تعقيبا على المقال السابق : بين ( الصحابة والحواريين )
عن ( عائشة ) والخبل العظيم معدوم النظير

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ١٣ - مايو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

أولا :

1 ــ كتبت المقال السابق ليكون ( ترمومتر ) يفضح ما فى داخل القارىء من تقديس للصحابة المذكورين فى التاريخ ، وهم الذين يتمتعون بتقديس يفوق عند المحمديين التقديس الواجب لله جل وعلا وحده. حقّ الله جل وعلا فى قلب المؤمن هو أعظم الحقوق ، وفى القلب مساحة للتقديس يجب أن تكون خالصة لله جل وعلا وحده ، وبدرجة 100 % . لو كان هناك واحد فى المائة تقديس للنبى او الصحابة او الحواريين او لأى بشر وأى مخلوق فهو وقوع فى الشّرك وتغطية على الفطرة السليمة التى فطر الله جل وعلا الناس عليها. والكفر هو التغطية. ولكن واقع المحمديين ( والمسيحيين ) أن جزءا كبيرا  من التقديس يذهب الى تقديس شخصية إخترعوها من أوهامهم ثمثل النبى محمدا أو المسيح فى تصوراتهم ، وجزءا آخر كبيرا لتقديس الصحابة أو الحواريين ، وجزءا كبيرا آخر لتقديس الأئمة والشيوخ أو للأحبار والرهبان ، بحيث لا يتبقى من تقديس للخالق جل وعلا سوى أقل من واحد فى المائة . هم لا يكتفون بهذا الظلم العظيم  بل يزعمون أن هذا هو الدين الحقّ وأن الله جل وعلا هو الذى أمرهم بهذا . يظلمون رب العزة جل وعلا ويفترون عليه كذبا إذ يجعلون ظلمهم هذا دينا أوحى به رب العزة .

2 ـ لكى تتخيل بشاعة هذا الظلم أدعوك الى الآتى :

2 / 1 : فكّر فى هذا الكون المحيط بك بين السماوات والأرض  ( وما بينهما ) . ( ما بينهما ) تعنى الكون بمجراته ونجومه . وقد تكرر قوله جل وعلا ( وما بينهما ) وصفا لهذا الكون المادى كثيرا فى القرآن الكريم : ( المائدة 17 : 18 ، الحجر 85 ، مريم 65 ، طه 6 ، الأنبياء 16 ، الفرقان 59 ، الشعراء 24 ، 28 ، الروم 8 ، السجدة 4 ، الصافات 5 ، ص 10 ، 27 ، 66 ، الزخرف 85 ، الدخان 7 ، 38 ، الأحقاف 3 ، ق 38 . النبأ 37   ) . لو نظر الانسان فى هذا الكون المرئى لرجع بصره اليه وهو حسير ( الملك 3 : 4 ) .وهذا فى مجال الكون أو ( مابينهما ) فقط ، حيث بلايين البلايين من النجوم والكواكب ، وحيث تُقاس المسافات بينهما ببلايين السنوات الضوئية ..وحيث ..وحيث ..!! فكيف بالسماوات السبع التى لا نستطيع تخيلها والتى تكون المجرات مجرد ( مصابيح للسماء الدنيا ) ( الصافات 7 ، فصلت 12  ، الملك 4 ) ؟؟ خالق هذه السماوات والأرض وما بينهما المُستحق وحده للتقديس وهو الخالق للبشر وغيرهم هل يصحُّ أن نرفع الى مكانته بشرا من مخلوقاته خلقه من ( ماء مهين ) ؟ ألا يُعدُّ من الظلم للخالق جل وعلا أن نجعل له شريكا فى التقديس من بين مخلوقاته ؟ من هو ( محمد ) أو ( عيسى ) أو ( ابو بكر أو عمر أو على أو عائشة أو بولس أو بوذا ..الخ)  لكى نجعل لهم قداسة فى قلوبنا ننتزعها من القداسة التى يجب أن تكون لله جل وعلا وحده . هذا الظلم البشع للخالق جل وعلا يعنى أنهم ( ما قدروا الله جل وعلا حق قدره ).!!

