والله ما ضرب علي الحجاب وماسميت أم المؤمنين ( نساء خرجن من حياة النبي (ص))

نهاد حداد في السبت ٠٩ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

عن ابن عباس انه قال:

تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أسماء بنت النعمان ..

وكانت من أجمل أهل زمانها .. وأحسنهن شباباً 

فلما رآها نساء النبى قالت إحداهن :
" قد وضع يده فى الغرائب يوشكن أن يصرفن وجهه عنا "
وقالت إحداهن للأخرى :
" أخضبيها أنت .. وأنا أمشطها "
ففعلن .. ثم قالت لها إحداهن : 
" إن النبى يعجبه من المرأة .. إذا دخلت عليه .. أن تقول له : 
" أعوذ بالله منك " !!
" إنهن صواحب يوسف .. وكيدهن عظيم "
وهكذا تمت الخدعة .. ولم تفطن المرأة الجميلة لما دبر لها ،فلما دخلت عليه .. وأغلق الباب .. وأرخى الستر .. مد يده إليها 
انطلقت المرأة قائلة : " أعوذ بالله منك "
فرفع الرسول كمه على وجهه .. فاستتر به وقال :
" أَمِنَ عائذ الله الحقى بأهلك .. وكرر الرسول ثلاث مرات 
" أمن عائذ الله "… " أمن عائذ الله " .. " أمن عائذ الله "
ثم خرج الرسول فقال : 
" يا أبا أسيد .. ألحقها بأهلها .. ومتعها برازقتين ..
وعاد بها أبو أسيد الساعدى .. كما جاء بها 
إنك لغير مباركة : 
وما كاد يطلع بها على منازل قومها .. حتى تصايحوا .. وقالوا ..
إنك لغير مباركة ..
فقالت : خدعت .. 
وقيل لى .. كيت وكيت .. قال أهلها : لقد جعلتِنا فى العرب .. عبرة وشهرة !
على من يسهل خداعهم .. 
إلتفتت المرأة إلى أبى أسيد الساعدى وقالت :
قد كان ماكان ..
فما الذى أصنع ؟
قال : أقيمى فى بيتك واحتجبى ..
إلا من ذى محرم .. ولايطمع فيك طامع بعد رسول الله 
فإنك من أمهات المؤمنين !!
قيل أنها أقامت ما يطمع فيها طامع ولاترى إلا لذى محرم حتى توفيت فى خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه عند أهلها بنجد .. 
وقال ابن عباس : خلف عليها المهاجر ابن أبى أمية ابن المغيرة فأراد عمر أن يعاقبهما 
فقالت : والله ما ضرب علي الحجاب وما سميت أم المؤمنين ..
فكف عنها .. 
وكانت تقول عن نفسها " الشقية " .
لم تعد لدينا طاقة لاحتمال كل الخبث الذي حملته أحاديث حبر الأمة عن النبي وعن نسائه عليه السلام !
لقد وضعوا هذا الحديث في إطار الغيرة ولكن ماذا وراء الكلمات؟ 
أولا : لم يحدد الحديث أسماء نساء النبي اللائي كدن للمرأة وبهذا فكلهن متهمات بدون استثناء ! 
نساء النبي منافقات ! أي أنهن أظهرن للمرأة عكس ما يبطنه لها ! 
لم تنافق نساء النبي المرأة وحدها وإنما نافقن النبي أيضا بحيث مشطن السيدة وخضبنها وهيأنها لزوجها ! وأبدين لزوجهن عكس ما يبطنه ! 
إهانة نساء النبي لزوجهن بتحريض المرأة على الإستعاذة منه ! 
تشبيه النبي الكريم عليه السلام بالشيطان وحاشى لله ونستغفر الله من افكهم العظيم ! فهل يحق لنساء النبي مهما بلغت بهن الوقاحة والغيرة ان يضعنه بنفس منزلة ابليس لعنه الله ويحرضن على  الاستعاذة منه؟ 
تصوير النبي على أنه إنسان غير متحضر ويقول ما لايفعل ! بمعنى : لايمكن للرسول عليه السلام أو لأي رجل كيفما كانت بهيميته أن لا يلقي التحية على زوجته قبل أن يمد يده ليلمسها ! وقد كتبوا مئات الأحاديث عن القاء السلام والاستئذان ومعاملته السمحة للمرأة ،وكل هذه الأشياء غائبة في هذه الواقعة . ولكننا لن نقف عند هذا فقد تعودنا منهم الشيء ونقيضه! 
كيف خالت هذه الحيلة أولا على المرأة  وهي من بيئة عربية تعرف معنى الاستعاذة من الشر والشيطان ! 
من الأطهر قلبا في هذه الحالة ؟ امرأة استغلت سذاجتها أم نساء نبي مختار وأمهات المؤمنين من بعده؟ 
يقول حبر الأمة " هن صويحبات يوسف " ! كي يختم الكلام ! معناه أن لا نكلف أنفسنا عبئ فهم هذا كله ! ونسأل الحبر سؤالا ! هل هذه هي الحكمة التي يفترض بنساء النبي ان يتلونهاوهل هي نفسها الحكمة التي من المفترض أن نعمل بها بعدهن نحن معشر النساء ؟  
ولكن بما أنه لابد وآن نتخذ العبرة من دروس التاريخ ، فالعبرة الوحيدة التي يمكن أخذها من كلام كهذا هو التالي : أن هذه السيدة الساذجة لم تعد ساذجة بعد ذلك ! لأنها تحدت عمر ابن الخطاب حينما أراد أن يعاقبها على الزواج من المهاجر بن أبي أمية بن المغيرة :حيث قالت له : "والله ماضرب علي الحجاب وما سميت أم المؤمنين". 
هذه واقعة تاريخية منسجمة تماما مع القرآن  الذي فرض الحجاب على نساء النبي وحدهن ليس إلا ! وأن عمر المعروف بفورات غضبه أفحمته السيدة أسماء فسكت و جمع ذرته وعرف بأن الحق أحق أن يتبع ! 
ولكن التراثيين لا يحدثون بمثل هذا الحديث حين يطرق موضوع الحجاب ! بل لم يحتفظوا به إلا لإهانة نساء النبي أو " صويحبات يوسف " كما يحلو لحبر الأمة تسميتهن ! 
اجمالي القراءات 17863