المفسرون للقرءان العظيم ينقلون عن بعضهم البعض ولا يعقلون.

Brahim إبراهيم Daddi دادي في الأربعاء ٢٠ - مايو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

المفسرون للقرءان العظيم ينقلون عن بعضهم البعض ولا يعقلون.

 

عزمت بسم الله،

 

من حين لآخر نسمع عن مهرجان وتكريم لشيخ من الشيوخ بمناسبة اختتامه تفسير القرءان العظيم، إن تقديس أحسن الحديث ( القرءان العظيم) شيء جميل، و واجب على كل مؤمن بالكتاب، لكن ما نأسف له جدا هو عدم التزام المفسر لكتاب الله تعالى بالنص القرءاني والتدبر فيه، دون اللجوء إلى غيره ممن سبقه من  المفسرين، ودون اللجوء إلى روايات لم يبذل المفسر أدنى جهد في التحقق من صحتها ونسبتها إلى رسول الله محمد الذي قال له ربه: يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ(67).المائدة. إن هذه الآية الكريمة تبين لنا بأن الرسول عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، قد بلَّغ ما نُزِّل إليه من ربه ولم يأت بشيء من عنده، ولم يكفر ( أي يخبئ) شيئا مما أُنزل إليه من ربه أو يكتم منه شيئا،

وفي الآية "67" المائدة نجد أن الله تعالى قال: (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) أي إن لم تبلغ ما نزِّل إليك كما هو دون زيادة أو نقصان فما بلَّغت رسالة ربك، والدليل على أن الرسول عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، قد بلَّغ ما نُزِّل إليه من ربه دون تقول على الله تعالى ببعض الأقاويل، الدليل على ذلك لأن الله تعالى لم ينفذ فيه توعده له إن تقول عليه ببعض الأقاويل، نجد ذلك في قوله تعالى: فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ(38)وَمَا لَا تُبْصِرُونَ(39)إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ(40)وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ(41)وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ(42)تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ(43)وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ(44)لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ(45)ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ(46)فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ(47)وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ(48)وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ(49)وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ(50)وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ(51)فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ(52). الحاقة.

 

وما يؤكد أن الرسول عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، لم يتقول على الله تعالى، ولم يزد في شرع الله سبحانه شيئا أو ينقص منه شيئا، فقد بلَّغ  بالتمام والكمال دين الله تعالى، فأنزل الله تعالى عليه في أواخر سور التنزيل  فقال سبحانه وتعالى على لسان رسوله: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا. "3" المائدة.

 

أنقل إليكم أعزائي نموذجا من تفسير شيخ من شيوخ منطقتنا، الذي كرم في بداية شهر أفريل من سنة 2015، من طرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية، وقد كرم الشيخ في حفل بهيج جدا، إكراما له لإتمامهه تفسير القرءان العظيم. كل هذا لا غبار عليه أن يكرم العلماء،  لكن السؤال الأول الذي يفرض نفسه لماذا لا يكرم علماء الفيزياء والرياضيات وغيرها من العلوم الإنسانية، كما يكرم (علماء) الدين والشريعة؟

علما أن علماء الرياضيات والفيزياء وغيرهما ما هم إلا مهتمون بما وضع الله تعالى من نواميس وقوانين...

أعود بكم أعزائي إلى تفسير الشيخ حيث قال في كتابه ( نفحات الرحمان في رياض القرءان) نجد في سورة النساء في موضوع المحارم من النساء ص 110/111  ما يلي:        (وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمْ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ). حلائل: جمع حليلة وهي الزوجة. والرجل حليل واللفظ مأخوذ من الحلول، لأن الزوجين يحلان في مكان واحد وفي فراش واحد، وقيل: هو مأخوذ من الحلية أي أن كلا منهما حلال للآخر. والأصلاب: جمع صلب، وهي عظام الظهر التي هي مستودع الماء الدافق من الرجل لقوله تعالى: خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ(7) الطارق. ويقال ابن الصلب للتفريق بينه وبين الابن من الرضاعة أو بالتبني على عادة الجاهلية. أهـ

وفي صفحة 118 من نفس الكتاب نجد الشيخ يشرح قوله تعالى: (وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمْ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ). فيقول: المقصود بالحلائل: أزواج الأبناء، وجاء التعبير بالحلائل عوضا عن نساء أبنائكم مثلا للتنوع اللفظي. ويدخل في الأبناء ما كان من الصلب مباشرة أو بواسطة كابن وابن البنت، ولا يدخل فيه الابن من الرضاعة، ولا المتبنى إذ يخرج بالقيد المذكور في الآية: (الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ). لأن تسمية المتبنى هو ضرب من المجاز بعد أن أبطل الإسلام التبني. غير أن الأيمة الأربعة يرون تحريم حليلة الابن من الرضاع لقوله عليه السلام " يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب".

 وهو ما عليه القول عند مشائخنا.أهـ

 

لنرى ما مدى صحة هذه الرواية التي ألغي بسببها حكم الله تعالى الذي حرم حلائل الأبناء بلام التعريف فقال سبحانه: وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمْ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ. أي الأبناء الذين خلقوا من الماء الدافق الذي يخرج من بين الصلب والترائب. فَلْيَنظُرْ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ(5)خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ(6)يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ(7).الطارق.

 

هل يمكن أن تلغي رواية ظنية الثبوت حكم الله تعالى القطعي الثبوت والدلالة ؟

 

الجواب نعم لقد ألغت الرواية التالية حكم الله تعالى الذي حرم حلائل الأبناء الذين خرجوا من بين الصلب والترائب فقط، ولم يحرم الله تعالى حلائل الأبناء بالتبني ولا الذين من الرضاعة ولا غيرهم من الأبناء كابن البنت...

