الصحافة ضحية المليشيا في بلد الحكمة...
جماعة الحوثي تذبح الكلمة في اليمن

حافظ الوافي في الأحد ٢٢ - فبراير - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

"كلنا اخبار اليوم"هكذا بدا لسان حال كافة الاعلاميين اليمنيين الذين حضروا الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها نقابة الصحفيين اليمنيين تضامنا مع صحيفة اخبار اليوم اليمنية المحتلة من مليشيات الحوثي، معتبرين ما تتعرض له الصحيفة ذبحاً للصحافة ولحرية الكلمة في البلاد...

وفي الوقت الذي مازال مبنى مؤسسة الشموع وصحيفة أخبار اليوم بالعاصمة صنعاء محتلا من قبل مليشيات الحوثي لليوم الثامن عشر على التوالي.. بدأت المليشيات الحوثية عمليات النهب المنظم لأجهزة وممتلكات المؤسسة, حيث سطت على أجهزة الإخراج الصحفي لصحيفة أخبار اليوم والشموع ونقلها إلى مقر قناة المسيرة التابعة للجماعة المسلحة.

واعتبر بيان صادر عن المؤسسة بان عمليات النهب لها تأتي في سياق حملة اعلامية يتم الان الإعداد لها في قناة المسيرة ضد مؤسسة الشموع وصحيفة أخبار اليوم والعاملين فيها لتبرير جريمتهم في اقتحام واحتلال مبنى ومقر ومطابع المؤسسة واقتحام ومخازنها وعمليات النهب لممتلكاتها..

وحملت مؤسسة الشموع وصحيفة أخبار اليوم جماعة الحوثي التباعات القانونية والمسئولية الكاملة تجاه عملية السطو على ممتلكاتها وكل ما سيترتب على ذلك من تبعات.. كما حملت وزير الداخلية المكلف من جماعة الحوثي جلال الرويشان والمبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر مسئولية ما تتعرض له مؤسسة الشموع وممتلكاتها..

وناشدت المؤسسة المنظمات الدولية والمحلية التدخل العاجل والسريع لإيقاف جرائم المليشيات الإرهابية ونهب ممتلكات المؤسسة ونقل أجهزة أخبار اليوم إلى قناة المسيرة وناشدت الزملاء والحقوقيين والناشطين ودعاة الحرية وشباب الثورة الأحرار للوقوف بقوة أمام هذه الانتهاكات الخطيرة وإيقافها وإعادة ممتلكات وأجهزة المؤسسة.

برنامج قمعي...

وقال سكرتير تحرير صحيفة أخبار اليوم عبد الحافظ الصمدي "لا يوجد سبب واضح لما يمارسه الحوثيون ضد مؤسسة الشموع وصحيفة أخبار اليوم".

وذكر الصمدي في تصريح لـ(الجزيرة نت) أن تلك الجماعة "دأبت على أساليب القمع منذ أن كانت في صعدة وحتى وصلت إلى صنعاء، لأنها تدرك أنها غير قادرة على الاستمرار في ظل أجواء الحرية والديمقراطية، كما أن عملها هذا يعد رسالة تهديد لكل الوسائل الإعلامية مفادها أن من لم يسبح بحمد الحوثي سنرسل له المليشيات للتفاهم معه وأنه لا حرية للكلمة ما لم يرضَ عنها الحوثي".

واعتبر أن جماعة الحوثيين "تدشن بهذه الانتهاكات ضد الصحفيين والناشطين الحقوقيين برنامجها القمعي للمرحلة القادمة مما يجعلنا نرجح أن دولة جماعة الحوثي لن تستمر طويلا وسوف تسقط في بداية الظهور".

وطالب الصمدي نقابة الصحفيين بـ"تدارك الأمر وإنقاذ الصحافة والصحفيين من الانتهاكات الحوثية"، كما طالب الاتحاد الدولي للصحفيين بـ"عدم السكوت عن تلك الانتهاكات، وإدانة مثل هذه التصرفات، والعمل على إخراج المليشيات الحوثية من مقر المؤسسة وإعادة كل ما تم نهبه من أموال وأصول وإعادة الاعتبار لكل صحفييّ وموظفي المؤسسة"، مؤكدا أن عناصر من تلك الميلشيات "نهبت كل شيء في مخازن المؤسسة ونقلته إلى أماكن مجهولة".

ونظمت نقابة الصحفيين في مقرها في العاصمة صنعاء امس السبت وقفة احتجاجية حضرها عشرات الصحفيينوالإعلاميين والناشطين الحقوقيين تضامنا مع مؤسسة الشموع للصحافة والاعلام و يومية اخبار اليوم احتجاجا على اقتحام مليشيات الحوثي لمقر المؤسسة والصحيفة واحتلاله  منذ الخامس من فبراير الجاري.

