تعليق جديد

لطفية سعيد في الجمعة ١٤ - نوفمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 اعتدت أن أقرا المقالات القديمة الموجودة على موقع أهل القرآن ، نظرا لما تحمله من أفكار تلخص أعواما من التجارب والفكر والعطاء ، أحيانا تأتي  المقالات إلي طائعة عفوية  من الأرشيف دون بحث ، فانتقي منها ما أريد وهذا ما يحدث في الغالب  ،وأحيانا اذهب لصفحة الكاتب وأختار المقال ..  هي روعة ولاشك ،أن تقرأ مقالات الآخرين  وتقرا معها ثقافة كاتبها، وتقف على  ما يقول من أفكار تتفق أو تعترض لايهم .. المؤكد أنك ستستفيد ...،فلكل كاتب أسلوب في عرضه لأفكاره ،  في الإسهااااب أو التلخيص ، ختى فيما يستخدمه من ألفاظ يتداولها  وتلازمه كظله  في موضوعاته ..وكان المقال الذي أتى طائعا من الأرشيف هو مقال للأستاذ إبراهيم دادي مترجم من الفرنسية للأستاذ مصطفى الأحنف ، بعنوان : (الدكتور احمد صبحي منصور ونبذة عن مسيرة حياته )   كتبت تعليقا طويلا عليه ، لكني لم انتبه فقد مسح وضاع   ..   لن أبكي على اللبن المسكوب يالطبع ـ حتى وإن كان كثيرا  ـ  فلا فائدة .. فقلت لنفسي  سأكتبه مرة أخرى ، ليس مهما فكثيرا ما يحدث لي ذلك   ، فهو  مؤكدا مازال موجودا في الذاكرة ، وهكذا ستتنشط الذاكرة مرغمة لا مختارة ، ولكن نظرا لطوله ، وحفاظا على وقت الجميع، سأضعه في مقال قصير  على عجل.. 

ملاحظاتي على ماقرأت:  وجدت عرضا رائعا وأفكار منطمة للأستاذ مصطفى الأحنف وبالطبع المجهود الذي بذله الأستاذ إبراهيم دادي في الترجمة الأمينة للمقال الأصلي ، وما أضفاه عليها من لغة جميلة فيها رقي ، ودقة في نفس الوقت ، فخرج لنا المقال على هذه الصورة الرائعة ..

 

 وأرى الأستاذ مصطفى الأحنف ناقدا موضوعيا ثاقب النظر ، من الكتاب القلة الدين أعطوا الدكتور أحمد صبحي حقه ، وفي تقييمه لمسيرة الدكتور أحمد صبحي قد سلط الضوء على بعض النقاط المهمة في حياته منها ما قوبل به من رفض وعداء شخصي من قبل المؤسسة الرسمية المتمثلة في  شيوخ الأزهر ، ورفضهم للفكر شكلا وموضوعا  ، دون محاولة جادة حيادية لمناقشته .. وهذا خطأ تدفع مصر ثمنه غاليا هذه الأيام ، بعد تفشي الفكر المتطرف بين ربوعها ، وهي تحاول جاهدة التشبث بفكر الدكتور أحمد صبحي ، لكن بعد  فوات الأوان ... 

وما أريد التعليق عليه هنا ما تناوله الأستاذ مصطفى الأحنف تعرض الدكتور احمد صبحي للهجوم  من بعض العلمانيين الملحدبن ، وبحسب تعبيره  من قبل (الإصلاحيين الرديكاليين )  أمثال كامل النجار ، وفاء سلطان ويقول الأستاذ مصطفى  : (يبدو أن القرآنيين الذين لم يجنوا إلى غاية السنين الأخيرة سوى الصد و التكفير، أنهم وجدوا منذ أمد غير بعيد نقدا جديا و عقلانيا، في الإنترنت دائما، من قبل الإصلاحيين الراديكاليين، أو المفكرين العلمانيين الذين لا يخفون لا-تدينهم. كذلك الشأن بالنسبة لكامل النجار، مؤلف قراءة منهجية للإسلام، وعشرات من المقالات المنشورة في موقع ميدل إيست ترنسبارانت، حيث يتخذ لنفسه موقعا خارج التيار الديني ويقوم بنقد تاريخي للإسلام على طريقة عقلانيي القرنين الخامس عشر والثامن عشر، الأوروبيين. وقد تحول نقده للقرآنيين إلى جدل طغت فيه المبررات الخاصة بالشخص، على الباقي)

