رسالتي الثانية إلى صديقي الملحد
رسالتي الثانية إلى صديقي الملحد

غالب غنيم في الخميس ٢٥ - سبتمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

رسالتي الثانية إلى صديقي الملحد

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد أن ناقشتُ في رسالتي الأولى المسائل الجوهرية التي يجب أن نتفق عليها مع صديقي الملحد، وجدت في العالم الالكترونيّ كثيرا من الانحراف الفكريّ الفعليّ لبعض هؤلاء الذين ينادون بالإلحاد! ومما رأيته وأراه الآن انهم لا يختلفون عن أهل التراث والخرافات في شيء ما! العفو على هذه الإفتتاحية التي قد تبدو تهجمية للوهلة الأولى، ولكن من المؤسف جدا ان ترى بعض دعاة الإلحاد يسيرون في نفس خطى أهل التراث وأهل الخرافات، فيستمرون في نشر الخرافات مع علمهم علم اليقين بأنها خرافات ولا تمتُّ بصلة الى دين الله تعالى القيّم، الإسلام من القرءان، كما بلغنا!
قرأت قبل فترة مقال لكاتب مصري أعلم أنه يعرف معرفة جيدة الفرق بين القرءان والتراث في نظرية الخلق، أي كيف خلق الله تعالى البشر، وأنا أقرأ له وهو يلبس الحق بالباطل، ويأتي بخرافات من التراث بل ومن الأساطير القديمة، يريد بكل جهد أن يلصقها للإسلام الإلهي القرءاني!
وبالفعل كانت صدمة لي حتى أنني لم أمسك نفسي عن التعليق عليه، وأعترف أنني علقت ببعض العصبية حينذاك، وهذا لعلمي بأن هذا الشخص، وأمثاله كثيرون يعلمون علم الحق الفرق بين القرءان وبين ما جاء به البخاري والكافي من أساطير كثيرة أغلبها من التلمود والفكر الزرادشتي والمجوس !
وأستغرب صديقي أن تعمل جاهدا بكل قوة على أن تحارب دين الإسلام القرءانيّ وتخلطه بهذه الأساطير مثلكَ مثل كثيرين ممن نعتوا أنفسهم بالعلماء ومثل كثيرين ممن ينعقوا الآن على الفضائياتِ، فهل أنت الآن تختلف عنهم في شيء ؟!

على أية حال، انا لم أكتب هذه الرسالة لأمثال هؤلاء المغرضين، فهم برأي أقل شأنا بكثير من الملحدين، وأعتبرهم من المغرضين بهدف على علمٍ، أي لهم هدف محدد وهو زيادة الخلط على من حولهم وعدم إظهار اللغو الذي حدث على هذا الدين العظيم الذي لم يستطع أحد تحريف رسالته أبدا بحفظ الله تعالى له بحمده.

صديقي الفاضل،
ردا على الأخت الفاضلة هاجر سلود، التي تسائلت يوما عن حق بعض الملحدين في أن يسألوا أسألة متعددة حول الديانات والله تعالى، وعن قولها بأنها تظن أنه من حقهم أن يتساءلوا، والذي أتفق معها فيه، أريد هنا نقاش بعض النقاط، التي بالفعل، كثير منا نحن، الذين ندّعي بأننا مسلمين، نسألها!
حيث تعرضت الأخت لبعض الئلألة، ممن حولها، وهي طرحت هذه الأسألة، والتي كما يبدو، طارحها ملحد، كما أنا فهمت، فأحببت أن أبدي رأي الشخصي، وفهمي الآنيّ، لهذه الأسئلة، فبرأيي أن الانسان يجب أن يؤسس لنفسه قبل أن يعتنق أي دين، والتأسيس لا يكون بالوراثة، بل بالفهم العميق العلميّ غير الوراثيّ لكل أمور الدين التي قد تبدو للوهلة الأولى غامضة، لكنها في حقيقتها، مغيّبةً عنا بسبب المخزون الثقافي التراثي البئيس، من خرافات وأساطير استقيناها منذ الطفولة، وأنا أرى أن أي سؤال، مشروع في دين الله تعالى، إلا فهم "ذات" الله تعالى! وهذا أمر فلسفي طبيعي يجب أن يعلمه أي مخترع بأن ما تخترعه قد يعرفك ولكنه لن يعلمك! وأبسط مثال على ذلك بحكم كوني مهندس كمبيوتر هو أنك تستطيع اختراع نظام ذكيّ يتعرف عليكَ ويميزكَ عن بقية من حولكَ من الناسِ صوتا وصورة لكنه أبدا لن يعلم ماهيتك، أو ذاتك!
وهكذا بالنسبة لي الله تعالى، فأنا أستطيع التعرف عليه، ولكنني بحكم كوني مخلوقه، لن أستطيع العلم بذاته، فبمجرد أن تتعرف عليه، ستعلم بأنك قاصر العلم به!

