هـؤلاء كتـبـوا عـن الأخــوان في عـام 1954م
هـؤلاء كتـبـوا عـن الأخــوان في عـام 1954م

رضا عبد الرحمن على في الخميس ٠٧ - مايو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

من المقالات الهامة التي كتبها رموز الليبرالية في عهد عبد الناصر وتحديدا في الفترة التي حاول فيها الاخوان اغتيال عبد الناصر في المنشية ، وفيما يبدو أن هؤلاء الكتاب انتهجوا منهجا واحدا في نقدهم للأخوان وفي دفاعهم الواضح عن عبد الناصر ، دون التعرض لجذور ونشأة الاخوان وربطها بالمنشأ الأصلي وهو الدولة السعودية وتحديدا بـ عبدالعزيز آل سعود ومع هذا المقال الهام للكاتب الكبير  / محمد التابعي

الأستاذ / محمد التابعي يكتب عن الاخوان والثورة سنة 1954

 

خيار وفقوس

في موازين الثورة ..!

لولا المقام جد لاخترت عنوانا لهذا المقال الأغنية المشهورة (صحيح خصامك والا هزار ..!!) والسؤال موجه إلى رجال الثورة ..؟

صحيح خصامكم مع جماعة الاخوان المسلمين ..؟ ... أن انه مثل كل مرة سابقة .. خصام أحباب سوف يعقبه عتاب ثم تبادل الاحضان والقبلات ..؟

وكلن ينبغي أن يكون في موازين الثورة ميزان للخيار ..! وميزان للفقوس ..!..

مجاملة ومودة للخيار .! وحزم وشدة مع الفقوس .!

والخيار .. جماعة الاخوان المسلمين ..

والفقوس .. بقية  الأحزاب والهيئات الأخرى التي جعلت من السياسة عبثا ولعبا وتجارة وشطارة .!

ما كان ينبغي أن تختلف الموازين .. ولكن هذا ما حدث .. فمنذ قامت الثورة في يوم الأربعاء 23 يوليو عام 1952 وجماعة الاخوان ــ وحدهم دون سائر الهيئات والأحزاب ــ هم الأفضلون المدللون الأعزة الحباب الذين ترجى مودتهم ويطلب ودهم ويحرص على رضاهم ... ويكتفي منهم بالخوة الواحدة لا يخطونها إلا بعد أن يخطو إليهم رجال الثورة خطوات .! دلال منهم من بعد دلال .. يقابله حرص ومجاملة من رجال الثورة ما بعدهما حرص ولا مجاملة ..!

والذين يتتبعون سير الحوادث ينظرون ويقارنون ويعجبون ..

أما سواد الشعب فقد ثبت في خاطره ــ ومنذ اليوم الأول ــ وظواهر الحار وسير الأمور تؤيده فيما يذهب إليه .. ثبت في خاطره أن هذه الثورة هي من صنع جماعة الاخوان المسلمين .. او هي على الأقل لم تقم إلا بتأييدهم ... وأنهم فيها أصحاب الفضل الأكبر ... وأنها أولا وأخيرا منهم ولهم ... من حسابهم ولحسابهم ..!!

وإلا ففيم هذا الاعراض والدلال من جماعة الاخوان ومرشدهم او (مفسدهم) العام ..؟ ... وفيم كل هذا الصبر وكل هذا الحرص على الرد والمجاملة من جانب الثورة ومجلس قيادة الثورة ..؟

واستعرض الحوادث أو العناوين سريعة موجزة

قامت الثورة في يوم الأربعاء 23 يوليه .. وكان المرشد العام حسن الهضيبي أو حسن الهضيبي بك كما أصر دائما على أن يكتب اسمه في دفتر تشريفات فاروق مشفوعا بلقبه (بك) ــ كان المرشد المذكور يقيم يومئذ في مصيفه برمل الإسكندرية ورحم الله سلفه حسن البنا الذي كان يقضى أيام الصيف في الطواف بمدن الصعيد في زيارات لجماعات الاخوان ...  

