فتنة المال
صاحب الجنتين

محمد خليفة في الجمعة ٢٢ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

النظرات المتجددة في رحاب سورة الكهف

المثل الأول : صاحب الجنتين وفتنة المال

 مقدمة   :

يعتبر البعض أن موضوع صاحب الجنتين في سورة الكهف، هو عبارة عن القصة الثانية من القصص الأربع التي أوردها الحق فيها، وواقع الأمر أنها ليست قصة، لكنها مثل يضربه الله على صورة أقصوصة، فقد جاء تقسيم السورة إلى مثلين وأربع قصص، أو فلنقل احتوى هيكلها البنائي على هذا التقسيم

وبهذا تقع أقصوصة ( صاحب الجنتين ) وطبقا لهذا التقسيم تحت بند أول المثلين.

هذه من ناحية التقسيم ، أما من ناحية  التصنيف فهي تصنف في جانب فتنة المال، ذلك لأن الحق يستعرض فيها،

وباختصار كيف يمكن أن تكون كثرة المال والعزوة من الأولاد والأهل، سببا في تحول المرء من الإيمان إلى الكفر ، بدلا من الشكر والحمد ، مما يجلب غضب الله وسوء العاقبة.


وكما هي العادة، وجريا على ما درجنا عليه من عرض عام للحدوتة، ثم بعدها نعرج إلى الأعماق، نقول وبالله التوفيق،
أن الحق  يضرب المثل بأنه جل وعلا، أشار إلى شخصين، ويبدو من السياق أنهما متلازمين بصورة ما ، فإما أنهما صديقين أو أن أحدهما يعمل عند الآخر مديرا لأعماله، أو يدير له مزارعه فيما يمكن أن نطلق عليه  ( خولي العزبة ) ، وقد وصفهما الحق سبحانه وتعالى بأنهما صاحبين، وقد منَّ الله على أولهما بفائض من الخير حيث رزقه  جنتين أي حديقتين متراميتا الأطراف.


وجاءت وصوفات الجنتين على نحو من التعظيم والكثرة في احتوائهما على أنواع كثيرة من الأشجار المثمرة من الأعناب والنخل، وفي الوسط منها توجد شجيرات الزروع .


ومن  مدعاة التكامل، فقد تكاملت الصورة بأن توافرت للجنتين مصدرا ذاتيا للمياه، وصفه الله بأنه نهر ينبع من الأرض ذاتها وأضفى عليه الحق صورة التفجر مما يدل على الوفرة التي تزيد عن الحاجة، حتى يتوافر لها الري أنى احتاجت، مع ملاحظة أنه ليس ثمة آخرين يتحكمون في وصول المياه إلى المزارع، حين تمر من أراضيهم إليها.


هذه الجنان قد أنتجت أقصى ما يمكن لها أن تنتج من الثمار، فيما يوجب شكر الخالق على ما أفاض به من النعم ، لكن ما حدث هو العكس بأن بطرت هذه العطايا، وظن صاحبها أن له اليد العليا فيما كان، وأنه وراء كل هذا النجاح، ولم يكتف بهذا البطر بل تعداه إلى غبن الحق قدره، وتناسى أنه السبب في كل هذا النعيم، ثم تنامى هذا الشعور وقفز به إلى منطقة إنكار المسبب، والوقوع في هوى الأسباب، وهي منطقة الكفر البين وظلم النفس المبين.


وهنا نبهه صاحبه إلى المنزلق الذي تردى إليه، ونصحه بأن يرجع الفضل إلى الله وإلا فسوف يبتليه الله بما لا يستطيع مواجهته أو تحمله، وقد كان بأن طاف بالحدائق طائف مدمر، قضى على الأخضر واليابس منها، مما سبب الحسرة والندم لصاحب الجنتين، وهنا فقط أقر بوجود المانح والخالق، وأدرك أن للكون ربا يسيره كيف يشاء.     

