تعليق على الأستاذ عادل سعد
محاولة تبيـين كلمتي : * القرءان - والأمي، في كتاب الله *

عبد الرحمان حواش في الجمعة ٢٦ - يونيو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

محاولة تبيـين  كلمتي :

* القرءان -  والأمي،  في  كتاب  الله  *

 

ــ الأستاذ  عادل  سعد ، سلام  تحية من عند الله، مباركة  طيبة.

ــ بادي ذي بدء، أعتذر لكم، على تأخري المفرط ،عن إجابتكم،على تعليقكم البناء،في موضوع: (ما فرطنا في الكتاب من شئ – ملحق " مافيا الدواء،والمعالجة، والعلم، في كتاب الله ).

ــ ارتأيت أن أجعله موضوعا  بذاته ، عنوانه :  " محاولة  تبيـين ماهية كلمتي: القرءان -  والأمي،  في  كتاب  الله"

ــ قبل أن أتطرّق لهذا الموضوع، لي ما  أزيده، تدعيما،  لما جاء في " مافيا الدواء  والصيدلة " أذكر منه -  خاصة -  ما جاء  في  المجلة  الشهرية  الفرنسية Science & Vie

لأفريل 2015  مقال في الموضوع، ومما جاء فيه، ما يلي :

ــ إن الملايين من الأدوية التي تباع في  الصيدليات خداع ، ولا  تفيد  ولا  تصلح  لشئ، بل فيها ما يضــر... ما عـدا حوالي 150  نوع  منها، يمكن أن تكون مفيدة  سوف  نأتي (الكاتب)  بذكرها، وتفصيلها  لاحقا.

ــ وبارك الله  فيكم ،في  تبيـين، وشرح  نظرية  " النسبية " لإسحاق  أينشتاين "...

ــ القـرءان : جاء هذا التعبير، بالنسبة لكتاب الله المبين،الذي أنزل -  وحيا -  على ءاخر النبيئينمحمد ( الصلاة والسلام عليه)، المعجزة العظمى، للعالمين، وللناس  جميعـا، بلسانــهم : Urbiو Orbi. خلافا  للتوراة، والإنجيل،وغيرهــا مــن الكتب التي جــاءت - لأقوام خاصة. ما جاء في الألواح؟( الآيات 145 و154من سورة الأعراف ) ، ثم  أُستنسخت في صحف، فصارت كتابا، وكـُتـُبـا. كان الورق  موجوداًحينها،: ( الصين من قديم ) ، ومصـر : البردي ما يسمى بـ: papyrus، بدلـيل ما جاء  بالنسبة لكتاب موسى     ( عليه السلام )  التوراة الآية 91، من سورة الأنعام : ( ... تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما  لم  تعلموا  أنتم  ولا ءاباؤكم ...).  وذلك  بالنسبة  حتى  للقرءان ( الآية الثانية من سورة  البيـّــنة).

ــ جــاء التعبير . بــ : قــرأ( القراءة)، القرءانبعد أن أستنسخ أو كتب في  القرطاس( قرطاس -  قراطيس- 7- 91 الأنعام ). (الكتاب)حتى يتداول بين  أيدي المؤمنين فيـُــقرأ، ويـُـتذكر به، ويتدبر ( كتاب  أنزلناه  إليك مباركليدبروا ءاياته  وليتذكر  أولوا  الألباب ).ص 29.  ( ... وما كنا معذبين حتى نبعث  رســولا ). الإسراء 15. ( رسلا مبشرين ومنذرين لئلا  يكون  للناس على الله  حجــــةبعد الرسل وكان الله  عزيزا  حكيما ) . النساء 165.  فحفظهاللهسبحانه وتعالى. ( إنا  نحن  نزلنا  الذكر  وإنا  له  لحافظون).الحجر9. من دون الكتب الأخرى، السابقة له، والتي  لــم  يــبق أثـــرها،  إلا  ما روته، وافترته، من يسمونهم، بالرسل، Apôtres ؟!ذلك، لأن الله العليم  الخبير،وكـّـل حفظها لهم. (...بمااستحفظوا من كتاب الله ... ولا  تشتروا  بئاياتي ثمنا  قليلا...).المائدة 44. فاشتروا به ثمنا قليلا !إلى درجة ، أنهم اتخذوا  شركاء لله،الواحـد الأحد !اتخذوا ابن مريم، وأمه، إلاهين مــن دون الله : المــائدة 116. ( ... فسبحان الله رب العرش عما يصفون ). ( ليحملوا  أوزارهم  كاملة  يوم  القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم   بغير علم  ألا  ساء ما يزرون ).النحل 25.