ولكن في ذات الوقت، أطلب أسألة مشروعة، وليست عبثية واعتباطية كما يفعل كثيرون من المغرضين الذين يعلمون الفرق بين التراث والقرءان !
وللاسف، أغلب الشباب اليوم يخلطون بين التراث الذي يلصق للإسلام تهما لا حدود لها مع القرءان العظيم الذي حرر مَن قبلنا من الإصر والأغلال التي كانت عليهم، بل وجعل هذا الدين أو الملة هي المخففة وملة السلام والحب، وليس كما فعل التراث الذي أعاد كل الإصر والأغلال إليه باللغو فيه من حوله، ولكن الله بحمده أبقى رسالته محفوظة لنستقيها اليوم بعد أكثر من ألف سنة، ولنفقهها بكل يسر، ليُتمّ نوره، رغما عن أنف كل من يلغو أو لغى فيه !

والآن لنبدأ نقاش بعض الأمور بعد كل هذه المقدمات التي لا أرى منفذا منها، حيث تقول الأخت في تعليقها الآتي :
     "هذه رسالة وصلتني من صديق ملحد، ليس لي ردا عليها سوى بسؤال : لماذا حياة فموت، وحياةٌ، التعاسة فيها أكثر من السعادة؟
سؤال بري!"

ثم ترفق الأسألة، التي سنتعرض لها أدناه!
وفي البداية، حين نحكم مسبقا في أي مسألة، فنحن نضيع البحث!

واستخدام المفردات في السؤال يجب أن يكون دقيقا وليس مطلقا ومحددا، وخاصة في مسائل الخلق والغائيات والأهداف والفكر!
وهنا يقرر الصديق مسبقا أن الحياة الدنيا فيها تعاسة أكثر! وأنا اعترض على مفردة تعاسة فقط، فهي مفردة تخص كل فرد بحد ذاته، وليست مطلقة على جميع البشر، فهناك كثيرون يعيشون بسعادة، أما قضية الكَبَدْ، أي التعب والركض في هذه الحياة، فهي ميزتها، برأيي، وهي لا علاقة لها بالتعاسة، بل بالجهد للحصول على نتيجة أو درجة ما، ونفس السؤال إن مثّلناه، في حياتنا ، فقلنا، لماذا أدرس جامعة أربع سنين ثم كل مستقبلي يتعلق على هذه الأربع سنين؟ ولنلاحظ أن مستقبلي سيكون متعلقا، إن اغفلنا العوامل المحيطة الأخرى، على مدى جهدي وتعبي في هذه الأربع سنين! فكلما اجتهدت ودرست وتعلمت أكثر كلما كانت فرصتي أكبر في الحصول على وظيفة مرموقة اكثر من غيري ممن لم يلق بالا ولم يجتهد ولم يدر ما يدرس !
والله تعالى يعلمنا أن الحياة الدنيا ما هي الا عمل واجتهاد وجهاد لكي نرقى في الحياة الآخرة التي هي ذاتها درجات وليست متساوية للجميع ! ومنه، ومن قانون اذا عم الظلم فذلك عدل، الجميع بلا استثناء، يعلمون أن هذه الحياة ما هي الا مقدمة للأخرى، وعليه، كل حسب جهده!