2 / 2 : لرب العزة جل وعلا المثل الأعلى: ( النحل 60 ، الروم 27  .) ولكن دعنا نفترض حالة بشرية ، بك أنت أيها القارىء . لنفرض أنك أحسنت لانسان وغمرته بفضلك ثم جحد فضلك وأنكره ونسب هذا الفضل لغيرك ، وأهمل حقك وجعل كل الاحترام لهذا الغير ، ولم يكتف بهذا بل زعم أنه ينفّذ أوامرك ؟ أى لم يظلمك فقط ولم يجحد حقك عليه فقط بل زعم أنك تريد هذا وتأمر بهذا ؟ أى ظلمك وإفترى عليك كذبا. تُرى ما هو موقفك من هذا الظلم ؟ ثم ما هو موقفك من اشخاص آخرين يؤيدونه ضدك ويشهدون عليك أنك أمرت بهذا وأن هذا هو رأيك ؟ هل ترضى بهذا ؟ لا يرضى أحد بهذا . ولكن ما نرفضه لأنفسنا نفرضه على ربنا جل وعلا ، وما لا نرضاه لأنفسنا نرضاه لرب العزة جل وعلا . لهذا فإن الذى يستكثر على المشركين الخلود فى النار يجب أن يعتبر الظلم البشع الذى يتعاملون به مع الخالق جل وعلا .

2 / 3 : وفى النهاية هى قضية لا تحتمل التوسط واللعب على الحبال والمداهنة والشفقة على مشاعر الناس والخوف من إغضابهم ، لأنّ حقّ الله جل وعلا هو الأولى والأعلى . هى قضية  فيها  ظالم ومظلوم ، والشرك ظلم عظيم ( لقمان 13 ) . وأنت بين أمرين لا ثالث لهما : إمّا أن تنصر رب العزة الذى يقع عليه هذا الظلم العظيم ، وإما أن تنصر الظالمين الذين يظلمون الله جل وعلا هذا الظلم العظيم. وأنت وما تختاره لنفسك يوم الدين. ولهذا فنحن فى عملنا الاصلاحى فى الاحتكام للقرآن الكريم فى تراث المحمديين وتاريخهم نحاول ما استطعنا تبرئة الاسلام من افتراءاتهم وتاريخهم وظلمهم العظيم لرب العزة جل وعلا . وإدراكا منّا لأن هذا الإفك عاش راسخا من بعد عصر الصحابة حتى الآن وأنّه يحتاج وقتا وجهدا وجهادا للتخلص من رجسه وكفره ـ فنحن نتسامح مع من تأخذه العزة بالإثم إذا ذبحنا أمامه بعض أبقاره المقدسة ، وأثبتنا ان معتقداته المناقضة للقرآن الكريم والاسلام العظيم وما كان عليه خاتم النبيين ـ ليست سوى رجس من عمل الشيطان ، وظُلم عظيم للرحمن.

ثانيا : عن السيدة عائشة أقول :

1 ـ كباحث تاريخى قرآنى ، أستعمل منهج البحث التاريخى ومنهج البحث القرآنى ، وأوضحت هذا كثيرا فى كتابات سابقة . لست شيعيا يُقدس عليا ويُكفر أبا بكر وعمر وعائشة ، ولست سُنيا يقدس الصحابة والخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين . من وجهة نظر تاريخية بحثية أراهم شخصيات بشرية تاريخية ،  وليسوا جزءا من الاسلام وليسوا عُنصرا فى الايمان . ولى مُطلق الحق فى بحثهم بمنهج تاريخى صارم وبارد حسب المكتوب عنهم  وبفحص الروايات وتبيين الحقيقى منها والزائف . وكباحث قرآنى يعمل فى إصلاح المحمديين بالاحتكام الى القرآن الذى يزعمون الايمان به فإنى أعرض تاريخ الصحابة على القرآن الكريم لأنهم ارتكبوا ما ارتكبوه من فتوحات وحروب أهلية باسم الاسلام ، فلا بد من الاحتكام بشأنهم الى الاسلام الذى يزعمون الانتماء اليه. والروايات التى إعتمدت عليها فى مقالات وكتاب ( المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء الراشدين ) هى نفسها المكتوبة فى تاريخ الطبرى وابن الأثير وابن سعد والمسعودى ، وهى مصادر سُنيّة مشهورة ومتداولة ، وليس ذنبى أن الشيوخ الآخرين لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون .

