زر غبا تزدد حبا

لطفية سعيد في الأحد ٠٧ - سبتمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

نفتح صفحات التاريخ لنقف عند راوية أكثر في الراوية ، كان يسوغ كثرة الرواية عن النبي (عليه السلام) بأنه ما دام لا يحل حراما ولا يحرم حلالا، فإنه لا بأس من أن يروى، وقد أيد صنيعه هذا بأحاديث رفعها كذباإلى النبي !! ومنها ما رواه الطبراني في الكبير أن رسول الله قال: " إذا لم تحلوا حراما ولم تحرموا حلالا وأصبتم، المعنى فلا بأس كان  ....  ".

. ضربه عمر بن الخطاب بالدرة عقابا له على إكثاره في الرواية ... ،  لقب بشيخ المضيرة ، وقد قيل له أيضا تعليقا على بعض تصرفاته المخجلة  : ( زر غبا تزدد حبا   ،  أعتقد ان  شخصية الراوي أصبح الجميع يعرفها يقينا  ‘ إنه :  ( أبو هريرة )

، نفتح صفحات التاريخ ـ  وخاصة سلبياتها ـ ونعرضها على القرآن الكريم ، ليس بغرض التشويه  ، لكن  بهدف الاصلاح ، ولنثبت أن القرآن الكريم فى دعوته الاصلاحية صالح لكل زمان ومكان ، وأن ما وجدنا عليه آباءنا مخالف لكتاب الله ....

وسنكتفي ، ببعض ما أورده محمود أبو ريا في كتابه أضواء على السنة المحمدية ، وببعض ما جاء في كتاب : (البداية والنهاية عن أبي هريرة :

من كتاب أضواء على السنه المحمدية للكاتب الأستاذ الشيخ محمود ابو رية و هو ما كتبه فى هذا الكتاب عن أبو هريرة و هي جزء من الحلقة الخامسة من الكتاب الذي عرضه هنا فى الموقع على أجزاء فى قسم كتاب أعجبني الأستاذ محمد البارودي :

أما محمود أبو ريا  : (في أضواء على السنة المحمدية ) :

 

  

(ولولا أن هذه الكثرة البالغة - بفضل ثقة الجمهور بها - قد استفاضت في كتب الحديث، وأخذت مكان الاعتبار والتصديق من قلوب المسلمين، وسيطرت على عقولهم وأفكارهم. وجعلوها من عام دينهم، على ما فيها من مشكلات تحار فيها عقول المؤمنين، وشبهات وخرافات تتخذ مطاعن على الدين، وأسانيد يتكأ عليها في إثبات الاسرائيليات والمسيحيات وغيرها من الملل والنحل - لولا ذلك كله ما جرى بهذا البحث قلمنا، ولا اتجه إليه بالعناية همنا.

الاختلاف في اسمه:

لم يختلف الناس في اسم أحد - في الجاهلية والإسلام - كما اختلفوا في اسم " أبي هريرة " فلا يعرف أحد على التحقيق الاسم الذي سماه به أهله، ليدعى بين الناس به.

 قال النووي: اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر على الصحيح من ثلاثين قولا... وقال حافظ المغرب ابن عبد البر في الإستيعاب: اختلفوا في اسم أبي هريرة وأمم أبيه إختلافا كثيرا لا يحاط به ولا يضبط في الجاهلية والإسلام - ومثل هذا الاختلاف والاضطراب لا يصح معه شيء يعتمد عليه - وقد غلبت عليه كنيته، فهو كمن لا اسم له غيرها وأولى المواضع باسمه المكنى.

 وقال صاحب المشكاة: قد اختلف الناس في اسم أبي هريرة ونسبه اختلافا كثيرا، وقد غلبت عليه كنيته فهو كمن لا اسم له واشتهرت الكنية حتى نسي الاسم الأصلي لأنه قد اختلف فيه اختلافا كثيرا.

ومما تبين لك يكون الجزم باسم خاص يطلق عليه، من ضروب التخمين فنكتفي بذكر كنيته التي التصقت به - وهذه الكنية قد بين هو نفسه سببها فقال: كنت أرعى غنم أهلي - وكانت لي هرة صغيرة، فكنت أضعها بالليل في شجرة، وإذا كان النهار ذهبت بها معي فلعبت بها فكنوني " أبا هريرة"!!