وحان الآن موعد العروج إلى الأعماق الأخرى، والتركيز على بعض النقاط لسبر أغوارها، ولمحاولة تلمس الجديد من وراءها، فسوف نتعرض إلى البحث في النقاط الآتية


أولا  : وصف الجنتين

ثانيا  : تفجر النهر

ثالثا  : وكان له ثمر

رابعا : الوصفات القرآنية

خامسا : الندم بعد الوفاة

 


أولا  : وصف الجنتين


{  وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَاجَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) }


 أن الحق يشير إلى أحد الأشخاص وصفه بأنه صاحب لجنتين، أي أنه بالغ الثراء إذ أنه ليس بصاحب جنة واحدة فقط ،

لكنه يملك اثنتين من الجنان متراميتا الأطراف.

جاءت وصوف الجنتين على نحو خاص، وذلك بأنهما مليئتان بأشجار الأعناب،

"...جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ..."

 والأعناب وردت في صورة جمع الجمع،أي أنها تشمل كل الفواكه مائية الثمار ( مثل البرقوق والخوخ والجوافة والمانجو وكل ما يتميز بأنه ينز بالمائية آن قضمه ) ،

  أيضا يسيجها ويحوطها  أشجار أخرى وصفها الحق"...وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ..." ، ومرة مماثلة ترد النخل في صورة جمع الجمع،فالنخل هنا ليس قصرا على نخل البلح فقط، لكنه واقع الأمر يشمل كل الثمار غير المائية، مثل التمر والجوز واللوز والدوم وجوز الهند وغيرها.


إذن هاتين الجنتين عبارة عن سياج من الأشجار جافة الثمار تحف الجنتين حيث أنها تتميز بارتفاع سيقانها وقوة جذوعها وصلابة فروعها، وهي بذلك تعمل كمصدَّات للرياح والعواصف، لتحمي ما خلفها من أشجار مائية الثمار قصيرة الجذوع ضعيفة الأفرع.


وفي الوسط من كل هذه التركيبة المحمية بذاتها، تقع أصناف ومن نجوم الزروع إذن فقدجاء وصف المزرعتين، على وصوف التكامل، فوصفهما بالجنتين ذلك يعني أن أشجارها كثيفة الأفرع والأوراق للدرجة التي لا يرى من خارجها ما ينبأ عما فيها وعن دواخلها، حيث يخفي سياج الأشجار والتي تحف الأراضي ما بداخلها ، أيضا اجتمع فيها كل صنوف الأشجار مائية الثمار وغير مائية الثمار، فضلا عن توافر الشجيرات والزروع منتجة للخضروات والفواكه.

 

ثانيا  : تفجر النهر
{
كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) }
إذن تفجر الماء بغزارة لدرجة تحوله إلى  نهر دائم التدفق، فقد يكون لتمام النعمة وتكاملها، فقد تكاملت الصورة بأن توافرت للجنتين مصدرا ذاتيا للمياه، وصفه الله بأنه نهر ينبع من الأرض ذاتها وأضفى عليه الحق صورة التفجر مما يدل على الوفرة التي تزيد عن الحاجة، حتى يتوافر لها الري أنى احتاجت، مع ملاحظة أنه ليس ثمة آخرين يتحكمون في وصول المياه إلى المزارع، حين تمر من أراضيهم إليها، فتكون بذلك نوعا من الابتلاء الإيجابي بالمنح، فهو فيض من النعم والمستوجب للشكر، لكن هل يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى ؟

ثالثا   :   وكان له ثمر
{
كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًاوَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ ...(34) }

فقد عرض الحق أن كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا، أي أنهما في حالة تعظيم الإنتاج إلى السقف الذي ليس بعده سقف Maximize )  ) ، كان هذا العرض في الآية (33) ، ثم أعقبتها الآية التالية بأن أشارت إلى أن هناك ثمة مزيد من الثمر..!!
ألا يوحي ذلك بالتكرار غير اللازم ؟
أو  بفائض العرض غير المفيد    ؟
وينتفض مؤشر الدلالات في الذهن البشري بحقيقة لا جدال فيها...
 ليس في القرآن تكرارات ولا مترادفات ولا زيادات ولا فوائض غير مستفاد منها، ولا يوجد فيه مجرد حرف واحد في غير موضعه...، إذن لا بد من وجود ضرورة لـ أسلوب العرض الذي جاءت علية الكلمات...