- سؤال : لماذا خلق الله بشرا " شهوانيا" أصلا ليعصيه فيدخله إلى النار؟

أقول أولا، مفردة " شهوانيا " لا نجدها الا في التراث فقط، ولا علاقة لها بالقرءان أبدا، وهذا مما لغى فيه المنافقين والمرجفين والمغرضين في دين الله تعالى القيم، فجعلوا كل شيء يعود للجنس، فحين يتم تعليمنا منذ الصغر بعلوم كلها عن الجنس ويتم ربطها بمفردات العيب والحرام والحلال وتحقير النساء، والترغيب بالإكثار من الزوجات واللغو بالحور العين لتصبح 72 حورية في الجنة ينتظرنّك! وكثير كثير من الكتب التي تناقش الجنس من منظور دينيّ والله من كل هذا براء، من المؤكد ان يطرح كثيرين من الشباب مثل هذه الاسئلة!
والجواب واحد لن أكرره، هذا هو الدين الوضعي التراثي من البخاري والكافي، ولا علاقة لدين الله تعالى القيم في القرءان الكريم بكل هذه الترهات والسفاهات والشبق الجنسي المقرف الذي تشمئز منه النفوس، غير الموجود في كل العالم الا في البيئة التي ينتشر فيها مثل هذا الدين الوضعي!
ومنه، الله تعالى لم يخلق بشرا " شهوانيا " ولم يامره أبدا أن يتبع الشهوات، بل العكس تماما! وأكثر الايات في القرءان الكريم تم تفسيرها من قبل أناس أقل ما يمكن القول فيهم أنهم مغرضين في الأمر يريدون اللغو فيه، ومن يريد أن يقرا أكثر، فليقرأ تفسير ابن كثير لآية الحيض، وستشمئز نفسه من تفسيرها، حيث يتم هتك ستر بيت النبي بكل ما يمكن ان يكون من اساءة بيّنة للنبي عليه السلام والرحمة.

- سؤال : لماذا أمر ابليس بالسجود لآدم رغم أن السجود لا يكون إلا لله ؟

أقول هنا بكل بساطة، السجود نوعان، وبشكل عام، أي مفردة في القرءان الكريم، لا بد أنك ستراها بمنظورين، حسب منهجي في فهم القرءان الكريم، المنظور الأول معنويّ المدلول، والثاني ماديّ المدلول، فحين نقول " وجه الله "، تكون معنوية المدلول لأن الله ليس كمثله شيء، وكذلك " يد الله" وكذلك " ادخلوا الباب سُجّدا " ، فلا يعقل أن ندخل الباب ونحن سجود على الأرض! والسجود يحمل في مدلوله المعنوي عدة مفاهيم مجتمعة، ومنها الخضوع والطاعة والقبول بالأمر، ونفقه مدلول المفردة من السياق والموقف والموضوع والآية، وأحيانا من تفصيل لها في ايات أخرى ! فما قصة أمر السجود هذه ؟
حين أطلع الله تعالى الملائكة بأنه جعل في الأرض خليفة، اعترضت الملائكة، لأنهم يرون الإنسان أمامهم في الأرض، يفسد فيها ويسفك الدماء، فكيف يكون خليفة في الأرض؟!
ولمن يقول أنهم اعترضوا بسبب علمهم بما سيحدث لاحقا، فهو يقع في مطب سبب اعتراضهم، إن كانوا يعلمون مسبقا الغيب ! ثم هم علقوا نهاية في اعتراضهم بقولهم، " ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك"، أي فعل حالي حاضر، فلم يكون خليفة وهو " الآن" يفسد ويسفك الدماء ؟!
ثم كان الجواب من العلي القدير بسيطا، بأنه سبحانه يعلم ما لا تعلم الملائكة!
ثم كان الأمر لهم بالخضوع والطاعة لهذا المخلوق !
الحقيقة أن الإنسان الأول بالفعل كان مفسدا لنقص مقومات الوعي والإدراك فيه! وحين اصطفاه الله تعالى، وجعل له السمع والأبصار والأفئدة، ونفخ فيه الأمر، أصبح واعيا، بل وعلمه الأسماء " كلها" !  أي أصبح بشرا سويّا! وهنالك علمت الملائكة بأنهم لا يعلمون! والجميل هنا، مما لاحظته في دراساتي لتطور العلاقة بين الملائكة والبشر، هو أن هؤلاء الملائكة الذين اعترضوا علينا يوما ما، أصبحت تصلي علينا لتخرجنا من الظلمات الى النور بعد ذلك، بل وهي تريدُ يوم الحساب أن تشفع لنا، إن سمح الله تعالى لهم بذلك! وهذه علاقة جميلة جدا من تطور فهم ونظرة الملائكة إلينا منذ بداية الإصطفاء حتى البعث بعد الموت ! وصلاتهم علينا ورغبتهم بالشفاعة لنا، أكبر دليل على سجودهم لنا !