 نشأته وأصله:

 وإذا كانوا قد اختلفوا في اسم أبي هريرة، فإنهم كذلك لم يعرفوا شيئا عن نشأته، ولا عن تاريخه قبل إسلامه، غير ما ذكر هو عن نفسه، من أنه كان يلعب بهرة صغيرة. وأنه كان فقيرا معدما، يخدم الناس بطعام بطنه - وكل ما يعرف عن أصله أنه من عشيرة سليم بن فهم من قبيلة أزد ثم من دوس. ومن قوله في ذلك: نشأت يتيما، وهاجرت مسكينا، وكنت أجيرا بطعام بطني.

 وقال ابن قتيبة في ترجمته بكتاب " المعارف " بعد أن ذكر اختلاف الناس في اسمه، وأنه من قبيلة باليمن يقال لها دوس ما نصه: " وقال أبو هريرة نشأت يتيما وهاجرت مسكينا. وكنت أجيرا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني، وعقبة رجلي، فكنت أخدم إذا نزلوا، وأحدو إذا ركبوا، وكنيت بأبي هريرة بهرة صغيرة كنت ألعب بها.

 قدومه إلى المدينة وذهابه إلى خيبر:

 قدم أبو هريرة بعد أن تخطى الثلاثين من عمره - وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) حينئذ في غزوة خيبر، التي وقعت في سنة 7 من الهجرة: قال ابن سعد في الطبقات الكبرى: قدم الدوسيون فيهم أبو هريرة ورسول الله بخيبر فكلم رسول الله أصحابه في أن يشركوا أبا هريرة في الغنيمة ففعلوا - ولفقره اتخذ سبيله إلى الصفة بعد ما عاد إلى المدينة فعاش بها ما أقام بالمدينة، وكان من أشهر من أمها.

سبب صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم:

 كان أبو هريرة صريحا صادقا في الإبانة عن سبب صحبته للنبي (صلى الله عليه وسلم)، كما كان صريحا صادقا في الكشف عن حقيقة نشأته. فلم يقل إنه صاحبه للمحبة والهداية - كما كان يصاحبه غيره من سائر المسلمين - وإنما قال: " إنه قد صاحبه على ملء بطنه".

ففي حديث رواه أحمد والشيخان عن سفيان عن الزهري عن عبد الرحمن الأعرج قال: " سمعت أبا هريرة يقول: إني كنت امرأ مسكينا أصحب رسول الله على ملء بطني ". وراية مسلم: أخدم رسول الله، وفي رواية " لشبع بطني ". وفي رواية لمسلم: كنت رجلا مسكينا أخدم رسول الله على ملء بطني. وفي رواية له أيضا: وكنت ألزم رسول الله على ملء بطني. وسجل التاريخ أنه كان أكولا نهما، يطعم كل يوم في بيت النبي، أو في بيت أحد أصحابه، حتى كان بعضهم ينفر منه. ومما رواه البخاري عنه أنه قال: كنت أستقرئ الرجل الآية وهي معي كي ينقلب بي فيطعمني - وكان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، وروى الترمذي عنه: وكنت إذا سألت جعفر عن آية لم يجبني حتى يذهب إلى منزله. ومن أجل ذلك كان جعفر هذا في رأي أبي هريرة أفضل الصحابة جميعا، فقدمه على أبي بكر وعمر وعلي وعثمان وغيرهم من كبار الصحابة رضي الله عنهم جميعا. فقد أخرج الترمذي والحاكم بإسناد صحيح عن أبي هريرة: ما احتذى النعال ولا ركب المطايا، ولا وطئ التراب، بعد رسول الله أفضل من جعفر بن أبي طالب.

شيخ المضيرة:

 كان أبو هريرة يلقب " بشيخ المضيرة " وقد نالت هذه المضيرة من عناية العلماء والكتاب والشعراء ما لم ينله مثلها من أصناف الحلوى، وظلوا يتندرون بها، ويغمزون أبا هريرة قرونا طويلة من أجلها، وإليك بعض ما أرسلوه فيها.