 وكان الهجوم من قبل هذه التيارات مستغربا ..إذ كيف لا يجدون فرقا بين الدكتور أحمد صبحي وفكره القرآني والذي يؤمن بما يؤمنون به من ثقافة حقوق الإنسان .. وكل ما تحمله من عدالة وحقوق وحرية ، وبين  السلفيين وكل ما يحملوه من فكر متطرف وحقد أسود ودم وتطرف .. لكن السبب الذي يدعو للعجب حقا أن العلمانيين الملحدين يسيرون على منهج السلفيين في اعتبار القرآن حمال أوجه  ، و الخلط بين الاسلام و المسلمين ... ولا يخلو مقال للدكتور أحمد صبحي من وضع فواصل وحوائط عملاقة مانعة وفاصلة  بين الإسلام  كدين منزل من رب العالمين ، وما يقوم به المسلمون من أعمال .. سميها طريقة تدينهم  أو تطبيقهم البشري ، كما شئت ..  لكن يأبى العلمانيون الملحدون هذه الرؤية  لماذا لأنهم لا يرفضون الإسلام فحسب بل كل الأديان شكلا وموضوعا.. ونتيجة لإصرار الأزهر وشيوخه وهيئاته ووزارته على الاحتفاظ بكل ميراث السلف والدفاع عن كل ماتركوه من مهازل ،واعتياره دينا منزلا ، انتشر تيار الإحاد بين الشباب خصوصا و بصورة واسعة وشب عن الطوق .. وكان ظهوره بهذه القوة والكثرة كنتيجة ورد فعل لهذا التراث المملوء بأبشع الجرائم ، فليس مستغربا  بكل اسف .. !ذ أنه وبكل سهولة يمكنك أن تستدعي جرائم السلف، فهي مسجلة على فضاء الانترنت الرحب ..  جمعوا كل ما حفل به التراث من موبقات .. وتم استخدمها  في التشهيرعلى اعتبارها دينا منزلا ، وحدث ولا حرج من غزوات وفتوحات ، وفساد ، وقتل وتدمبر ( يشبه كنز علي بابا  )  ومما سهل عليهم الهجوم بجدارة ، وجود هذه الأعمال مكتوبة على النت بأرقى أنواع الكتابة .. فقد أضاعت الوهايية عليها أمولا طائلة حتى تخرج بهذه الصورة  ، ولتكون السلاح الذي يستخدم في الهجوم على الإسلام  بكل ضرواة ..،  والمصيبة أنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .... وحتى الشيوخ قد قاموا بكل ما عليهم وزيادة في تسجيلاتهم وأحاديثهم التي دافعوا عن كل ما جاء في كتب التراث من بلاء باستماتة .. ورموا كل من يطعن في رواية واحدة منها  بالكفر والردة .. إذن لم يجد اتجاه كامل النجار ووفاء سلطان كبير عناء في البحث عن كل ما يتهمون به الإسلام ورسوله من إرهاب.. بل وجدوا طريقا ممهدا قد فرشه لهم أتباع الدين الأرضي بالورود والرياحين وأعطوهم الأسلحة الفتاكة  على طبق  من  ـ  عذرا لا أعرف نوعه ــ )

.

أخيرا استطيع القول أن هذا المكتوب قد اختلف كثيرا عما ضاع مني في تعليقي السابق .. وهكذا  العقل دائما  في تجدد ، في نقله وتسجيله عما يمر به الإنسان من  خبرات  ..

 .

اجمالي القراءات 10229