، أن الـمراد مـن هــذه التسمية: " التيـن "ليس هو كما نفهم، أنها  شجـرة التيـــن

 figue ؟ فمن أين جاءتنا  هذه التسمية ؟  وهذه الترجمة ؟

ــ والتيـن،  ذُكرت مرة واحدة، في  كتاب  الله  المبين !

ــالتيـن= ( تيـني ) في لسان الذين  أرسل  إليهم: الأمازيغ،إنما هي التمر ( ثمرة النخل ) والنخل موجود عندهم  بكثرة : ومورد  اقتصادي، إلى درجة  التصدير.

ــأرجـّح  ذلك ، بأكثر من حجة.

ــجـاء في كتـاب الله المبين:أربعة أنواع من الفاكهة: العنـب، والرمـان ( داخلهما حب

 وبزر). والنـخل، والزيتون (داخلهما نواة). جاء ذكرالنخل: منفردا، عشرات المرات

ومزدوجا ، مع الزيتون .

ــوجاء ذكرالنخل، والزيتون، مقرونـين، لأن داخلهما : نـواة،في ءايات ثلاثة : الأنعام

141، والنحل 11، وعــبس 29 ، وهـــذه (في سورةالتين) ، هي الحالة  الرابعة  في ازدواج 

النخل،  والزيتون. 

ـ نلاحظ  أن  الله،سبحانه وتعالى، ذكر، وأكـد  وبيّـن ، ماهية شجرة  الزيــتونولم  يشر،ولا  بـيـّـن، ماهية  التـين، خاصة  وأنها ذكرت أول  وءاخر مرة، وذلك في ءاية 20، من سورة  المؤمنون :

ــ (  وشجرة  تخرج  من  طور  سيناء  تنبت  بالدهن  وصبغ  لــلآكلين ). 

ــأما التين، فذكرت مرة واحدة، ومن أين جاءتنا ترجمتها  بـ : figue ?. - كما  أشرت – فلذلك، أرجح، أن ذكر التيـن ( تـيني، ثمــرةالنخل ) هنا، هو النخلبلسان  الذين  أرسل  إليهم .

 

  *ــ( طـور  سنــيـن) :

 ــ جاء في كتاب الله المبين، ذكر: طور، وطور  سيناء، ( المؤمنون 20)، وطور  سنيـن في هذه السورة، وهو اسم الجبل الموجود في صحراء سيناء، ما بين مصر، وفلسطين.

 ــ جــاء هــذا الإخــتلاف بــين التــعبيرين كما جاء في غيره من كتاب الله المبين. فمثلا جــاء: مكــة  و بكــة. وجاء محمد، و أحمـد ... ذلك  لاختلاف  ألسنة  القوم ... ( ... واختلاف  ألسنتكم ... ) الـروم 22.

ــ جاء  ذكر " الطـور" وهو إسم  خاص لذلكم الجبل،  في  ءايات كثيرة،  بل  جاء به  القسم. وتسمية، سورة كاملة، بـه. " والطــور". جاء  كذلك  ذكر  الجانبين منه : جـــاء:

( ... من جانب الطور الأيمن ) . مريم 52  ةطــه 80 ...حيث كلم الله  موسى( عليه السلام):

ــ ( إني أنا ربك  فاخلع  نعليك  إنك  بالواد  المقدس  طــوى ).12 طـه. وما جاء، في  سورة  النازعات 16. وما جاء، في سورة القصص 30 و 46. ( وهي الأرض الشرقية لجبل الطور ). وجاء  ذكر الجانب الغربي، منه :  ( ...بجانب  الغربي ...) . القصص 44.

ــ وهـذا الطورهو إسم الجبل الذي رفعه الله العلي العظيم فـــوق رأس مـــوسى ( عليه السلام)، حينما طلب من اللهرؤيته، الأعراف 143 ، وفوق قومه، إذ كانوا حاضرين، وحسب ما أخبرنا الله،الحكيم  العليم، يذلك، في سورة النساء 154:

ــ ( ورفعنا  فوقهم الطور  بميثاقهم ...).

ــ ( وإذ  أخذنا  ميثاقكم  ورفعنا فوقكم  الطور... )البقرة 63. فأجابوه / لعنهم الله بكفرهم. )   ــ ( ... قالوا سمعنا  وعصينا ...).البقرة 93.

ــ ( فبما  نقضهم  ميثاقهم  لعنـَـهم ... ) .المــائدة 13 . ومــا جاء  فــي  ســورة البقرة 88.و  -  خاصة -  ما جاء في  سورة النساء 46.

ــ مــن  جــمــلة مــــا  جــاء  فــي الــمــيثاق، حســب المــتواتــر الــوصايــا الــعشر – les  dix  commandements.

 

 *ــ( لقد  خلقنا الإنسان في  أحسن  تقويم  ثم  رددناه  اسفل  سافلين ) :

 ويبيـّـن  ذلك  قوله تعالى ، في  سورة الملك 22 :

ــ(أفمن يمشي  مكـبّــا على وجهه  أهــدى  أمن  يمشي  سويـّـا على  صراط  مستقيم).

مشية الحيوان،  والأنعام ، تمشي على أربع، والرأس  منكبة  إلى  أسفل ،وعكس ذلك ،  بالنسبة لــلإنسان، ما جاء في   سورة الإنفطار7 .

ــ(الذي خلقك  فسواك  فعدّلك ). ويبين كل ذلك ، أنهم :  كالأنعام...

ــ  ( ولــقد  ذرأنــا  لجــهنم  كــثيراً مــن  الجــن والإنس ... أولئــك كـالأنــعام  بــل  هــم  أضـلّ...)الأعراف 179.  وما جاء  في  سورة  الفرقان 44.