قال الثعالبي في كتابه " ثمار القلوب في المضاف والمنسوب " ما يلي: شيخ المضيرة: كان أبو هريرة رضي الله عنه على فضله واختصاصه بالنبي (صلى الله عليه وسلم) مزاحا أكولا، وكان مروان بن الحكم يستخلفه على المدينة فيركب حمارا قد شد عليه برذعة فيلقى الرجل فيقول: الطريق! الطريق! قد جاء الأمير.. وكان يدعي الطب... وبعد أن ذكر الثعالبي شيئا من طبه وكله طعام يشفي داء الأمعاء، ويداوي نهم البطن، قال: وكان يعجبه المضيرة جدا فيأكل مع معاوية، فإذا حضرت الصلاة صلى خلف علي رضي الله عنه، فإذا قيل له في ذلك قال: مضيرة معاوية أدسم وأطيب، والصلاة خلف علي أفضل، وكان يقال له " شيخ المضيرة " وختم الثعالبي قوله ببيتين لشاعر هجا فيهما أبا هريرة أعرضنا عنهما.

وعقد بديع الزمان الهمذاني مقامة خاصة - من مقاماته - لهذه المضيرة، غمز فيها أبا هريرة غمزة أليمة فقال: حدثنا عيسى بن هشام قال: كنت بالبصرة ومعي أبو الفتح الإسكندري رجل الفصاحة يدعوها فتجيبه، والبلاغة يأمرها فتطيعه، وحضرنا معه دعوة بعض التجار، فقدمت إلينا مضيرة تثنى على الحضارة، وتترجرج في الغضارة، وتؤذن بالسلامة، وتشهد لمعاوية رحمه الله بالإمامة... وقال أستاذنا الإمام محمد عبده في شرح ذلك: " ومعاوية ادعى الخلافة بعد بيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فلم يكن من يشهد له بها في حياة علي إلا طلاب اللذائذ، وبغاة الشهوات، فلو كانت هذه المضيرة من طعام معاوية لحملت آكليها على الشهادة له بالخلافة، وإن كان صاحب البيعة الشرعية حيا - وإسناد الشهادة إليها لأنها سببها الحامل عليها.

 والإمامة والخلافة في معنى واحد " وفي الأساس لجار الله: علي مع الحال المضيرة، خير من معاوية مع المضيرة. وأخرج أبو نعيم في الحلية قال: كان أبو هريرة يطوف بالبيت هو يقول: ويل لي بطني، إذا أشبعته كظني، وإن أجعته سبني، ورواية ابن كثير في البداية والنهاية: أضعفني.

وفي خاص الخاص للثعالبي: كان أبو هريرة يقول: ما شممت رائحة أطيب من رائحة الخبز الحار، وما رأيت فارسا أحسن من زبد على تمر. قد جعل أبو هريرة الأكل من المروءة، فقد سئل: ما المروءة؟ قال: تقوى الله وإصلاح الصنيعة، والغداء والعشاء بالأفنية. وقد أضربنا عن أخبار كثيرة لأن في بعضها ما يزيد في إيلام بعض الناس.

 حديث زر غبا تزدد حبا:

 قال رسول صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة ذات يوم: زر غبا تزدد حبا، وقد كان صلوات الله عليه نعم المؤدب لأصحابه، وكان دائما يتولاهم بحكمته، ويغرس فيهم مكارم أخلاقه بسيرته، وما كان له (صلى الله عليه وسلم) أن يذر مثل أبي هريرة على ما كان عليه من غشيان البيوت في كل وقت، يقبله هذا ويصده ذاك، من غير أن يؤدبه بأدبه العالي، وكان سبب ذلك أنه صلى الله عليه وسلم قال له: أين كنت أمس يا أبا هريرة؟ قال زرت أناسا من أهلي، فقال يا أبا هريرة: زر غبا تزدد حبا. وقد ذكر أبو حيان التوحيدي في كتابه " الصداقة والصديق " قال أبو هريرة: لقد دارت كلمة العرب " زر غبا تزدد حبا " إلى أن سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " ولقد قالها لي ". قال العسجدي: " ليست هذه الكلمة محمولة على العام، ولكن لها مواضع يجب أن تقال فيها، لأن الزائر يستحقها! ألا ترى أنه صلوات الله عليه لا يقول ذلك لأبي بكر، ولا لعلي بن أبي طالب وأشباههما، فأما أبو هريرة فأهل ذاك! لبعض الهنات التي يلزمه أن يكون مجانبا لها، وحائدا عنها ". وهنات أبي هريرة التي يغمزه بها العسجدي، أنه كان لنهمه يغشي بيوت الصحابة في كل وقت، وكان بعضهم يزور عنه، وينزوي منه، فأراد الرسول أن يلقي عليه درسا في أدب الزيارة وغشيان البيوت، فذكر له المثل العربي " زر غبا تزدد حبا ". وكان صلوات الله عليه لا يفتأ يتعهد أصحابه بالتأديب وتحرى حسن الخلق.

