كتاب النوم مع الشيطان، من الكتب التي تكشف لنا عن موالاة آل سعود إلى أعداء الله تعالى والمسلمين.

Brahim إبراهيم Daddi دادي في الثلاثاء ٢١ - أكتوبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

عزمت بسم الله،

 


كتاب النوم مع الشيطان في جزءه الثاني. والجزء الأول تجدونه على الرابط: http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=12106

 

كتاب النوم مع الشيطان، من الكتب التي تكشف لنا عن موالاة آل سعود إلى أعداء الله تعالى والمسلمين، ويكشف عن مذهبهم ( الوهابي) الذي أنشأته المخابرات البريطانية لتدمر الإسلام من داخل الإسلام، والدليل على ذلك ما تجدون في هذا الكتاب في جزءه الثاني...

إن المملكة العربية السعودية هي الدولة الأولى في إنشاء خلايا الإرهاب في العالم، من بداية إنشاء دولتهم الأخيرة في 23 سبتمبر 1932م من القرن الماضي إلى يوم الناس هذا، كل ذلك بحماية دائمة من بريطانيا وأميركا، لأغراض سياسية ومادية تستفيد منها بريطانيا وأمريكا، وبعض الفتاة يبقى لآل سعود الذين صدق الله العظيم فيهم، لأنهم يوالون اليهود والنصارى ولأنهم منهم...

قال رسول الله عن الروح الأمين عن ربه: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(51). المائدة.

    

جاء في كتاب النوم مع الشيطان ما يلي:

 

في نوفمبر 2000، وليس قبل فترة طويلة تم ترشيحه ليكون وزير الخارجية، وتلقى باول تقريبا 100 ألف دولار – وذكرت احد التقارير انه حصل على 200– مقابل نصف ساعة قدم فيها بعض التعليقات العابرة، في جامعة "تافتس" في ولاية ماساتشوش، وتم دفع المبلغ من صندوق "تافتسر" للمتحدثين والذي موله (عصام فارس) نائب رئيس مجلس الوزراء في لبنان. وعمليا فإن كل قرش يملكه فارس يعود لتعامله مع الأمير سلطان وزير الدفاع السعودي، وتركي بن عبد العزيز، وهو أحد إخوة الملك فهد. وعندما قبض باول المبلغ، كان يقلد سابقه بوش الأب الذي تجاهل سفيره في باريس عندما كان رئيسا كي يقضي بعض الوقت في مراتع فرنسا الفاخرة في جزيرة سانت لوي الفرنسية.

 

في شركة "كورفس للاتصالات" التي كانت تتلقى 200000 دولار شهريا لتلميع صورة السعودية بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، احتاج ثلاثة من المديرين لأكثر من سنة لكي يقرروا أن دورهم كناطق باسم دولة تدعم الإرهاب قد يكون له تأثير سلبي على أعمالهم. ولم تعاني شركة المحاماة العائدة لعضو الكونغرس السابق عن الحزب الجمهوري توم لوفلر من أي وخز مشابه للضمير. 

 

كان لوفلر مدير جمع الأموال لحملة جورج بوش الابن الانتخابية كحاكم لولاية تكساس، والمدير المالي المشارك لحملته الرئاسية، فهو مقرب جدا من البيت الأبيض مثل ديك تشيني، وفي أواخر 2002 عرض السعوديون على شركة لوفلر للمحاماة مبلغ 720000 دولار سنويا لتكون الممثل القانوني للمصالح السعودية في أميركا. وقد قبل لوفلر المؤسس والشريك في الشركة هذا المبلغ. فما هي جدوى النفوذ إن لم تستعمله؟

 

وفي مناخ أخلاقي آخر، فكل هذا الود ما بين الحكومة في واشنطن، وغرف مجالس إدارات الشركات والرياض وباقي العالم العربي يجب أن تكون مؤشرا للخطر. فالحافز الاقتصادي موجود بكافة الاتجاهات بالنسبة للرئيس بوش الابن ومستشاريه كي يتمكنوا من أن يغمضوا أعينهم عن التلوث السعودي. وبطريقة ما، لا نستطيع أن نلوم أحدا على محاولة تقربه من السعوديين، لأن إمكانية إيجاد مسؤول أميركي لم يكن له رابط سعودي بشكل أو بآخر كمحاولة إيجاد ملاك في حفلة مجون.

 

برنت سكوكروفت، وهو مستشار الأمن القومي في إدارة بوش الأب، والصديق الحميم والقديم لبوش الأب، يدير مجموعة سكوكروفت التي تسوق لخدماتها الاستخباراتية وتحليلها للأسواق للشركات المتعددة الجنسيات بما فيها شركات النفط والطاقة. وتذكر معلومات الشركة الدعائية (خبرتها الإقليمية الفائقة) في الشرق الأوسط وفي (روابطها القوية مع صناع القرار الرئيسيين) وسكوكروفت نفسه عضو في مجلس الإدارة لشركة (بنزويل كويكر ستيت).

 

ولوجه المصادفة، فهو أيضا صديق حميم لمستشارة جورج بوش لشؤون الأمن القومي كوندليزا رايس، ولمدير وكالة الاستخبارات المركزية جورج تينت، وهو يقدم النصح لكليهما حول كيفية تحسين المعلومات الاستخباراتية في الشرق الأوسط وفي حالة أخرى، انضم لورنس ايغلبيرغر، وزير الخارجية في عهد جورج بوش الأب إلى مجلس إدارة هاليبيرتون خلال فترة رئاسة ديك تشيني لمجلس الإدارة.

 

ويرأس هنري كيسنجر مجموعة (شركاء كيسنجر) التي تضم بين زبائنها شركة (بوينغ) وشركة (أتلانتك ريتشفيلد أركو) بالإضافة إلى العديد من الشركات الأخرى التي تمارس أعمالها في السعودية.

 

وكمثل سكوكروفت، وايغلبيرغر ورامسفيلد وباول وكل الآخرين، لا يسمح كيسنجر لأحد أن يطعن في نزاهته. ولا يتوقف أبدا عن استغلال علاقته مع القادة السعوديين والعرب الآخرين (بعد كل تلك السنوات) من الدبلوماسية المكوكية وزيارات كامب ديفيد، ولا يتوقف عن امتصاص الثدي المكتنز للبترودولار. فعلى ضفاف نهر البوتامك المشمسة، عندما يتقاعد المرء عن منصب عال، عليه أن يستفيد من ذلك. واللعنة على أي موظف حكومي صغير يجرؤ على أن يكشف ذلك. فإن أكثر ما يكره ممثلو الوضع الراهن هو محاولات كشفهم. 

 

إن الروابط مع الزبون السعودي متداخلة وشاملة في واشنطن إلى حد أن الشخصين اللذين تمت تسميتهما لرئاسة المفوضية الرئاسية لدراسة الهجمات الإرهابية، وهما كيسنجر والنائب جورج ميتشل، السيناتور وقائد الأغلبية النيابية السابق، استقالا من عمليهما قبل مباشرة العمل في هذه اللجنة كي لا يجبرا على كشف قائمة زبائنهما.

 

وحتى يجد شخصا يرأس اللجنة لا تكون له علاقات مع الزبون السعودي، رشح الرئيس بوش الابن في النهاية حاكم ولاية نيوجيرسي السابق توماس كي، رئيس جامعة درو، والذي كانت أقصى علاقته بواشنطن العاصمة هي أنه تخرج من نفس المدرسة الخاصة جداً التي درس فيها آل غور والشقيقان الأصغر لجورج بوش الابن "نيل" و"مارفن".

 

والجدير بالذكر أنه لدى ترشيح كين كان يعمل كمدير لـ "أرمادا هس" شركة النفط العملاقة التي دخلت في شراكة مع شركة النفط السعودية لتطوير حقول النفط في وسط آسيا، ولكن سنتحدث عن ذلك لاحقا.

 

حتى لويس فريش، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق، قيل إنه تلقى عرضا للعمل مع السعوديين بعد تقاعده من المكتب عام 2001، وإذا كان كذلك يجب أن يستفيق صباحا منذ أحداث 11 أيلول يشكر الله والقدر أنه حصل على عمل بدلاً عن ذلك في MPNAلبطاقات الاعتماد.

 

وعلى مستوى التعاون، تقريبا كل شخصية مهمة في واشنطن خدمت بمنصب ذي مسؤولية على الأقل في شركة قامت بالتعامل مع السعودية، وبشكل عملي كل صفقة مع السعوديين كانت غير شفافة، ضائعة في عاصفة رملية في الصحراء بالقرب من بئر حيث تنبع الأموال.

 

حتى شرائها من قبل (نورثورب غرومان) في أواخر 2002، (TRW) والمؤلفة من مدير الـ (CIA) السابق روبيرت غيتس ونائب وزير الخارجية السابق والسفير الأمريكي في اليابان مايكل أراماكوست، مستشارة الأمن الوطني كونداليزا رايس كانوا لعدة سنوات أعضاء إدارة في شيفرون والتي اندمجت في عام 2001 مع تكساكو.

 

شيفرون تكساكو هم شركاء مع آرامكو السعودية مع ستار أنتر برايز وموتيفا أنتر برايز، وبناءً على هذا التعاون والمناصب الحكومية فإن النفط يتم نقله إلى الولايات المتحدة، وأثناء قراءة هذه الكلمات من خلال ناقلة النفط التي سمتها شيفرون من أجل رايس.

 

شيفرون – تكساكو التي يتضمن مجلس إدارتها كارلا هيلز وزيرة الإسكان والتطوير الريفي في حكومة جيرالد فورد وممثل التجارة الأمريكية السابق في حكومة بوش والسيناتور السابق عن لويزيانا (بينيث جونسون) الذي كان مسؤولاً عن قضايا الطاقة في الكونغرس والسيناتور السابق عن جورجيا (سام نون) الذي خدم كرئيس لجنة القوات المسلحة و شارك مع (نيمير بتروليوم) لتطوير حقول نفط كازاخستان التي تحتوي على 1.5 مليار برميل من النفط وشركة (نيمير) مملوكة من قبل عائلة ابن محفوظ.

 

وفي عام 1999 وجدت الحكومة السعودية أن عائلة ابن محفوظ تملك البنك التجاري الوطني، ومنحت على الأقل 3 مليون دولار إلى الجمعيات الخيرية التي ذهبت بعض أموالها لتتحول لشيكات لابن لادن، وإحدى  الجمعيات الخيرية كان من أعضائها عبد الرحمن بن خالد بن محفوظ الممونع من الدخول إلى الولايات المتحدة في بداية التسعينيات بسبب تورطه في فضيحة (BCCI) البنك الدولي.