2 ـ بالنسبة للسيدة عائشة بالذات سبقت وقُلتُ مالم يعرفه أحد من قبل وهى أنه لا علاقة لها بحديث الإفك الذى إفتراه البخارى وقبله ابن سعد ، وأثبتُّ هذا بالقرآن الكريم مع أن الدين السُّنى الذى يقدّسُ عائشة يؤمن بأن حديث الإفك يتمحور عليها . بهذا أغضبت السنيين لأننى أثبتُّ كذب البخارى ، وأغضبت الشيعة لأنى دافعت عن السيدة عائشة ، وهم يرمونها بالزنا بناءا على روايات كاذبة فى حديث الإفك. أغضبت الفريقين ولكن أرضيت نفسى كباحث يبحث عن الحق ، وارجو أن يرضى عنى ربى جل وعلا .

3 ـ بنفس المنهج البحثى فى تفحُّص التاريخ أرى ( عائشة ) مخلوقا بشعا تسبب فى قتل عشرة آلاف شخص حول هودج جملها فى موقعة ( الجمل ) المُسمّاة على الجمل الذى كانت تركبه ، والذى كانوا يقتتلون حوله ، فريق يريد الوصول للجمل وأسر من تركبه ويهتف ( الله أكبر ) وفريق يدافع عن الجمل ومن تركبه ويهتف ( الله أكبر ) اى حرب دينية شعارها ( الله أكبر ) ، وراكبة الجمل ( ام المؤمنين ) ترى أبناءها ( المؤمنين ) يقتتلون بسببها ، وظل القتال محتدما حول ( مذبحها ) الى أن سقط  قتلى كل المدافعين  عنها وعن جملها ، وسقط الجمل وقد تحول الى ما يشبه ( القنفد ) من كثرة ما أصابه من سهام . وبسقوط الجمل واسر راكبة الجمل إنتهت موقعة الجمل بأكثر من عشرة آلاف قتيل كل منهم كان يهتف ( الله أكبر ) . هو نفس الشعار الذى تهتف به داعش اليوم وهى تقتل الأبرياء .!.

من المسئول عن هذه المذبحة ؟ . من الناحية السياسية البحتة الباردة لم يكن لها أى داع على الاطلاق . معركة الجمل كان محكوما عليها بالفشل من البداية . كانت ردّ فعل لجنون من الطمع فى المال لأُناس عاشوا فقرا مُدقعا تعودوا عليه وتعود عليهم ، ثم إذا بهم فجأة يمتلكون أثمن كنوز العالم وأثرى بلاده من فارس الى مصر وما بينهما. كان عمر قد منع كبار الصحابة من الانسياح فى البلاد المفتوحة وفرض عليهم البقاء فى المدينة . وجاء عثمان فأباح لهم الخروج وتملك الثروات وأطلق يده فى العطاء لهم وأطلق يده أكثر فى عطاء اهله الأمويين ، فأصيب كبار الصحابة بحمى الجشع ، ووقعوا فى التصارع والتكالب على مص دماء الشعوب المحتلة ، وانتهى الصراع بقتل عثمان  ثم كانت موقعة الجمل نتيجة لهذا الطمع القاتل .وتتحمل وزرها عائشة و زوج اختها الزبير وابن عمها طلحة بن عبيد الله . الدافع هو الهوس على الثروة والصراع على حُطام دنيوى ، وكلهم مات وما أغنى عنه ماله وما كسب ، ومع هذا يتمتع بالتقديس بين المحمديين.

