أدانت المحكمة الشاب بتهمة "التوهين و الإساءة للنبي محمد"، حسب ما ينص عليه القانون الإيراني .
لماذا سُهيل

محمد صادق في الإثنين ٢٩ - سبتمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

لماذا سُهيل

أيها ألأخوة والأخوات، السلام على من إتبع الهدى.....

فى يوم الأحد 7 سبتمبر 2014 الساعة 20:16

جريدة بديل ـ الرباط

قضت محكمة إيرانية بالحكم على شخص سَبً الرسول في تدوينة بأحد المواقع الإجتماعية، بالإعدام حسب مصدر إعلامي إيراني.

و أفاد موقع "حسام نيوز" الإخبار أن الشاب المدعو "سهيل عربي" البالغ من العمر 30 سنة قد اعتقل سنة 2013 بسجن "إيفين" نواحي العاصمة طهران. و أدانت المحكمة الشاب بتهمة "التوهين و الإساءة للنبي محمد"، حسب ما ينص عليه القانون الإيراني .

بسم الله الرحمن الرحيم

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) } (سورة البقرة 8 - 12

التهمة التى إستحق عليها " سهيل " حسب قرار المحكمة " "التوهين و الإساءة للنبي محمد" فهل هذه الإساءة للنبى محمد تستحق هذا العقاب أم هناك إساءة أشد وأقصى مما جاء بها " سهيل "  والله يقول فى محكم كتابه " لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ "(سورة الحديد 25

فهل هذه المحكمة حكمت على " سهيل " بالعدل والقسط ... ولماذا سهيل؟

يقول رب العباد للعباد فى القرءآن الكريم:

وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) } (سورة آل عمران 101 - 103)

هذه الآيات الكريمات موجه إلى اصحاب محمد النبى عليه السلام، وتقول لنا أنهم أو بعض منهم كفروا بالرغم من وجود الرسول فيهم وينصحهم ربهم بالإعتصام بالله ، ثم قال لهم بعبارة يا أيها الذين آمنوا، وهذه العبارة أيضا تؤكد أن المخاطب هم أصحاب محمد الرسول النبى، وأيضا موجهة إلينا نحن فكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله آناء الليل والنهار ومعكم القرءآن " الرسول " . ثم جاء بوصية تنجينا من عذاب خالدين فيه وهى الإعتصام بحبل الله ، فبدلنا حبل الله بحبل المشنقة... وفى نهاية هذا المقطع قال عز من قائل " لعلكم تهتدون " بمعنى أننا ليس مهتدون بعد. فلماذا سهيل... سؤال تقشعر منها الأبدان وتهز الكيان لمن يتعظ ويهتدى وهذا يذكرنى بالآية الكريمة " وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) } (سورة التكوير 8 - 9) فبأى ذنب يا سهيل قتلت وهل هناك من إرتكب ذنب أكبر من ذنبك  ... لماذا سهيل؟

أستطيع أن أقول فى بداية هذا الكلام أن معظم ( حيث لا أعمم )مشايخنا وعلماؤنا وفقهاؤنا وغيرهم من شيوخ التخلف العربى فعلوا ما هو أكثر إساءة وتشويهاً للإسلام والمسلمين من هذا الذنب الذى ثار عليه النظام الإيرانى.  لماذا سهيل ؟

لن أتحدث عن نفاقهم وتلونهم السياسى وقدرتهم الرهيبة على تخدير الناس، لن أتحدث أيضاً عن التدين المغشوش القشرى الذى يبيعونه للناس صباحاً ومساءاً فيعطلون به عقولهم ويفسدون ضمائرهم ! ولن أتحدث كذلك عن التاريخ الذى يأخذون منه ما يعجبهم ويتركون ويكتمون ما هو ليس فى صالحهم.

ولن أتحدث عن فتاويهم المتخلفة التى تتعارض مع العصر وتقف عائق أمام التقدم والتطور العربى. لن أتحدث عن كل هذا ولكنى أريد أن أتحدث عن الصورة التاريخية التى يصورونها للنبى محمد ؛ فإن المتأمل

عن كثب لما يقوله هؤلاء فى خطبهم ولقاءتهم التليفزيونية يخرج بصورة متعفنة للرسول محمد.

 

هؤلاء الوعاظ يقولون أن والدى النبى محمد أنجاس وكفار وفى النار خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ! طبقاً لحديث رواه مسلم عن النبى أنه قال لرجل كان يسأله عن مصير أبيه : إن أبى وأباك فى النار ! . وحديث أخر عن النبى يقول : إن أمى مع امك فى النار ! . ورواية أخرى تزعم أن النبى زار قبر أمه وبكى وقال : أستأذنت ربى فى أن أستغفر لها فلم يؤذن لى . ليس هذا فقط بل وصل الأمر بهؤلاء الغوغاء أن يقولون أن النبى كان قبل البعثة مشركاً وكافراً وليس حتى من الحنفاء الذين يحبون دائماً أن يبرءوهم

ويدخلوهم الجنة دون والدى النبى بطريقة مثيرة للدهشة والإنتباه والتساءل !!  لماذا سهيل؟