وطلب بعضهم من حسن الهضيبي ــ وفي أول يوم لقيام الثورة ــ أن يصدر بيانا للناس يؤيد فيه باسم جماعة الاخوان الثورة ورجالها وأهدافها التي أعلنتها في بيانها الأول ..

ولكن حسن الهضيبي (بك) رفض وقال ما معناه (أن الله مع الصابرين) ..

والمرشد أو (المفسد) العام لا تعوزه أبدا الآية الكريمة أو الحديث الشريف الذي يبرر به اتخاذ أي موقف من مواقف الدجل والنفاق ....

وكان معنى الصبر هنا وعدم الإسراع إلى إصدار بيان بتأييد الثورة ... كان معناه الانتظار والتريث حتى ينجلي عثار المعركة التي نشبت بين رجال الثورة وفاروق ... عن أيهما الغالب وأيهما المغلوب ..! ... وإلا فماذا يكون موقف حسن الهضيبي (بك) إذا أيد الثورة في بيان منشور .. ثم غلبت الثورة على أمرها وانتصر عليها جلالة (الملك الكريم) وولي النعم والأمر فاروق ..؟!

ومن هنا نصح فضيلة المرشد العام بالتريث والانتظار وان الله مع الصابرين ..

وذهب إليه في اليوم التالي ــ الخميس 24 يوليه ــ من يرجو ويلحف في الرجاء أن يقوم الاخوان ــ وبطريقة ما ــ بإظهار اغتباطهم بالثورة وتأييدهم لرجالها ... وأنه إذا كان من غير المرغوب فيه إصدار بيان منشور ... فلا أقل من أن يعود السيد المرشد العام إلى القاهرة ويزور قادة الثورة في مبنى القيادة العامة ... او على أقل القليل يحدثهم بالتليفون مهنئا وداعيا لهم بالنجاح والتوفيق ..

ولكن الهضيبي (بك) رفض وأصر واستمسك بأن الله مع الصابرين ..

ومرت أيام الخميس والجمعة والسبت والأحد ..  وتم طرد فاروق ..

ولما تأكد فضيلة المرشد العام من أن الثورة قد نجحت فعلا وأن فاروق قد غادر فعلا أرض مصر وأنه قد أصبح في عرض البحر في طريقه إلى منفاه ...

لما تأكد فضيلته من ان فاروق قد انتهى ... وأنه قد أصبح في حساب السياسة المصرية صفرا على الشمال ... رضي فضيلته أن يترك مصيفه وان يعود إلى القاهرة لكي يتفضل ويتنازل ويزور رجال الثورة ويبلغهم طلباته أو شروطه وهي ان تكون الثورة ومجلس قيادتها تحت وصايته بوصفه المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين ... فلا يقضون أمرا إلا برأيه ولا يبرمون امرا إلا بمشروته ..!

هكذا ..! لقد جزع حسن الهضيبي لقيام الثورة لأنها قلبت حسابه رأسا على عقب وأفسدت عليه خططه وسياسته ... وكان حسابه وكانت سياسته منذ تولى امر جماعة الاخوان أن يحالف فاروق وأن يصل إلى حكم مصر عن طريق (( ولي أمره ونعمته )) فاروق ... ومن هنا كانت مقابلته الكريمة للملك الكريم .. وكانت زياراته المتكررة للقصر الملكي وتسجيل اسمه في دفتر التشريفات في كل مناسبة ... وإعلانه غي احاديثه المنشورة في الصحف عن وجوب إطاعة ولي الأمر فاروق ..!

كانت هذه هي السياسة التي رسمها الهضيبي وهي تولي سلطات الحكم في مصر عن الطريق الشرعي وبتأييد ولي الأمر الشرعي الذي كان اسمه فاروق ... وما كان المرشد أو المفسد العام لتعوزه يومئذ مائة آية كريمة ومائة حديث نبوي شريف يبرر بها سياسته هذه لو أنه كان أفلح في تحقيق مُنَاه .!

