رأينا فى : الانفجار الكبير ، الشذوذ الجنسى ، وقانون التطور

آحمد صبحي منصور في الأحد ٠٢ - نوفمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

جاءنى هذا الخطاب يتساءل عن موقف الأزهر من القضايا التى وافق عليها بابا روما الحالى ، وهى : الانفجار العظيم  الذى بدأ به خلق الكون ، والتطور والنشوء والارتقاء التى قال بها دارون ، والتسامح مع الشذوذو الجنسى . وهل يمكن للأزهر أن يتبنى فى المستقبل فكرا متحررا تجاه هذه القضايا . يقول الخطاب :

Dear Dr. Mansour,

 

I'm Ahmed Zidan, a journalist at Radio Netherlands Worldwide. I'm currently writing an article about the future of Al-Azhar, and I would like to quote you. I have a couple of questions only:

 

1 - Pope Francis said recently, as you know, that "The Big Bang does not contradict the divine act of creating.. And The Evolution doesn't contrast with the notion of creation". Also recently, Pope Francis tried to push for acceptance of homosexuals. When would Al-Azhar take similar steps? And do you see this happening at all?

 

2 - From your opinion, what would be the

I'm Ahmed Zidan, a journalist at Radio Netherlands Worldwide. I'm currently writing an article about the future of Al-Azhar, and I would like to quote you. I have a couple of questions only:

 

1 - Pope Francis said recently, as you know, that "The Big Bang does not contradict the divine act of creating.. And The Evolution doesn't contrast with the notion of creation". Also recently, Pope Francis tried to push for acceptance of homosexuals. When would Al-Azhar take similar steps? And do you see this happening at all?

 

2 - From your opinion, what would be the repercussions if Al-Azhar tried to adopt, in the near or far future, such liberal stance?

 

 if Al-Azhar tried to adopt, in the near or far future, such liberal stance?

 

Any other comments would be very much appreciated!

 

Looking forward to reading your response and thank you very much in advance!

 

 

وأقول :

1 ـ الأغلبية الساحقة فى الأزهر لا تعترف  بأى فكر جديد إلا بعد أن يتقبله المجتمع ، ثم يأتى شيوخ الأزهر فى المؤخرة . الأقلية الضئيلة جدا من الأزهريين هم أصحاب التجديد ، هم أفراد ثاروا ويثورون على التقليد والجمود العقلى السائد فى الأزهر ويحاولون إصلاحه . تخرج فى الأزهر أفراد أفذاذ كانوا رواد إصلاح فى مصر كلها من رفاعة رافع الطهاطاوى والامام محمد عبده ، ومن مدرسته سعد زغلول ، ثم طه حسين وعلى عبد الرازق ومصطفى عبد الرازق ، وأخيرا شيخ الأزهر فى الستينيات الشيخ شلتوت .عانى هؤلاء  ــ بدرجات متفاوتة ــ من شيوخ الجهل المسيطرين على الأزهر. وحتى الامام محمد عبده بكل نفوذه عانى منهم الكثير ومات وهو يلعنهم . ثم دخل الأزهر فى أشد عصوره ظلامية منذ أن سيطر عليه أتباع الفكر الوهابى ، وهو نفس الفكر الذى أنتج الاخوان المسلمين والقاعدة وداعش . وفى مواجهة هذا التسلط للفكر الوهابى الذى يتستر باسم الاسلام ظهر أهل القرآن يحاولون الاصلاح السلمى للمسلمين من داخل الاسلام ، ويشنون الحرب الفكرية على الوهابية ، وبسبب نجاحهم فقد تعرضوا لموجات من الاعتقال فى عهد مبارك ، ولا يزال إضطهادهم قائما حتى الآن . وأهل القرآن أسسوا لهم المركز العالمى للقرآن فى أمريكا ، ولهم موقعم ( اهل القرآن ) باللغتين العربية والانجليزية ، ويمارسون ـ بسواعدهم العارية وحدهم ـ إصلاح المسلمين سلميا فى العالم الاسلامى والجاليات الاسلامية فى الغرب وأمريكا ، ويدعون الى أن تتكامل الجاليات الاسلامية فى أوطانها فى الغرب التى تقيم فيها ، وأن تلك الدول الغربية هى أقرب الدول الى الشريعة الاسلامية الحقيقة القائمة على العدل والتسامح الدينى والحرية المطلقة فى الدين واحترام حقوق الانسان وكرامته ، بينا تعيش دول الشرق الأوسط وغيرها ــ من الدول التى تزعم أنها دول اسلامية  ــ  فى تناقض حاد مع الاسلام وشريعته . هى دول وهابية ، وهذه الوهابية هى التى تتبناها الدولة السعودية ونشرتها تحت اسم الاسلام زورا وبهتانا. ولهذا يلقى أهل القرآن الاضطهاد من تلك الدول الوهابية . ويتزعم شيوخ الأزهر إضطهاد أهل القرآن وإضطهاد أى أجتهاد فكرى أو أى إصلاح دينى . و بالتالى فإنه من المستحيل أى تقبل من شيوخ الأزهر لأى فكر جديد ، سواء جاء فى سبيل الاصلاح من داخل القرآن الكريم نفسه ، أو جاء من الغرب .