4 ـ بنفس المنهج البحثى فى التدبر القرآنى أُشير الى الحقائق التالية بالنسبة لأزواج النبى عليه السلام :

4 / 1 : نزلت فيهن سورة التحريم تبدأ بلوم شديد للنبى لأنه حرّم ما أحله الله جل وعلا يبتغى مرضاة أزواجه ، وبعدها تأنيب عنيف لهنّ ، ثم ضرب أمثلة لزوجتين خانتا زوجيهما  ، وهما زوجة نوح وزوجة لوط فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل لهما عند الموت اُدخلا النار مع الداخلين . والاشارة واضحة بالتحذير مسبقا لما قد يحدث منهن بعد موت النبى وإنتهاء القرآن الكريم نزولا.هنا إعجاز تاريخى نادر ومستتر. لأن العصيان وقع فيما بعدُ .   وقد سُئلت مرة عن مغزى ان تتخصص سورة قرآنية فى الحديث عن شأن عائلى بالنبى وازواجه محدد بوقته وظرفه . وقلت إنه للتعليم والاعتبار ، وأن الأمر بذلك لا يُعدُّ محددا بالزمان والظروف ، وقد وقعت بعض أزواج النبى فى خطايا بعده ، فلم ينفذن أمر الله جل وعلا بأن يعتزلن فى بيوتهن ( وقرن فى بيوتكنّ ) ، فحدثت كوارث للمسلمين ، ولا تزال تبعاتها تتوالى حتى عصرنا ،  إذ تحولت عائشة والمنسوب اليها من أحاديث وتاريخ من أهم الموضوعات الجدلية بين المحمديين فى التاريخ والحديث بل والتشريع. لذا نفهم لماذ سبق رب العزة بإنزال سورة التحريم فى التحذير والوعظ .

4 / 2 : وفى سورة الأحزاب نقرأ وضعا تشريعيا خاصا بأزواج النبى عليه السلام : فهّن أمهات المؤمنين ، ولسن كاحد النساء ومحرم الدخول عليهن فى بيوتهن سوى المحارم ، ومحرم الزواج بهن بعد النبى ، وهن مأمورات بلزوم بيتهن . ومقابل هذه المزايا فلهن إن أطعن الله جل وعلا ورسوله ضعف الأجر ، وعليهن إن عصين وفعلن الفاحشة المبينة ضعف العقاب للزانية. اى التعامل معهن على انهن من البشر ولا عصمة لبشر .( الأحزاب : 6 ، 28 : 34 ، 53 : 55 ).هذه هى النظرة القرآنية لأمهات المؤمنين . هُنّ أمهات المؤمنين ولسن معصومات من الوقوع فى الفاحشة ، ولو وقعن فيها فعليهن ضعف ما على المحصنات من عذاب الجلد أى مائتا جلدة .           

4 / 3 : عند الاحتكام الى رب العزة جل وعلا فى كتابه الكريم بشأن تاريخ الصحابة وأُمّهات المؤمنين فأنت أمام أمرين : إما أن تدافع عنهم بالباطل تُظاهرهم وتؤيدهم ضد رب العزة ، وإما تُبرىء الاسلام من أعمالهم ، وتدافع عن رب العزة . لو إخترت الدفاع عن ربك جل وعلا سيتكاثر عليك اللوم ، وعليك أن تكون من المؤمنين الذين لا تأخذهم فى حق الله جل وعلا ( لومة لائم ) ( المائدة 54 ). فى نهاية الأمر فهؤلاء الرسل والأنبياء والصحابة والحواريين لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا . هذا ما قاله ربى جل وعلا:  ( الفرقان 3)

ثالثا : الخبل العظيم معدوم النظير

1 ـ هناك من نساء النبى من قرّت فى بيتها الى أن ماتت ولم يسمع بها أحد لأنها أطاعت أمر ربها وقوله جل وعلا ( وقرن فى بيوتكن ). عائشة التى عصت أوامر ربها يقيم لها المحمديون السنة والصوفية حفل تكريم مستمرا . وهذا هو الخبل العظيم معدوم النظير.

