هـؤلاء كتـبـوا عـن الأخــوان في عـام 1954م
هـؤلاء كتـبـوا عـن الأخــوان في عـام 1954م

رضا عبد الرحمن على في الأربعاء ٢٠ - مايو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

من كتابات الأستاذ / محمد التابعي

عن الاخوان المسلمين سنة 1954م

من المقالات الهامة التي كتبها رموز الليبرالية في عهد عبد الناصر وتحديدا في الفترة التي حاول فيها الاخوان اغتيال عبد الناصر في المنشية ، وفيما يبدو أن هؤلاء الكتاب انتهجوا منهجا واحدا في نقدهم للأخوان وفي دفاعهم الواضح عن عبد الناصر ، دون التعرض لجذور ونشأة الاخوان وربطها بالمنشأ الأصلي وهو الدولة السعودية وتحديدا بـ عبدالعزيز آل سعود ومع هذا المقال الهام للكاتب الكبير  / محمد التابعي

ــ ليس هناك أخوان ... وأخوان

ــ حـســن

ــ أخ في الله ..!!

 

1ــ ليس هناك إخوان .... وإخوان

أغالب العقل والمنطق لكي احسن الظن بهذا النفر من كبار جماعة الاخوان الذين وقفوا أمام محكمة الشعب يعلنون استنكارهم لجرائم القتل والغدر .. ويؤكدون إيمانهم بأن دين الإسلام ينهى عن القتل والغدر ... ويبدون سخطهم على حسن الهضيبي وما جرته سياسته على جماعة الاخوان ... ويفخرون بأنهم تركوا الجماعة واستقالوا منها بعد أن انحرفت (الدعوة) عن سيرتها الأولى كما رسمها المرحوم حسن البنا .. وقد انحرفت كما أكدوا أمام محكمة الشعب لدواع شخصية وأغراض ذاتية ، كانت تساور نفس حسن الهضيبي وبطانته التي اصطفاها وقربها إليه دون سائر الاخوان ..

أغالب العقل والمنطق لكي أحسن الظن بالسادة الأفاضل عبد الرحمن البنا وعبد المعز والبهي الخولي والكثيرين غيرهم من جماعة الاخوان الذين ينكرون علمهم بوجود جهاز سري أو أسلحة وذخائر أو تنظيمات سرية أو سياسية وخطط مرسومة للقيام بعمليات اغتيال ونسف وإرهاب..

أغالب العقل والمنطق لكي أصدقهم وأحسن الظن بهم ، ولكن العقل يأبى ويتمرد .. والمنطق قاطع قاس لا يلين ... وكلاهما ــ العقل والمنطق ــ لا يؤمنون إلا بالوقائع الثابتة المؤيدة بألف دليل ودليل ..

وكلاهما ــ العقل والمنطق ــ لا يؤخذان بالزيف والتشويه . ولا بهز الرءوس انكارا واستنكارا .!... ولا باللحى التي لم تهتز أسى وغضبا ... إلا بعد وقوع الفأس في الرأس ... ولا بالدموع التي تجري على الوجنات حسرة على ما أصاب (الدعوة) من انحراف...

كأن الدعوة لم تنحرف إلا في عهد حسن الهضيبي وحده..

أما في عهد (الإمام الشهيد) فإنها كانت تسير على صراط مستقيم ..؟!

وهذا هو الخطر الذي نوشك أن نعرض له طوائف السذج وما اكثرهم في هذا البلد ..!

وهذه هي الغلطة التي نوشك أن نتعثر في حبالها حتى لتضطرب في يدنا موازين القانون والعدل والانصاف .. فنفرق بين اخوان ... واخوان ..

وعندي أن الاخوان جميعا سواء ...

سواء في المسئولية ... وان تكن مسئولية كل منهم بقدر معلوم .. وسواء في المبدأ والغاية وتحقيقها والوصول إليها بوسائل الاغتيال والإرهاب..

وسواء في العلم بوجود جهاز سري مسلح مدرب على فنون حرب العصابات ..

وسواء في شهوة الحكم والرغبة في الاستيلاء على سلطات الحكم بالقوة والإرهاب..

عندي أن الاخوان جميعا سواء ..!..