وعبر المشاركون عن استنكارهم البالغ لما تقوم به جماعة الحوثي المسلحة وميلشياتها من ارهاب ممُنهج ضد صحيفة اخبار اليوم,منددين بالانتهاكات التي تنتهجها الجماعة تجاه الصحيفة ,معبرين في ذات الوقت عن قلقهم البالغ من العبث بمحتويات وممتلكات المؤسسة لأغراضهم الشخصية.

وحملت الوقفة الاحتجاجية زعيم جماعة الحوثي المسلحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي المسؤولية الكاملة ازاء ماتتعرض له مؤسسة الشموع وصحيفة اخبار اليوم من نهب وعبث ممنهجين وكذا مايتعرض له صحفيي وموظفي المؤسسة من تهديد بالقتل واختطاف ومطاردة من قبل مليشيات الجماعة .

واعلن الاعلاميين الذين شاركوا في الوقفة الاحتجاجية تضامنهم الكامل ووقوفهم بجانب زملائهم في مؤسسة الشموع ضد الحماقات والاساليب الرخيصة التي تنتهجها تلك المليشيا بحقهم ,مطالبين كافة المنظمات المحلية والدولية المعنية بحرية الصحافة وكذا لمنظمات المعنية بحقوق الانسان بمناصرة اخبار اليوم ووضع حد لانتهاكات جماعة الحوثي ضد الصحافة والصحفيين في اليمن .

وطالب المشاركون قيادات الاحزاب السياسية اليمنية والمبعوث الاممي الى اليمن جمال بن عمر بزيارة مقر مؤسسة الشموع المحتل قسرا من قبل مليشيات الحوثي لليوم السابع عشر على التوالي ورفع يد الحوثي الظالمة عن المؤسسة كونه منبر اعلامي حر لا ثكنة عسكرية ليس بداخلة اقلام حرة لطالما انتصرت لقضايا وطنية بحته.

وكانت عدد من الاطقم والمدرعات المليئة بالمسلحين التابعين لجماعة الحوثي المسلحة قد اقتحمت في الخامس من الشهر الجاري مقر مؤسسة الشموع وصحيفة اخبار اليوم وسكن رئيس تحريرها وأختطفت عدد من الموظفين دون اي مسوغ قانوني  وما زال المقريقبع تحت ايدي المليشيات الى اليوم ,ناهيك عن العبث بمحتويات المؤسسة ونهب للأثاث واقتحام للمخازن والعبث بمطبعة الصحيفة.

انتهاك خطير لحرية الصحافة في اليمن

من جانبه ندد امين عام نقابة الصحفيين اليمنيين مروان دماج اقتحام جماعة الحوثي المسلحة لمقر مؤسسة الشموع وصحيفة أخبار اليوم معتبراً ذلك انتهاكا خطيراً لحرية الصحافة في اليمن.

وأضاف دماج ان جماعة الحوثي المسلحة قد اقتحمت مقر مؤسسة الشموع وقامت بنهب محتوياته دون أي تبرير يُذكر لموقفها، مطالباً جماعة الحوثي ان تُظهر ما هو الحق الذي بموجبه اقتحمت مقر صحيفة أخبار اليوم.

تصرفات الحوثي فاقت زمن الاحزاب الشمولية

وأكد دماج انه وحتى في زمن المجتمعات الديكتاتورية والاحزاب الشمولية وفي كافة الاعراف لم يحدث أي تصرف يصل الى مستوى تصرفات جماعة الحوثي، مشدداً على ان على المجتمع الدفاع عن نفسه والتخلص من هذه الجماعة.

وأضاف ان جماعة الحوثي قد استولت على عدد من المؤسسات العامة منها مؤسسات صحفية، متسائلاً "ما هو النهج الذي تحمله هذه الجماعة للمجتمع اليمني؟"

عواقب وخيمة تنتظر الصحافة في اليمن

وأكد الصحفي اليمني البارز دماج ان انتهاكات جماعة الحوثي بحق الصحافة والصحفيين في اليمن ينُذر بعواقب وخيمة جداً، مطالباً جماعة الحوثي المسلحة بإعلان موقفاً واضحا تجاه حرية التعبير وتجاه الاحزاب، مشدداً على ضرورة الدفاع عن الحرية الاعلامية والصحافية.