ولكن الثورة قامت .... فأفسدت حسابه وقلبت موازينه ...!

ولقد جزع الرجل في أول الأمر كما قلت .. ولكنه لم يلبث أن استرد هدوء نفسه ومن ثم أسرع عائدا إلى القاهرة لكي يطلب من الثورة أن تقيمه وصيا عليها ...

أي أن يحكم مصر ..!

وما فاته عن طريق فاروق .... قد يناله عن طريق مجلس قيادة الثورة ..!

وأحس رجال الثورة بهذا كله منذ اليوم الأول .. وفهموا ...

حسن الهضيبي على حقيقته وأدركوا ما يرمي إليه ... هو وخاصته وبطانته من بين أفراد الجماعة ولكنهم بدلا من أن يحزموا أمرهم ويأخذوه بالشدة والحزم اللذين أخذوا بهما الكثيرين من فقوس أو زعماء الأحزاب والهيئات الخرى ...

آثروا ان يعاملوه وحده هو وجماعته معاملة (( الخيار )) فمدوا له في حبال الصبر والود والمجاملة ...

وآية ذلك أن القانون الصادر بإلغاء الأحزاب والهيئات السياسية لم يمسهم بسوء .. ولم تتناولهم احكامه بحجة أن جماعة الاخوان المسلمين لا شأن لها بالسياسة (هكذا .؟) وأنها جماعة تزاول نشاطا دينيا وثقافيا واجتماعيا ...

نعم .!.. كأنما اغتيال النقراشي كان عملا دينيا ..؟ .. واغتيال القاضي المستشار الخازندار كان عملا ثقافيا .؟ ومحاولة نسف مبنى محكمة استئناف القاهرة كان عملا اجتماعيا ..

وهكذا ترى ان هذه الحجة ذهبت في المغالطة إلى أبعد حدودها .. حرصا على رد جماعة الاخوان ومجاملة لهم ولفضيلة مرشد الخيار العام ..!

ومن قبل صدور قانون إلغاء الأحزاب .. كان صدر قانون آخر بالعفو عن طائفة من المحكوم عليهم في جرائم سياسية ولقد أحس كل واحد يوم صدور قانون العفو المذكور انه ــ مثل السترة ــ قد فصل خصيصا لكي يلائم جسم الاخوان المسلمين .. وفتحت أبواب السجون وخرج منها الاخوان المحكوم عليهم في قضايا القتل والنسف والاغتيال..

وقوى شأن الجماعة وازداد خطرها ... وآمن من لم يكن قد آمن أن الثورة هي فعلا من صنع جماعة الاخوان ...

أو على الأقل أنها ــ أي الثورة ــ لا تعيش إلا بتأييدهم ...

هي إذن تخشاهم وترهبهم وتعمل لهم حسابا ومن ثم تحرص على رضاهم ومقابلة دلالهم وصدهم بالصبر الجميل ... والود والإحسان ..!

وهذا كلام يؤلم بعض من نعرف من قادة الثورة .... لكنه حقيقة وحق ..!

وسارت الثورة في طريقها تهدم وتبني ... وتصلح وتعمر وتؤلف بين القلوب وتحشد لمكافحة المستعمر وتجند الشباب وتدربه على استعمال السلاح ...

مضت الثورة في طريقها مؤيدة من جميع المصريين إلا من جماعة الاخوان ((ومفسدهم)) العام وحلفائهم الذين اختاروهم يوما من بين فلول الأحزاب البائدة .. ويوما آخر من بين الشيوعيين والصهيونيين الذين أطلق بعضهم لحيته تشبها بالاخوان لكي يستطيع هو أيضا أن يتجر بالدين وينصب نفسه إماما ومرشدا للمسلمين كما قرأت في مقال آخر للسيد وزير الأوقاف ..