 

إن هؤلاء الأغبياء يزعمون أن النبى محمد كان يسب ويشتم , ويدعو للسب والشتم , وينسبون إليه كلام فاحش وبذىء ؛ فقد روى مسلم عن عائشة أنها قالت : دخل على رسول الله رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو , فأغضباه , فلعنهما وسبهما !! . ليس هذا فقط بل إنهم يقولون أنه أوصى قائلاً : من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن - قضيب – أبيه ولا تكنوا . وهذا كلام يتنافى مع طبيعة من كان حياءه أشد من العذراء فى خدرها ومن قال : عسى أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله . ومن قال : ليس المسلم بالسباب , ولا باللعان , ولا بالفاحش ولا بالبذيء . ومع ذلك يقولون أن أتباع محمد كانوا يفعلون هذا الأمر - الذى يزعمون أن النبى أوصى به – فمنهم من قال لرجل : أمصص بظر اللآت ! . ومنهم من قال : أعضض بهن أبيك . فلامه الناس قائلين : ما كنت فحاشاً ! . ونحن نتساءل : وكيف يقول النبى و«لا تكنوا» وكلمة «هن» نفسها كناية أصلاً ؟! ثم كيف يستقيم هذا مع قول الله لنا أن ندفع الإساءة بالتى هى أحسن ؟      لماذا سهيل؟

وصل بهم الفجر أن يقولون أن النبى كان يشرب الخمر ويبيعها ويتوضأ بها طبقاً لحديث رواه مسلم عن ابن عباس , ويزعمون أيضاً أن النبى كان يعبد الأصنام فى الجاهلية وكان يأكل الذبائح التى تقدم لها ! , فيقولون أن زيد بن حارثة خرج مع النبى فى يوم حار إلى بلدح عند الكعبة وطافوا بها ! , وكان بين الصفا والمروة صنمان من نحاس أحدهما يقال له يساف والآخر يقال له نائلة فتمسح زيد بهما ونهاه النبى أن يفعل ذلك , ثم ذبحوا شاة قرباناً لصنم هناك !! , فقدم عليهم زيد بن عمرو بن نفيل ودار بينهم حديث حول بحث زيد عن الدين الحق عند أحبار فدك , وفى وسط الحديث قدم النبى إلى زيد طعام , فقال له زيد : ما هذا يا محمد ؟! فقال : شاة ذبحناها لنصب من الانصاب ! . فقال زيد : ما كنت لآكل مما يذكر اسم الله عليه ! . والبخارى يقول : فقدم إليه رسول الله سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منها ، ثم قال : إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ، ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه !! . ويروى حسان هذه الحكاية من صحيح البخارى بتحريف بسيط يكتشف حقيقته كل متأمل منتبه.      لماذا سهيل؟

إن هؤلاء المتخلفين يزعمون أن محمد كان ينزل عليه الوحى وهو يمارس الجنس مع عائشة وأنه قال لأم سلمة : يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة ، فوالله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف إمرأة منكن غيرها . ويزعمون أيضاً أنه كان يمارس الجنس فى ليلة واحدة مع جميع نساءه التسع , ويقولون أنه يستمتع بمشاهدة الرقص مع زوجته , على عكس عمر بن الخطاب الذى كان لا يقبل الباطل , وعلى عكس أبو بكر الذى جاء ومنعه من فعل ذلك !! , فقد روى مسلم عن عائشة أنها قالت : جاء حبش يزفنون في يوم عيد في المسجد فدعاني النبي فوضعت رأسي على منكبه فجعلت أنظر إلى لعبهم حتى كنت أنا التي أنصرف عن النظر إليهم.  وفى صحيح البخارى عن عائشة أنها قالت : دخل رسول الله وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه فدخل أبو بكر فانتهرني وقال : مزمار الشيطان عند رسول الله ؟ فأقبل عليه رسول الله فقال : دعهما . فلما غفل غمزتهما فخرجتا وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت رسول الله وإما قال : تشتهين تنظرين . فقلت : نعم . فأقامني وراءه خدي على خده وهو يقول : دونكم يا بني أرفدة . حتى إذا مللت قال : حسبك . قلت : نعم . قال : فاذهبي.    لماذا سهيل؟

 