 

وفي مكان آخر بين الرياض وواشنطن، نيكولاس برادي وزير الخزانة في إدارة الرئيس بوش وأيديث هوليداي المساعد السابق لجورج بوش الابن الذي خدم في مجلس إدارة (أميراد هيس) مع توم كين.

 

أميراد هيس توحدت مع بعض أقوى الأشخاص في العائلة الحاكمة السعودية لاستغلال مصادر النفط في أذربيجان وفي عام 1998 شكلت أميراد هيس مشروعاً تجارياً (دلتا هيس) مع شركة دلتا أويل المملوكة للسعودية للتنقيب عن النفط في أذربيجان.

 

وشركة هيوستن شاركت أذربيجان في نفس السنة متحدة مع (دلتا هيس) وكان من بين مستشاري مجلس الإدارة لويويد بنتس السيناتور السابق عن تكساس، ووزير الخزانة السابق وفي عام 1988 مرشح نائب الرئيس عن الديمقراطيين، ورئيس سابق للـ (CIA) جون دويتش وإذا لم يكن هناك مديرون سابقون للـ CIAفإن مجالس الإدارة سوف تخترع واحداً.

 

هنا أيضاً القضية أصبحت معقدة (دلتا أويل) تم تشكيلها في بداية السبعينيات من قبل 50 ثرياً سعودياً بمن فيهم ولي العهد الأمير عبد الله، ووفقا لتقرير أيار عام 1999 للسفارة الأمريكية في الرياض، كان أكبر واحد فيهم هو محمد حسين العامودي وهو سعودي ينشط في إثيوبيا حيث يعمل عبر البحار في مجال البناء والبنوك والنفط والتعدين.

 

عائلات العامودي وابن محفوظ قامت بتشكيل عدة شركات ومن بينها دلتا – نمير وهي شركة نفط شاركت مع يونيكال في عام 1994 لتطوير الحقول في أذربيجان ومثل ابن محفوظ – العامودي اتهم بإعطاء الأموال إلى أسامة بن لادن من خلال العائلة التي تسيطر على بنك كابيتال ترست (بنك نيويورك ولندن )

 

ليس من المحتمل أن نضيف إذا كانت الجمعيات الخيرية السعودية تقوم بتزويد بن لادن بالأموال في كل الاحتمالات، ويشبهون كثيرا مالكي الحانات الأمريكيين إذ أن معظم الأموال تذهب إلى الملاجئ والأرامل في بلدهم الأصلي لكن بعضها مما لا شك فيه تخصص لشراء البنادق والمتفجرات للجيش الجمهوري الإيرالندي.

 

الحكومة السعودية وواشنطن لم تسألا عن الحسابات، وتركا المؤمنين من آل سعود والميليشيات الوهابية يرسلون الأموال إلى بن لادن من خلال جهات غير معتمدةوإذا كان من السهل على المؤمنين في واشنطن فعل ذلك فإنه سهل أيضاً في الرياض وجدة. 

 

حتى العوام في واشنطن بدأوا ينظرون إلى السعودية بقلق وهم يكتشفون أن شخصيات الحكومة الأميركية الفاعلة لا تستطيع أن تتقاعد بشكل مريح بالاعتماد على التقاعد الفيدرالي.

 

لقد أفهم السعوديون للأمريكيين رسالة: أبق فمك مغلقاً عن المملكة، وسوف نهتم بكم. سوف نجد لك عملاً أو نوجد لك كرسياً في جامعة أو ربما نعطيك سيارة لكزس ومنزلاً فخماً في جورج تاون.

 

والتر السفير الأمريكي السابق في السعودية هو رئيس مركز المريديان الدولي في واشنطن الذي أسس (لتعزيز التفاهم الدولي) ووفقا لموقعه الإلكتروني – المركز مدعوم من قبل المتبرعين السعوديين.

 

وأعضاء مجلس الإدارة هم زوجات أعضاء الكونغرس: السيدة سبنس ابراهام والسيدة كين بنتس والسيدة جون برو والسيدة جون كورزين والسيدة وليام فرست والسيدة تشارلز هانمل، لتهجئة القسم الأول فقط من الأبجدية.

 

- أدوارد اس. ندوالكر المساعد السابق في وزارة الخارجية لشؤون الشرق في عهد إدارة كلينتون والسفير في تل أبيب والقاهرة قبل ذلك ويترأس معهد الشرق الأوسط في واشنطن الذي تأسس في عام 1946 لتعزيز التعاون مع العالم العربي. عمل في عام 2001 بميزانية 1.5 مليون دولار. مئتي ألف تأتي من المساعدين السعوديين وفقا لوالكر.

 

رئيس مجلس إدارة المعهد هو ميشيل فولدج آر السيناتور السابق عن جورجيا والسفير في الرياض في ولاية كلينتون الثانية والقسم الآخر في مجلس الإدارة يضم وزير الدفاع السابق جايمس شلزينغر ورئيس مكتب التحقيق الفيدرالي ومدير السي آي إيه وليام ويستر.

 

وقدم صحفيون أمريكيون مثالاً إثر مثال عن الدبلوماسيين الأمريكيين وموظفي وزارة الخارجية الذين يتركون مناصبهم في الشرق الأوسط ويوقعون مع بعض الهيئات المدعومة سعودياً ويبدأون حملة علاقات وتعليم في المؤتمرات وأي شيء آخر. ولم لا فنحن نجد مثالاً رائعاً في كيسنجر سكوكروفتز وباول كارلوكيس، فالأشخاص الصغار يحتاجون أن يأكلوا فهم يأكلون أقل ولكن القواعد نفسها: لا تر الشيطان ولا تسمعه ولا تكلمه.

 

الأمير بندر السفير السعودي في الولايات المتحدة أخبر قريباً منه أنه مهتم بالعناية بالمسؤولين الأمريكيين عندما يعودون إلى حياتهم الخاصة. السعوديون يهتمون بالأصدقاء عندما يتركون مكاتبهم سوف تفاجأ كم لديك من الأصدقاء الجيدين الذين يأتون إلى المكتب، مراقب لبندر وفقاً لمصدر في الواشنطن بوست.

 

عندما تكون غنياً بما فيه الكفاية يمكنك أن تشتري الرفاهية فقط لتكون متأكداً أن ما من أحد يجب أن يتذمر كثيراً فالسعودية تحتفظ بتريليون دولار في البنوك الأمريكية حسب اتفاق عقد في بداية الثمانينيات مع إدارة ريغان لدعم العجز الأمريكي، ويضع السعوديون أكثر من تريليون دولار في سوق الأسهم الأمريكية.وحسب مقياس 1/10 الإلزامي للأزمة الاقتصادية فإذا سحب السعوديون جميع ودائعهم من البنوك الأمريكية ستكون كارثة.

 

6. في العام 1994 أعادتني "السي دي ايه" إلى واشنطن بعد سنتين قضيتهما في دوشنبه، بطاجيكستان، -أبعد وأفقر رقعة على وجه الأرض. وبصراحة، كنت سعيدا في العودة إلى البيت، قاذفا تلك الفترة خلف ظهري. فالآن لدي ما يكفي من الماء للاستحمام، وحصص الإعاشة العسكرية، والوقت الكافي للنوم من دون أن اسمع صوت رمايات الدبابات، وأنا بحاجة إلى استراحة قبل أن اذهب إلى جزء آخر من العالم. وبدأت أبحث عن بيت للإيجار في واشنطن.

 

وعندما وقعت عقدي مع وكالة المخابرات المركزية (نص محذوف) كان علي أن أتحمل الحياة في واشنطن. ولكن لاحقا وجدت شقة في جورج تاون. حيث يمكنك الخروج بضع مرات في الأسبوع دون الحاجة لقضاء بقية أيام الأسبوع تأكل لحم الخنزير والفاصوليا. ولكن كل هذه الأمور تغيرت بحلول العام 1994. فالإيجارات في جورج تاون ارتفعت إلى سقف خيالي. وجميع الأماكن التي كنت قد تعلقت بها اختفت وحلت محلها المقاهي الفرنسية العصرية، ومحلات السيجار. فإذا كان لديك عائلة وأردت أن تعيش حياة الطبقة الوسطى، عليك البحث عن ذلك في ولاية فرجينيا، أي على بعد ساعة سفر.

كنت على وشك التخلي عن ذلك المشروع والتوجه إلى مكان ما خارج بيلتواي عندما وجدت منزلا في باليسيدز، وهو حي قريب من جورجتاون. وكان المنزل يؤجر من شهر إلى شهر، ولكن هذا لا يهم. كان حجمه مثالي: ثلاث غرف نوم وحمامان، وعشب، وذلك أكثر من كاف بالنسبة لي ولعائلتي. وكان يبعد خمس دقائق بالسيارة عن مقر لانغلي بولاية فرجينيا. في الواقع، كان قريبا بما فيه الكفاية بالنسبة لي لركوب دراجتي إلى العمل: مباشرة عبر الطريق 123 على جسر فوق نهر بوتوماك، وصولا إلى بوابات وكالة الاستخبارات المركزية الأمامية. مما وفر علي شراء سيارة ثانية.

في احدى الليالي كنت في طريقي إلى المنزل ولاحظت وجود قافلة خارج الطريق 123 من بوتوماك، بقيادة "تشيفي سوبربان 2500" بأضواء ساطعة. في البداية ظننت أن الرئيس كان المسؤول الوحيد في واشنطن الذي يحصل على هذا النوع من الحماية، ولكن قبل أن تصل القافلة إلي، توجهت إلى البوابات الحديدية الضخمة، وفي ثوان اختفت السيارات التي تصطف على جانبي الدرب. عندها فقط لاحظت أنني كنت أسير بجنب الأمير بندر، السفير السعودي في الولايات المتحدة، ورغم ضبابية نوافذ الليموزين أدركت أن بندر عاد إلى الوطن .

في اليوم التالي سألت عن وضع بندر فقيل لي انه وحده من بين جميع السفراء يحصل على حماية وزارة الخارجية الرسمية. "فساكن الضواحي" يجب أن يكون منتميا إلى الدولة. وحتى ذلك الوقت، بدا لي وكأن الحادث يغلف شيئا مهما حول بندر، وواشنطن، ووكالة المخابرات المركزية، والعلاقة الغريبة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

وفي أحد الايام كنت على دراجتي، عندما مر رئيس وكالة المخابرات المركزية المسؤول عن حماية أمن أميركا القومي، والسفير السعودي في زيارة لعقار يطل على نهر بوتوماك – ويعتبر أفضل قطعة في ممتلكات واشنطن. ويشكل حجمه اكبر بعشر مرات من المنزل الذي اسكن فيه.