سواء منهم الذين بقوا مع الهضيبي وأخلصوا لبيعته ومشوا وراءه لا يسألونه إلى أين .؟

وسواء منهم الذين اختلفوا معه وانشقوا عليه ... لأنه ــ كما زعموا ــ قد انحرف بالدعوة عما كانت عليه في عهد إمامهم الشهيد رضي الله عنه ورضوان الله عليه ..

وعندي أن حسن الهضيبي لم ينحرف قيد شعرة عن دعوة حسن البنا ولم يحد عن صراطها المستقيم ..

وإلا فليقل لي أحد أين هو وجه الانحراف .؟ ... وأين ي الفروق بين نشاط الجماعة في عهد الهضيبي .. ونشاطها في عهد (الإمام . رضوان الله عليه) .؟

نشاط إجرامي إرهابي هنا ... ونشاط إجرامي إرهابي هناك .!

جهاز سري هنا ... وجهاز سري هناك .!

ورئيس الجهاز السري هنا اسمه يوسف طلعت .. وكان اسمه هناك عبد الرحمن السندى .!

وأسلحة وذخائر ومدافع هنا .. ومثلها هناك ..

ومحاولة اغتيال قائد الثورة واخوانه والضباط الأحرار ..

ويقابلها هناك اغتيال أحمد ماهر والنقراشي والخازندار وسليم زكي ونسف مبنى محكمة الاستئناف .... والقاء القنابل على دور السينما والمحال التجارية ..

والجهاز السري برياسة يوسف طلعت كان خاضعا مباشرة لحسن الهضيبي ..

والجهاز السري برئاسة عبد الرحمن السندي كان خاضعا مباشرة لرضوان الله عليه ..

أي فرق إذن بين هؤلاء الاخوان ...  وهؤلاء الاخوان .؟

وأي شيء وقع في عهد حسن الهضيبي ولم يقع مثله في عهد حسن البن إمامهم الشهيد .؟

ولكنهم يزعمون أنهم تركوا الهضيبي وثاروا عليه ، لأنه انحرف عن الدعوة لدواع شخصية وأغراض ذاتية .؟

وهل كان اغتيال أحمد ماهر في عهد المرحوم حسن البنا لدواع وطنية قومية ..؟

أم أن الرجل قتل خيانة وغدرا لأنه ــ كما ظنوا ــ أسقط حسن البنا في الانتخابات .. ومن هنا اجتمع مكتب الارشاد وقرر في جلسة سرية قتل أحمد ماهر ..؟

وهل كان اغتيال النقراشي والخازندار لدواع وطنية او دينية روحيانية ..

النقراشي الذي وقف في مجلس الأمن يقول للإنجليز (يا قراصنة أخرجوا من بلادنا .!) ..

الخازندار الذي حكم بذمة القاضي في قضية نسف وتدمير بإرهاب ... وما كان في مقدوره أمام أدلة الاثبات أن يحكم بغير هذا ..! ... بل لو أن حسن البنا نفسه كان في مركزه لما استطاع أن يحكم بغير ما حكم به الخازندار ..؟

هؤلاء هم الشهداء حقا ... ومعذرة يا اخوان ..!

أعود فأسأل السادة الأجلاء من كبار الاخوان الذين كنت أحب ان احسن بهم الظن ... لولا أن العقل يأبى والمنطق يثور ..

أعود فأسألهم : ما الذي حدث اليوم في عهد المرشد حسن الهضيبي ... ولم يحدث مثله بل أكثر منه في عهد المرشد الشهيد ..؟

هذه الجرائم .. جرائم القتل الغادر والاغتيال والنسف والتدمير .! هذه الجرائم التي وقعت في عهد المرحوم حسن البنا وبيد أفراد من الاخوان ومن أعضاء الجهاز السري كما ثبت من التحقيقات ومن احكام القضاء ..

هذه الجرائم هل وقعت بعلم حسن البنا او من غير علمه ومن غير إذنه ..؟

لو كانت جريمة واحدة لقلنا ربما وقعت بغير إذن منه ..!