ناصب الاخوان وحلفاؤهم الثورة العداء ... ومن اجتماعاتهم ومن وكورهم وجحورهم انطلقت الاشاعات ضد الثورة ورجالها .. فما من إشاعة خبيثة وما من إشاعة ظالمة إلا وكان مصدرها الاخوان وحلفاؤهم الشيوعيين..

هذا وقادة الثورة يسمعون ويرون ويعرفون ويسكتون ..

وكانت محكمة الثورة لا تزال قائمة .... كانت قائمة يوم انطلقت مظاهرات يقودها نفر من الاخوان تنادي بسقوط الثورة ورجالها وسقوط الحكم ((الظالم)) القائم ..؟!

وكانت محكمة الثورة قد حاكمت نفرا من المصريين ... وكان الادعاء المقام ضدهم انهم نشروا الاشاعات الكاذبة ضد الثورة وضد أمن البلاد ... أو انهم عملوا على تقويض الثورة ونظام الحكم القائم ..

وصدرت فعلا من محكمة الثورة أحكام بالسجن ضد هذا النفر من المصريين ..

وكان هذا النفر من جماعة الفقوس ..

أما جماعة الاخوان الذين نادوا نهارا جهازا بسقوط الثورة وحكمها ونظامها .. والذين اختلقوا الاشاعات الكاذبة الظالمة وأطلقوها فإن واحدا منهم لم يقدم لمحكمة الثورة او لأية محكمة أخرى .. لماذا لأنهم من جماعة الخيار ..؟ .. وللخيار حصانة خاصة او ميزان خاص ..!

وكان بعد وذاك أن وضعت السلطات يدها على خيوط مؤامرة واسعة من صنع الاخوان ومرشدهم العام ... وضبطت في نفس الوقت مقادير ضخمة من الأسلحة والمواد المتفجرة مخبأة في دور بعض البارزين من جماعة الاخوان ...

وألقى القبض عليهم واعتقل في نفس الوقت السيد المرشد العام وأعلن في الصحف أن الجميع سوف يقدمون لمحكمة الثورة او يمثلون امام محكمة عسكرية

..

ولكن ... ان هي إلا أيام حتى أفرج عن الجميع ..

وحفظت القضية أو القضايا .. وأغمض القانون عينيه عن الأسلحة والمواد المتفجرة التي كانت مخبأة معدة لغرض خبيث خبيء..!

أغمض القانون او أغمضت الثورة عينيها حبا في سواد عيون المرشد العام ..!!

ولقد كان بين الادعاءات التي أقيمت في محكمة الثورة على نفر من المصريين الادعاء الخاص باتصالهم بدولة او بسلطة أجنبية بقصد الاضرار بالثورة ومصلحة البلاد ..!

ولقد ثبت ــ ومن شهور عديدة وأيام كنات محكمة الثورة لا تزال قائمة ــ ثبت أن حسن الهضيبي اتصل بدولة أجنبية هي بريطانيا وبأحد رجالها وهو مستر ايفانز ... وكان الاتصال بقصد الاضرار بالثورة ومصلحة البلاد ... لأن فضيلة المرشد العام لجماعة الاخوان قيل في حديثه أو مفاوضاته مع ممثل الدولة الأجنبية المذكورة أمورا كان رجال الثورة يرفضونها لأنها ليست في مصلحة البلاد .. ومنها مثلا ــ وهذا باعتراف وإقرار حسن الهضيبي نفسه ــ منها مثلا عقد اتفاق سري مع بريطانيا يبيح لها العودة إلى قاعدة القنال عند قيام الحرب ... أي حرب ... وكل حرب تقع اليوم أو بعد عشرين أو خمسين عاما..؟!

ولقد حوكم بعض من رجال مصر امام محكمة الثورة من أجل ادعاءات أقل خطرا وشأنا بكثير من هذا الذي كان يمكن رفعه ضد المرشد العام ..