بندر يمكنه أن يتجول في البيت الأبيض ويدردش في أي وقت يريد. لقد احتجت لأسابيع للحصول على موعد مع موظف من ذوي الرتب الدنيا في مجلس الأمن القومي، وسأكون محظوظا اذا استطعت محادثته لبضع دقائق. كان بندر على اللائحة A  في قائمة نزلاء و اشنطن، يمكنه تمرير اي رسالة حساسة  إلى أي شخص في الحكومة أو للصحافة كلما احب ذلك – في ليلة افتتاح مركز كينيدي، وخلال حفل العشاء في بيت كاثرين غراهام، قالت صحيفة واشنطن بوست، ان بندر كان "لاعب" واشنطن، وليس وكالة المخابرات المركزية.

منزل بندر المترامي الأطراف، وأسلوب حياته اللامحدود، كانا تذكرة يسير فيها داخل واشنطن. وبغض النظر عن حماقة ما يعرف بالديمقراطية والعالم الحر، فواشنطن هي شركة، وبندر يتربع على مقعد مجلس الادارة. وإذا أردت الانتقال إلى المدار الخارجي تحل عليك اللعنة فالافضل اللعب ضمن قواعدها.

كل ترتيب قد يجمع الولايات المتحدة والسعودية يحتاج الى شخص يكون له قدم في كل معسكر: للتواصل بشكل جيد على طرفي الخط، ويكون قادرا على التحرك بشكل مريح في الثقافتين، والتوسع بما يكفي لجعل الناس يسعون إلى شراكته، منتبها إلى كل التفاصيل التي تحصل ونتائجها في نهاية اليوم. محور واشنطن-الرياض هو شخص يدعى بندر بن سلطان بن عبد العزيز. الأمير بندر يصنف في الصفوف المنخفضة على الرسم البياني للعائلة المالكة، على الرغم من أن والده هو وزير الدفاع السعودي، لان والدته كانت مجرد خادمة في المنزل- لكن واشنطن تهتم دائما بالمال وليس بالاصول.

في وقت مضى من العام 1983 تم تعيين بندر سفيرا للسعودية لدى الولايات المتحدة، اي في سن الرابعة والثلاثين، بندر كان يفوز بالأصدقاء ويؤثر على الناس، وكان طيارا متهورا ومقاتلا في سنوات شبابه، وهو مسلم بطعم اسكتلندي وسيجار كوبي، ومبعوث بمحفظة مفتوحة دائما، وقد أثبت نفسه كلاعب ممتاز، وعمل على حد سواء على الجانبين العام والخاص للدبلوماسية.

 

أولى ضربات بندر .. طائرات الأواكس

وكملحق عسكري سعودي للولايات المتحدة، سجل في العام 1981 انقلابا مذهلا حيث اقنع الكونغرس بالموافقة على بيع طائرات "أواكس" طائرات الإنذار المبكر إلى المملكة العربية السعودية، على الرغم من الاعتراضات شبه الهستيريا من ايباك، اللوبي الاقوى الاسرائيلي في واشنطن.

 

وفي وقت لاحق، عندما كان بندر سفيرا، دفع ديون المملكة من خلال وضع 10 ملايين دولار سرا في بنك الفاتيكان -كما ورد في العام 2002 من قبل صحيفة واشنطن بوست-. المال الذي أودع جاء بناء على طلب من وكالة المخابرات المركزية بمديرها وليام كيسي لاستخدامها من قبل المسيحيين الديمقراطيين في إيطاليا في حملة ضد الشيوعيين الإيطاليين. في يونيو 1984 قدم بندر اول 30 مليون دولار من العائلة المالكة لكي يتمكن أوليفر نورث من شراء الأسلحة لثوار "الكونترا" في نيكاراغوا.

على الصعيد الشخصي سطع نجمه. وعندما توجه جورج  دبليو وباربرا بوش إلى المملكة العربية السعودية في أواخر نوفمبر تشرين الثاني العام 1990 لزيارة القوات التي تحتشد هناك لإستعادة الكويت مرة أخرى من العراق، دعت زوجة بندر، الأميرة هيفاء، ابنة بوش المطلقة حديثا، دوروثي، وأطفالها للاحتفال بعيد الشكر في ولاية فرجينيا في مزرعة بندر. عندما التقى الرئيس بندر في الرياض لعدة أيام بعد عيد الشكر، استقبل بوش الأمير والدموع في عينيه، قائلا: "أنتم أهل الخير" (الدموع هي الطريق لحساب بندر).

زيارة منزل بوش في "كينبنكبورت بولاية مين" خلال فترة الصيف جعلت العائلة تطلق عليه لقب "بندر بوش" وقد دعا بندر بوش للصيد في انكلترا، كما ساهم بندر بـ 1000000 دولار لبناء مكتبة بوش الرئاسية في كولج ستيشن، تكساس. وبناء على اقتراح بندر، أرسل الملك فهد 1000000 دولار لباربرا بوش في حملتها ضد الأمية، كما تبرع هو بمليون دولار لنانسي ريغان لحملتها ضد المخدرات .

ليس الأمير بندر السعودي الوحيد الذي لديه مصلحة في مكاتب الرئاسة وما شابه ذلك. مرة أخرى في أكتوبر 1983 عدنان خاشقجي - تاجر الأسلحة ووسيط إيران كونترا- قدم فاتورة بـ 50ألف دولار لمستودع جيمي كارتر الرئاسي في أتلانتا. وفي أواخر العام 2002، وضع الأمير الوليد نصف مليون دولار للمساعدة في إطلاق صندوق جورج هربرت ووكر بوش للمنح الدراسية في أكاديمية فيليبس، أندوفر - ألما ماتر إلى جورج دبليو بوش كذلك. وقبل ذلك بعام، كان رودي جولياني قد رفض 10 ملايين دولار هدية من الوليد بن طلال.

 

بندر وكلينتون

خلال ولاية بيل كلينتون كان بندر يقضي أسابيع في قصره الجبلي في "أسبن" (خمسون ألف قدم مربع، واثنين وثلاثين غرفة، ست عشرة حمامات، قيم بـ55 مليون دولار). وفي الحقيقة فأن الرجلين مختلفان في نمط حياتهما: بندر يبدو فخورا بماضيه العسكري، في كل مرة يبرز فيها مع كلينتون على ساحة الاستعراض.

وكان كلينتون لديه باب خلفي إلى الرياض وهو صداقته مع الأمير تركي، الرئيس السابق لجهاز المخابرات السعودي، ويعود تاريخ تلك الصداقة إلى الأيام الجامعية في جامعة جورج تاون. ولكن مساعدين في البيت الابيض عملوا جاهدين للحفاظ على الرئيس بعيدا عن بندر. فآخر ما كان بيل كلينتون يحتاج إليه هو إمضاء وقته مع امير عربي فاحش الثراء.

وذكرت مجلة نيوزويك أن بندر لعب دورا بارزا في إقناع الليبيين بتسليم اثنين من مواطنيهم الذين يشتبه بتورطهم بأحداث العام 1988 في تفجير طائرة بان آم الرحلة 103 فوق لوكربي باسكتلندا. وقالت المجلة أيضا إن بندر ساعد بتحطيم المقاومة السعودية للتحقيق في تفجير أبراج الخبر من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي في العام 1996، لأن التحقيق بقي لأكثر من نصف عقد من الزمان بعد وفاة تسعة عشر جنديا هناك.

على الجانب الشخصي، استخدم بندر نفوذه لإقناع الملك فهد بالتبرع بـ 23 مليون دولار لمركز جامعة أركنساس، في لفتة "لحاكم ولاية اركنسو الذي كان قد تم انتخابه رئيسا. كلينتون ضغط بقوة للحصول على المال خلال لقائه مع السفير السعودي في 1991، وفي نوفمبر 1992 خلال محادثة هاتفية مع الملك فهد بعد أسبوع من انتخابه رئيسا للبلاد.

الأموال جاءت بطريقتين: 3 ملايين دولار في البداية والباقي بعد أسبوعين: التوقيت هو كل شيء.

وكما يفعل في نهاية كل إدارة، يدعو بندر كل أعضاء مجلس وزراء كلينتون إلى العشاء في مطعم من اختياره، في غرفة خاصة أو عامة، اعتمادا على من هم على استعداد ليراهم الغير أو لا .

بندر بوش

مع إدارة بوش الثانية، استعاد بندر البيت الأبيض بشكل مذهل، كما هو الحال عندما أحرقه البريطانيون في العام 1814، وحول نفسه إلى زائر دائم لرئيس الدولة. خدمته الطويلة في واشنطن جعلته عميد السلك الدبلوماسي، لكن كل الأطراف تحب أن تتحدث عنه. في ديسمبر 1997 انضم جيمي وروزالين كارتر وبوش الأب إلى بندر في قصره في نهر بوتوماك للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لزواج الأمير إلى الأميرة هيفا. وبعد سنتين، عندما زار نيلسون مانديلا واشنطن، كرم بندر في حفلة في قصر ماكلين استمرت حتى الصباح ولحقها عشاء غنت فيه المطربة روبرتا فلاك.

وفي أبريل 2001 دعا ياسر عرفات ولي العهد السعودي الأمير عبد الله لرفع شكوى ضد الاحتلال بعد أن أطلق جنوده النار على قافلة تنقل مسؤولين في السلطة الفلسطينية. وبدوره عبد الله دعا بندر، الذي كان على علاقة مع ديك تشيني، وكولن باول، للقيام بذلك وقد تعرف باول على بندر في أواخر 1970 من خلال ديفيد جونز رئيس هيئة الأركان المشتركة ورفيق بندر بكرة المضرب وخلال المكالمة التي استمرت ساعة تقريبا بين عرفات والأمير عبد الله، كان باول يقرا قانون مكافحة الشغب لارييل شارون في تل أبيب.

وفي منتصف العام 2002، تسربت كلمة للصحافيين بأن سياسة الدفاع شبه الرسمية للمجلس، الذي يرأسه المحارب ريتشارد بيرل، تقول إن المملكة العربية السعودية ليست صديقتنا عندما يصل الموضوع إلى "الإرهاب". وعلى وجه الدقة، وصف التقرير المملكة العربية السعودية "بالمدمر الذاتي للعالم العربي وناقل الأزمات العربية". "السعوديون ينشطون على كل مستويات الإرهاب، وهم مخططون وممولون، ومشجعون للإيديولوجية".