ما يجعلك تبكى على هذا الدين هو قولهم أن عمر بن الخطاب كان يرى الرأى فينزل به قرآن , ويقولون أن النبى قال : لو كان بعدى نبى لكان عمر بن الخطاب ! . وقال أيضاً : لو لم أبعث فيكم لبعث عمر ! . وقال كذلك : لقد كان فيمن قبلكم من الأمم ناس محدثون – يعنى ملهمون من الإله – من غير أن يكونوا أنبياء , فإن يكن فى أمتى أحد فإنه عمر ! . ويزعمون أن عمر بن الخطاب كان معصوماً عصمة تفوق عصمة الأنبياء ويقولون : إن الله أجرى الحق على لسان عمر وقلبه ! . هذا كله فى نفس الوقت الذى يقولون فيه أن النبى محمد نفسه قد أرتكب كثيراً من الأخطاء ولم يكن يعرف كثيراً من الأمور التى نبهه ووجهه إليها عمر ! ؛ منها الآذان والإستئذان وآتخاذ مقام إبراهيم مصلى وصلاة التراويح وممارسة الجنس فى ليل رمضان والحجاب وتحريم الخمر وعقوبة الزنا وغيرها من الأمور التى يطلقون عليها موافقات عمر , غير الأمور التى خطأ فيها محمد وعنفه عمر أكثر من مرة ليسلك الطريق السليم كصلاة محمد على كبير المنافقين وقطع نخيل خيبر وذبح جمال جيش تبوك وكيفية التعامل مع الأسرى وكيفية توزيع الغنائم وغيرها من الأمر التى يظهر فيها عمر أعظم بكثير من محمد , حتى وصل بهم الأمر إلى الزعم بأن النبى محمد قال : ما أبطأ عنى جبريل إلا ظننت أنه بعث إلى عمر.        لماذا سهيل؟

 

يقولون هذا فى نفس الوقت الذى يظهرون فيه النبى وكأنه كان يتلذذ بذل الناس وتبركهم بمخاطه وعرقه وكل ما يبصقه ويسقط منه.

وفى نهاية المطاف يختمون حياة محمد بأنه من فقره قد رهن درعه وسلاحه ليهودى مقابل ثلاثين أو عشرين صاعاً من الشعير , هذا فى الوقت الذى بدأ النبى فيه حرباً شاملة على اليهود الخونة فى المدينة فى سنواته الاخيرة وما بعد فتح مكة , هذا أيضاً فى نفس الوقت الذى يجهز فيه محمد جيشاً بقيادة زيد بن حارثة لغزو الروم فى أخر أيام حياته , وفى نفس الوقت الذى يوجد فيه مليارديرات من المسلمين كعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله وأبو بكر الصديق , هذا أيضاً فى ظل أمتلاك النبى لأرض فدك التى حدث عليها الخلاف الكبير بين فاطمة الزهراء وأبو بكر بعد وفاة النبى ومازال هذا الخلاف قائماً بين السنة والشيعة إلى الأن.

 

هنا أمور أكثر من ذلك تعفناً ولكن هذه الصورة التى عرضوها لنا عن محمد لا يمكن أبداً أن تكون صورة نبى من الأنبياء .. أين النبى فى وسط هذه الصورة المتعفة ؟ التى تمتلأ كتب الحديث عند السنة والشيعى على حد سواء.

 

وفى النهاية أريد أن أقول أننى أعرف تماما أن هؤلاء الوعاظ وخرفانهم على أستعداد تام وكامل لقطع لسانى بحجة أن لحوم العلماء مسمومة بالسم الهارى , وأن كل ما ذكروه من روايات موجودة فى البخارى ومسلم وكتب الشيعة  وكأن أصحاب هذه الكتب آلهة أكبر وأعظم من رب العالمين ؟!! يدافعون بإستماته عن كل ما هو موجود فى تلك الكتب وإن كان ينتقص ويتنقص من قدر ومكان ومكانة النبى الأكرم عليه السلام الذى قال عنه ربه :  "وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) } (سورة القلم 3 - 4) ولا يريدون من أحد أن يسأل أو يتساءل أو يعمل عقله.

 

اٌبتلى الله تعالى المسلمين في القرون الأولى بعملاء الشيطان كالبخاري و مسلم والكافى و أمثالهم،  كما  اٌبتلى المسلمين في القرون الأخيرة بما دعوهم بالوهابيين السلفيين عملاء الشيطان العصريين.  اختلف الفريقان في الوسائل التي كان بها البلاء،  و لكنهما اٌتفقا على تشتيت المسلمين و إبعادهم عن كتاب الله الحق.  أصر كل من الحزبين في الوقت ذاته،  أنهما ينصران الإسلام و يتقدما بالنصيحة للمسلمين– باسم الدين طبعا!  ففي حين أن العلماء و الأئمة الضالة في القرون الغابرة روجت بنشاط –و ما زالت تسند- نشر أكاذيب البخاري و مسلم والكافى و أمثالهم،  إلا أن القليل من الناس من يعرف نشأة الوهابـيين بالسيف و التدمير و الخيانة و الفساد، و خطرهم على الأمة الإسلامية التي تعتبرها الوهابية كفرة.

أيها الوعاظ أتقوا الله وأنصفوا رسول الله من أنفسكم أولاً أنصفوه من علماءكم وأصنامكم التى سميتموها أنتم وأباءكم وما أنزل الله بها من سلطان، فهل بعد كل ذلك هل يستحق " سهيل " القتل وأنتم أسأتم وأهنتم الرسول أكثر وافظع مما نُسب إلى " سهيل " فما هى جريمة " سهيل " بجانب هذا الكم الهائل من الحط والسب والإهانة لرسول الله أكثر بكثير مما هو نسب إلى سهيل إن كان هذا حق.

 

والسؤال ما زال قائما .... لماذا " سهيل ".

ولا أملك إلا أن اقول حسبى الله ونعم الوكيل ... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

اجمالي القراءات 9819