لقد كفر أتباع كتب البشر لأنهم أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا.

عزمت بسم الله،

المتصفح المتدبر لكتاب الله تعالى يجد فيه النور الذي يرشده إلى الصراط المستقيم، ويهد الله تعالى قلبه. وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(11).التغابن.

أما الذي اتخذ إلهه هواه فإن الله تعالى يختم على سمعه وقلبه، ويجعل على بصره غشاوة ولن يجد من يهده. أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ(23).الجاثية. وقد نهى الله تعالى عن طاعة من أغفل الله سبحانه قلبه عن ذكر الله تعالى وكان أمره فرطا. وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا(28). الكهف. أليس أهل الدين الأرضي البشري ( أتباع البخاري وغيره) من هؤلاء؟

ونجد أكثر رجال الدين يشركون بالله، ويعبدون من دونه سبحانه ما لم ينزل به سلطانا ويقولون على الله ما لا يعلمون، رغم تذكير الله تعالى لذلك فقال سبحانه: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ(71). الحج.

قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ(33).الأعراف.

ومن رجال الدين مشركين لكتاب البخاري وغيره بأحسن الحديث ( القرءان العظيم)، فتراهم يلوون ألسنتهم بالكتاب ليحسبه الجاهلون من الكتاب، وما هو من الكتاب، ويوهمون الناس أن ذلك من عند الله ومن الوحي وما هو من الكتاب، وما هو مما أنزل على الرسول من الحق، ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون!!!. وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنْ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(78).آل عمران.

ورغم تحريم الله تعالى التقول عليه سبحانه: وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ(116).النحل.

أقدم لكم أعزائي مثالا على تعطيل آية بينة من آيات الله تعالى، فقد حرم الدين الأرضي البشري الوصية للوالدين والأقربين رغم أن الله تعالى قد فرض الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين. قال رسول الله عن الروح الأمين عن ربه: كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ(180).البقرة.

هل يمكن لرسول الله تعالى أن يتقول على الله فيحرم الوصية للوالدين والأقربين، بعد نزول هذه الآية البينة؟؟؟

حسب الدين الأرضي البخاري نعم، يمكن لرسول الله أن يشرع مع الله، ويحرم ويحل ما لم يأذن به الله تعالى، ويمكن حسب كتب البشر أن يخالف أمر الله تعالى !!!

جاء في ( صحيح البخاري) : بَاب لَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ.

2542 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ وَرْقَاءَ عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ الْمَالُ لِلْوَلَدِ وَكَانَتْ الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ فَنَسَخَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ مَا أَحَبَّ فَجَعَلَ لِلذَّكَرِ مِثْلَ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ وَجَعَلَ لِلْأَبَوَيْنِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسَ وَجَعَلَ لِلْمَرْأَةِ الثُّمُنَ وَالرُّبُعَ وَلِلزَّوْجِ الشَّطْرَ وَالرُّبُعَ.

صحيح البخاري - (ج 9 / ص 280)المكتبة الشاملة.   

ملاحظة لم أجد مثل هذه الرواية في مسلم ولا في مالك، ووجدتها في سنن الترمذي فقد جاء فيه:

2046 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ وَهَنَّادٌ قَالَا حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَى لِكُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ فَلَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ التَّابِعَةُ إِلَى يَوْمِ ... وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ وَرِوَايَةُ إِسْمَعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَأَهْلِ الْحِجَازِ لَيْسَ بِذَلِكَ فِيمَا تَفَرَّدَ بِهِ لِأَنَّهُ رَوَى عَنْهُمْ مَنَاكِيرَ وَرِوَايَتُهُ عَنْ أَهْلِ الشَّامِ أَصَحُّ هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَعِيلَ قَال سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْحَسَنِ يَقُولُ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ إِسْمَعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ أَصْلَحُ حَدِيثًا مِنْ بَقِيَّةَ وَلِبَقِيَّةَ أَحَادِيثُ مَنَاكِيرُ عَنْ الثِّقَاتِ و سَمِعْت عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ سَمِعْتُ زَكَرِيَّا بْنَ عَدِيٍّ يَقُولُ قَالَ أَبُو إِسْحَقَ الْفَزَارِيُّ خُذُوا عَنْ بَقِيَّةَ مَا حَدَّثَ عَنْ الثِّقَاتِ وَلَا تَأْخُذُوا عَنْ إِسْمَعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ مَا حَدَّثَ عَنْ الثِّقَاتِ وَلَا عَنْ غَيْرِ الثِّقَاتِ. سنن الترمذي - (ج 7 / ص 491)المكتبة الشاملة.

لاحظوا أعزائي التناقض والاضطراب في هذه الرواية، فهل تنسبون مثل هذا الحديث إلى رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى؟؟؟

إن كتاب البخاري وغيره من كتب البشر فيها الكثير، الكثير من الاختلاف والتناقض مع ما أنزل الله تعالى على رسوله ليبلغه للناس، لقد استطاع أعداء الله تعالى من المنافقين والمشركين أن يدسُّوا في كتاب البخاري وغيره ما لم يأذن به الله تعالى، ولم ينزل به سلطانا، والذين يعبدون البخاري ويشركون به الله ما لم ينزل به سلطانا يخيفون الناس بكرامات الأولياء والصالحين، ونحن نقول لهؤلاء ما يدحض قولهم وتخويفهم، فنحن لا نخاف إلا من الواحد القهار الذي قال: وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(81).الأنعام.؟؟؟

وأكد لنا المولى تعالى مصير الذين يفترون على الله الكذب فقال سبحانه:

 سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمْ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ(151).آل عمران.

فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون؟؟؟

قال رسول الله عن الروح الأمين عن ربه: وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ(60).يونس.

والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.