مرة أخرى باول كان على الهاتف لساعات، ولكن هذه المرة ليؤكد لبندر ومديريه أن مثل هذه الردود ليست الموقف الرسمي لإدارة بوش. ولتعزيز الرسالة، دعا بوش بندر إلى مزرعة العائلة في كروفورد، تكساس، وهذه الدعوات عادة ما تكون مخصصة لرؤساء الدول.

سياسة الدفاع الأمنية يشتبه أن تكون العمل الرئيسي لهنري كيسنجر الذي صنعته السعودية، والذي تراس لاحقا ولفترة وجيزة لجنة الشريط الأزرق المكلفة التحقيق في الهفوات الاستخبارية التي سمحت بحدوث 11/9، وكان عليه أن يستقيل قبل تناول مهامه، لأنه كان هناك سعوديون على قائمة الموكل التحقيق معهم.

وقال بندر مرة لمراسل أميركي عبارة "لا تسأل، لا تخبر" قد يكون قد أخذها من آية من القرآن الكريم، وربما ينبغي نحتها على الباب الأمامي لوزارة الخارجية.

وعندما قيل أن زوجة بندر، الأميرة هيفاء، ساعدت -عن غير قصد- اثنين من الخاطفين للمكوث في سان دييغو، زار باول وكالة الأمن القومي يوم 28 نوفمبر 2002، للدفاع عن الأمير والأميرة.

وقال باول في مقابلة مع ميشيل كيلمان "لقد عرفت الأمير بندر والاميرة هيفاء لسنوات عديدة"، وأعتقد أنه من غير المرجح أنهما قد يفعلان أي شيء من شأنه أن يدعم أي منظمة إرهابية أو فردية، ولكن دعونا نرى ما هي الحقيقة". هل انكسرت الصفوف البندرية؟ هل كانت ادارة بوش ترسل رسالة مشفرة؟ ربما، ولكن باول كان يحاول أيضا وضع الغطاء على ما يحصل. في أوائل مارس 2001 استضافت الأميرة هيفاء على الغداء في ماكلين ثمانين سيدة من ابرز نساء واشنطن بما في ذلك زوجات دونالد رامسفيلد، زوجة رئيس الموظفين أندرو كارد، وزير الخزانة بول أونيل، وقضاة المحكمة العليا كلارنس توماس وأنطوني كينيدي. وضيوف الشرف: ألما باول، زوجة كولن.

 

زوجة بندر الأميرة هيفاء وتبرعات تصل للقاعدة

الامر كان عاديا في واشنطن، ولكن بالنسبة لي أعظم مفاجأة في القضية برمتها لم تكن التبرعات التي قدمتها الأميرة هيفاء والأموال التي وجدت طريقها إلى الإرهابيين، فالمساهمات الخيرية للمحتاجين هي التزام بالمسلمين، ومنصوص بالقرآن على ذلك، والأميرة هيفاء وزوجها تبرعا بالكثير الكثير من المال لهذا الهدف. ولكن كيف يمكن لأي شخص ان يعلم أن تلك الأموال قد تنتهي بيد الجهاديين؟ لنكن جديين: متى كانت آخر مرة طلبنا من المملكة العربية السعودية ان تحسب أي شيء؟ انها مجرد علامة أخرى على أن المملكة العربية السعودية تشعر بالقلق، فواشنطن توقفت عن رؤية الصورة الكبيرة، منذ فترة طويلة.

مهما كنت تفكر في الجمعيات الخيرية السعودية- سبق أن قلت لك أن ما تعتقده قد يكون مبالغا فيه- لقد كانوا يمارسون حقهم رغم أنوفنا لسنوات. مثل هجمات 11/9: لم يرهم أحد قادمين لأن أحدا لا يريد أن ينظر. في مارس 2002، اي بعد عام ونص على مساهمات الأميرة هيفاء داهم عناصر وزارة الخزانة -مقر ولاية فرجينيا الشمالية- أربع جمعيات خيرية مقرها السعودية: مؤسسة  SAAR، والصفا الاستئماني، والمعهد الدولي للفكر الإسلامي IIIT، ومنظمة الإغاثة الإسلامية الدولية (هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية ).

وشملت المداهمة المقر المحلي لرابطة العالم الإسلامي، وهي مجموعة ممولة من قبل الحكومة السعودية، و أرسلت المال والسلاح إلى بن لادن. وساعد بندر المؤسسات الخيرية الخمس لاسباب إنسانية ولفترة طويلة، ويمكن لمسؤولي وزارة الخزانة وغيرهم من الخبراء أيضا التحذير من خطر الجمعيات .

في شهادته أمام الكونغرس يوم 1 أغسطس 2002، ذكر ماثيو ليفيت، وهو زميل بارز بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن طارق حمدي، وهو موظف في IIIT  قدم شخصيا لاسامة بن لادن بطاريات لهاتفه الستالايت، وساعدت SAAR  و IIITحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، موطن بعض الانتحاريين الابرع في الشرق الأوسط. من العام 1986 إلى العام 1994،

محمد جمال خليفة، صهر أسامة بن لادن، ادار هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية مكتب الفلبين، حيث قام بتوجيه الأموال لتنظيم القاعدة. ومن خلال العمل الممتاز للشرطة الهندية تم منع موظف من هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، السيد أبو ناصر، من تفجير القنصليات الأميركية في كلكتا.

وفي مقابلة مع "PBS  " حول المشاكل التي تواجه السعودية مع تدفق المال الى جميع أنحاء العالم، قال الأمير بندر أن "المال يسمح للسعودية جزيرة العرب، بالذهاب إلى أوروبا، ونحن يمكننا متابعته للذهاب إلى الولايات المتحدة، وأميركا، إلى أن نفقد الاتصال به في الاخير. وبالنسبة للمساهمات التي قدمتها الأميرة هيفاء لاثنين من منفذي هجمات 11 ايلول (سبتمبر) فهي وصلت إلى 130ألف دولار .

وقد تبرع سعودي مجهول الهوية بـ 550 ألف دولار لمسجد سان دييغو الذي كان بمثابة قاعدة للخاطفين، وكمية المال تجاوزت ما يقرب من نصف مليون  دولار وتشير تقديرات مكتب التحقيقات الفدرالي الى ان التكلفة الإجمالية لهجمات 9/11 تجاوزت الـ  500000$ وبعبارة أخرى، بندر - أو اي سعودي آخر - "يخسر" المال لدفعه لتسعة عشر جهاديا قاموا بمذبحة راح ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف شخص. ولن ندري أبدا ما إذا كان المال ذهب حيث كان من المفترض أن يذهب الى ان يقرر السعوديين مساعدتنا في التحقيق.

في أكتوبر 2002 توجه وفد من الولايات المتحدة على راسه آلان لارسون وكيل وزارة الدولة للشؤون الاقتصادية، إلى الرياض، ظاهريا للضغط على السعوديين لزيادة المراقبة على الجمعيات الخيرية والشبكات المالية لمواطنيهم. ولكن كما ذكر "جيف جيرث" و"جوديث ميلر" في صحيفة نيويورك تايمز، فإن القصة لا تنتهي عند هذا الحد: "توضيحا للمأزق المستمر الذي يواجه واشنطن وأميركا والنفط السعودي قال مسؤولون تنفيذيون ان السيد لارسون لديه بند آخر على جدول أعماله. انه يريد أن يضمن، ان السعودية ستضخ الملايين من براميل النفط الاضافية الى السوق العالمية، لانه سيكون هناك عجز ناجم عن هجوم قادته الولايات المتحدة على العراق "لاتسأل، لا تخبر، لا تعرف" وقبل كل شيء، لا تكلم الشر ... وحافظ على النفط المتدفق. وللسعوديين الحق طول الوقت.

الرياض تحمل حفنة من أموال النفط، وواشنطن يسيل لعابها. أكثر وأكثر من ذلك، نرى نتيجة مزدوجة لتكييف بافلوف: فهناك عدم رغبة من جانب الوكالات الحكومية الأميركية في التحديق في الواقع، إلى جانب الاستيلاء على المال من قبل أولئك الذين لا يرون أن قدمي بيت سعود تبدو متذبذبة.

ولكن التركيز فقط على المال، أو حتى على المال والنفط، هو ما يعقد القصة. زواج واشنطن وآل سعود هو أكثر بكثير من محكم. انها رياح اخذت طريقها من خلال الجغرافيا السياسية، والحرب العالمية الثانية، وقصر النظر أحيانا، ومن خلال النضال من أجل احتواء الشيوعية.

فرانكلين روزفلت لعب دورا بارزا، كما رئيس القبيلة محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب ورجل الدين ابن تيمية. وأخيرا، كل البذور الخبيثة زرعها ابن تيمية: "الإخوان المسلمين" .

لمعرفة المزيد عن هذا، أنا بحاجة إلى درس التاريخ وإلى تلقي دروس عن الجانب المظلم للاهوت الإسلامي. علي السفر إلى الأماكن التي لا يقصدها معظم الغربيين عن طيب خاطر .

 

في العام 1994 أعادتني "السي دي ايه" إلى واشنطن بعد سنتين قضيتهما في دوشنبه، بطاجيكستان، -أبعد وأفقر رقعة على وجه الأرض. وبصراحة، كنت سعيدا في العودة إلى البيت، قاذفا تلك الفترة خلف ظهري. فالآن لدي ما يكفي من الماء للاستحمام، وحصص الإعاشة العسكرية، والوقت الكافي للنوم من دون أن اسمع صوت رمايات الدبابات، وأنا بحاجة إلى استراحة قبل أن اذهب إلى جزء آخر من العالم. وبدأت أبحث عن بيت للإيجار في واشنطن.

 

وعندما وقعت عقدي مع وكالة المخابرات المركزية (نص محذوف) كان علي أن أتحمل الحياة في واشنطن. ولكن لاحقا وجدت شقة في جورج تاون. حيث يمكنك الخروج بضع مرات في الأسبوع دون الحاجة لقضاء بقية أيام الأسبوع تأكل لحم الخنزير والفاصوليا. ولكن كل هذه الأمور تغيرت بحلول العام 1994. فالإيجارات في جورج تاون ارتفعت إلى سقف خيالي. وجميع الأماكن التي كنت قد تعلقت بها اختفت وحلت محلها المقاهي الفرنسية العصرية، ومحلات السيجار. فإذا كان لديك عائلة وأردت أن تعيش حياة الطبقة الوسطى، عليك البحث عن ذلك في ولاية فرجينيا، أي على بعد ساعة سفر.

