حوار سريع على الطريق السريع

خالد صالح في الخميس ٠٨ - مارس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

حوار سريع على الطريق السريع
لى صلة بمسلم من اصل هندى بعيد يعنى جدوده هاجروا للغرب من ثلثمائة عام مروا,وللهنود عادة بحفظ كتبهم المقدسة فى قماش حريرى برتقالى اللون أو أحمر ,يشترك فى هذه العادة مسلميهم مع هندوسهم مع سيخهم,ثم يجد الكتاب نفسه امنا مطمئنا فى فترينة بغرفة المعيشة تحيط به الازهار واعواد البخور,بتعبير دارج يتحول الى معبود! لايقرأ لايفتح لايمس الافيما ندر!هذا الرجل كان مسافرا معى,وأثناء رحلة السفر طلب منى شيئا فقلت له انه موجود فى الحافظة الجانبية لباب السيارة فمد يده,ليخرجها وبها مصحفى الشخصى,صمت ثم سألنى:أهذا هو القرأن المقدس فقلت :نعم,أرتبك وأخذ يقلب فى صفحاته ,أمتقع لون وجهه وتحول لكل الوان الطيف! خاطبنى مستاءأ :ماهذا بحق الله أهذا المصحف المقدس أم كتاب مدرسى نظرت اليه مستغربا متسائلا! عقب هو متسائلا :ماهذا يارجل انت تخط تحت الايات بالوان حمراء وخضراء وزرقاء وهامش الكتاب الجليل ملئ بملاحظات وتعليقات واسهم متجهة شمالا ويمينا! ماهذا العبث بكلام الله المقدس ثم اطلق زفيرا غاضبا مستغفرا,قلت له يا أخى أهدأ أفتح أمامك سورة القلم ايه 37 واقرأ(ام لكم كتاب فيه تدرسون) ثم اقرأ معى سورة 3 - آية 79(ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) كتاب الله هو كتابنا الدراسى رقم واحد والذى دراسته لاتنتهى مادمنا أحياء على وجه البسيطة!وتحت الدراسة نفهم الهوامش والخطوط والتعليقات اليس كذلك,نظر الى متحيرا يا أخى انا لا أفهم الى اى طائفة تنتمى ولكن لكم تصرفات غريبة فقد اخبرتنى زوجتى منذ فترة أيضا أنها رأت مصحف زوجتك وقد استأت جدا لانه بدا لها كتاب دراسى ملئ بالهوامش والتعليقات والخطوط!أبتسمت وقلت له لقد شرحت لك الأمر القرأن بالنسبة لى ليس تعويذة سحرية ولا تمثالا مقدسا انه كتاب دراسة مقرر ممن أنزله,ونحن نستمتع بدراسته والتعلم منه كل يوم ,قال :حتى وضوئكم غريب فقلت له ماهو الغريب فيه, قال لم ارى أحدى يتوضأ بهذه الكيفية قلت له : غريب الأمر انت رجل متدين ولابد أنك قرأت القرأن افتح من فضلك على سورة 5 - آية 6 ففتح وقرأ لى (يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين) نظر الى سقف العربة وأقسم لى أن هذه أول مرة يعرف فيها أن كيفية الوضوء مذكورة فى القرأن!!!ثم أسترسل يا أخى أنت حتى لاتصلى على النبى فضحكت وقلت :ماذا تقصد بأننى لا اصلى على النبى قال اذا ذكرت اسم النبى لم اسمعك مرة تقول عليه الصلاة والسلام فقلت صحيح ولماذا ينبغى أن أقول هذا فى رأيك؟ قال: الله أمرنا بهذا فقلت ولكن الله امر النبى ايضا أن يصلى علينا (وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم) سورة 9 - آية 103 فهل تعتقد أن النبى جالس الى الان يصلى على كل من مات وولد من امة الاسلام وهم مليارات! بنظرة حائرة قال:أقسم بالله مرة أخرى أننى لم أعلم بوجود هذه ألاية بالقرأن ,لقد فهمت قصدك الصلاة على ليست بمعنى ترديد عبارة اللهم صل كذا ! فقلت: نعم أحسنت الصلاة هنا بمعنى التواصل ! وقد كانت فى زمان النبى بتواصل المؤمنين معه والان تواصلنا معه بحمل رسالة القرأن التى امره ربنا بأن يجاهد بها( فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا) سورة 25 - آية 52..نظر الى الطريق الذى يكاد يمتد بلا نهاية وقال :تعرف ينبغى أن نتكلم عن هذا أكثر!

اجمالي القراءات 6395