مزاحه وهذره: أجمع مؤرخو أبي هريرة على أنه كان مزاحا مهذارا، يتودد إلى الناس ويسليهم بكثرة الحديث، والإغراب في القول ليشتد ميلهم إليه، ويزداد إقبالهم عليه، وإليك بعض ما رووه في ذلك. قالت عنه عائشة، وهي أعلم الناس به لامتداد العمر بهما، في حديث المهراس: إنه كان رجلا مهذارا.

 التهكم به:

 ولقد كانوا يتهكمون برواياته ويتندرون عليها لما تفنن فيها وأكثر منها. فعن أبي رافع: أن رجلا من قريش أتى أبا هريرة في حلة وهو يتبختر فيها، فقال يا أبا هريرة: إنك تكثر الحديث عن رسول الله، فهل سمعته يقول في حلتي هذه شيئا؟!! فقال سمعت أبا القاسم يقول: إن رجلا ممن كان قبلكم بينما هو يتبختر في حلة، إذ خسف الله به الأرض، فهو يتجلجل فيها حتى تقوم الساعة، فوالله ما أدري لعله كان من قومك أو من رهطك. ويبدو من سؤال هذا الرجل أنه لم يكن مستفهما وإنما كان متهكما، إذ لم يقل له: إنك تحفظ أحاديث رسول الله! وإنما قال: تكثر الحديث عن رسول الله، وسياق الحكاية يدل كذلك على أنه كان يهزأ به، ويسخر منه.

 كثرة أحاديثه:

 أجمع رجال الحديث على أن أبا هريرة كان أكثر الصحابة حديثا عن رسول الله! على حين أنه لم يصاحب النبي إلا عاما وتسعة أشهر! وقد ذكر أبو محمد ابن حزم أن مسند بقي بن مخلد قد احتوى من حديث أبي هريرة على 5374 روى البخاري منها 446.

 وقد قال هو عن نفسه - كما روى البخاري - ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثا مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو  فقد كان يكتب ولا أكتب! ولو بحثنا عن كل ما رواه ابن عمرو هذا لوجدناه 700 حديث عند ابن الجوزي وفي مسند أحمد 722 روى البخاري منها سبعة ومسلم 20، وقد أفزعت كثرة رواية أبي هريرة عمر بن الخطاب فضربه بالدرة وقال له:

أكثرت يا أبا هريرة من الرواية، وأحر بك أن تكون كاذبا على رسول الله. ثم هدده وأوعده إن لم يترك الحديث عن رسول الله فإنه ينفيه إلى بلاده.

 وقد أخرج ابن عساكر من حديث السائب بن يزيد: لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس. ومن أجل ذلك كثرت أحاديثه بعد وفاة عمر وذهاب الدرة، إذ أصبح لا يخشى أحدا بعده. ومن قوله في ذلك: إني أحدثكم بأحاديث لو حدثت بها زمن عمر لضربني بالدرة - وفي رواية لشج رأسي. وعن الزهري عن أبي سلمة: سمعت أبا هريرة يقول: ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله حتى قبض عمر! ثم يقول: أفكنت محدثكم بهذه الأحاديث وعمر حي؟ أما والله إذن لأيقنت أن المخفقة ستباشر ظهري، فإن عمر كان يقول: اشتغلوا بالقرآن فإن القرآن كلام الله. وقد قال الفقيه المحدث السيد رشيد رضا رحمه الله في ذلك: لو طال عمر عمر حتى مات أبو هريرة لما وصلت إلينا تلك الأحاديث الكثيرة ، وقال عن أحاديثه المشكلة: " لا يتوقف على شيء منها إثبات أصل من أصول الدين".

كيف سوغ كثرة الرواية!

 كان أبو هريرة يسوغ كثرة الرواية عن النبي (صلى الله عليه وسلم) بأنه ما دام لا يحل حراما ولا يحرم حلالا، فإنه لا بأس من أن يروى. وقد أيد صنيعه هذا بأحاديث رفعها إلى النبي، ومنها ما رواه الطبراني في الكبير عن أبي هريرة أن رسول الله قال: " إذا لم تحلوا حراما ولم تحرموا حلالا وأصبتم، المعنى فلا بأس".