كنت على وشك التخلي عن ذلك المشروع والتوجه إلى مكان ما خارج بيلتواي عندما وجدت منزلا في باليسيدز، وهو حي قريب من جورجتاون. وكان المنزل يؤجر من شهر إلى شهر، ولكن هذا لا يهم. كان حجمه مثالي: ثلاث غرف نوم وحمامان، وعشب، وذلك أكثر من كاف بالنسبة لي ولعائلتي. وكان يبعد خمس دقائق بالسيارة عن مقر لانغلي بولاية فرجينيا. في الواقع، كان قريبا بما فيه الكفاية بالنسبة لي لركوب دراجتي إلى العمل: مباشرة عبر الطريق 123 على جسر فوق نهر بوتوماك، وصولا إلى بوابات وكالة الاستخبارات المركزية الأمامية. مما وفر علي شراء سيارة ثانية.

في احدى الليالي كنت في طريقي إلى المنزل ولاحظت وجود قافلة خارج الطريق 123 من بوتوماك، بقيادة "تشيفي سوبربان 2500" بأضواء ساطعة. في البداية ظننت أن الرئيس كان المسؤول الوحيد في واشنطن الذي يحصل على هذا النوع من الحماية، ولكن قبل أن تصل القافلة إلي، توجهت إلى البوابات الحديدية الضخمة، وفي ثوان اختفت السيارات التي تصطف على جانبي الدرب. عندها فقط لاحظت أنني كنت أسير بجنب الأمير بندر، السفير السعودي في الولايات المتحدة، ورغم ضبابية نوافذ الليموزين أدركت أن بندر عاد إلى الوطن .

في اليوم التالي سألت عن وضع بندر فقيل لي انه وحده من بين جميع السفراء يحصل على حماية وزارة الخارجية الرسمية. "فساكن الضواحي" يجب أن يكون منتميا إلى الدولة. وحتى ذلك الوقت، بدا لي وكأن الحادث يغلف شيئا مهما حول بندر، وواشنطن، ووكالة المخابرات المركزية، والعلاقة الغريبة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

وفي أحد الايام كنت على دراجتي، عندما مر رئيس وكالة المخابرات المركزية المسؤول عن حماية أمن أميركا القومي، والسفير السعودي في زيارة لعقار يطل على نهر بوتوماك – ويعتبر أفضل قطعة في ممتلكات واشنطن. ويشكل حجمه اكبر بعشر مرات من المنزل الذي اسكن فيه.

بندر يمكنه أن يتجول في البيت الأبيض ويدردش في أي وقت يريد. لقد احتجت لأسابيع للحصول على موعد مع موظف من ذوي الرتب الدنيا في مجلس الأمن القومي، وسأكون محظوظا اذا استطعت محادثته لبضع دقائق. كان بندر على اللائحة A  في قائمة نزلاء و اشنطن، يمكنه تمرير اي رسالة حساسة  إلى أي شخص في الحكومة أو للصحافة كلما احب ذلك – في ليلة افتتاح مركز كينيدي، وخلال حفل العشاء في بيت كاثرين غراهام، قالت صحيفة واشنطن بوست، ان بندر كان "لاعب" واشنطن، وليس وكالة المخابرات المركزية.

منزل بندر المترامي الأطراف، وأسلوب حياته اللامحدود، كانا تذكرة يسير فيها داخل واشنطن. وبغض النظر عن حماقة ما يعرف بالديمقراطية والعالم الحر، فواشنطن هي شركة، وبندر يتربع على مقعد مجلس الادارة. وإذا أردت الانتقال إلى المدار الخارجي تحل عليك اللعنة فالافضل اللعب ضمن قواعدها.

كل ترتيب قد يجمع الولايات المتحدة والسعودية يحتاج الى شخص يكون له قدم في كل معسكر: للتواصل بشكل جيد على طرفي الخط، ويكون قادرا على التحرك بشكل مريح في الثقافتين، والتوسع بما يكفي لجعل الناس يسعون إلى شراكته، منتبها إلى كل التفاصيل التي تحصل ونتائجها في نهاية اليوم. محور واشنطن-الرياض هو شخص يدعى بندر بن سلطان بن عبد العزيز. الأمير بندر يصنف في الصفوف المنخفضة على الرسم البياني للعائلة المالكة، على الرغم من أن والده هو وزير الدفاع السعودي، لان والدته كانت مجرد خادمة في المنزل- لكن واشنطن تهتم دائما بالمال وليس بالاصول.

في وقت مضى من العام 1983 تم تعيين بندر سفيرا للسعودية لدى الولايات المتحدة، اي في سن الرابعة والثلاثين، بندر كان يفوز بالأصدقاء ويؤثر على الناس، وكان طيارا متهورا ومقاتلا في سنوات شبابه، وهو مسلم بطعم اسكتلندي وسيجار كوبي، ومبعوث بمحفظة مفتوحة دائما، وقد أثبت نفسه كلاعب ممتاز، وعمل على حد سواء على الجانبين العام والخاص للدبلوماسية.

 

أولى ضربات بندر .. طائرات الأواكس

وكملحق عسكري سعودي للولايات المتحدة، سجل في العام 1981 انقلابا مذهلا حيث اقنع الكونغرس بالموافقة على بيع طائرات "أواكس" طائرات الإنذار المبكر إلى المملكة العربية السعودية، على الرغم من الاعتراضات شبه الهستيريا من ايباك، اللوبي الاقوى الاسرائيلي في واشنطن.

 

وفي وقت لاحق، عندما كان بندر سفيرا، دفع ديون المملكة من خلال وضع 10 ملايين دولار سرا في بنك الفاتيكان -كما ورد في العام 2002 من قبل صحيفة واشنطن بوست-. المال الذي أودع جاء بناء على طلب من وكالة المخابرات المركزية بمديرها وليام كيسي لاستخدامها من قبل المسيحيين الديمقراطيين في إيطاليا في حملة ضد الشيوعيين الإيطاليين. في يونيو 1984 قدم بندر اول 30 مليون دولار من العائلة المالكة لكي يتمكن أوليفر نورث من شراء الأسلحة لثوار "الكونترا" في نيكاراغوا.

على الصعيد الشخصي سطع نجمه. وعندما توجه جورج  دبليو وباربرا بوش إلى المملكة العربية السعودية في أواخر نوفمبر تشرين الثاني العام 1990 لزيارة القوات التي تحتشد هناك لإستعادة الكويت مرة أخرى من العراق، دعت زوجة بندر، الأميرة هيفاء، ابنة بوش المطلقة حديثا، دوروثي، وأطفالها للاحتفال بعيد الشكر في ولاية فرجينيا في مزرعة بندر. عندما التقى الرئيس بندر في الرياض لعدة أيام بعد عيد الشكر، استقبل بوش الأمير والدموع في عينيه، قائلا: "أنتم أهل الخير" (الدموع هي الطريق لحساب بندر).

زيارة منزل بوش في "كينبنكبورت بولاية مين" خلال فترة الصيف جعلت العائلة تطلق عليه لقب "بندر بوش" وقد دعا بندر بوش للصيد في انكلترا، كما ساهم بندر بـ 1000000 دولار لبناء مكتبة بوش الرئاسية في كولج ستيشن، تكساس. وبناء على اقتراح بندر، أرسل الملك فهد 1000000 دولار لباربرا بوش في حملتها ضد الأمية، كما تبرع هو بمليون دولار لنانسي ريغان لحملتها ضد المخدرات .

ليس الأمير بندر السعودي الوحيد الذي لديه مصلحة في مكاتب الرئاسة وما شابه ذلك. مرة أخرى في أكتوبر 1983 عدنان خاشقجي - تاجر الأسلحة ووسيط إيران كونترا- قدم فاتورة بـ 50ألف دولار لمستودع جيمي كارتر الرئاسي في أتلانتا. وفي أواخر العام 2002، وضع الأمير الوليد نصف مليون دولار للمساعدة في إطلاق صندوق جورج هربرت ووكر بوش للمنح الدراسية في أكاديمية فيليبس، أندوفر - ألما ماتر إلى جورج دبليو بوش كذلك. وقبل ذلك بعام، كان رودي جولياني قد رفض 10 ملايين دولار هدية من الوليد بن طلال.

 

بندر وكلينتون

خلال ولاية بيل كلينتون كان بندر يقضي أسابيع في قصره الجبلي في "أسبن" (خمسون ألف قدم مربع، واثنين وثلاثين غرفة، ست عشرة حمامات، قيم بـ55 مليون دولار). وفي الحقيقة فأن الرجلين مختلفان في نمط حياتهما: بندر يبدو فخورا بماضيه العسكري، في كل مرة يبرز فيها مع كلينتون على ساحة الاستعراض.

وكان كلينتون لديه باب خلفي إلى الرياض وهو صداقته مع الأمير تركي، الرئيس السابق لجهاز المخابرات السعودي، ويعود تاريخ تلك الصداقة إلى الأيام الجامعية في جامعة جورج تاون. ولكن مساعدين في البيت الابيض عملوا جاهدين للحفاظ على الرئيس بعيدا عن بندر. فآخر ما كان بيل كلينتون يحتاج إليه هو إمضاء وقته مع امير عربي فاحش الثراء.

وذكرت مجلة نيوزويك أن بندر لعب دورا بارزا في إقناع الليبيين بتسليم اثنين من مواطنيهم الذين يشتبه بتورطهم بأحداث العام 1988 في تفجير طائرة بان آم الرحلة 103 فوق لوكربي باسكتلندا. وقالت المجلة أيضا إن بندر ساعد بتحطيم المقاومة السعودية للتحقيق في تفجير أبراج الخبر من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي في العام 1996، لأن التحقيق بقي لأكثر من نصف عقد من الزمان بعد وفاة تسعة عشر جنديا هناك.

على الجانب الشخصي، استخدم بندر نفوذه لإقناع الملك فهد بالتبرع بـ 23 مليون دولار لمركز جامعة أركنساس، في لفتة "لحاكم ولاية اركنسو الذي كان قد تم انتخابه رئيسا. كلينتون ضغط بقوة للحصول على المال خلال لقائه مع السفير السعودي في 1991، وفي نوفمبر 1992 خلال محادثة هاتفية مع الملك فهد بعد أسبوع من انتخابه رئيسا للبلاد.

الأموال جاءت بطريقتين: 3 ملايين دولار في البداية والباقي بعد أسبوعين: التوقيت هو كل شيء.

وكما يفعل في نهاية كل إدارة، يدعو بندر كل أعضاء مجلس وزراء كلينتون إلى العشاء في مطعم من اختياره، في غرفة خاصة أو عامة، اعتمادا على من هم على استعداد ليراهم الغير أو لا .