- سؤال : لماذا استجاب لدعوة ابليس بعد أن كفر فتركه يعيش؟

أعرف أنني سالقي قنبلة الان !!
من الموروث، وللأسف، فيما لغى التراث في القرءان، بأن أحضر إلينا كثيرا من أساطير الأولين التي تم اللغو فيها من قبل في التوراة والانجيل، فالتلمود ليس الا تراث مثله مثل كتب البخاري والكافي، بل يمكنك التاكد! وستجد صفحات كاملة مقتطعة " كما هي " من التلمود، ومعادة في هذه الكتب التراثيه! ومن هذه الأساطير، أسطور اله الشر مقابل اله الخير!
فالذين سبقوا رسالة القرءان اخترعوا ما يسمى بإله الشر، أو القوة الأخرى، أو سيد الظلام، ونرى في كل هذه الأساطير، التي تم نقلها الينا، عبر اللغو في القرءان، بان هذه القوة المضادة لقوة الله تماثله في القدرات والعلم تقريبا! وتعاكسه في الاتجاه!
فابليس، اصبح الها في الأرض، يرى قلوبنا جميعا، ويعلم ما نفعل، ويوسوس الى الجميع، وكانه قادر على علم ما في الصدور جميعا، ويرى كل البشر في آن واحد! هو إله الشر من منظور التراث!
بينما لا إله الا الله، كما المفروض أن يكون! فتم جعل ابليس اسطورة لا تموت! بينما هو مات منذ عهود ودهر بعيد لا نعلمه! وتم اللغو بالخلط بين مفردة "شيطان" ومفردة " إبليس" !
ولكن الواقع أن إبليس شيطان، وليس كل شيطان ابليس !

 ابليس مات سيدي! ولا يوجد من يعلم ما في قلبك الا الله تعالى ! ولا يوجد من يحيط علما بكل شيء الا الله تعالى ! الله تعالى ترك ابليس الذي هو نقيض ادم وليس نقيض الله تعالى ليحاسبه يوم الحساب، كما تركنا جميعا، فسنة الله لا تبديل لها، وخلال ذلك الوقت الذي عاشه ابليس نشر تعاليمه مقابل ادم، فاصبح له ذرية، كما ادم، ابليس ليس حي اليوم بل ميت، وهو في كتاب الله، لكن تعاليمه حية، والأخطر منه، هو شياطيننا نحن، وكتب الله تعالى عنهم الكثير، وهم أناس من حولنا، وأبسط مثال عليهم، من تعرضت له في بداية مقالي هذا، الذي يدّعي بالحاد ان القرءان هو التراث وهو يعلم علم الحق الفرق بينهما، فينشر مقالات مغرضة في القرءان – أو باسم القرءان وهو يخلط به التراث متعمدا بالرغم من كونه ملحدا!
الجواب اذا، ابليس ليس اله، ومات!!!

أسئلة – لأانها كلها مرتبطه :
- لماذا عندما خلقه منعه من أكل التفاحة من شجر الجنه؟
- لماذا لما عصاه غضب عليه من أجل التفاحة؟
- لماذا سمح لإبليس بأن يدخل الجنة رغم أنه كفر؟
- لماذا عاقب أبناء أدم كلهم بالرغم من أنه قال ولا تزر وازرة وزر أخر؟ ما ذنبنا نحن ؟

أرى أن كل هذا اساطير الأولين! إن أردت الجواب اليقين فارجع للقرءان، واترك التراث الذي جاؤوا به من الكتاب المقدس – الفصل الأول منه – عن حية تدخل ابليس وعن تفاحة وبرتقال وخرافات لا سلطان لها ! فكل ما تسأل عنه، له علاقة بالتراث وليس بالله تعالى، فالله تعالى لم يقل ما هي هذه الشجرة؟ وبالرغم من ذلك، أستطيع أن أقول لك، أنه حرم علينا " لحم الخنزير والدم المسفوح " ! وهذا ما لا علم لي بسببه الا أنه أمر بسيط صغير من أمور مباحة كثيرة، فهو ليس بامتحان صعب أن نمتثل " للأمر" الذي ليس بتلك المكانة في الحياة!
فلو حرم علينا كثيرا مما أحلّ لاتفقت معك أن الأمر صعب وغير مفهوم! لكن حين يحرم عليك " الدم المسفوح " الذي يأكله كثير من الناس في العالم، فسأمتثل لمن أمرني فقط كطاعة له، فهو لم يصعّب الأمور عليّ، ولم يجعل كل ما حولي محرما لأاعترض، فالبديل عن الدم المسفوح هو الكبِد! والذي لم يحرمه! أما لم الدم المسفوح؟ فلا علم لي إلا أنه امتحان صغير جدا لي!