وقال أيضا إنه سمع النبي يقول: " من حدث حديثا هو لله عز وجل رضا فأنا قلته وإن لم أكن قلته "، روى ذلك ابن عساكر في تاريخه. وأخرج الطحاوي عن أبي هريرة: " إذا حدثتم عني حديثا تعرفونه ولا تنكرونه فصدقوا به، قلته أم لم أقله، فإني أقول ما يعرف ولا ينكر، وإذا حدثتم عني حديثا تنكرونه ولا تعرفونه فكذبوا به، فإني لا أقول ما ينكر ولا يعرف )

هذا ما نقلناه من كتاب أضواء على السنة المحمدية ، وبعد ... كيف لنا أن نصدق  برواية بشرية ، وفيها ما فيها من الاختلاف مع كتاب الله الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ... كيف لنا أن نصدق رواية راو يطلق العنان لنفسه تدليسا  وكذبا  ... كيف لنا بالله عليكم أن نصدق من كان يضربه عمر بن الخطاب على ما يقوله وينسبه للنبي زورا ، بينما كان أكبر همه وشغله الشاغل إشباع رغبته في الطعام من أي طريق ومن كل طريق  ؟؟!!

 

وفي تاريخ ابن كثير " البداية والنهاية " ذكر ابن كثير قصة حياة أبي هريرة في الجزء الثامن في وفيات سنة 59 هـ وقد حاول أن يغطي علي الحقائق التاريخية التي كانت متداولة عن أبي هريرة في عصر ازدهار الحركة العلمية وتحررها.. ونأتي ببعض تلك الحقائق التي ذكرها ابن كثير : يعترف ابن كثير بأن أبا هريرة أسلم سنة فتح خيبر أي سنة 7هـ  لماذا رووا أحاديث لأبي هريرة يتحدث فيها عن أمور وقعت في مكة مثل الإسراء وحديث النبي مع أبي طالب يعرض عليه الإسلام قبل موته ولماذا رووا أحاديث لأبي هريرة وقعت قبل أن يأتي للمدينة ويعلن إسلامه ومنها ذلك الحديث الذي يمدح فيه عثمان ويقول فيه أبي هريرة " دخلت علي رقية بنت رسول الله امرأة عثمان وبيدها مشط فقالت لي : خرج رسول الله من عندي آنفا وقال لي عن عثمان: أكرميه فإنه من أشبه أصحابي خلقا وقد قال " الحاكم" في كتابه " المستدرك" أن ذلك الحديث واهي المتن فإن رقية ماتت سنة (3) من الهجرة في غزوة بدر وأبا هريرة أسلم بعد فتح خيبر فكيف يكون موجودا في المدينة حينئذ
ويعترف ابن كثير أن الرسول صلي الله عليه وسلم " بعث أبا هريرة إلي البحرين مع العلاء بن الحضرمي وكان ذلك في شهر ذي القعدة سنة 8 هـ وظل أبوهريرة في البحرين حتى توفي النبي أي أن أبا هريرة صحب النبي في المدينة سنة واحدة وتسعة أشهر فقط ونتساءل هنا: هل يتفق ذلك مع آلاف الأحاديث التي رواها عن النبي ؟ وقد كان الصحابة يستنكرون كثرة رواياته . ويروي البخاري وابن كثير دفاع أبي هريرة عن نفسه وقوله " إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله والله الموعد أني كنت امرأ مسكينا اصحب رسول الله علي ملء بطني وكان المهاجرون يشغلهم الصفق ـ أي التجارة ـ في الأسواق وكان الأنصار يشغلهم القيام علي أموالهم " ومعني كلامه أن المهاجرين والأنصار انفضوا عن النبي وتركوه وحده مع أبي هريرة .. فهل هذا معقول وحتى لو كان ذلك معقولا فهل تكفي صحبته للنبي مدة (21) شهرا ليروي عنه آلاف الأحاديث ؟ 
ويعترف ابن كثير أن السيدة عائشة أنكرت روايات أبي هريرة واستنكرت كثرة مروياته عن النبي فقال لها : أني والله ما كانت تشغلني عنه المكحلة والخضاب ولكن أري ذلك شغلك!! 