 

بندر بوش

مع إدارة بوش الثانية، استعاد بندر البيت الأبيض بشكل مذهل، كما هو الحال عندما أحرقه البريطانيون في العام 1814، وحول نفسه إلى زائر دائم لرئيس الدولة. خدمته الطويلة في واشنطن جعلته عميد السلك الدبلوماسي، لكن كل الأطراف تحب أن تتحدث عنه. في ديسمبر 1997 انضم جيمي وروزالين كارتر وبوش الأب إلى بندر في قصره في نهر بوتوماك للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لزواج الأمير إلى الأميرة هيفا. وبعد سنتين، عندما زار نيلسون مانديلا واشنطن، كرم بندر في حفلة في قصر ماكلين استمرت حتى الصباح ولحقها عشاء غنت فيه المطربة روبرتا فلاك.

وفي أبريل 2001 دعا ياسر عرفات ولي العهد السعودي الأمير عبد الله لرفع شكوى ضد الاحتلال بعد أن أطلق جنوده النار على قافلة تنقل مسؤولين في السلطة الفلسطينية. وبدوره عبد الله دعا بندر، الذي كان على علاقة مع ديك تشيني، وكولن باول، للقيام بذلك وقد تعرف باول على بندر في أواخر 1970 من خلال ديفيد جونز رئيس هيئة الأركان المشتركة ورفيق بندر بكرة المضرب وخلال المكالمة التي استمرت ساعة تقريبا بين عرفات والأمير عبد الله، كان باول يقرا قانون مكافحة الشغب لارييل شارون في تل أبيب.

وفي منتصف العام 2002، تسربت كلمة للصحافيين بأن سياسة الدفاع شبه الرسمية للمجلس، الذي يرأسه المحارب ريتشارد بيرل، تقول إن المملكة العربية السعودية ليست صديقتنا عندما يصل الموضوع إلى "الإرهاب". وعلى وجه الدقة، وصف التقرير المملكة العربية السعودية "بالمدمر الذاتي للعالم العربي وناقل الأزمات العربية". "السعوديون ينشطون على كل مستويات الإرهاب، وهم مخططون وممولون، ومشجعون للإيديولوجية".

مرة أخرى باول كان على الهاتف لساعات، ولكن هذه المرة ليؤكد لبندر ومديريه أن مثل هذه الردود ليست الموقف الرسمي لإدارة بوش. ولتعزيز الرسالة، دعا بوش بندر إلى مزرعة العائلة في كروفورد، تكساس، وهذه الدعوات عادة ما تكون مخصصة لرؤساء الدول.

سياسة الدفاع الأمنية يشتبه أن تكون العمل الرئيسي لهنري كيسنجر الذي صنعته السعودية، والذي تراس لاحقا ولفترة وجيزة لجنة الشريط الأزرق المكلفة التحقيق في الهفوات الاستخبارية التي سمحت بحدوث 11/9، وكان عليه أن يستقيل قبل تناول مهامه، لأنه كان هناك سعوديون على قائمة الموكل التحقيق معهم.

وقال بندر مرة لمراسل أميركي عبارة "لا تسأل، لا تخبر" قد يكون قد أخذها من آية من القرآن الكريم، وربما ينبغي نحتها على الباب الأمامي لوزارة الخارجية.

وعندما قيل أن زوجة بندر، الأميرة هيفاء، ساعدت -عن غير قصد- اثنين من الخاطفين للمكوث في سان دييغو، زار باول وكالة الأمن القومي يوم 28 نوفمبر 2002، للدفاع عن الأمير والأميرة.

وقال باول في مقابلة مع ميشيل كيلمان "لقد عرفت الأمير بندر والاميرة هيفاء لسنوات عديدة"، وأعتقد أنه من غير المرجح أنهما قد يفعلان أي شيء من شأنه أن يدعم أي منظمة إرهابية أو فردية، ولكن دعونا نرى ما هي الحقيقة". هل انكسرت الصفوف البندرية؟ هل كانت ادارة بوش ترسل رسالة مشفرة؟ ربما، ولكن باول كان يحاول أيضا وضع الغطاء على ما يحصل. في أوائل مارس 2001 استضافت الأميرة هيفاء على الغداء في ماكلين ثمانين سيدة من ابرز نساء واشنطن بما في ذلك زوجات دونالد رامسفيلد، زوجة رئيس الموظفين أندرو كارد، وزير الخزانة بول أونيل، وقضاة المحكمة العليا كلارنس توماس وأنطوني كينيدي. وضيوف الشرف: ألما باول، زوجة كولن.

 

زوجة بندر الأميرة هيفاء وتبرعات تصل للقاعدة

الامر كان عاديا في واشنطن، ولكن بالنسبة لي أعظم مفاجأة في القضية برمتها لم تكن التبرعات التي قدمتها الأميرة هيفاء والأموال التي وجدت طريقها إلى الإرهابيين، فالمساهمات الخيرية للمحتاجين هي التزام بالمسلمين، ومنصوص بالقرآن على ذلك، والأميرة هيفاء وزوجها تبرعا بالكثير الكثير من المال لهذا الهدف. ولكن كيف يمكن لأي شخص ان يعلم أن تلك الأموال قد تنتهي بيد الجهاديين؟ لنكن جديين: متى كانت آخر مرة طلبنا من المملكة العربية السعودية ان تحسب أي شيء؟ انها مجرد علامة أخرى على أن المملكة العربية السعودية تشعر بالقلق، فواشنطن توقفت عن رؤية الصورة الكبيرة، منذ فترة طويلة.

مهما كنت تفكر في الجمعيات الخيرية السعودية- سبق أن قلت لك أن ما تعتقده قد يكون مبالغا فيه- لقد كانوا يمارسون حقهم رغم أنوفنا لسنوات. مثل هجمات 11/9: لم يرهم أحد قادمين لأن أحدا لا يريد أن ينظر. في مارس 2002، اي بعد عام ونص على مساهمات الأميرة هيفاء داهم عناصر وزارة الخزانة -مقر ولاية فرجينيا الشمالية- أربع جمعيات خيرية مقرها السعودية: مؤسسة  SAAR، والصفا الاستئماني، والمعهد الدولي للفكر الإسلامي IIIT، ومنظمة الإغاثة الإسلامية الدولية (هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية ).

وشملت المداهمة المقر المحلي لرابطة العالم الإسلامي، وهي مجموعة ممولة من قبل الحكومة السعودية، و أرسلت المال والسلاح إلى بن لادن. وساعد بندر المؤسسات الخيرية الخمس لاسباب إنسانية ولفترة طويلة، ويمكن لمسؤولي وزارة الخزانة وغيرهم من الخبراء أيضا التحذير من خطر الجمعيات .

في شهادته أمام الكونغرس يوم 1 أغسطس 2002، ذكر ماثيو ليفيت، وهو زميل بارز بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن طارق حمدي، وهو موظف في IIIT  قدم شخصيا لاسامة بن لادن بطاريات لهاتفه الستالايت، وساعدت SAAR  و IIITحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، موطن بعض الانتحاريين الابرع في الشرق الأوسط. من العام 1986 إلى العام 1994،

محمد جمال خليفة، صهر أسامة بن لادن، ادار هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية مكتب الفلبين، حيث قام بتوجيه الأموال لتنظيم القاعدة. ومن خلال العمل الممتاز للشرطة الهندية تم منع موظف من هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، السيد أبو ناصر، من تفجير القنصليات الأميركية في كلكتا.

وفي مقابلة مع "PBS  " حول المشاكل التي تواجه السعودية مع تدفق المال الى جميع أنحاء العالم، قال الأمير بندر أن "المال يسمح للسعودية جزيرة العرب، بالذهاب إلى أوروبا، ونحن يمكننا متابعته للذهاب إلى الولايات المتحدة، وأميركا، إلى أن نفقد الاتصال به في الاخير. وبالنسبة للمساهمات التي قدمتها الأميرة هيفاء لاثنين من منفذي هجمات 11 ايلول (سبتمبر) فهي وصلت إلى 130ألف دولار .

 

وقد تبرع سعودي مجهول الهوية بـ 550 ألف دولار لمسجد سان دييغو الذي كان بمثابة قاعدة للخاطفين، وكمية المال تجاوزت ما يقرب من نصف مليون  دولار وتشير تقديرات مكتب التحقيقات الفدرالي الى ان التكلفة الإجمالية لهجمات 9/11 تجاوزت الـ  500000$ وبعبارة أخرى، بندر - أو اي سعودي آخر - "يخسر" المال لدفعه لتسعة عشر جهاديا قاموا بمذبحة راح ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف شخص. ولن ندري أبدا ما إذا كان المال ذهب حيث كان من المفترض أن يذهب الى ان يقرر السعوديين مساعدتنا في التحقيق.

في أكتوبر 2002 توجه وفد من الولايات المتحدة على راسه آلان لارسون وكيل وزارة الدولة للشؤون الاقتصادية، إلى الرياض، ظاهريا للضغط على السعوديين لزيادة المراقبة على الجمعيات الخيرية والشبكات المالية لمواطنيهم. ولكن كما ذكر "جيف جيرث" و"جوديث ميلر" في صحيفة نيويورك تايمز، فإن القصة لا تنتهي عند هذا الحد: "توضيحا للمأزق المستمر الذي يواجه واشنطن وأميركا والنفط السعودي قال مسؤولون تنفيذيون ان السيد لارسون لديه بند آخر على جدول أعماله. انه يريد أن يضمن، ان السعودية ستضخ الملايين من براميل النفط الاضافية الى السوق العالمية، لانه سيكون هناك عجز ناجم عن هجوم قادته الولايات المتحدة على العراق "لاتسأل، لا تخبر، لا تعرف" وقبل كل شيء، لا تكلم الشر ... وحافظ على النفط المتدفق. وللسعوديين الحق طول الوقت.

الرياض تحمل حفنة من أموال النفط، وواشنطن يسيل لعابها. أكثر وأكثر من ذلك، نرى نتيجة مزدوجة لتكييف بافلوف: فهناك عدم رغبة من جانب الوكالات الحكومية الأميركية في التحديق في الواقع، إلى جانب الاستيلاء على المال من قبل أولئك الذين لا يرون أن قدمي بيت سعود تبدو متذبذبة.

ولكن التركيز فقط على المال، أو حتى على المال والنفط، هو ما يعقد القصة. زواج واشنطن وآل سعود هو أكثر بكثير من محكم. انها رياح اخذت طريقها من خلال الجغرافيا السياسية، والحرب العالمية الثانية، وقصر النظر أحيانا، ومن خلال النضال من أجل احتواء الشيوعية.