ولكنها جرائم و جرائم  و جرائم وقعت خلال أربع سنوات من 1945 إلى 1948 .. وفي كل مرة كان يضبط فيها الفاعل المجرم فإذا به أخ من (اخوانكم المسلمين) فما الذي فعله يومئذ الإمام الشهيد الذي لم تنحرف الدعوة في عهده عن صراطها المستقيم ..؟

ما الذي فعله ــ وهو باعترافكم وشهادتكم جميعا الآمر الناهي في شئون الجماعة ، العالم بكل ما ظهر وما خفى ... العملاق الجبار الذي تنحني له رءوس الاخوان سمعا وطاعة ..؟

ما الذي فعله رشوان الله عليه .؟ هل أنكر او استنكر .؟ أو بكى واستبكى ... وندب حظ الإسلام والمسلمين ..؟

هل حل جهازه السري ... أو ذهب إلى الحكومة وقال لها اجمعي الأسلحة من أيدي هؤلاء المجرمين العتاة .؟

وأنتم يا رفاق الإمام الشهيد ــ بين صحابة وتابعين ــ  وهذه ألقابكم وصفاتكم ما دام أحدكم قد وقف في محكمة الشعب يقارن بين حسن البنا ومحمد صلى الله عليه وسلم ..! وأنت يا أخيار يا أبرار يا أبرياء من كل دم زكي أريق .... يا حريصون على سلامة الدعوة وطهارة دين الإسلام ...... يا من غضبتم لانحراف الهضيبي وعصابته .... أنتم ماذا فعلتم يومئذ .؟..

هل سألتم إمامكم الشهيد لماذا يقتل (( أخوكم المسلم )) العيسوى الدكتور أحمد ماهر .؟

ولماذا يقتل أخ منك النقراشي ..؟ وأخ ثالث لكم القاضي الخازندار .؟

هل سألتموه في هذا ... وناقشتموه وحاسبتموه ... ثم غضبتم وخرجتم وتركتموه ..؟

أم سكتم ... وتجاهلتم مالا يجهل ... ورضيتم أن تكونوا صما بكما أو طراطير ..؟

تماما مثل زملائكم الطراطير في عهد الهضيبي  ....

ثم جئتم أمام محكمة الشعب تتحدثون عن الدعوة وانحرافها  وعن إمامكم الشهيد رضوان الله عليه ..! ... ولولا بقية من حياء لقال أحدكم (( صلوات الله عليه ))..

رضوان الله على من أنشأ الجهاز السري وزوده بالسلاح ودربه على فنون القتل والاغتيال ... باسم الدين ..

ورضوان الله على من اغتيل في عهده أحمد ماهر الوطني الشجاع ، والنقراشي الطاهر الذيل والخازندار القاضي العف النزيه ...

وأعود مرة أخرى فأسأل : هل وقع حقيقة انحراف في عهد الهضيبي .؟ أم أن الانحراف داء قديم ..؟

واذن فيم الخلاف ..؟ وفيم الخروج على الهضيبي وشق عصا الطاعة عليه ..؟

هذا ما يجب أن يعرفه الشعب وما أكثر طوائف السذج فيه الحقيقة التي يجب ان تعلن هي انه ليس هناك اخوان .... واخوان ... بل أن الجميع سواء .... وأن الجميع أقروا الغدر والقتل والإرهاب .... والجميع أقروا قيام جهاز سري ، وأقروا سياسة الاستيلاء على الحكم بالقوة المسلحة ...

هذه هي الحقيقة أو الحقائق التي يجب ان تعلن حتى لا يخدع البسطاء والسذج بدعوى هذا النفر من كبار الاخوان الذين يزعمون اليوم انهم خرجوا على الهضيبي لأنه انحرف بالدعوة عن صراطها المستقيم ...

ولقد بينت بدلائل الواقع القاطع الذي لا يأتيه الباطل ، أن الهضيبي لم ينحرف بل كان أخلص المخلصين للدعوة كما رسم سيرها الإمام الشهيد رضوان الله عليه ..!

أخلص المخلصين لأنه احتفظ بالجهاز السري الذي أنشأه حسن البنا ..

وأخلص المخلصين لأنه قوى الجهاز وأعاد تنظيمه من جديد وزوده بالأسلحة والذخيرة ...

وأخلص المخلصين لأنه أقر سياسة الإرهاب أو على الأقل لم يقاومها ولم يعترض عليها ..!