ــ لقد سبق أن بينتُ، أن رسول الله( الصلاة والسلام عليه)، كان يقرأ، بدليل، أن قومه  كانوا يقرءون. ما جاء، في سورة الإسراء 93 : (... ولن نومن لرقيك حتى  تنزل علينا كتابا نقرؤه...). وما جاء - على الأقل-  في قوله تعالى، في سورة الإسراء -  كذلك -  الآية 106 :

 ( وقرءانا فرقناه  لتقرأهعلى الناس على مكـث...). وما جاء  قي سورة البقــــرة 151 :

(كما  أرسلنا فيكم رسولا  منكم ... ويعلمكم  الكتاب  والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا  تعلمون).

ــ إذن، هو الـذي يعلمهم ( لقومـه ) الكتــاب  (  الكتابة ).

ــ فبما أن القراءة، - ما صدقها - يستدعي: قرطاساً، وكتابة، وبصرا، خلافـاً  للتلاوة التي تستدعي النطق، -  فقط -  حفظاً دون البصر،  ودون القرطاس ، والقراءة.

ــ فلا نقول للمكفوف : -  مثلا -  إقــرأ ! وإنما نقول لـه : إتــل أما نحن،  فبأبصارنا،  نقرأ لــه، أو نتلو عليه، من دون قراءة. أو مع  قراءة.

ــ يبدو أن الجــن،  وصفت كتاب الله،بالقرءان،لأن الذي سمعوه منه، كان يقرؤه قراءة  عليهم، لا تلاوة.  والله  أعلم.

ــ جاء ذكر ذلك، في سورتين من كتاب الله المبين: في أول سورة الجن وفي سورة الأحقاف 29.-  30 - فـفي سورة الأحقاف جاء ذكر القرءان ( قراءة )، وجاء ذكر، كتابه  ( كتابة ) في مناسبة واحدة : 29- 30.

ــ ( وإذ  صرفنا  إليك  نفراً  من  الجــن  يستمعون  القرءان ... قالوا  يا  قومنا  إنا  سمعنا  كتابا  أنزل  من  بعد  موسـى...).

ــ ( ... ولو  كان  من  عند  غير  الله  لوجدوا  فيه  اختلافا  كثيرا ).

ــ ثـم، فلا يمكن أن يكون ، ما جاء  في سورة  العلق : ( إقرأ... إقرأ ...) لا يمكن أن يكون مدلوله: القــراءة. ثم نفتري أنه ( الصلاة والسلام عليه ) أجاب  جبريل  بقوله: ما أنا بقارئ؟ !مع ذلك، لم لا يقولوا ( المفترون ) : إنه (جبريل) جاء  بصحف من السماء، فمدها تحت بصر محمـد ( الصلاة والسلام عليه)  فقال له، إقـرأها. وإنما إقــرأ-  هذا -  يـُــبيّـنه، لـــسان  الذين أرسل  إليهم،والذي معناه، عند الأمازيغقـُــل( ئــني) قــار لهم ...

 ( القول.)( فعل شاذ، غير قياسي ) جاء: قــل،في القرءان،  هكذا  بالأمر 332  مرة،  وإقــرأ  في سورة  العلق  منها،  بمعنى: قـُـــل.-  كما بينت -  =  332 +2= 334.  

ــ الأمــي: عدم فهمنا لقوله تعالى -  في  كتابه المبين-  أمـّـي، وأمـّـيون...gentil/s .والذي فسرناه - افتراءعلى  كتابه -  بــ: عدم  القراءة، والكتابة، وهو غلط  فادح . وهو الذي جعلنا  نقــول : إنّ  محمدا( الصلاة والسلام عليه ) لا  يقــرأ !.

ــ إنما معنى الأمـّــي، في القرءان، هو: الذي، أو الذين لم  يسبق أن  جاءتـــــهم  رسالــة .

(... وقل للذين  أوتوا  الكتاب  والأميــين  ...) . ءال عمران20.(  هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم ...)الجمعة 2. (... لتنذر قوما ما ءاتاهم من نذير من قبلك...).القصص 46 .     

وما  جاء في سورة السجدة 3. ( وما ءاتيناهم  من  كتب  يدرسونها وما  أرسلنا  إليهم  من  نذير).سبأ 44 . إلى غير ذلك.  ( ... ما كنت  تدري  ما  الكتاب  ولا  الإيمان ...)الشورى 52.

ــ ملاحظـة:هنا ذكر " الكتاب "، تلميح  إلى  كتب  موسى  وعيسى( عليهما السلام )

التوراة ، والإنجيل، التي ما  كان  محمد(  الصلاة  والسلام عليه ) يعلم  ماهيتها.

