الفتى والفتاة - ملك اليمين في القرءان الكريم – الجزء السابع
في البحث عن الإسلام – مفردات – الفتى والفتاة - ملك اليمين في القرءان الكريم – الجزء السابع

غالب غنيم في الثلاثاء ٠٥ - مايو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

في البحث عن الإسلام – مفردات – الفتى والفتاة -  ملك اليمين في القرءان الكريم – الجزء السابع

بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد والشكر لله رب العالمين

(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) الزمر - 36
مقدمة :

هذه سلسلة من المقالات، التي أود من خلالها محاولة فهم الإسلام – دين الله القيم بشكل حنيف قريب الى المراد الإلهي الذي نبتغيه في بحثنا عن الحق، من منطلق عالميته واتساعه لنواميس الكون وسننه والتغيرات التاريخية في المجتمعات منذ نزوله حتى اليوم.

وأنوه أن فهمي لما ورد هنا هو نتاج تدبر خالص لله تعالى مني لكتابه العزيز فقط، حيث أنني لا أعرف غيره مرجعا لي ومصدرا لعلمي وفكري في دين الله تعالى ، وانا اعرض على الكتاب كل صغيرة وكبيرة حسب جهدي وما أوسعنيه الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، وهو عبارة عن رأي – أراء لي في بعض المسائل في الكتاب، التي لم يتعرض لها الكثير ، وهي نتاج آنيّ في زمننا هذا وفي وقتنا هذا ، ولا يلزم كونه الحقيقة بل هو نسبي بحكم أن الحقيقة لله وحده تعالى عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، وهي ما نبحث عنه ونرجوا الوصول اليه.

وأكرر ما قاله تعالى – يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

وبعد،

______________

خلاصة الأبحاث السابقه:

الملك :
هو من التحكم بالمصادر والثروات والأرزاق بل والعمل والقرارات وغير ذلك من أمور يعتمد عليها الإنسان في وجوده وبقائه وحركته وصيرورته.
فمن يتحكم في كل هذا هو مالكه ومالك من يعتمد عليه.
 
العبد والعبد المملوك :
العبد المملوك هو الذي جمعه عبيد ولا حرية له في اتخاذ القرارات وهو مسيّر في حياته وتصرفاته.
العبد هو العبد الحر، وهو الذي جمعه عباد، وهي صفة متصلة بنا إتجاه الله تعالى وحده فقط، أي أن العبد  يمتلك حرية القرارات والإختيار في حياته لكنه في نهاية الأمر يقع تحت سيطرة وحكم الله تعالى. وكل البشر عباد الله تعالى بلا استثناء!



مفردة يمين تدل على ما يمكننا ان نقسمه الى جزئين :
الأول - ويشمل كل من الإتجاه أوالفلاح أواليد كعضو من الجسد أوالقوة والقدرة والتحكّم .
الثاني - حلف اليمين، والقسم والعهد .

القسم الثاني :
- اليمين هو حلف بالله تعالى، ثم يليه القسم وهو "جَهدُ اليمين " ثم يليه العهد الذي يدخل فيه طرف آخر.
- جهد الأَيْمان - القسم، هي كمن يحلف وهو متيقن مما يقول وكأنه يحلف متأكدا من يمينه بعلم  أو نور أو هدى .
- اليمين المعقّدة هي اليمين المؤكدة التي يدخل فيها اكثر من طرف وتحمي عهد واتفاق على أمر أو عدة أمور .

- مفردة أجير
تدل على رجل قام بعقد اتفاق مع آخر مقابل شيء ، والعلاقة بينهما ندية.-
- مفردة  عامل لا علاقة لها بالأَجير.
- العامل هو من تم استجلابه بهدف البقاء والعمل بدون أجر محدد ثابت بل مقابل أن يعيش حياة كريمة وهم، أي العمال، ليسوا أندادا لمن يعملون عنده ولا يتخذون قرارات في أمور عملهم.

- مفردة أسير تدل على من تم شدّ وثاقه اثناء الحرب اي أسره ويعامل معاملة الأيتام والمساكين أي بحسن وخير ويتم إطعامه لوجه الله تعالى وبعد أن يتم تبليغه الرسالة يتم الافراج عنه أو إبداله بأسرى آخرين ولا علاقة لهذه المفردة بملك اليمين من قريب ولا من بعيد في القرءان الكريم.