وبعد الاستعراض الإحصائي لاشتقاقات واستخدامات وتخريجات الجذر ( ثـ . مـ . ر )، نستطيع أن نقول وملأ قلوبنا الثقة، أن لفظة

 ( ثَمَرٌ ) والتي ظهرت في الآية (34) ، ليس المقصود بها ثمرات الفواكه  والزر وع ، وإنما هي عبارة عن مزارع سمكية أو مصانع تحويلية، أو مزارع تكثيرية، لكن صفوة القول أننا وقفنا على معنى مختلف للثمر، لذلك حين دارت الدائرة على المتغطرس صاحب الجنتين، أورد الحق في الآية (42)  " وَأُحِيطَبِثَمَرِهِ... "  أي أن الدمار دمار شامل، حاق بالزروع وبالجنتين وأيضا بالمصانع.

رابعا : الوصفات القرآنية

 

{ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) }
العمق الأول أو النظرة الأولى لهذا المقطع :

الواضح في هذا المقطع من الآيات، أن مؤشر المشاهد قد انتقل، للنصف الآخر من الحوار، أي إلى الصاحب المصاحب لصاحب الجنتين، والذي يتضح من الحديث، أنه انتفض إثر إقرار صاحب الجنتين بصريح الكفر، وفي محاولة مستميتة لإثناءه عن موقفه ورده إلى جادة الحق، صار يعدد له أفضال الله عليه من خلقه من تراب ثم من نطفة ثم سواه رجلا سويا كامل الأهلية، ثم ومستخدما صيغة الأنا أقر بالوحدانية وبإيمانه بصفتي الله (الإلوهية والربوبية)، في حين أن صاحب الجنتين لم يقر إلا بصفة الربوبية( الآية (36)).


بعدها جاء ورود " وَلَوْلَا "  ليعني أن الصاحب يقدم النصيحة لصاحبه صاحب الجنتين، وكأنه يقول له

" بدلا من أن تقول ما قلت كان من التوجب عليك أن تقول... "      {... مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ...}

لأن في هذه المقولة حفظ لها من الضياع،

ثم ثنى بترقيقه وبقولة لطيفة بأنه قد تغاضى عن معايرة صديقه له  بأنه كان أقل منه مالا وولدا وسامحه عليها، إلا أنه يرجو من الله أن يفيض عليه من كرمه ويرزقه مثل هذه الجنة أو خيرا منها،

{ فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ....}

 ومع أن صاحب الجنتين تعاظم عليه، فإن واجب الصداقة يحتم عليه أن يقدم له النصيحة الراشدة، ثم يشدد النصح في لهجة منذرة، لكنها في صورة لهجة رجاء إلى الله ألا يحدث مثل هذا التوقع، فقد يرسل الله عليها طائف من عنده على صورة سيل عارم أو أعاصير عاصفة  تقضي على الأخضر واليابس، أو لا قدَّر الله يغيض ماءها فلا يفي بحاجة الأرض من الرواء والارتواء.


ننتقل الآن إلى الأعماق الأخرى،

الظهور الأول   لكلمة "..لِصـ!حِبِهِ.."

 { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصـ!حِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) }


هذه الكلمة وردت في بداية الحوار والذي بدأه الرجل الأول  وهو ما أشار الحق إليه بأنه صاحب الجنتين، مستشعرا اقترابه الشعوري منه، متحدثا بما ينفث به وجدانه والذي امتلأ بالسواد والظلمة ليقول ما قال ...!!
هنا سوف نلاحظ أن حرف الألف الذي يتوسط الكلمة المشار إليها، قد اختفى وظهر بدلا منه الألف الخنجرية (وهي تلك التي تنطق ولا ترسم )، والتي تقلص أحرف الكلمة مما يعني تضاغط الحروف فيها، ويزيد من اقترابها من بعضها، وهذه تشير إلى توهم شعور الاقتراب النفسي والوجداني الزائف والتي يستشعرها المتكلم مع المتلقي.