فكيف إذن تتهمون الرجل ظلما بالانحراف .؟

فيم أذن الخلاف بينكم وبين الهضيبي .؟

لم يكن الخلاف على مبدأ أو غاية او على وسيلة .. وإنما كان الخلاف على المناصب والسلطة في جماعة الاخوان ومكتب الارشاد هل تحتفظون بسلطاتكم التي كانت لكم في عهد المرحوم حسن البنا .؟ ... أم تتخلون عنها لهؤلاء الغرباء الدخلاء (( العيال )) ــ على حد تعبير احدكم ــ الذين أتى بهم حسن الهضيبي ومكن لهم في الجماعة واولاهم ثقته وقربهم إليه ..؟

وقد نظر بعضكم إلى حسن الهضيبي نفسه على أنه دخيل عليكم ، فكيف يرث حسن البنا في عزه ومقامه وسلطانه ..؟

بل كيف يرث في لقبه لقب (المرشد العام)...

والذي يقرأ أقوال الأستاذ عبد الرحمن البنا شقيق الإمام الشهيد يشعر أن الخلاف دبّ اول ما دبّ يوم اتخذ الهضيبي لنفسه لقب المرشد العام .! وكان عبد الرحمن البنا يريد أن يظل هذا اللقب وقفا على شقيقه حسن رحمة الله عليه ..!

هذه هي حقيقة أو حقائق الخلاف...

لا خلاف على غاية وشهوة في الحكم ..!

ولا خلاف على المناصب والسلطات ... وكيف يجوز في شرع الله وشريعة الدعوة ان يتقدم عليه منير الدله وحسن العشماوي وصالح أبو رقيق وغيرهم من الهلافيت أو العيال الذين لا سابق تاريخ لهم في خدمة الجماعة ... ولا هم مثلكم من الصحابة والتابعين ...؟!

 

هذه هي الحقائق التي يجب ان تعلن .... لأنني أشفق على طوائف السذج والبسطاء أن تؤخذ بأقوال هذا النفر من كبار الاخوان ...

.. وأن تعود (الدعوة) ــ إياها .! ــ سيرتها الأولى ..

والذين خرجوا مع السيد عبد الرحمن السندي لا يزالون موجودين .!

ومخابيء الأسلحة والذخائر لا تزال سليمة لم تمس ..

والأسلحة التي وجدت أقل بكثير من الأسلحة التي لم يعثر عليها بعد ...

والجهاز السري القديم قد يبعث من جديد ...  وقد تنحى اليوم رءوس إلى أن تمر العاصفة بسلام .! فإذا ما اطمأنت عادت ورفعت رءوسها لتبشر بالجهاد ولتلقن المؤمنين سورة آل عمران ..

هذا ما اخشاه ... وأشفق منه على هذا البلد الذي لم ينكب في تاريخه الحديث بقدر نكبته بهذه الدعوة ..! دعوة الاخوان المسلمين ..!

دعوة الاخوان كما صورها الأستاذ عبد القادر عودة أمام محكمة الجنايات حين سأله الأستاذ حماده الناحل عن رأيه في اغتيال النقراشي ..

لقد ابتسم ساعتئذ وكيل الاخوان وقطب الدعوة وأجاب : ــ النقراشي ..؟ ... عيّل داسته عربة الاخوان .!

وما أكثر (( العيال )) الذين كانت عربة الاخوان تنوى ان تدوسهم في طريقها إلى الحكم والسلطان ..!

حـســـــن ..!

قرأت لأديب معروف مقالا قيما عن جماعة (الحشاشين) وهذا هو الاسم الذي عرفت به في التاريخ .. ولكنها كانت جماعة دينية او هكذا كانت تزعم .. وكانت تتوسل بالاغتيال والقتل إلى تحقيق مآربها ...... وكانت تستعين (بالحشيش) على تهيئة أعضائها المكلفين بالقتل وجعلهم آلات صماء لا إرادة لها ومن هنا اطلق التاريخ على الجماعة اسم (الحشاشين) ..

 ومن عجب أن الذين توالوا على رئاسة او زعامة هذه الجماعة كان كل منهم اسمه حسن ..

حسن بن الصباح ثم حسن بن محمد ... ومن بعدهما الحسن جلال الدين ..

وجماعة الاخوان تستعين بالاغتيال على تحقيق مآربها السياسية ..