2 ـ عائشة يجعلها السنيون مصدرا لنصف دينهم السُّنّى وفق حديث ( خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء ) ، ومنه عندهم رضاعة الكبير ومباشرة النساء فى المحيض .! . وفى نفس الوقت الذى يجعلون إمرأة من النساء مصدرا لنصف دينهم نراهم يجعلون النساء ناقصات عقل ودين. وهذا هو الخبل العظيم معدوم النظير.

3 ــ يعترفون بقيادة سيدتهم عائشة لحرب الجمل وفى نفس الوقت يحرمون سفر المرأة بلا ( محرم ) معها ، وفى الدولة السعودية يحرمون عليها قيادة السيارة وهم يعلمون ان إمرأة قادت جيشا من الصحابة . وهذا هو الخبل العظيم معدوم النظير.

4 ــ يؤمنون إنه إذا تقابل المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار ، وإذن فالصحابة فى الفتنة الكبرى كلهم فى النار ، ولكنهم يقولون ان أصحاب النبى كالنجوم بأيهم إهتدينا إقتدينا ، ويحرمون إتخاذ الصحابة هدفا للنقد . وهذا هو الخبل العظيم معدوم النظير.

5 ــ فى حياة عائشة ظهرت بين العرب إمرأة من الأعراب زعمت النبوة كراهية فى قريش ، إنها سجاح بنت الحارث بن سويد ، قادت جيشا فى حروب الردة وتزوجت مسيلمة الكذاب ، وبعد هزيمته ومقتله تابت وعادت الى الاسلام . أخطأت ثم تابت . سجاح هذه  لم تكن زوجة للنبى وعاشت معه سنين وتعلمت منه الاسلام ونزل لها أمر خاص بأت تقرّ فى بيتها وتعتزل الناس ثم عصت امر ربها وتسببت فى قتل عشرة آلاف من أبنائها ( المؤمنين ). سجاح لم تفعل هذا. فعلت هذا عائشة ( ام المؤمنين) . فمن الأفضل تاريخيا ودينيا . لو حكمت بالحق وقلت إن سجاح أفضل من عائشة لاتهمك المحمديون السنيون والصوفية بالكفر . وهذا هو الخبل العظيم معدوم النظير.

6 ـ عجيب أن ترى المحمديين السنيين والصوفية يقدسون عائشة ( رضى الله عنها ) والزبير( رضى الله عنه) وطلحة (رضى الله عنه ) وهم الذين حاربوا عليا (رضى الله عنه) و الحسن ( رضى الله عنه ) والحسين ( رضى الله عنه )وعمار بن ياسر (رضى الله عنه) وعبد الله بن عباس ( رضى الله عنه) . الفريق الأول (رضى الله عنه )كان يقاتل الفريق الآخر ( رضى الله أيضا عنه ). فكيف  يرضى الله جل وعلا عن خصمين إقتتلا فى سبيل حُطام دنيوى ؟ وإذا كان أحدهما على الحق مظلوما والأخر ظالما فكيف يرضى الله جل وعلا عن الظالم والمظلوم معا وبالتساوى ؟ . لو رجعت الى القرآن الكريم وحكمت عليهم طبقا لما ارتكبوه لقلت ان الله جل وعلا سخط عليهم وليس رضى عنهم . لقد قال جل وعلا عن بعض الصحابة : ( أَفَمَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162 آل عمران ). لو قلت هذا لأولئك المحمديين لاتهموك بالكفر . وهذا هو الخبل العظيم معدوم النظير.

