عدنان إبراهيم يدافع عن ابن تيمية ورضاع الكبير ويهاجم عادل إمام 

نهاد حداد في الأحد ١٩ - أبريل - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

كنت قد أحسست منذ بعض الوقت بالتغير الذي طرأ على مواقف الدكتور عدنان إبراهيم الذي كنت أكن له بالغ الإحترام . ولكنني ظننت فعلا أنه قد تراجع عن مواقفه في الدفاع عن آل بيت رسول الله وانتقاد معاوية وابن تيمية وأبي هريرة درءا للفتنة ، كما أعلن عن ذلك على قناة روتانا . احترمت الرجل آنذاك وتفهمت وجهة نظره وابتعاده عن تأجيج الصراعات الطائفية . بالرغم من أنه  قال في إحدى خطبه أن ابن تيمية الذي تجرأ على علي بن أبي طالب قد لقي جزاءه فمات سجينا أصما وأعمى ... ولكنه اليوم يترضى ويترحم عليه . وبعد مهاجمته لأبي هريرة الذي اعتبره من أراذل الناس فقد أعلاه اليوم ليدافع به عن رضاع الكبير ! 

فكيف برر عدنان إبراهيم رضاع الكبير؟ 
برره بأن سالما الذي زعموا أن النبي عليه السلام قد قال لامرأته أرضعيه كان غلاما قد احتلم وقد ربته في حجرها ! فالمسألة طبيعية إذن أن ترضع امرأة غلاما قد عاش في كنفها كأنه ابنها !  وبالرغم مما أكده عدنان إبراهيم من أن كل الصحابة رفضوا رضاع الكبير وبأن عائشة هي الوحيدة التي تمسكت بهذا الرأي فإنه ذهب في نفس اتجاهها . وقال ، إنه ثبت في الصحيحين أن أم المؤمنين كانت تأمر بنات إخوتها إرضاع الكبار لكي يدخلوا عليها . فهي أمهم ، أم المؤمنين ! ولايجب علينا أن نفهم بأن الرضاع كان بإعطاء الحلمة وإنما كن يقطرن لهم! هذا هو ! على حد تعبيره وعبارته المشهورة !
وفي نفس السياق لم يفته أن يقول أن رضاع الكبير صحيح وقد صح عن عائشة وأن أخواتها كن يقطرن حليبهن للناس كي يدخلوا على أمهم ، أم المؤمنين ! كما استطرد قائلا أن طريقة الشيوخ في شرح رضاع الكبير جعلت عادل إمام يضحك منا ومعه بعض الحق - أي عادل إمام أن يسخر. ولكن طبعا مايقصده عدنان إبراهيم أن الفقهاء لم يعرفوا - كيف يبيعون لنا رضاع الكبير- . إذ لا يعقل أن ترضع موظفة زميلها في المكتب ... حيث كان يجب عليهم أن يشرحوا لنا الأمركما فهمه ابن تيمية رضي الله عنه على حد تعبيره. 
الفيديو موجود على اليوتوب لمن أراد الاطلاع عليه ، حيث يدافع عدنان عن رضاع الكبير!
 لا أدري ماالذي دفع عدنان ابراهيم إلى تغيير معسكره ، وهذا لا يهمني نهائيا ولكنني أرى بأن رجلا ذكيا مثله يمثل خطرا كبيرا على الشباب المسلم ، لأن لديه قدرة على الإقناع ولأن الكثيرين يحبونه ويثقون بنظرته للأمور ولكن موقفه هذا رياء واضح وفيه مخالفة صارخة لشرع الله ! فكيف ذلك ؟ 
وقبل أن أتطرق إلى موقفه هذا على ضوء القرآن الكريم أقول ، إذا كانت عائشة قد فعلت هذا فقد عصت الله ورسوله ، وإذا لم تفعل ، فإن عدنان إبراهيم قد افترى عليها وعلى الله الكذب ، كيف؟ 
لعدة أسباب ذكرت في القرآن أولها قوله تعالى : 
"ٱلنَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ" 
أفبعد قول الله هذا قول آخر ! إن زوجات النبي هن أمهات للمؤمنين ، بموجب قوله عز وجل . وقد حرم الله نكاحهن بعد النبي ،  فهل نترك بعد هذا كتاب الله وحكمه ونبحث عن التحريم في قطرات حليب؟ 
وهل غاب عن عائشة أنها أم المؤمنين بموجب كلام الله جل وعلى وأنها ليست في حاجة إلى تحليل أمومي من نوع آخر ! ثم ألايسمى هذا تحايلا على دين الله ؟
طبعا أنا لاأريد نهائيا مناقشة الهبوط الأخلاقي في مسألة إرضاع الكبير ولكنني أفندها فقط على ضوء القرآن ! 
قال رب العزة جل وعلى : " ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَ لا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً" 
أإذا كان هذا كلام المولى عز وجل ، فهل يحق لنا أن نفكر مجرد التفكير بأن الرضاعة هي المحلل والمحرًّم ؟ 
أفلا يسمى إرضاع الكبير للدخول على عائشة تحايلا على دين الله سواء كانت الرضاعة في كوب أو غيره !
إذا كانت عائشة قد فعلت فقد خالفت أمر الله لأنه هو عز وجل الذي قال: وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب " . فلماذا أصرت عائشة على تحدي شرع الله بإرضاع الكبير إلا أن يكون هذا افتراء؟ كيف تخالف آية واضحة صريحة في عدم استقبال أحد والتحدث إلى الناس من وراء حجاب وعدم الخضوع بالقول !
كيف يحاول عز وجل أن يُذهب الرجس عن آل البيت ويطهرهم تطهيرا :"ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن " ثم ترتكب عائشة معصية كهذه وقد كان القرآن والحكمة يتلى في بيتها ؟ 
لم يعد في الحقيقة أخطر على الإسلام من أشخاص أذكياء - ولغرض في نفس يعقوب - غيروا آراءهم وسيضلون شباب الأمة الذي يحاول أن يهتدي بهم ويثق فيهم ثقة عمياء !
لماذا فعلت هذا يا عدنان ، ويعلم الله أنني أحببتك كما أحبك آلاف الشباب ! 
إن أخطر ما في الأمر أن الناس ، قد أخذوا مسألة رضاع الكبير بهزل كما فعلت أنا والكثيرون وكما فعل ممثلنا المحبوب عادل إمام ! وتهكمنا على هذا الموضوع ولم نستسغه من منطلق أخلاقي ثم لأن فطرتنا لم تقبله  أيضا ولكن حين يأتي رجل دين جاد يقدره الناس ويحترمونه ، فعلينا أخذ الموضوع بجدية وإخضاعه للقرآن الكريم ! القرآن وكفى ! 
إن المولى عز وجل أمر المؤمنين أن يخاطبوا نساء النبي من وراء حجاب ! فهل كان من حق عائشة أن تخالف أوامر المولى عز وجل وتدخل عليها الناس متخذة الرضاعة كذريعة مع أن رب العزة قد أقر بأنها من أمهات المؤمنين. وبما أنها من أمهات المؤمنين ، فهي أصلا محرمة على هؤلاء الرجال دون رضاعة! 
اجمالي القراءات 17170