ــ إن ءايات سورة  القيامة من :16  إلى الآية 19 .  إنما المقصود منها رسول اللــــــه محمد   ( الصلاة والسلام عليه ) ، إذ كان يتعجل، ويتسرع،  في  تبليغه الوحي ( القرءان) حتى لا ينسى،  ما أوحي إليه . كان يتلوه، ويعيد  تلاوته، مخافة أن  ينفلت منه، وينساه. إلى أن نهاه، المولى العليم الخبير، على ذلك : ( ... ولا  تعجل  بالقرءان مــن قــبل أن يــقضى إليك وحيه...).طه 114.الأمرهذا جاء بعد الجملة المعترضة ( فتعالى الله الملك الحق...)، التي جاءت، بين قوله: ( وكذلك أنزلناه قرءانا...) وبـــين أمــره بــ: (... ولا تعجل بالقرءان ...). لا  تعجل  به !حتى يقضى  إليك  وحيه  كامـلا.

ــ كان الرسول ( الصلاة والسلام عليه ) يعيد تلاوة  ما  أوحي إليه مرات، حتى يحفظه، فيبلـّـغه. فجاء نهي ءاخر له ، عن ذلك : (ولا تحرك به لسانك لتعجل بـه...). ذلك ليعلم ويعلم

المؤمنون أنه ( القرءانمحفوظ، مــن لــدن  العليم  الخبير، مــنزّلـه،فــلا خــوف – أبـــدا-  مــن تلفه وضياعه: ( إنـــا نــحن  نزلنا الذكر وإنــا لــه  لحافظـــون). الحجر9. – خـاصة -   ليعلم، ويعلم المؤمنون، أن جمعه  وترتيبه  (قراءته)- كذلك- منوطة بقدرة القوي  العزيز.

ــ من الغريب، الغريب !أننا  نعتبر -  رغم الآية المحكمة، الصريحة : ( إن علينا جمعه وقرءانه) أن الذي حفظه، ودونه، وجمعه،إنما هو :  فلان !أو هي : فلانة !أو قولهم: إنهم كانوا يكتبونه، حين النزول في لحاء الشجر، وفي ألواح،وعلى جذور  السعف، وعلى رقع، وجلود الإبل !!، إلى غير ذلك ... هذا هراء، وخراف،وافتراء، حتى على المنطق، والتاريخ !فلنتصور ذلك، في سورة واحدة - فقط - !( البقرة-  مثلا - ) كم مستودع  يلزمها؟ !لإيداع كل  تلكم الأشياء  التي  نسخت عليها ؟ !.

ــ لا يمكن جمعه،ولا  ترتيبه، إلا من لدن  منزله،  وموحيه، اللهالحكيم الخبير حافظه :حين نزوله ، وبين  يديه ،  ومن  خلفه -  بخاصة - .

ــ ( إن علينا جمعه، وقرءانه) . عليـنا: الجلالة، والعظمة لا معية معه !. ( إنماأمره إذا أراد  شيئا  أن  يقول  له  كـن  فيكون). ( ... وكان الله  على  كل  شئ  مقتدراً ). (ما قدروا  الله  حق  قدره  إن  الله  لقوي  عزيز).

ــ وجاء الأمر -  خاصة -  بعدم  تغيير ترتيبه، والتزامه، في قوله تعالى:( فإذا قرأناه  فاتبع  قرءانه).  قـرأنــاه: جعلناه، وصيرناه،  قـرءانا. فترتيبه -  إذن توقيفي  من لـدن  العليم  الخبير. لا  توفيقي -  أبدا -.

ــ فـإذا بنا،غيـّرنا ترتيبه ،وجعلنا منه  "  نـواويــر "رتبناها  أيما  ترتيب !وصرنا  نتلوها  أفراداً، وجماعات، مثل  ما  فعلنا  بسورة  الإخلاص.  جعلناها  تساوي  ثلث القرءان !  فصرنا نقرأها ثلاث مرات !ونتمسح  بها  على وجوهنا  تبركا...  يا لها من بلادة !ويا  له  من خـُـرق،  ومن منكــر !حــطّ ،  ودناءة  بـكــلام  الله !

ــ وأخيرا  صدق  الله العلي العظيم ،  بختم الآيات،  بقوله : (ثم إن علينا بيانه ).

ــ لا بيان  ولا تبيـانإلا من لدنه: كتاب  مبين، ءايات  بينات ،  ءايات  مبينات. – وخــاصة-  (... ونــزلنا علــيك الكتــاب تبيانا  لكل  شئ  وهـدى ورحمنة  وبشرى  للمسلمين ).النحل89.

ــ لقد تبين لنا صدق ذلك ( ... ومن أصدق من الله  حديثا) . ( ... وعد  اللـهحقا  ومن  أصدق من الله قيـلا). لأن القرءان يبين  بعضه  بعضا.

 

*  واللــه  أعلــم  *

 

اجمالي القراءات 12814