إن هذه العبارة المنسوبة إلى قول الرسول عليه وعلى جميع الأنبياء السلام.  (" يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب). التي حرمت ما لم يحرم الله تعالى من المحارم،  فقد جاء في البخاري: 2451 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بِنْتِ حَمْزَةَ لَا تَحِلُّ لِي يَحْرُمُ مِنْ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنْ النَّسَبِ هِيَ بِنْتُ أَخِي مِنْ الرَّضَاعَةِ. صحيح البخاري - (ج 9 / ص 124) المكتبة الشاملة.

 

لنرى في كتب الجرح والتعديل من هو مسلم بن إبراهيم الذي حدث عنه البخاري.

345 روح بن أبو رجاء التميمي من أهل البصرة يروي عن ثابت البناني وعمرو بن مالك البكري روى عنه مسلم بن إبراهيم  ويحيى بن يحيى وكان روح ممن يروي عن الثقات الموضوعات ويقلب الأسانيد ويرفع الموقوفات وهو أنكر حديثا بن غطيف لا تحل الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلا للإختبار وهو الذي روى عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال جئن النساء إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم فقلن يا رسول الله ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبيل الله عز وجل فما لنا عمل نعمله ندرك به عمل المجاهدين في سبيل الله عز وجل قال مهنة إحداكن في بيتها تدركك به عمل المجاهدين في سبيل الله عز وجل حدثناه الحسن بن سفيان حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا روح بن المسيب عن ثابت.

المجروحين ج 1 ص 299 قرص 1300 كتاب.

 

1117 ناصح بن العلاء مولى بني هاشم كنيته أبو العلاء وهو يقال له ناصح البكري يروي عن عمار بن أبي عمار روى عنه مسلم بن إبراهيم  منكر الحديث جدا على قلة روايته لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.

المجروحين ج 3 ص 55 قرص 1300 كتاب.

 


أكتفي بهذا القدر من الجرح والتعديل وأنقل لكم أعزائي ما وصل إليه العلم وما حكمت به محكمة أمريكية التي حكمت بالعدل وما أنزل الله تعالى في الكتاب. فإليكم ما يلي: http://www.sayidaty.net/node/298626/%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%AC%D8%A3-%D8%A8%D8%A3%D9%86-%D8%B7%D9%81%D9%84%D8%AA%D9%8A%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%A8%D9%88%D9%8A%D9%86-%D9%85%D8%AE%D8%AA%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%86

فهل بعد هذا يمكن أن يتراجع الشيوخ عن معتقدهم وتقولهم على الله ورسوله فلا يحرموا إلا ما حرم الله تعالى فقط؟؟؟

لأنه سبحانه حرم ما شاء أن يحرم من النساء فبدأ بتحريم ما نكح الآباء من النساء. وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا. وحرم العليم الخبير الزواج من الأمهات، البنات، الأخوات، العمات، الخالات، بنات الأخ، بنات الأخت، والأمهات التي أرضعتنا، والأخوات من الرضاعة، وأمهات نساءنا، والربائب التي في الحجور، ثم يأتي تحريم حلائل الأبناء الذين من أصلابنا (فقط)، وحرم سبحانه الجمع بين الأختين، كما حرم سبحانه المحصنات من النساء إلا ما ملكت اليمين، وبعد هذه المحرمات من النساء فقد أحل الله تعالى باقي النساء لنكاحهن محصنين غير مسافحين. (وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ.) فهل بعد هذه الآية الكريمة الأخيرة التي أحل الله تعالى ما وراء ما ذكر من النساء المحرمات، أقول فهل يمكن لمخلوق مهاما كان أن يحرم أو يحل نساء أخريات؟ كما نسب إلى الرسول عليه وعلى جميع الأنبياء السلام أنه حرم من الرضاع ما يحرم من النسب؟؟؟ أو حرم حليلة الابن من الرضاعة أو حليلة الابن من البنت؟؟؟ كلا وألف كلا لا يمكن للرسول أن يحرم إلا ما حرم الله تعالى، والعليم الخبير هو الوحيد الذي يُشرع فيُحل ما يشاء ويُحرم ما يشاء. ولا يمكن لرسول الله عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، أن يتقول على الله تعالى فيشرع بغير ما أنزل الله عليه، لأن الله تعالى يقول: فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ(38)وَمَا لَا تُبْصِرُونَ(39)إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ(40)...وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ(44)لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ(45)ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ(46)فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ(47)وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ(48)وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ(49)وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ(50)وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ(51). الحاقة. صدق الله العظيم.

 

إليكم أعزائي نموذجا من عدالة أمريكا التي حكمت على نفقة توأمين وُلدا من رحم واحد ورجلين مختلفين، فقد ولد الأول من صلب رجل، وولد الثاني من صلب رجل آخر، وقد حكمت المحكمة على الوالد الذي ثبتت أبويته عن طريق D N A،  وتركت الولد الآخر لأنه ليس من صلبه، فهو من صلب رجل آخر غير معروف، لقد خرجا من رحم أم واحدة لكنهما من صلب رجلين مختلفين وهذا ما يثبت حكم الله تعالى في تحريم حلائل الأبناء الذين هم من الصلب والترائب لرجل واحد، فهل بعد هذه الأدلة العلمية التي تؤكد حكم الله تعالى  في تحريم حليلة الابن الذي هو من الصلب فقط، فلا المتبنى ولا الرضيع ولا ابن البنت تدخل حليلتهم ضمن المحارم ( التي حرم الله تعالى) أبدا . قال رسول الله عن الروح عن ربه: وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ(155) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ(157).الأنعام.

والسلام على من اتبع هدى الله فلا يضل ولا يشقى.  

اجمالي القراءات 10315