2 ـ نحن أهل القرآن نجتهد من خلال موقعنا ومن خلال ما ننشره من فيديوهات ( مثل برنامج فضح السلفية ) فى توضيح حقائق الاسلام . ولأن مؤسس الفكر القرآنى شيخ من الأزهر ـ هو كاتب هذه السطور ـ فإنه يمكن أن يُضاف إجتهاده الى رصيد الأفراد الأزهريين ، خصوصا وأنه يعلن أن أهل القرآن ــ  فى إجتهادهم الفكرى وفى جهادهم الاصلاحى التنويرى ــ يبنون على ما قدمته مدرسة الامام محمد عبده المتوفى عام 1905 . ولدى عشرات المؤلفات التى لم أتمكن بعد من نشرها على موقع أهل القرآن ، ولقد نشرت فيه حتى الآن بضع آلاف من المقالات والفتاوى والكتب ، ولا يزال لدى المزيد ينتظر النشر ،

 

3 ــ ونعطى أمثلة لما نشرناه خاصة فى الموضوعات الثلاث السابقة:

3 / 1 :عن ( الانفجار الكبير ) قلت فى بحث عن ( العرش ) :

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=8545

 

( إن عرش الرحمن الحالى هو السماوات والأرض وما بينهما. وسبق رب العزة فى كتابه الكريم الى الاشارة الى الانفجار الهائل الذى أنتج هذا الكون من نقطة للبداية مكدسة فيها المادة والطاقة فانفجرت وواصلت انفجارها ممتدة فى اتجاهين منفصلين لينشأ كونان نقيضان كل منهما يسبح فى قوس ، وفى وقت محدد سيلتقى الكونان فيحدث انفجار هائل يتم فيه تدميرهما والوصول الى نقطة الصفر الأولى ، وينتهى هذا العرش وتقوم القيامة بعرش جديد أزلى خالد يصلح لتجلى رب العزة . ونفهم هذا من الآيات الكريمة التالية:

1/ 1 : عن الانفجار الكونى يقول جل وعلا:(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا)( الأنبياء 30)وعن تمدد الكون وتوسعه:(وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)   وعن انقسامه الى نقيضين (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ) ( الذاريات 47 ، 49)، وعن الانفجار القادم وتدمير العالم بالتقاء طرفيه والعودة الى نقطة الصفر وقيام الساعة يقول جل وعلا :(يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ  ) ( الأنبياء 104 ). الجديد هنا أن الله جل وعلا لا يتحدث فقط عن كوننا المادى وحده بل عن السماوات والأرض وما بينهما .

  3 / 2  ـ فى موضوع الشذوذ الجنسى ، قلنا فى فتاوى متعددة أنه حرام بلا شك ، ولكن عقوبته فى القرآن هى مجرد الأذى القولى :

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_fatwa.php?main_id=1765

وناقشنا الموضوع فى مقال : رسالة من شاب مسلم ملتزم شاذ جنسيا

 

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=8835

 

3 / 3 : نحن لا نوافق على مقولة النشوء والارتقاء .