هنا نتساءل : أيهما كان أكثر ملازمة للنبي أم المؤمنين عائشة أم أبوهريرة ؟ وأيهما كان علي الحق ؟ وهل يجوز أن نخاطبها هكذا ؟ 
ويعترف ابن كثير بان الخليفة عمر اتهم أبا هريرة بالسرقة وعزله عن البحرين وضربه وصادر أمواله وقد ذكر ابن كثير دفاع أبي هريرة عن نفسه ولم نسمع وجهة نظر الفاروق عمر ونتساءل : أيهما كان علي الحق عمر أو أبو هريرة ؟ وإذا اعترف أبوهريرة بنفسه بان عمر اتهمه بالسرقة وضربه فهل يصح وصف أبي هريرة بالعدالة ونأخذ عنه الحديث ؟ 
يعترف ابن كثير بان عمر هدد أبا هريرة وقال له لتتركن الحديث عن رسول الله أو ألحقنك بأرض دوس "أي أرض قبيلته" وأنه قال لكعب الأحبار اليهودي لتتركن الحديث عن الأول " أبي هريرة " أو ألحقنك بأرض القردة " أي أرض اليهود " ويذكر أن عمر قال : أقلوا الرواية عن رسول الله إلا فيما يعمل به أي السنة العملية . ويذكر قول أبي هريرة أنه لم يستطع أن يروي أحاديث عن النبي في خلافة عمر خوفا من أن يضربه عمر ويذكر ابن كثير قول عمر لأبي موسي الأشعري حين بعثه للعراق إنك تأتي أقواما لهم في مساجدهم دوي بالقرآن كدوى النحل فدعهم علي ماهم فيه ولا تشغلهم بالأحاديث .. ونتساءل أيهما كان علي الحق عمر أو أبوهريرة ؟ 
ويعترف ابن كثير بأن أبا هريرة كان يدلس في الأحاديث وأنه كان ينسب ما يسمعه من كعب الأحبار للنبي وإذا عرفنا أن كعب الأحبار هو مصدر الإسرائيليات في تراث المسلمين فمن الذي كان بوقا لكعب الأحبار ؟ 
ويعترف ابن كثير بأن معاوية في خلافته إذا أعطي أبا هريرة سكت وإذا أمسك عن عطائه تكلم وأن معاوية كان يولي أبا هريرة علي المدينة وأنه عندما مات أبو هريرة أعطي ذريته أموالا لأن أبا هريرة كان من حزب عثمان والأمويين أي أنه بالتالي كان ضد "علي" وحزبه و معروف أن أبا هريرة شارك في معركة صفين مع معاوية ضد علي وإذن فماذا نقول في أحاديث أبي هريرة في مدح عثمان والأموييوطبقا لما يؤكده دكتور احمد صبحى منصور فان ما قاله ابن كثير هو حقائق تاريخية عن أبي هريرة ، والحقائق التاريخية حقائق نسبية فيها احتمال الخطأ والشك أو الصدق سواء كانت تمدح أبا هريرة أو تنقده .. أما حقائق القرآن فهي حقائق مطلقة لا يأتيها الباطل أبدا وإذا تعاملنا مع أبي هريرة وأحاديثه بمنطق الحقائق المطلقة فقد جعلناه إلها مع الله وجعلناه عنصرا من عناصر الإيمان أما إذا تعاملنا معه علي أنه شخصية تاريخية لها مالها وعليها ما عليها فقد سرنا مع منطق الإسلام والحق والعلم والتاريخ
هذا رأى الدكتور منصور ؟

.

 

أعتذر لكل من جرحت كرامته ، ومن أحس بإهانة قوية ، لأنه صدم في هذه الشخصية التي كان يعدها أقرب وأجل صحابة الرسول عليه السلام ... أقدر شعورك جدا  ، ولكن هذا دين الله الذي من أجله نفتح صفحات التاريخ لنثبت معا  أن الرسول لم يقل إلا ما أرسل به فقط وهو القرآن الكريم الرسالة الخاتمة   ، وهذه الروايات  ليست من الدين الصحيح  بل هي افتراءات بشر يحقد على الإسلام ورسول الإسلام .... والله يشهد أنني لا أريد إلا إلاصلاح  ما استطعت  ، وما توفيقي إلا بالله   ...

المصادر:

أضواء على السنة النبوية للأستاذ الشيخ محمود أبو ريا

البداية والنهاية لابن كثير

كتابات الدكتور أحمد صبحي منصور على الموقع 

اجمالي القراءات 25012