 

  *ــ( إلا  الذين ءامنوا وعملوا الصالحات ... ).  الإيمــان،مرتبط  بالعمل  الصالح، فلا

نغفـل! أيها  المؤمنون ، عـن هـذا. فلا  إيمان !من دون العمل الصالح.

ــهنا  إستثنى الله،  الحكيم  العليم : الذين ءامنوا  مــع  العمل  الصالح.

ــجاء : ءامن وعمل صالحاوءامنوا  وعملوا  الصالحات،  أكثر من ثمانين  مرة  في  كتاب الله  المبين. وبـتعبيرات أخرى .

ــومع ذلـك، جــاء، أنهــم أقلــة: (... إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وقليل ماهــم...)ص 24.

 

  *ــ( فلهم أجر غير ممنون )

ــجــاء نـفس هــذا التعبير- حرفيا- ، في  كتــاب الله الــمبينأربــعة  مــرات . فصلت 8 - القلم 3- الإنشقاق 25- والتين 6-يقولون، افتراءعلى الله،وعلى رسوله : الكتاب المبينأن الله، سوف يـمـُــنّعلينا  جزاءنا مـنـّـاً، ومجاملة، ومحابـاة، يوم الحساب !وأنه: لـن ينفعنا عملنا، إلا أن يتغمـّـدنااللهبرحمته !أو كما قالوا !  كذباً وزوراً !سـنـُــفـنـّــدذلك بقوله تعالى،  في ءاياته  البينات  المبينات :

ــوما هذه  الآيات  إلا  بعض،  من  فيض ، جاء  فيها :

ــ(... وإنما توفون  أجوركم  يوم  القيامة ...).185  ءال  عمران.  بوفــاء.

ــ(... ونودوا  أن  تلكم  الجنة  أورثتموها  بما  كنتم  تعملون ).  فلا  مـنّـة ، ولا  مزيـة !الأعراف 43.  وما جاء في  الزخرف 72.  إرث  بالعمل.

ــ ( ... أن  سلام  عليكم  لم  يدخلوها  وهم  يطمعون  ).الأعراف 46.  لا  طمعا.

ــ (...  سلام  عليكم  أدخلوا  الجنة  بما  كنتم  تعملون ) .النحل 32. بعملكم.

ــ  ( وينجـّـي الله  الذين  اتقوا  بمفازتهم ...) . الزمر 61. مفـازةً.

ــ ( ... خالدين  فيها  جزاء  بما  كانوا  يعملون  ). الأحقاف 14. بعملهم.

ــ  ( إنّ هذا  كان  لكم  جـزاء  وكان  سعيكم  مشكورا ).الإنسان 22. بما  سعوا.

ــ(... يوم  ينظر  المرء  مـا  قدمت  يداه ...).النبأ 40.بما  قدموا ، إلى غير ذلك، من الآيات .

ــ نسوا أن الله، - سبحانه وتعالى، عما  يصفون -  لو شاءت  مشيئته  لعبدناه  من دون جزاء، ولا  مكافأة !

ــحـيـث، يقول الله تبارك وتعالى لنا، في كتابه  المبين :

ــ( وما  خلقت  الجن  والإنس  إلا  ليعبدون  ما  أريد  منهم  من  رزق  وما  اريد  أن  يـُطعمون  إن  الله هو  الرزاق ذو  القوة  المتين ).الذاريات : 56-58.

ــلو شاءالله ، القوي العزيز،لقال لنا : " ما خلقتهم ... إلا  ليعبدون،  ملزمين ،  مرغمين، خاضعين، ومجبرين ... كرها، وقسراً...". سبحانك !سبحانك !ما  أعظمك !  وما  أرحمك !  وما أكرمك !...

ــهــذا  لنتـذكــّــره !ولنسبحــه !ولنستسلم  له ، ولنتوب  إليه :

ــ  ( الذين يذكرون الله  قياما  وقعوداً  وعلى جنوبهم ... ربنا ما خلقت هذا باطلا  سبحانك  فقنا  عذاب  النار  ).ءال عمران 191. 

ــألا يكفي لعبادته !؟ خلقنا،ورزقـُـنا، وما سخـّــر لنا؟ !وما حبانا  به ، من نعم ! فلـمَ  الجزاء،  والثواب؟  أليس  ذلك  فضل منه  ؟ !

ــ(الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل... وسخر... وسخـّـر... وسخـّـر...  وسخـّـر... وءاتاكم من كل  ما سألتموه  وإن تعدوا  نعمت الله  لا تحصوها  إن  الإنسان  لظلوم  كفار ). إبراهيم 34.

ــ(  ولولا  فضل  الله  عليكم ورحمته  وإن الله  رءوف  رحيم ).  النور 20.

ــولذلك جاء حمدنا  لـه - يوم القيامة - :

ــ( وقالوا  الحمد لله... الذي أحلنا  دار  المقامة  من فضله...) .فاطر 35. حقــــــا

إنه من فضله !  كـرمٌ  ومـنة .

ــ  (... ذلك الفضل  من الله  وكفى  بالله  عليما ).

ــ (...إن الله لـذو فضل  على  الناس  ولكن  أكثر  الناس  لا  يشكرون ).

ــ  ( فضلا  من ربك  ذلك  هو  الفوز  العظيم ).

ــ  إنتهت -  والحمد لله -  الحصة الأولى، من الوعظ  والتذكير بدين الله القويم، كمقدمة ، لموضوع  الشهيد  ، والشهداء.

 

ــ  فإلى حصص أخرى ( حصتين أو  ثلاثة)، بحول الله وحسن عونه.

 

                                      *  والله  أعلــــم *

 

اجمالي القراءات 12800