نرى أنها قد تنطبق على الحيوانات ، ولكنها لا تنطبق على الانسان ، لأنه وافد الى هذه الأرض . يمتاز الانسان بأنه يتكون من ( نفس ) تنتمى البرزخ ـ وهو مستوى من الوجود غير مرئى لنا ، ثم الجسد البشرى المرئى لنا ، والنفس بالنسبة للجسد هى كالسائق للسيارة . وتغادر هذه النفس جسدها مؤقتا بالنوم ، وتعود اليه باليقظة ، وتغادره نهائيا بالموت . والتفصيلات فى كتاب الموت المنشور بموقعنا :

http://www.ahl-alquran.com/arabic/book_main.php?main_id=11

الجسد البشرى ينتمى الى الأرض ، أما الأنفس فقد تم خلقها كلها معا من قبل ، ثم تحتل كل نفس الجنين الخاص بها فى الموعد المحدد لها سلفا فينبض الجنين ويكون إنسانا ، ثم يولد ويمر بالمراحل المختلفة من ضعف ثم قوة ثم ضعف وموت ( النساء 1 ، الأنعام 98  ، لقمان 28 ، الحج 5 ، المؤمنون  12 : 16 الروم 54   )، وقد يموت قبل ذلك.

بالموت تعود النفس الى البرزخ الذى أتت منه ، ويعود الجسد ترابا الى الأرض التى جاء منها . وفى كل الأحوال فالانسان هو فى الحقيقة ذلك الكائن البرزخى ، وبدون يكون الجسد مجرد كيان نائم أو ميت . النفس التى فى داخلى هى التى تكتب اليك الآن ، ولكنها تستعمل إمكانات الجسد الذى تسيطر عليه . وبعد أن تاخذ كل نفس دورتها وإختبارها فى الحياة على هذا الكوكب الأرضى ، فى هذه الحياة الدنيا يتم تدمير هذا العالم ، وتأتى الآخرة يوم الحساب أو يوم الدينونة حيث تأتى كل نفس تُحاسب على ما عملت فى الدنيا وهى تحمل عملها ، وطبقا لعملها تدخل الجنة أو النار. ( النحل 111 ).

يتميز الانسان على بقية الكائنات الحية فى هذا الكوكب بهذه النفس وحريتها فى الدنيا فى عمل الصالحات أو المعاصى وحريتها فى الايمان أو لكفر، ثم بعثها وحسابها أمام الله جل وعلا.

العلم الغربى متخصص فى الفيزيقا المادية التى يستطيع إخضاعها للتجربة . أى أن الجسد البشرى وسائر العالم المادى هو مجال عمله ، من الأميبا والخلية والذرة والاليكترون والنواة الى النجوم والمجرات. أما الذى يخرج عن نطاق المادة من العوالم البرزخية فهى خارج البحث ، ومنها النفس البشرية والملائكة وعوالم الجن والشياطين . هذه العوالم البرزخية ( الميتافيزيقية ) لا يعترف بها العلم المادى . ولا يرى فى الانسان سوى الجسد ، ويتخيل أن ( المخ ) هو ( النفس ) ولكنه مجرد( كومبيوتر ) تباشر به النفس سيطرتها على الجسد .

وطالما أن النفس خارج نطاق البحث المادى المعملى الغربى فالمنتظر أن تسود  لديهم نظرية النشوء والارتقاء التى تهبط بالانسان الى درجة ( عليا ) من التطور الحيوانى .

فى القرآن الكريم خلاف ذلك ، وهو أن الله جل وعلا كرّم بنى آدم (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70)الاسراء ) وأنه جل وعلا سخر للإنسان كل العوالم المادية فى هذا الكون من السماوات والأرض (  وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13)  الجاثية  ) .

هذه وجهة نظرنا .

والله جل وعلا أعلم .

اجمالي القراءات 12677