أنا شخصيا! قد افتري واقول أن لحم الخنزير قد يكون من أشهى اللحم! فحرمه ليمتحن امتثالي! هو امتحان بسيط صديقي ليس اكثر، حين تكون الجنّة كلها مرتع لك!
وقولك انه غضب بسبب التفاحة ليس دقيقا صديق! فالقرءان يقول غير قولك! الله تعالى يغضب لعدم امتثال البشر لأوامره أيا كانت! وليس لما في الأمر! فإن أنا أكلت لحم خنزير، فسيغضب ليس لأنني اكلت اللحم، بل لعدم امتثالي لامره! ومن يخسر في الميزان يحل غضب الله عليه لأنه لم يمتثل لأمره، ومن يطغى في الطعام يحل غضب الله تعالى عليه كذلك!
ألا ترى أن القرءان مليء بالأخلاق التي إن لم نمتثل بها سيغضب الله تعالى علينا ؟!

والله تعالى لم يدع ابليس يدخل الجنة! فمفهوم القرءان أن ادم وزوجه كانا في جنة " على الأرض" وليس في السماء كما قيل لنا في خرافات الأولين!
ولم يقل الله ان ابليس هو من أغوى ادم وزوجه، بل قال الشيطان! والشيطان في كل منا صديقي! كل فرد على الأرض أَلهَم الله تعالى نفسه فجورها وتقواها، نصفك شيطان ونصفك الآخر نقيضه، قرينك، ولا يوجد شيطان يوسوس لي عبر رأسي وحيا كما يدّعي التراث وخرافات الأولين مما ساقوه لنا من التلمود وغيره!

ثم إن أدم بالرغم من "كل علمه" أخطأ، فأدم علِم الحق ! وزاغ عنه، لهذا هو اعترف بأن ذنبه كبير جدا، بعكسنا نحن، لو أخطأنا وتبنا فلن نعلم بحجم خطأنا كما عَلِم أدم أبدا! ولهذا، لا يمكننا أن نقول أن كل هذا سيناريو وضعه الله تعالى ونفذه كما انت علقت في نهاية أسئلتك ظلما له!

فأدم كان حر الإختيار، وهو من اختار العصيان لأمر من اصطفاه والذي جعل الملائكة يطيعونه الأمر! وأدم لم يكن في السماء لينزل منها، فهو هبط من مكانة في الأرض الى مكان ادنى من الذي كان فيه، حيث لا تتوفر فيه كل سبل الراحة التي كانت متوفره! ولهذا، الله تعالى لا ولم يعاقبنا بذنبه، فنحن أصلا لم نكن موجودين ليعاقبنا بذنب أدم! ولكي لا يعاقبنا، أرسل الينا كل القصص والنذر لكي نعلم كيف بدا الخلق وما حدث لكي لا نكرر خطأ أدم! ونرى شياطيننا من حولنا تعبث بكل هذا تريد منا أن نبتعد عن الحق الآن وأنا وأنت نقرأ كل هذا !
 
وحين تعلم أن الجنة التي عاش فيها ادم ليست الجنة التي وعد الله، ستعلم ان الفرق بين حياة ادم في الجنة وخارجها كان في الجهد والتعب للحصول على مسوغات الحياة الطيبة!
 
ونحن لسنا بمعاقبين، فلم نولد في الجنة أصلا! فكيف نفترض أننا معاقبون إن لم نولد فيها؟!

فكيف تحكم بما لم يكن أصلا ؟ هو نفس المبدا لو أن أبويك من أوروبا، وقبل أن تظهر أنت قدما الى بلد في وسط أفريقيا وولداك هناك، فهل هما عاقباك بهذا ؟ فهما استقرا هناك! ولم تك أنت في أوروبا أصلا! فلا منطق في السؤال هنا - عفوا!

أما بقية الأسألة فقد أجبت عنها في الرسالة الأولى.

خلاصة :
قبل أن تسأل أي سؤال صديقي الملحد، أرجوك، قم بدراسة مفارقة أديان بين دين القرءان من القرءان، والأديان الوضعية الكثيرة من حولنا الآن المنسوبة للإسلام، والتي لا اعرف كم عددها،  ثم اسأل ما ترغب!

سلام عليك

اجمالي القراءات 9208