- مفردة جارية على أنها امرأة، من اللغة لغوا في القرءان، تحريفا للكلم، والأصل أنها كل ما يجري في البحر كما في لسان القرءان.
- مفردة  أمَة لا علاقة لها بالعبودية أبدا.
- الأمَة هي لسانا في القرءان، تدل على المرأة الأنثى التي يقابلها العبد الذكر،الذان يعبدان الله، أي من عباد الله.

______________
مفردة الفتى والفتاة :

بسبب ورود مفردة الفتيات في الآيات التي تتعرض لملك اليمين ارتأيت أن اعرض هنا مفهوم هاتين المفردتين بما تعرض القرءان لهما، فإن لم نجد ما يكفي نعود للمعاجم نبحث فيها قدر المستطاع من الدقة.
ورد مصطلح فتياتكم المؤمنات في آية من الآيات بلا تفصيل لها، ولكن تم بيان وجود أهل لهُنّ ممن يُستأذَنُونَ في حال الرغبة بنكاحهن، وهذا سنعود إليه لاحقا بإذن الله تعالى.

أول ما ذُكِر عن الفتى هو ذكر الله تعالى لإبراهيم حين كان فتى في مقتبل عمره، وصرح الله تعالى أنه سبحانه آتاه رشده، مما يدل على أنه في هذه المرحلة يكون الفتى قد بدا يأتي رشده حتى لو لم يبلغ الرشد كله بحكم كونه فتى أي في مقتبل عمره، أي هو بدأ يتحرى الرشد والتفكير والعقل والمنطق وهذا نراه بكل وضوح في وصف الله تعالى لإبراهيم ولفتية الكهف في قوله تعالى :

(
وَلَقَدْ ءَاتَيْنَآ إِبْرَ‌ ٰهِيمَ رُشْدَهُۥ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِۦ عَـٰلِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِۦ مَا هَـٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ ٱلَّتِىٓ أَنتُمْ لَهَا عَـٰكِفُونَ * قَالُوا۟ وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا لَهَا عَـٰبِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَءَابَآؤُكُمْ فِى ضَلَـٰلٍۢ مُّبِينٍۢ * قَالُوٓا۟ أَجِئْتَنَا بِٱلْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ ٱللَّـٰعِبِينَ * قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ ٱلسَّمَـٰوَ‌ ٰتِ وَٱلْأَرْضِ ٱلَّذِى فَطَرَهُنَّ وَأَنَا۠ عَلَىٰ ذَ‌ ٰلِكُم مِّنَ ٱلشَّـٰهِدِينَ * وَتَٱللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَـٰمَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا۟ مُدْبِرِينَ * فَجَعَلَهُمْ جُذَ‌ ٰذًا إِلَّا كَبِيرًۭا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ * قَالُوا۟ مَن فَعَلَ هَـٰذَا بِـَٔالِهَتِنَآ إِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ * قَالُوا۟ سَمِعْنَا فَتًۭى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُۥٓ إِبْرَ‌ ٰهِيمُ) الأنبياء – 51:60

من النظر والدراسة للنص السابق يتضح لنا بكل بيان أن الله تعالى آتاه رشده وهو فتى، ولكن هذا لم يمنع القوم من النظر إليه بجديّة، على أنه يلعب معهم أو بهم
،لصغر سنه نسبة لما أتى به إليهم من أخبار وجدال، ثم هو نفسه ما زال يشعر بتلك المرحلة التي يقدم عليها الإنسان بأن "يكيد" أصنامهم! ثم يستهزيء بهم في موقف آخر بسبب فتوته وعنفوان شبابه، فالفتى بلغ اشده كما يوسف أدناه في الشرح لاحقا حيث أنه قام بتحطيم كل الأصنام لوحده مما يدل على قوة فيه، وفي نفس الوقت، نرى الله تعالى في بداية الآيات يذكر أنه آتى ابراهيم رشده، والقوم يقولون عنه، فتى اسمه ابراهيم، استخفافا نوعيا به، فهم اعتبروه نكرة مجهولا، بقولهم،  ( فَتًۭى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُۥٓ إِبْرَ‌ ٰهِيمُ)، يُقال له، ونعتوه بفتى، فالاستخفاف ليس بنعته فتى، بل بكونه غير معروف، نكرة، حين قالوا، يًقال له، أما في القرءان، فمفردة فتى لا تدلّ على الاستخفاف، بل في أهل الكهف نرى المديح النوعيّ لها، وهو نفس الشيء الذي تم ذكره عن الفتية الذين آمنوا بربهم فزادهم هدى :
(
إِذْ أَوَى ٱلْفِتْيَةُ إِلَى ٱلْكَهْفِ فَقَالُوا۟ رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةًۭ وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًۭا * فَضَرَبْنَا عَلَىٰٓ ءَاذَانِهِمْ فِى ٱلْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًۭا * ثُمَّ بَعَثْنَـٰهُمْ لِنَعْلَمَ أَىُّ ٱلْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوٓا۟ أَمَدًۭا * نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِٱلْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءَامَنُوا۟ بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَـٰهُمْ هُدًۭى * وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا۟ فَقَالُوا۟ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَـٰوَ‌ ٰتِ وَٱلْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَا۟ مِن دُونِهِۦٓ إِلَـٰهًۭا ۖ لَّقَدْ قُلْنَآ إِذًۭا شَطَطًا * هَـٰٓؤُلَآءِ قَوْمُنَا ٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِهِۦٓ ءَالِهَةًۭ ۖ لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَـٰنٍۭ بَيِّنٍۢ ۖ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًۭا) الكهف – 10:15

