بين الطاعة والمعصية
حلاوة الطاعة وجحيم المعصية!!

نسيم بسالم في الجمعة ١٠ - أكتوبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

  يُزيِّن الشَّيطانُ اللَّعين لكثير من المخدُوعين المغرُورين؛ أولي القُلوب الضَّعيفَة، الفارغَة من ذِكر الله تعالى؛ أنَّ المعصيَة الفُلانيَّة أو العلاَّنيَة جنَّة مِن جِنان الله في أرضِه؛ سيجد في حضنها  كُلَّ راحَة ولذَّة، وكُلَّ مُتعَة وانتشاء!! فيرتمي في مُستنقعها الآسِن كالأعمَى أو كمعصُوب العَينين؛ يعبُّ منها عبًّا بنهم وشره بالغين، يخالُ أن فِردوسًا نضرًا في استقبالِه؛ فلا يجدُ المسكين إلا جحيمًا ووَيلات تترا، ومشاكِل تعقبُها مشاكِل؛ ما إن يتخلَّص مِن واحدة حتَّى تنبثق أُخرى! وهكذا يضيع عليه عُمره وفكره وإيمانُه وصلته بالله، وخُشوعُه وصفاؤُه، ولا يحُور في النهايَة بشَيء ذي نَفع وصلاح!!
  أتحدَّى أيَّ صاحب معصيَة (أو مشقَّة كَما نُعبِّر بعاميِّتنا)، يبرُز لَنا مُجادلا فيقُول: إنَّه يعيشُ السَّعادَة الغامرَة في ظلال معصيتِه (أو مشقَّتِه)، وأنّكُم إنَّما تُهوِّلُون وتُضخِّمُون الأُمور فقَط، وأن لا مشاكل لَديه رُغم إصراره على المُوبقات! لأنَّ الله تعالى قد جزم قَبل أن نُنصت إلى هذا الشَّارد التَّائه؛ أنَّ المُعرض عَن سبيل الله؛ المُتنكِّب عَن صراطِه سيُلزُّ مُرغمًا في ظُلمات بعضُها فَوق بعض، وسيعيشُ معيشة ضَنكا، وسيكُون صدرُه ضيِّقًا حرجًا كأنَّما يصَّعَّد في السَّماء، وغير ذَلك من الأوصاف التي وصف الله بها حياة العُصاة في كتابِه؛ فهَل نُصدِّقُه هُو، أم نُصدِّق كلامَ الذي خلقَه وهُو أعلَمُ بِه مُنذ أن أنشأه؟!!
  نصيحَتي لنفسي ولأحبَّتي - الشباب خُصوصًا - أن لا ننبهِر ببريق المعصيَة وزُخرفها، ولا حتَّى أن نخضع لضغُوطِها وإلحاحاتِها بدُون مُقاومَة شرسَة؛ حُسبانًا منَّا أنَّ ذَلك خير لَنا لمُتعة نُفوسِنا وبهجتِها وراحتِها، والحالُ أنَّ العكس هُو الصَّحيح تَمامًا، ولنا أن نستقرئ أحوال العُصاة ونُحاورهم بصِدق وصراحَة؛ حتَّى نستبين هذه الحقيقَة ونستيقِن مِنها! وما ندَب الشَّيطان نفسَه الخبيثَة إلا لتَزيين المعاصي للبشَر لا ابتغاء نَفع لهُم وصَلاح؛ بل لأنَّه يعلم أكثَر منَّا عواقبَها الوخيمَة، وآثارَها السيِّئَة؛ فيُحاول أن يُوقعَهُم في براثِنها بكُلِّ وسيلة اعتمادًا على بريقِها الظَّاهر، ولمعانها البادي للعيُون المُغفَّلَة!!
(أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ) [الجاثية : 21].
اللهُم جنِّبنا المعاصي ما ظَهر مِنها وما بطَن!!
 
 
 
 
 
*********
* هذا رابط خواطري على الفايسبوك كاملة في أحدث نسخِها، جمعت فيه كل ما كتبت في العالم الأزرق منذ دخولي فيه، حمِّل الملف أخي العزيز وطالعه على شكل صفحات ويب بعد فك الضغط عن الملف، وانشره مأجورا مشكُورا!!
http://www.gulfup.com/?ujD1FG
* وهذا رابط مكتوباتي كلها ومقالاتي (الموسوعة الكاملة المكتوبة بما فيها خواطر الفايس)
http://www.gulfup.com/?Hun7oL
* وهذا رابط قناتي الدائم على اليوتيوب، فيها جُل إنتاجي المرئي والمسمُوع، حمل منها ما تشاء مباشرة، وانشرها لأحبابك وأصدقائك، ولبيوت الله والمصليات خُصوصا.
http://www.youtube.com/channel/UClKYsb8CZihTZewcEMe3emA/playlists?view=1&shelf_id=1&sort=dd
* وهذا رابط خواطري الفايسبوكية إن أردت أخي مُطالعتها مباشرة من مُنتدى أعزام؛ مُنتدى النخبة المثقفة في وادي ميزاب.
http://tizafri.com/viewtopic.php?f=5&t=1932&sid=74c1749634bdc16aaee8a11656c52129&start=120
* هذا رابط موسوعتي على موقع المديافاير؛ جمعتُ فيه جل دروسي الصوتية بصيغة أم بي ثري، وجل عروضي الدعوية ومواضيعي المكتوبة؛
http://www.mediafire.com/?ey6ksbipb8vbb%2C3771ks7kmkbwo%2C9pag0zn4725tg
لا تنساني أخي الحبيب بالدعاء الخالص بظهر الغيب!!
اجمالي القراءات 6284