 7 ـ الأمازيغ المحمديون يقدسون عائشة برغم كل عصيانها ، ومن أجلها يتناسون بطلة أمازيغية هى ( ديهيا ) المعروفة بالكاهنة ، والتى وقفت ضد الغزو العربى لبلادها . عرفت بدهائها أن العرب ( الصحابة ) يستميتون فى الحرب ليس فى سبيل الله جل وعلا ولكن فى سبيل الثراء والكنوز لذا يركزون فى هجومهم على المدن الكبرى الثرية طمعا فى اموالها ونسائها . لهذا إتّبعت هذه البطلة الأمازيغية  فى المقاومة سياسة الأرض المحروقة ، فقامت بتدمير أهم المدن لتحرم العرب من احتلالها ، قالت : "إن العرب لا يُريدون من بلادنا إلا الذهب والفضة ونحن يكفينا فيها المزارع والمراعي فلا نرى إلا خراب إفريقيا كلها حتى ييأس منها العرب فلا يكون لهم رجوع إليها إلى آخر الدهر".وإعتصمت بجبال اوراس واتخذتها مقرا للمقاومة ، وظلت تقاتلهم الى أن قُتلت عام 74 هجرية ، بينما ماتت عائشة قبلها عام 59 . لو قارنت تاريخيا بين عائشة قائدة معركة الجمل والملكة الأمازيغية ديهيا بطلة الدفاع عن قومها ضد الغزاة المعتدين العرب الصحابة ، فمن الأفضل ؟ . لو حكمت بالعدل وقلت الأمازيغية أفضل لاتهمك المحمديون السنة والصوفية بالكفر.. وهذا هو الخبل العظيم معدوم النظير.

8 ـ الشيعة الفرس يكرهون ابا بكر وعمر وعثمان لأنهم الذين أسقطوا الامبراطورية الكسروية الفارسية واحتلوا بلاد الفرس واسترقوا اهلها. ولكن الشيعة الفرس يقدسون عليا . وينسون أن عليا لم يُعارض الفتوحات . صحيح أنه لم يشارك فيها ، ولكنه تمتع بخيراتها واكل من اموالها السُّحت و نكح جوارى فارسيات من السبايا وانجب منهن . ثم إنه عندما تولى الخلافة انتقل الى الكوفة ليحكم قبضته على فارس .وولى على فارس واليا دمويا مشهورا بالدهاء والجرأة على الدماء هو زياد ابن ابيه . أى لا فارق كبيرا فى موضوع الفتوحات بين على ومن سبقه من الخلفاء . فلماذا تقديس على ولعن ابى بكر وعمر وعثمان ايها المحمديون الشيعة ؟ لو قلت هذا لهم لاتهموك بالكفر. .. وهذا هو الخبل العظيم معدوم النظير.

9 ـ المحمديون بكل أديانهم الأرضية يقدسون صحابة الفتوحات والخلفاء الراشدين الذين إحتلوا بلادهم وقهروا أجدادهم وهتكوا أعراض جداتهم . وهؤلاء المحمديون أنفسهم يكرهون المستعمر الغربى الذى إستعمر بلادهم فترة من الزمن ولم يرتكب الفظائع التى ارتكبها الصحابة . المستعمر الغربى لم يسترق الذرية ويجعلهم عبيدا يُباعون فى سوق النخاسة ، لم يقم بسبى النساء وتحويلهن الى جوارى ، لم يقسم أطفال السبى الى اخماس يوزع اربعة الأخماس على الجنود ويرسل الخمس من فارس ومصر وما بينهما الى المدينة حيث يعيش اولئك الأطفال بالآلاف فى معسكرات لا يأبه ببكائهم أحد ، وحيث تعيش الأم سبية عند فلان وبناتها سبايا عند فلان وفلان بين فارس والشام ومصر ومكة والمدينة والطائف. المستعمر الأوربى لم يفعل هذا ، بل كان أكثر رفقا بالاهالى حتى من المستبد الشرقى الذى يحكم الآن. لو قلت للمحمديين ان المستعمر الغربى افضل من المستعمرين الصحابة لاتهموك بالكفر . وهذا هو الخبل العظيم معدوم النظير.

أخيرا

 لا يوجد مستشفى للمجانين يتسع لكل هؤلاء المحمديين ..

اجمالي القراءات 15052