فمن حديثهم نستشعر المنطق فيه، وهذا دليل على بداية الرشد فيهم! وعلى كون مفردة الفتية هنا لا تدلّ على هبوط القيمة والاستخفاف.

ومنه نخلص أن مفردة فتى تدل على بداية الرشد. وهذا بالذات، ما نص عليه صريح قول الله تعالى، في تحديد سن النكاح للفتيات، بأن نستأنس منهن رشدا، وسنعود لهذه النقطة – سن النكاح لاحقا بإذن الله تعالى – والرشد من الإرشاد للصواب والحق، فكلمة فتى وفتاة لا تدل على صغر السن وعدم القدرة على التفكير كما قد يرى البعض لغة، ولا الانتقاص من القيمة كما رأينا في مورد الكهف وكما لاحقا مع موسى.

ثم وردت في فتى موسى الذي رافقه، وقد أحببت ذكره بسبب موقف دقيق له دلالة إجتماعية قد لا يلاحظه كثيرون، وهو قول موسى له بأن يأتي بغذائهما، فلم يقل موسى لفتاه آتني غذائي، مما يدل على أنهما كانا يتشاركان الغذاء معا، مما يدل على تساوي قيمتهما المعنوية، فلو كان كما يفترض البعض، فتى موسى هو خادم له، لما خاطبه موسى بهذه الصيغة، فالخادم يأتي بطعام من يخدمه فقط، ولا يأتي بطعامهما معا !
(
فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَىٰهُ ءَاتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَـٰذَا نَصَبًۭا) الكهف – 62 ، حيث نرى أن فتاه يتحمل الشدّة، فإن موسى القوي الشديد اصابه النصب فكيف بالفتى؟ وهذا دليل اخر على اشتداد الجسد.

وأخيرا نصل إلى سورة يوسف وقصصه، وهي اكثر ما يصف لنا الغلام كيف اصبح فتى، ووضعه الجسدي والفكري، حيث قال تعالى انه بلغ اشده حين راودته التي هو في بيتها عن نفسه، ونفهم انه كان فتى كما قالت النسوة فيما حدث بينه وبين إمرأة العزيز :
(
وَجَآءَتْ سَيَّارَةٌۭ فَأَرْسَلُوا۟ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُۥ ۖ قَالَ يَـٰبُشْرَىٰ هَـٰذَا غُلَـٰمٌۭ ۚ وَأَسَرُّوهُ بِضَـٰعَةًۭ ۚ وَٱللَّهُ عَلِيمٌۢ بِمَا يَعْمَلُونَ * وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍۭ بَخْسٍۢ دَرَ‌ ٰهِمَ مَعْدُودَةٍۢ وَكَانُوا۟ فِيهِ مِنَ ٱلزَّ‌ ٰهِدِينَ * وَقَالَ ٱلَّذِى ٱشْتَرَىٰهُ مِن مِّصْرَ لِٱمْرَأَتِهِۦٓ أَكْرِمِى مَثْوَىٰهُ عَسَىٰٓ أَن يَنفَعَنَآ أَوْ نَتَّخِذَهُۥ وَلَدًۭا ۚ وَكَذَ‌ ٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِى ٱلْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُۥ مِن تَأْوِيلِ ٱلْأَحَادِيثِ ۚ وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰٓ أَمْرِهِۦ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥٓ ءَاتَيْنَـٰهُ حُكْمًۭا وَعِلْمًۭا ۚ وَكَذَ‌ ٰلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ * وَرَ‌ ٰوَدَتْهُ ٱلَّتِى هُوَ فِى بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِۦ وَغَلَّقَتِ ٱلْأَبْوَ‌ ٰبَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ ۖ إِنَّهُۥ رَبِّىٓ أَحْسَنَ مَثْوَاىَ ۖ إِنَّهُۥ لَا يُفْلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ) يوسف – 19:23