وكانت الجماعة الأولى ــ جماعة الحشاشين ــ تخدر أعصاب آلاتها بالحشيش .. أما الجماعة الأخرى ــ الاخوان ــ فكانت تخدرهم بالدين وتبشرهم بدخول الجنة من غير حساب ..!

وأخيرا ... حتى تتم المقارنة ويكتمل التشابه ..

لقد تولى منصب المرشد العام في جماعة الاخوان .... تولاه حسنان .!

( حسن ) البنا و ( حسن ) الهضيبي ..!

 

ليسوا إخوانا ..... وليسوا مسلمين ..

كلمة قالها المرحوم حسن البنا في عام 1948 .... وقد قالها يصف بها جماعته او الذين انحرفوا من أعضاء الجماعة ..

ولعل الرجل ــ غفر الله له ــ قال كلمته هذه يومئذ بلسانه ... أو هي خرجت من بين شفتيه لا من قلبه ..! لأنه يصعب على العقل ان يصدق أن امرا ما او شيئا ما كان ممكنا أن يقع يومئذ في جماعة الاخوان او بيد أحد الاخوان من غير أمر وموافقة المرشد حسن البنا غفر الله له وعفا عما جنت يداه ، يصعب على العقل أن يصدق هذا بعد أن أجمع الشهود في قضية اليوم على أن حسن البنا كان الكل في الكل وكان يشرف مباشرة على الجهاز السري وكان رأيه القول الفصل ... وكان (( عملاقا )) على حد تعبير احد الشهود ولعله هنداوي او الطيب او خميس لا أذكر ...

وكان شهود قضية اليوم إذا ذكروا اسم حسن البنا حرصوا على أن يقرنوه أو يردفوه بقولهم رضى الله عنه ..!!  رضوان الله عليه .... والإمام الشهيد إلى آخره ..

إلى هذا الحد بلغ من تقديرهم أو توقيرهم واحترامهم لمنشيء جماعة الاخوان المسلمين ... ولهذا قلت أنه يصعب على العقل ــ او عقلي انا على الأقل ــ أن يصدق أن أعمال الجهاز السري بقيادة عبد الرحمن السندي في عامي 1947 ، 1948 قد وقعت بغير علم وموافقة حسن البنا .... رضوان الله عليه ..!!

هذا ما لا يقبله العقل ..

ولهذا قلت أن كلمة (ليسوا اخوانا .... وليسوا مسلمين) قد خرجت من بين شفتيه فقط لا من قلبه ... ولعله قالها وهو مرغم وكاره .... ولكنه قالها يومئذ لكي يسترضي بها الحكومة ويتقى نقمة القانون ...

ولكنها مع ذلك كلمة تصدق اليوم كل الصدق في حق هؤلاء الاخوان ... فما أعرف جماعة من المتهمين ــ ويتأدب القلم فلا يقول المجرمين ــ لا اعرف متهمين تنكروا بعضهم لبعض كما تنكر الاخوان أمام محكمة الشعب ... فراح (( الأخ )) يرمي التهمة على أخيه ... ويحاول جاهدا أن ينقذ نفسه وعنقه ولو دقت اعناق اخوانه اجمعين ..!

 

بضع حقائق ..

والذين تتبعوا هذه القضية وأدوارها وما دار فيها ــ ومن الحق أن أنوه بفضل الإذاعة المصرية في إذاعة أدوار المحاكمات أولا بأول ــ يخرجون بهذه النتائج أو هذه الحقائق ...

أولا : ــ أقطاب هذه الجماعة التي تزعم انها قامت لنشر تعليم الإسلام وتبصير المسلمين بأمور دينهم الحق ... أقطاب هذه الجماعة لا يعرفون شيئا من أصول دينهم ..

وقليل منهم الذي يحفظ بعض آيات القرآن ... وأقل القليل الذي درس التفسير أو يحفظ الحديث ... وقد امتحنت المحكمة بعضهم فسقط في الامتحان ..

ثانيا :ــ كلما ارتفع مقام (الأخ) في الجماعة كلما هبط نصيبه من الشجاعة والصراحة وازداد نصيبه من الجبن والمراوغة والنفاق ... واذكروا شهادة الثعلب المراوغ خميس حميدة ومقامه الكبير في الجماعة هو نائب المرشد العام ..!