ولست أنا وحدي الذي أقول هذا ، بل يقوله ــ وأكثر منه ــ كاتب مقال زميلتنا ((الجمهورية)) المنشور على صفحة 4 في عددها الصادر صباح الخميس الموافق 16 سبتمبر سنة 1954م وقد جاء في ختام مقال الزميل ... بعد أن عرض لمقابلة الهضيبي مع إيفانز ...

هذا هو الهضيبي الثائر .! الغائر من أجل عزة الإسلام ....

خائن سادر في خيانته .. كل خطيئته انه ظن أن الشعب مستعد لقبول كل شيء على أساس من السمع والطاعة حتى ولو كان هذا السمع وهذه الطاعة يشملان السكوت على بيع الأوطان في اتفاقيات سرية للمستعمر ولصالح الرجعية ..!

أرأيت .! محرر ((الجمهورية)) يتهم الهضيبي بالخيانة وأن خائن سادر في خيانته ..!

وخيانته كما بينت ليست بنت اليوم .. بل هي بنت شهور عديدة لأن مقابلته مع رسول الدولة الأجنبية واتفاقه الخائن معه كان منذ شهور عديدة ..

وكانت محكمة الثورة لا تزال قائمة ..

ومن العبث أن أسأل بعد كل الذي عددته من آيات الدلال والدلع والتدليع ... من العبث أن أسأل لماذا لم يقدم هذا الخائن السادر في خيانته إلى محكمة الثورة ..؟

عبثا أسأل ... لأن الجواب حاضر على لسان الفقوس ..!

... الادعاءات ضدي أنا وحدي ... أمام هذا ... فإنه كبير الخيار ...!!

أما بعد ....

فهذا صنيع الثورة مع جماعة الاخوان ... وهذا جزاؤها ــ جزاء سنمار ــ من جماعة الاخوان ومرشدهم العام ..

وأنا لا استعدي أحدا على أحد .. وإنما اطلب فقط أن يكون للثورة صاع واحد أو كيل واحد ... وأن يكون المصريين أمام موازينها سواء .! لا فضل لخيار فيهم على فقوس..!

وأخيرا ....

لعل قادة الثورة قد لاحظوا أن الصحافة المصرية قد وقفت موقف الحياد البارد من حديث او حدث اليوم وهو هذا الصراع المكشوف بين المرشد العام ورجال الثورة .. فراحت ــ أي الصحافة المصرية ــ تكتب في كل موضوع وتعرض لكل موضوع إلا موضوع هذا الصراع ... وهذه الحرب التي يشنها المرشد العام على الثورة ورجالها ...

لعل قادة الثورة قد لاحظوا هذا وعجبوا وتساءلوا لماذا ..؟  نعم .. لماذا ..؟

لأن الصحافة المصرية لم تعد تؤمن بجدية خصامكم مع حسن الهضيبي وجماعته ... فكم من مرة تخاصمتم ثم تصالحتم ... وكم من مرة أغمضتم العين على كثير مما لا ينبغي ان تغمض عين عليه ..!

والصحافة تعتقد انها معذورة في طلب السلامة ..!..    

والسلامة في دينها هي الوقوف على الحياد .. فذلك خير من ((التهور)) وتأييد الثورة ضد المرشد العام .. ثم يصبح الصباح فإذا الثورة والمرشد العام في عناق الأحباب ..

ويبقى لها وحدها حقد وكيد فضيلة المرشد العام ..!

هذا هو السبب في سكوت معظم الصحف عن الخوض في حديث اليوم ..

ومرة أخرى : لولا ان المقام جد لسألتكم بلسان الصحافة بل بلسان هذا الشعب .. (صحيح خصامك والا هزار ..!!) ..

سوف أنشر جميع المقالات وأكتب تحليلا كاملا عنها في مقال لاحق ..

 

اجمالي القراءات 8063