وهنا أوردت الآية التي فيها شراء يوسف متعمدا! حتى نبين أن شراءه، لا يعني وليس دليلا، على كونه عبدا من العبيد أبدا، لقول من اشتراه لاحقا كما نقرأ من الآيات، بأن شراءه كان لهدف اكبر من ان يتخذه من عبيده، فلعله ينفعهم أو يتخذون منه ولدا ! بل الله تعالى يقول ويؤكد، أنه بذلك مكّن ليوسف في الأرض !
فحتى بيع البشر وشرائهم لا يعني كونهم عبيدا ! هذا هو المنطق الذي جاء به القرءان الكريم.

كل هذه الأحداث حدثت وهو فتى بسبب الآيات التالية لهذا الحدث :
( وَقَالَ نِسْوَةٌۭ فِى ٱلْمَدِينَةِ ٱمْرَأَتُ ٱلْعَزِيزِ تُرَ‌ ٰوِدُ فَتَىٰهَا عَن نَّفْسِهِۦ ۖ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ۖ إِنَّا لَنَرَىٰهَا فِى ضَلَـٰلٍۢ مُّبِينٍۢ) يوسف – 30

ومن دلائل الرشد عنده ما طلبه من الله تعالى حين هُدِّدَ بالسجن فأجاب :
(
قَالَ رَبِّ ٱلسِّجْنُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا يَدْعُونَنِىٓ إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّى كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ ٱلْجَـٰهِلِينَ) يوسف – 33

هذه اغلب الايات التي ورد فيها مفردة فتى، ومنها رأينا أن الفتى يبدا الرشد في هذا السن، فهو ليس مراهق أو ولد صغير السن، بل بلغ أشده، وبدأ يرشد في الأمور، وبدأ يستخدم العقل والمنطق في البحث عن الأمور، كما نفهم أن نعت الشخص بالفتى لا يعني كونه من العبيد أو نقص في قيمته المعنوية، فهو لا يمنع أن له أهل، ويجلس ويأكل مع من هو ملازم له، ومن أنه يسكن حيث يسكن من آواه، واجتباه، حتى لو كان له أهل، وبالنسبة للفتيات إن نظرنا لهذه المواصفات، فهي تكون قد بلغت سن النكاح، إن لازم بلوغها الجسدي بلوغ فكريّ ايضا، فالرشد يحتاج لفكر وعقل للأمور، ومفردة النكاح ترتبط ببلوغ الجسد، وكذلك مفردة الفتى، كما راينا في ابراهيم وفتى موسى، من قوة ابراهيم في تحطيم الأصنام، وصبر فتى موسى على النصب مع موسى الذي يعتبر في القرءان ذي قوة وشدة جسديه، وسنفصل الأمر لاحقا بإذن الله تعالى في مفردة الفتيات وملك اليمين في البحث النهائي، ولكن هنا يلزمنا فقه خصوصية هذه المفردة وفهم مدلولها بشكل سليم، حتى يتأنى لنا في النهاية جمع كل هذا في فهم موحّد!

ولا نرى هنا أي علاقة لأن تكون مفردة فتى وفتاة مختصّة أو لها علاقة، بملك اليمين فقط، أو تعني العبيد أو غيره بل هي تطلق على جميع الذكور والإناث في مرحلة من نموهم الفكري والجسدي فقط، وهي عادة بداية الرشد واشتداد قوة الجسد.

______________

خلاصة البحث:

- مفردة فتى وفتاة تدل على مرحلة من العمر يشتدّ فيها عود الجسد ويقوى الفكر والمنطق والعقل أي بداية الرُّشد عند الفتى أو الفتاة.
- مفردة  فتى وفتاة لا علاقة لها بالعبودية أبدا، فقد يكون من أكرمت مثواه ليكون بمثابة ابنك هو فتاك.


إنتهى.

والله المستعان

ملاحظة: لا حقوق في الطبع والنشر لهذه الدراسة، وإن كنت لم أصل إلى مراد الله تعالى الذي نطمح كلنا إليه –فهو سبب تدبرنا – فعسى أن تصححوا خطاي وأكون لكم من الشاكرين.

مراجع :
* المرجع الرئيسي الأساسي الحق – كتاب الله تعالى – القرءان الكريم

 

اجمالي القراءات 9749