والواقع ان الجبن والمراوغة واللف والدوران كان من نصيب الاخوان المتعلمين المثقفين حملة الشهادات العليا والدبلومات ...

ومنهم القاضي والمحامي والصيدلي وخريج كلية الزراعة او كلية العلوم ..

وكانت الصراحة او الشجاعة الأدبية من نصيب الأميين او أنصاف الأميين مثل يوسف طلعت ومحمود عبد اللطيف .! أما المتعلمون فقد علمهم العلم كيف يلفون ويراوغون ويداورون ..

ثالثا:ــ  جاء في الأنباء ــ أن بوليس الإسكندرية (( ضبط )) في مسكن قطب كبير من أقطاب جماعة الاخوان صندوقا من الويسكي ... وأسفر تحقيق البوليس عن ان الأخ المسلم الكبير المذكور كان يعاشر سيدة يونانية معاشرة الأزواج ... من غير عقد زواج ..!!..

هؤلاء هم الاخوان .! .. وهم المسلمون .! وهم الذين زعموا أنهم قاموا ليجاهدوا في سبيل الله وليعلوا كلمة الإسلام وليبصروا المسلمين بأمور دينهم الحنيف..!

رابعا:ــ تبين من التحقيقات وأقوال الشهود أن نظام الجماعة قام على أسس مقتبسة من نظم البوليس السري في روسيا (الأوجيو) و (الجستابو) في ألمانيا و (الأوفرا) في إيطاليا الفاشية ... ففي كل من هذه الأنظمة كان يوجد جواسيس وراء الجواسيس .! وارهابيون وراء الارهابيون ... فكان بريا في روسيا وهتلر في ألمانيا النازية يعهد إلى بعض رجاله بمراقبة البعض الآخر من رجاله ... كما انه كان يأمر بعض الإرهابيين باغتيال الإرهابيين الذين لم تعد لهم فائدة أو الذين يخشى من ثرثرتهم أو افتضاح امرهم ..

وقد تبين أن الجهاز السري في جماعة الاخوان كان يسير على هذه النظم ... ومن هنا اغتال اخوان ارهابيون زميلا لهم هو المهندس السيد فايز لأنه (ثرثر) وتحدث بما لا ينبغي أن يتحدث عنه ...

ومن هنا كذلك اعترف يوسف طلعت أنه كان هناك وراءه من يهدد بالقتل إذا هو حاد عن الطريق ..! ... الطريق الذي رسمه سلاح الغدر والإرهاب ..!

 

عقلية الأخــوان

وجاءني بالبريد خطابان طريفان ... أحدهما يسألني كيف يمكن لعاقل ان يصدق أن النيابة العمومية تسمح  للنوبي الذي عثر على مسدس محمود عبد اللطيف بالحضور من الإسكندرية إلى القاهرة سائرا على قدميه ومعه المسدس ، ويمضى الخطاب فيقول أن هذه الواقعة تكفي وحدها للتدليل على أن الحكاية كلها مسرحية مزيفة ..!

والخطاب حديث كما يدل خاتم البريد على الغلاف ..

ومعنى هذا أن صاحب الخطاب لا يقرأ الصحف ولا يسمع الإذاعة بل لعله كذلك لم يسمع بالاعترافات التي ادلى بها في محكمة لشعب محمود عبد اللطيف وهنداوي وإبراهيم الطيب والهضيبي ويوسف طلعت .... الخ الخ ..

أو لعله سمعها كلها ولكنه مع ذلك يكذبها ويكذبهم .. وهذه عقليته المخدرة والسلام ..!

والخطاب الآخر من (أخت مسلمة) وهو خطاب طويل ومكتوب باللغة العامية ... وانقل منه هذه العبارات كما كتبتها (الأخت المسلمة)..

امن العدل ان يعذبوا الاخوان بوضع السبرتو على أرجلهم ويشطون فيهم النيران ، امن الحق أن يوضع على أجسادهم الزفت المغلي ..

وضمير الغائب يعود هنا إلى الحكومة التي وضعت السبرتو على ( أرجل ) الاخوان ووضعت الزفت المغلي على أجسامهم .؟!..

هكذا تقول (أختنا المسلمة) ..