فرانكلين روزفلت لعب دورا بارزا، كما رئيس القبيلة محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب ورجل الدين ابن تيمية. وأخيرا، كل البذور الخبيثة زرعها ابن تيمية: "الإخوان المسلمين" .

لمعرفة المزيد عن هذا، أنا بحاجة إلى درس التاريخ وإلى تلقي دروس عن الجانب المظلم للاهوت الإسلامي. علي السفر إلى الأماكن التي لا يقصدها معظم الغربيين عن طيب خاطر .

 

هجرة الأخوان من مصر وسوريا إلى الحضن السعودي

بينما كنت اجلس في مكتبيفي جنوب الهند، كنت كلما أقرأ، كلما أصبحت أكثر تحفزا للتعرف على الإخوان المسلمين. في ذلك الوقت لم أكن أعرف شيئا تقريبا عن الإسلام، ولكن ومن خلال النظر إليهم في "مدراس" - وهي إحدى مدن الهند التي يقصدها الكثير من سكان العالم للعلاج أو التعليم- وفي شبه القارة، كان الأخوان المسلمين مروضين نسبيا. ولكنهم كانوا يقومون بحرق المحلات التجارية الهندوسية، إلا أن تحركاتهم نادرا ما كانت تستمر على مدى يوم أو يومين. المسلمون في الهند لم يقوموا باغتيال السياسيين أو بتحضير السيارات المفخخة

 

تأسست جماعة الإخوان المسلمين، في العام 1928 من قبل المصري، حسن البنا، لتنقية الإسلام وتخليص مصر من النفوذ الأجنبي. وفي العام 1947 أصبحت الجماعة عنيفة، من خلال مهاجمتها الشركات المملوكة من اليهود في القاهرة. وبعد مرور عام، فرضت الحكومة حظر على جماعة الإخوان المسلمين. وقال البنا عندما سمع الخبر "إذا دفنت الكلمات تبقى الأيادي". في 28 ديسمبر 1948، حقق الإخوان نبوءة البنا من خلال اغتيال رئيس الوزراء المصري.. واستجابت الحكومة بقطع رأس الثعبان، ما أسفر عن مقتل البنا في1949  ولكن هذا جعل الإخوان أكثر تعصبا. بعد محاولة خلفاء البنا الفاشلة لاغتيال الرئيس المصري جمال عبد الناصر في العام 1954، أغلق ناصر على الإخوان المسلمين تماما، وأصبحت القيادة إما تحت الأرض أو في المنفى.

 

هجرة الأخوان من مصر وسوريا إلى الحضن السعودي

 

انتهى الأمر بمعظم الإخوة في المملكة العربية السعودية، ولكن ليس الجميع. فقد هرب البعض إلى سوريا، حيث كان الطلاب العائدين من مصر قد أسسوا لهم فرعا في العام 1930. في نهاية المطاف، وفي الثمانينات تمكنت الحكومة السورية من سحقهم  وأرسلت الأخوان مرة أخرى، إلى السعودية والبعض إلى ألمانيا الغربية (حيث أسست خلايا مهدت الطريق لـ11 أيلول). وبقي آخرون في دمشق وأماكن أخرى في سوريا،  تحت الأرض ولكن ليسوا بعيدين المنال.

 

كان ذلك في حدود المعلومات المتاحة. واستنادا إلى الرسائل التي جمعتها وكالة المخابرات المركزية فإنها لا تعرف شيئا عن الإخوان المسلمين.

 

افترض أنه لم يكن لديهم مصدر، أو جاسوس، أو منظمة، والوكالة ليس لديها بوضوح أي فكرة عن كيفية تنظيم جماعة الإخوان في سورية ومن أين يحصلون على أموالهم، فبصراحة، هم كانوا مذهولين.

 

ومن الهند كان يمكنني أن أقول إن الإخوان ينتشرون مثل الفيروس. وقد برزت فروع لهم في أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا، وأماكن أخرى، ولكن يبدو أن المشكلة الحقيقية هي في سوريا. حيث يمكن أن تكسر أو تسوى العملية السلمية مع "إسرائيل".

 

رسميا، كانت واشنطن تريد رحيل حافظ الأسد- فهو كان مسلحا بالاتحاد السوفياتي في كل نزاع دولي تقريبا- ولكن إذا استعيض عنه بالإخوان، فهل يمكن التأكيد أن الأمور لن تزداد سوءا. إذا كان التاريخ دليلا، فالإخوان لن يجلسوا حول قصر الأسد لتدخين سيجار الهافانا، بل سيكونون في الجبهة، مما يعني احتمال مهاجمة "إسرائيل". كيف يمكن لوكالة المخابرات المركزية أن تعرف إذا كانت للإخوان أي فرصة للاستيلاء على سوريا؟ عدم وجود جاسوس في جماعة الإخوان شيء لا يمكن تصوره، مثل البابا الذي ليس لديه جاسوس بجانب مارتن لوثر.

 

تلك الليلة في عمان وأنا في حانة في فندق انتركونتيننتال، كنت أود أن انجح حيث فشل زملائي، فقد كنت مقتنعا بان "علي" سيقول لي كل شيء عن الإخوان، سوف يطلعني على الحقائق العنيدة والصعبة. "علي" قد يكون علويا، لكن أحسب أنه منذ كانت حياته على المحك، جعل من عمله فرصة لمعرفة العدو (ولكن كنت صغيرا وساذجا) بطبيعة الحال، كنت أفضل الحصول على الحقائق، من سوري من الأخوان المسلمين، ولكن على ما يبدو التسديدة بعيدة، فليس لدي أي فكرة عن مكان العثور على واحد منهم

 

في صباح اليوم التالي قبل التوجه إلى دمشق، ذهبت لرؤية رئيس  الـCIAالمتواجد في عمان توم تويتان. فقد عرفت توم عندما كان نائبا في دلهي وكنت أنا في "مدراس". توم كان وديا ومتخصصا. كنت أظن انه في طريقه إلى الابتعاد، ولم أظن انه سيصبح نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية. في نهاية عمل توم ولسخرية القدر، زوج ابنته قتل عندما انفجرت طائرة بان آم 103 فوق لوكربي في اسكتلندا.

 

توم وأنا تحدثنا طويلا عن آليات وصولي إلى سوريا، كانت محطتي عمان من أجل تجاوز مطار دمشق، المراقب عن كثب من قبل المخابرات السورية. ولكن إذا أخذت سيارة أجرة من عمان إلى دمشق، يمكنك أن تدخل وتخرج قبل أن يلاحظك السوريون، وهكذا الخطة تتم.

 

عندما انتهينا، سألت توم عن الإخوان المسلمين في سورية، ولكنه تجاهلني. فسالت: "هل الأردنيين يمنحونهم المال والملجأ، فقط لأنهم يكرهون السوريين- "ماذا يقول الأردنيون عنهم؟"." نحن لا نضغط على الأردنيين للاطلاع على التفاصيل"، وهم لا يتطوعون للقيام بذلك ابد". الإخوان المسلمين ليسوا هدفا بالنسبة لنا".

 

وكان تويتان يقول: "الوكالة ليس لديها معلومات حول الإخوان المسلمين". وكالة المخابرات المركزية في الخارج تتجسس على البلدان أو الجماعات الإرهابية التي تطلب القيادة المركزية منها التجسس عليهم. لا استطيع أن أؤكد لك ذلك ولكن أنا على يقين، بان الاتحاد السوفيتي يضع عمان في أولوياته. من الناحية العملية، الضابط الذي يعمل لصالح تويتان يقضي أيامه ولياليه بمطاردة الدبلوماسيين السوفييت، على أمل أن يجند احدهم للتجسس لصالح وكالة المخابرات المركزية. الإخوان المسلمون ليسوا الهدف المفترض، وعمان لم تضيع وقتها ومالها عليهم.

 

كان لدى تويتان أيضا مشكلة الثقافة في وكالة الاستخبارات المركزية. فأكثر الضباط كانوا في منتصف العمر، ومن القوقاز البروتستانتية. وإذا كان لديهم أي خبرة، فهي عسكرية. قليل منهم يتحدثون العربية، والذين يتحدثونها فهم يفعلون ذلك بطرقة سيئة للغاية. وبما أن معظم الإخوة يتحدثون الإنجليزية بشكل بسيط، حاجز الثقافة واللغة لا يمكن التغلب عليه من قبل وكالة المخابرات المركزية.

 

عمان كانت نموذجا لبقية الشرق الأوسط. الإخوان المسلمون كانوا خارج نطاق رادار وكالة الاستخبارات المركزية، والراديكالية السنية بشكل عام. بعض المحللين تابعوهم في أوقات فراغهم، ولكن دون تدخل مديرية العمليات، بل رست تصوراتهم على مصادر الصحفيين والأكاديميين.

 

منذ قيام جمال عبد الناصر بضرب الإخوان المسلمين في العام 1954، لم تعد تجد إخوانيا لإجراء مقابلة معه، بل كان ذلك مستحيلا تقريبا. فهم دفنوا أنفسهم بعمق تحت الأرض، والمملكة العربية السعودية، التي أصبحت راعية للإخوان بعد العام 1954، كانت كالكتاب الذي أغلق على "البراذرز"، ومعظم الأكاديميين والصحفيين كانوا نادرا ما يحصلون على تأشيرة إلى المملكة العربية السعودية. الإسلام المتشدد كان ثقب أسود عميق. وعندما ظهر أسامة بن لادن علنا في أواخر 1990، كان بالنسبة لمعظم الأميركيين، وكأنه قد جاء من تحت القبور.

 

الإرهاب الأخوان والتمويل السعودي بقرار أميركي

 

لأكون منصفا، لم يكن خطأ وكالة المخابرات المركزية، فحتى 11 سبتمبر لم يكن هناك رئيس يهتم بما إذا كانت "لانغلي" تتجسس على الإخوان. وخلال الحرب الباردة، جافى الرؤساء النوم بسبب قلقهم من الاتحاد السوفياتي ومفاعلاته النووية. في الأساس، كانت وكالة المخابرات المركزية، تتجسس دائما على مسار الأسلحة النووية وما إذا كانت على الطريق.

 

كل الحروب القذرة التي كانت وكالة المخابرات المركزية غارقة فيها ، في خليج الخنازير وفي أنغولا، لها علاقة بالشيوعية.