 

أما الظهور الثاني لنفس الكلمة في النص قيد البحث، فقد ظهرت في الآية

 { قَالَ لَهُصَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) }

 

سوف نلاحظ اختلافاً بيـِّناً بين ذات الكلمة في الموقعين المشار لها فيهما، فبينما وردت في الموقع الأول تشير إلى حالة توهم الاقتراب الوجداني بين الرجل الأول صاحب الجنتين وبين من يسير معه، فعلى العكس منه جاء ظهورها في الموقع الثاني، حيث ظهرت على صورتها الحقيقية الإملائية والتي اعتدنا على قراءتها فيها، وهذا يعني زيادة في عدد الأحرف التي دخلت في بناء الكلمة، مما يعكس طبيعة شعور المتكلم حينذاك، والذي هاله ما نطق به الرجل الأول وإعلانه عن كفره، مما ولـَّد شعور التباعد الحقيقي والأكيد في وجدان المتكلم ، فنطق بها متباعدة الأحرف، وكأن لسان حاله يقول له،  " قد كنت أنتظر منك أن تلهج بالحمد والشكر على ما أنت فيه من النعم، إما أن تفصح عن هذا الكفر البواح، فإنه قد حال بيني وبينك، وباعد بيننا " ،  لذا جاءت الكلمة على ما جاءت عليه من صورة التباعد.

وإلى ثاني هذه النظرات المتعمقة نقول وبالله التوفيق،

 أن المتكلم رأى أن يقدم للمتلقي  نصيحة غالية ، ليست له فقط ولكنها أيضا للقارئ الآني في كل العصور .

{وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ .... (40) }

فإذا رأيت في نفسك أو في أهلك أو في أولادك أو في الأخريين دلائل  الصحة والنضارة، أو رزقك الله من نعيم الدنيا مالا أو جاها أو سلطة أو تطالع نعمة الله عليك، فإن الواجب يحتم عليك ألا تلهيك النعمة عن المنعم، فعليك أن تقول وتردد  "..مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.."


ويكون بهذا درءا للنفس عن سحائب الحسد التي قد تتناهبها، وقد يقول قائل

 وهل يحسد المرء نفسه أو يحسد عياله ؟

والجواب يأتي في المثل الشعبي  " لا يحسد المال إلا أصحابه  "، كفانا الله وإياكم شر هذه الرزيلة.

 

 خامسا : الندم بعد الوفاة

{ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) }

وأحيط بثمره وقد وردت بمعنى ذهاب النعمة والدمار الشامل وضياع كل شيء ، وأسقط في يد صاحب الجنتين، وراح يقلب كفيه حسرة على هذا الذي يراه أمامه، وطار شريط الذكريات أمام خاطره، وتذكر كم بذل فيها من مال ومجهود، ولم يتحمل وجدانه الواهي هذا الكم من الخطوب، ففاضت نفسه الأمـَّارة بالسوء، وقضى نحبه حسرة وألما، وذهب إلى حيث لا عودة، ولا أمل له حتى فيها


023099   { حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)  } المؤمنون

 
وهذا الذي حدث فالقول الذي جاء على لسان صاحب الجنتين كان

 "...وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا..." وهي تقابل تماما

 "...لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ..." ، حيث أن صدر الآية يشير إلى مجيء الموت " ... حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ..."


مما يعني أن الموت قد جاءه بالفعل، وقوْلَة التمني   "... يَا لَيْتَنِي ..."   تعني أنه لم يعد أمامه إلا التمني، فلو كان لا زال من أهل الدنيا لقال تبت إلى الله ولأقر بالوحدانية ونطق بالشهادتين ولعاد إلى حظيرة الإيمان، لكنه صار من أهل البرزخ، حيث لا إرادة هناك لهم ولا مشيئة.


إعداد الباحث المهندس / محمد عبد العزيز خليفة داود

اجمالي القراءات 15726