كأنها لا تعيش في مصر وكأنها لم تقابل أحدا من الذين شهدوا جلسات المحاكمة ليؤكد لها أن (اخوانها المسلمين) قد مثلوا جميعا امام محكمة الشعب وهم في اتم صحة وعافية وليس في ابدانهم أثر لعذاب أو تعذيب ... ولو كان وقع شيء من هذا لكانوا انتهزوا فرصة وجودهم في المحكمة واعلنوا وفضحوا الحكومة على مسمع من المئات الذين يشهدون جلسات المحكمة ..!

ولكنها عقلية الاخوان والأخوات .!

ثم تمضي (الأخت المسلمة) في خطابها وتقول ...... وكفاية الإبر التي يحقنوا بها الاخوان علشان تلخبط عقولهم وتحل ألسنتهم وتغيبهم عن وعيهم علشان لم يقولوا الحقيق ولعمري ما قرأت عبارة حوت من المتناقضات قدر ما حوته هذه العبارة ...

ما حاجة الحكومة مثلا بالسبرتو وإشعال النار ووضع الزفت المغلي ... مادامت عندها هذه الإبر التي تحل عقدة اللسان ..؟

كذلك كنا نسمع عن إبر او حقن عقدة اللسان ليقول الصدق ... ولكن ــ لا أنا أو انتم ــ سمعنا عن ابر تنطق المرء بالكذب ..! وأي كذب .! وأي خيال وأي اسهاب في التفاصيل..!

أنا شخصيا مستعد لأن استعمل هذه الإبر ... لكي اتفرغ بعدها لكتابة القصص المثيرة التي سوف تنافس قصص إسكندر ديماس ..!

ولكنها عقلية الاخوان والاخوات ..!

وتختم (أختنا المسلمة) خطابها بهذه العبارة ...

... وإذا كان حد بيرسل لك جواب تهديد وانت أيه ذنبك انت عبد المأمور ... وعشمنا في وجه الله ..

أي انني كتبت ما كتبت عن الاخوان نزولا على أمر الحكومة ؟!..

ومثلي طبعا جميع الصحفيين والكتاب في مصر ...

ومثلنا طبعا الصحافة الأجنبية ووكالات الأنباء الأجنبية ومحطات الإذاعة في الخارج .. فهؤلاء جميعا كتبوا وتحدثوا وأذاعوا الكثير عن جرائم الاخوان وتدابيرهم الجهنمية .. ولكن (أختنا المسلمة) تعذرنا وتعذرهم لننا وهم عبيد مأمورون ..!

عشمنا في الله خير حقا أن يرد على هؤلاء الاخوان ... والاخوات عقلهم المسلوب ..!

أخ في الله  ..!

معظم الرسائل التي وصلت إلى في الأسابيع الأخيرة عن (الاخوان المسلمين) .. بينها رسائل التأييد ... ورسائل التهديد ..!

ومن هذا النوع الأخير رسالة ممضاة (أخ في الله )...

ويقول (اخويا في الله ) أنه صبر طويلا على مقالاتي (المأجورة) ضد جماعة الاخوان وكظم غيظه من التهم السخيفة (كذا) التي رميت بها هؤلاء الاخوان والمجاهدين في سبيل الله ... ولكن صبره نفذ عندما قرأ لي مقالا أخيرا رميت فيه هؤلاء الاخوان بالخسة والجبن والنذالة ...

ومضى (اخويا) في الله يقول :.... اننى ــ محمد التابعي ــ أمر به كل يوم في طريقي وأنه سوف ينفذ فيه حكم الله ..!

يعني .... طاخ طوخ ..!

وأمضى خطابه (أخ في الله) ..

وأقول لصاحب الخطاب المذكور أنه ليس في الله أخ جبان او غادر او قاتل لئيم ..!

ثم أسأله عن هل قرأ حديث فضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر المنشور في (الأهرام) في يوم الأربعاء 17 نوفمبر ... لقد قال فضيلة الشيخ بين ما قاله ...

وشر أنواع القتل هو قتل الغيلة وهو اغتيال البريء الآمن وأخذه على غرة فإنه يمثل الدناءة والخسة والوحشية ..

هل سمعت ي (أخويا في الله) ما يقوله شيخ الإسلام وإمام المسلمين ..؟

ولكنك مسكين وضحية من ضحايا عصابة الخداع والتضليل ..

 

 

 

 

 

   

  

اجمالي القراءات 7326