 

على الأقل، ذلك هذا هو التفسير الرسمي - هذا هو التفسير الذي تريد واشنطن أن تصدقه، فالجواب الحقيقي هو أكثر تعقيدا-. نعم، كان الاتحاد السوفياتي مصدر إلهاء. نعم، كان الوصول إلى الإخوان المسلمين صعب جدا، ولكن في النهاية هذا ما كان السر الصغير القذر في واشنطن : البيت الأبيض ينظر إلى الإخوان "كحليف صامت"، واعتبرهم سلاحا سريا ضد الشيوعية. وبدأ هذا العمل السري في العام 1950 مع الإخوة دالاس - ألين في وكالة الاستخبارات المركزية و جون فوستر في وزارة الخارجية - عندما وافقوا على التمويل السعودي للإخوان في مصر ضد عبد الناصر. وبقدر ما كانت واشنطن قلقة، كان ناصر شيوعيا، عنيدا فهو قام بتأميم الصناعة والشركات التجارية الكبرى في مصر، بما في ذلك قناة السويس. واشترى أسلحته من الاتحاد السوفياتي، وكان يهدد بقذف "إسرائيل" إلى البحر.

 

مثل أي عمل سري فعال كان هذا مكتوبا بدقة. لم يكن هناك استنتاج لوكالة الاستخبارات المركزية، ولا مذكرة إخطار إلى الكونغرس. وليس هناك أي تمويل ولو قليل من وزارة الخزانة. وبعبارة أخرى، لا يوجد أي سجل. وكل ما على البيت الأبيض القيام به هو إعطاء إشارة إلى البلدان التي تأوي الإخوان المسلمين، مثل السعودية والأردن للقيام بذلك. وهذا ما حدث أثناء الحرب الأهلية اليمنية التي حصلت في العام 1962. عندما دعم ناصر الحكومة المعادية للولايات المتحدة وأرسل قوات للمساعدة، وأعطت واشنطن موافقتها للرياض لدعم الإخوان المسلمين في اليمن ضد المصريين. وكما قال توم  تويتان "عدو عدوي هو صديقي دائما": إنها قاعدة صارمة في الشرق الأوسط.

 

إذا تجسست وكالة المخابرات المركزية على الإخوان، ذلك في النهاية، كان سينقلب ضدنا يوما ما، توم تويتان أو أي ضابط في وكالة المخابرات المركزية الأخرى في منطقة الشرق الأوسط بطريقة أو بأخرى وشى بواشنطن، فوظيفته المقبلة ستكون في الطابق السفلي في لانغلي، وقد طلبت وكالة الاستخبارات المركزية من القسم المتعلق بالتمويل الأجنبي للإخوان المسلمين حذف أي نصوص ومعلومات تتعلق بهذا الأمر(نص محذوف) وفي العام 1980 عقد مستشار الأمن القومي للرئيس كارتر، زبيغنيو بريجنسكي، صفقة مع المملكة العربية السعودية: أميركا قد تبادل الدولار بالدولار، المال السعودي قد يذهب إلى المقاومة الأفغانية للاحتلال السوفياتي. (في العام 1981 دفعت المملكة العربية السعودية 5.5 مليار دولار) والجزء الأكبر من هذه الأموال ذهب إلى المتشددين في جماعة  الإخوان المسلمين، بما في ذلك عبد سياف .

 

كان سياف، رئيس الاتحاد الإسلامي، رجلا خطيرا يهتم بموضوع المال والسلاح، وهو طالب في أقدم وأفضل جامعة في الأزهر، وتم تجنيده مع جماعة الإخوان المسلمين ، وقال انه لم يتدرب مع الوهابيين في المملكة العربية السعودية. ولكن أحدا في واشنطن لم يرفع العلم الأصفر، ولا الأحمر، خوفا من إغضاب الرياض.

 

إذا كان السعوديون والباكستانيون جزء من جماعة "الإخوان المسلمين الأفغان"، تقول حكمة واشنطن إن ذلك هو الثمن الذي يجب عليك أن تدفعه إذا كنت تتوقع منهم أن يقوموا "بالأعمال القذرة". وإذا كانت جماعة الإخوان المسلمين تقتل بدم بارد فهذا يكفي للوقوف في وجه المدرعة السوفييتية. واشنطن تفخر بنفسها دائما في خوض الحروب الرخيصة. إذا تم ضرب الهيمنة السوفياتية بنجاح، فإذن الإخوان المسلمين يعتبرون صفقة رائعة.

 

جون أشكروفت أصبح النائب العام في ذلك الوقت، لكنا جميعنا (نص محذوف) وجدنا أنفسنا على واحدة من قوائم تنظيم القاعدة. فنحن كنا نساعد الشعب الذي أصبح ألد أعدائنا. وربما كنت سأكتب هذه الكلمات من الجحيم، أو من سجن في خليج غوانتانامو.

 

أنا لم أحسب أي شيء من هذا عندما كنت اجلس في المقعد الخلفي من سيارة الأجرة الصفراء المتجهة بي إلى دمشق. كل ما أعرفه هو أن الإسلام هو كالبحر الهادئ – المشمس ولكنه يخفي في باطنه الكثير من الأمور.

 

وقد بدا لي أن الإخوان المسلمين متواجدون في كل مكان، وإلا كيف يمكن أن يبقوا على قيد الحياة في دولة بوليسية مثل سوريا؟ وكيف يمكن أن يتسللوا هم وأسلحتهم من الأردن إلى سوريا؟ ولماذا لم يذكر الأردنيون - أو المصريون ذلك لنا؟ فلو كانت جماعة الإخوان المسلمين حقيقة في الشرق الأوسط لن نعثر عليها إلا عندما تقرر هي الخروج إلى السطح.

 

في اللحظة التي رأيت فيها الجنرال "علي" وهو يصل في سيارة الجيب من طراز "واز" السوفيتي العسكري، عرفت إن المرور عبر عمان وركوب سيارة أجرة لمدة يوم كان مضيعة للوقت. فقد جاء إلى المكان مع مرافقة مسلحة ومتابعة وجنود بكامل عتادهم العسكري.

 

في اليوم الثاني من زيارتي، سألت الجنرال عن الإخوان المسلمين، "أنا لا أعرف" أجاب علي. وقال "إنهم مجرد مجانين... الشيء الوحيد الذي يعرفونه هو القتل".

 

"وتابعت: "هم قادرون على الفوز بما يريدون"؟  فكان جوابه بجولة سريعة على مواقع الإرهابيين في دمشق، ومقر القوات الجوية، الذي تم بناؤه بعد تدميره بالكامل، عبر سيارة مفخخة حضرها الإخوان المسلمون.

 

وقد تحصن طرفا الشارع المؤدي إلى مركز الرئيس حافظ الأسد بخرسانة كبيرة، والشيء نفسه كان أمام السفارة السوفيتية. عربات مدرعة تقوم بدوريات في الشوارع، والشرطة توقف السيارات والمارة في عمليات تفتيش عشوائية.

 

سرنا بجانب دمشق القديمة وشارع صممه الكسندر مخطط المدن العظيم، والآن تجد في هذه المدينة القديمة المحلات التجارية، وعربات التوابل تقف في الهواء الطلق، الباعة المتجولون، والأطفال يركضون في كل الاتجاهات..وبالكاد تستطيع أن تسمع وسط الصراخ. ووسط هذه الفوضى فقال علي: "هنا إخوانكم".

 

غادرت دمشق في اليوم التالي دون أن يقول لي "علي" أي شيء عن الإخوان المسلمين، كما انه لم يقل شيئا عن دينه أو عن المعجزة التي أبقت الأسد في السلطة لفترة طويلة. وهو ليس على استعدادا ليقول لي أو لأي مسؤول أميركي آخر ما الذي يغطي سورية.

 

أنا متأكد من أن الإدارة تعتبر أن إرسالي إلى دمشق كان خسارة ولكن رحلتي إلى الشرق الأوسط كانت بفضل الإخوان المسلمين. وإنها لا تزال لغزا بالنسبة لي - ولغزا يجب حله. شيء واحد لم يبد واضحا، حتى لو نجح الأسد في دحر الإخوان، فهم لن يعودوا بهدوء مرة أخرى إلى كهوفهم.

 

حاول الإخوان اغتيال الرئيس الأسد في 25 يونيو 1980. وأنا لا أعرف إلى أي مدى استطاعوا الاقتراب منه، وفي صباح اليوم التالي من محاولة الاغتيال استيقظت دمشق على أزيز طائرات الهليكوبتر وحركة كثيفة في المعسكرات غرب دمشق. كانت المروحيات تحمل وحدة من حراس النخبة، اتجهت شرقا إلى سجن تدمر العسكري، حيث يحتجز كوادر وعناصر الإخوان المسلمين، وبعدما فتح الحراس الأبواب، بدأ نقلهم  إلى سجون أخرى، لإعدام السجناء. وعلى الرغم من إعدام المئات من الإخوان إلا أنهم لم يتراجعوا.

 

شهد العالم عواقب دموية في 6 أكتوبر 1981، عندما الجهاد الإسلامي في مصر - اسم آخر للجناح العسكري لجماعة الإخوان المسلمين - واغتال أنور السادات. لن أنسى أبدا اللقطات التي عرضها التلفزيون مرارا وتكرارا، فالهجوم جاء في وضح النهار، وأمام العالم وكاميرات الصحافة، في وسط عرض عسكري، بينما كان حراس السادات غافلين عنه أو أنهم جميعا كانوا يعرفون أنهم سيموتون في الهجوم. في العام 1993 جماعة الإخوان المسلمين، ومرة ​​أخرى تحت اسم الجهاد الإسلامي، قامت مجموعة بمحاولة قتل وزير الداخلية ورئيس الوزراء. وفي العام 1995 حاولوا قتل حسني مبارك بينما كان في زيارة لإثيوبيا. وبعد ذلك بعامين، هاجم الإخوان معبد الأقصر، مما أسفر عن مقتل ثمان وخمسين سائح وأربعة مصريين .

 

وبطبيعة الحال، هم من قام بهجوم 11 سبتمبر 2001 في نيويورك تحت اسم "تنظيم القاعدة" وذلك بفضل أسامة بن لادن والطاقم نفسه الذي كان قد استخدم للقيام بأعمال قذرة في اليمن، وأفغانستان، وغيرها من الأماكن. الآن أصبحنا نحن أعمالهم القذرة والمملكة العربية السعودية وطنهم.

 

هذا بعض ما خفي من مؤامرات بريطانيا وأميركيا مع آل سعود لتصبح مملكة الإرهاب، وإصدار فتاوى التكفير والقتل لكل من يخالف المذهب الوهابي البريطاني المنشأ.  

يتبع.../...

اجمالي القراءات 17613