ودعا دماج كافة الصحفيين والاعلاميين اليمنيين للمشاركة في نصب مخيم اعتصام امام مق  صحيفة اخبار اليوم المحتل من مليشيا الحوثي صباح يوم غدا الاثنين، مؤكداً على ضرورة المقاومةلهذهالجماعة بكل السبل المتاحة حتى اعادة الحقوق الى اصحابها.

أسلوب إرهابي

من جهته قال الكاتب الصحفي محمد القارني ان جماعة الحوثي المسلحة اقتحمت في الخامس من فبراير مقر مؤسسة الشموع للصحافة والاعلام وصحيفة اخبار اليوم عبر عدد من الاطقم والمدرعات المليئة بالمسلحين وقامت باختطاف عدد من الصحفيين بطريقة ارهابية.

وأكد انه تم احتجاز المختطفين في غرفة خاصة والتحقيق معهم لمدة ثلاث ساعات قبل الافراج عنهم، مؤكداً ان عصابة الحوثي المسلحة ما تزال لليوم السابع عشر على التوالي محتله لمقر الصحيفة دون أي ما سبب وجيه.

نهب لممتلكات الصحيفة

وأعتبر القارني ان جماعة الحوثي المسلحة قد تمادت في اعمالها وقامت بالعبث بمحتويات ومطابع ومخازن المؤسسة، ناهيك عن منع اي تنظيم للوقفات الاحتجاجية بجوار مبنى الصحيفة من قبل الموظفين والصحفيين والحقوقيين.

تهديد بالقتل

وأكد الصحفي القارني في كلمته التي القاها باسم مؤسسة الشموع للصحافة والاعلام ان مسلحي جماعة الحوثي واجهت الوقفات الاحتجاجية للموظفين والصحفيين بالتهديدات بالقتل والحبس والنقل الى صعدةالى درجة ان تم منع الجميع من تنظيم اي وقفة احتجاجية امام مقر الصحيفة حتى لدقائق.

وأضاف القارني في سياق حديثه انه كلما نظم موظفي الصحيفة وقفة احتجاجية اما مقر الصحيفة المحتل يتعرضون للمطاردة واستقدام الاطقم المسلحة والتهديدات وما الى ذلك.

مجزرة غير مسبوقة بحق الصحافة

وأكد القارني قائلاً "أننا اليوم نشهد مجزرة غير مسبوقة بحق صحيفة أخبار اليوم وحرية الصحافة وحق حرية الرأي والكلمة"، مؤكداُ ان جماعة الحوثي تمارس ارهابا ممنهجا ضد حرية الكلمة والصحافة في اليمن.

وطالب القارني الجميع بالوقوف موقفاُ واحدً بجانب اخبار اليوم، معتبرا ذبح وانتهاك اخبار اليوم يُعد ذبحا وانتهاكا للصحافة بشكل عام في اليمن، مؤكداً ان القلم حتماً سينتصر على الرصاصة.

وناشد القارني جميع المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني بالوقوف الى جانب اخبار اليوم ووضع حد لانتهاكات جماعة الحوثي المسلحة.

اعمال الحوثيين مخالفة لدين محمد

من جانبه أكد العلامة محمد احمد الحاضري ان ما قامت به جماعة الحوثي المسلحة من اقتحام لمقر مؤسسة الشموع وصحيفة اخبار اليوم وسكن رئيس تحريرها فعل لا يقبله دين محمد صلى الله عليه وسلم، مستشهداً بقولة تعالى "ولا تدخلوا البيوت إلا بأذن اهلها."

وعبر الحاضري عن بالغ استنكاره ازاء ما قامت به جماعة الحوثي من اقتحام لمؤسسة الشموع وصحيفة أخبار اليوم، مؤكداً ان الجماعة قد سقطت بتصرفاتها من انتهاك الحرية الصحافة واقتحام البيوت الأمنه بدون مسوغ قانوني.

السكوت عن اخبار اليوم سيقود الى انتهاكات قادمة ضد الصحافة

ودعا العلامة الحاضري كافة الصحفيين والاعلاميين الى التضامن الكامل مع صحيفة اخبار اليوم ضد تصرفات جماعة الحوثي المسلحة لوضح حد لانتهاكات الجماعة.

وأكد ان السكوت عن اقتحام اخبار اليوم سيقود الى انتهاكات اكثر ضد الصحافة والصحف وحرية التعبير والكلمة في اليمن.

وأد العلامة الحاضري انه قد بذل المزيد من الجهد لدى ما وصفهم بالحكام الجدد للبلاد لمعرفة ما مبرر اقتحام أخبار اليوم إلا انهم لم يبدوا أي تجاوب– حسب تعبيره.

 

اجمالي القراءات 8509