حبا فى أطفال غزة أكتب هذا المقال

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٠١ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

مقدمة :

1 ـ مقالى السابق ( عن داعش وحماس نتكلم ) أثار الكثير من التعليقات مثلما أثار مقال ( حماس قدس الأقداس ) من سنوات تعليقات أخرى استوجبت أن أكتب سلسلة من المقالات فى توضيخ الفارق بين ( الحق ) و ( الاستحقاق ) . وأرانى مضطرا لعزف نفس الموسيقى بعد سنوات ، مع بعض إضافات ، لأن ( حماس ) لا تزال عند بعضهم ( قدس الأقداس ) برغم كل ما إرتكبته وتنبأت به مقدما . وأخشى أن تمر السنوات على التخلف العربى وتصبح ( داعش ) ترفل بنفس تقديس ( حماس ) لذا بادرت فى 9 يونيو الماضى بنشر  مقال ( إجعلوها شعارا : يا داعش يا كفرة يا أولاد الكلب ) .

2 ــ من الفروق الأساس بين داعش وحماس  أن داعش تسعى للوصول الى الحكم وتأسيس دولة  على نظام العصور الوسطى ، فتسرف فى القتل ، قتل الآخرين . حماس غدرت بسيدتها ( منظمة التحرير ) فاستقلت بحكم غزة ، وصارت مسئولة عن مواطنى غزة ، وتواجه أكبر قوة عسكرية فى المنطقة ، وبدلا من أن تحافظ على بيوت غزة وسكان غزة وأطفال غزة تقامر بهم فى حرب مستحيلة محسومة النتيجة مقدما ، وتتخذ من أطفال غزة ونسائها دروعا بشرية . وهى تكسب ( أقصد الزعماء ) الشهرة والبلايين ، ويدفع الثمن الغلابة المساكين .

3 ــ نحن مع المستضعفين ونهاجم دائما المستكبرين الظالمين ، الذين فى السلطة أو من يسعى اليها بالقتل وسفك الدماء . يؤرقنا دم طفل برىء ، لايهمنا جنسه أو لونه أو دينه أو معتقده ، يهمنا أنه (قُتل مظلوما ) لا ناقة له ولا جمل فى دنيا السياسة ودنيا الثروة والسلطة . نرى أن من حق هذا الطفل أن يعيش حياة حرة كريمة يتعلم وينشأ ، ثم يقرر مصيره بنفسه ، لا أن تُفرض عليه ثقافة الموت ، وأن يحيا يتيما مهددا محروما ثم يسقط قتيلا . غيرنا ممن يقدسون حماس ومن على منوالها لا يأبهون بهذا الطفل ولا بأمه ولا بأبيه ولا بمسكنه ولا بمدرسته ولا بالمستشفى الذى يعالجهم ولا بالمسجد الذى يُصلون فيه ،ولا حتى بسيارة الاسعاف التى تنقذهم . كل هذا يهون عند غيرنا فى سبيل حرب مستحيل فيها النصر تخوضها حماس وتكسب البلايين ، وتتخذ دروعا بشرية لها من الأطفال المساكين . غيرنا يقدس حماس ويدافع عنها ، ونحن نضع أطفال وغلابة غزة فى قلوبنا ، ولا نملك الا القلم دفاعا عنهم . هذه مجرد مقدمة . واليكم بعض التفصيل :

4 ــ قام الاستاذ اسامة قفيشة برد مطول ، وتحت عنوان ( أهلا بك استاذ قفيشة . وبكل احترام أختلف معك فى المنهج ) قلت ردا عليه : ( ليس من منهجى الولع بنظرية المؤامرة .اسرائيل تأسست فى وضح النهار وخلال مؤتمرات علنية وأسس من القانون الدولى عبر المنظمات الدولية وباعتراف المجتمع الدولى . هذا يجافى ( الحق ) . ولكن الحق وحده فى دنيا السياسة لا يكفى . لابد فى تفعيل الحق من ( الاستحقاق ) . وقد كتبت فى هذا عدة مقالات من سنوات أرد بها على متبعى منهج الولع بالتآمر الخارجى . أرجو أن ترجع اليهااسرائيل هى التى تنتصر دائما على العرب وستظل تنتصر ليس بسبب قوة اسرائيل ولكن بسبب تخلف العرب . ومن مظاهر تخلفهم أنهم لا يقومون أبدا بنقد ذاتى شفاف يتبين من خلاله لماذا أخفقوا ولماذا يخفقون فى صراعهم مع اسرائيل . لا يفعل العرب والفلسطينيون هذا أبدا ، لذا يهبطون من قاع الى قاع وتنتصر اسرائيل دائما ، وفى النهاية تنفرد خماس بغزة و تتخذ من أطفال غزة دروعا بشرية وتتغنى بتآمر أمريكا واسرائيل . إسرائيل تقول علنا وتفعل علنا ، والكونجرس الأمريكى والبيت الأبيض يساعدان اسرائيل عملا بالأسلحة وفى الأمم المتحدة . ليس هذا تآمرا . التآمر هو فعل فى الخفاء . اسرائيل لديها (الاستحقاق ) أى القوة والقدرة التى تستحق بها سياسيا أن توجد وأن تحظى باعتراف العالم . العرب لديهم الحق ، ولكن ليس لديهم سوى الصراخ واستنفار العالم ( ليقوم بمسئولياته ) والايمان بتآمر امريكا واسرائيل ، وأنهم وحدهم الذين لا يأتيهم الباطل من بين ايديهم  ومن خلفهم . أضاع العرب فرصا ثمينة انتهزتها اسرائيل التى كانت ترضى بما تحصل عليها ثم تنتهز غباء العرب والفلسطينيين لتلتهم المزيد ، ويصرخ العرب بالقاء اسرائيل فى البحر فتتوسع اسرائيل فى البر والبحر.  أرجو عمل مقارنة بين ثروة خالد مشعل ونتنياهو ، ومقارنة أخرى بين عدد ضحايا نتنياهو من الاسرائيليين وضحايا مشعل من الفلسطينيين ، ومقارنة ثالثة بين قادة اسرائيل وقادة العرب منذ 1948)

5 ـ رد الاستاذ صلاح الدين كرفة على هذا التعليق فقال : ( تقولون ان حماس و طبقا للتشريع الاسلامي يجب ان تقف عن القتال حتي تكون في نفس قوة اسرائيل( يعني أبدا)  و هذا شرط تعجيزي فكيف لحركة مسلحه محبوسة داخل غزه والتي لا تلقي الإعانة حتي من اقرب الجيران (مصر) هذا ان لم تلقي العداء كما هو الحال حاليا ان تكون في مستوى الجيش الإسرائيلي المدجج بأحدث الأسلحة التقليدية و النووية و المتحالفة مع اعتى قوه في العالم حاليا (و.م.ا) .حتي و ان سلمنا بما تقولون ماذا يفعل الفلسطينيون في مواجهة القهر و القتل و التهجير و. و و و......الإسرائيلية في انتظار تحقيق هاذا التوازن الخياليما رأيك  يا عميد أهل القران في قول الله جل وعلي " و كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله" .. ماذا عن بدر.. ماذا لو اتبع الجزائريون رأيك و لم يقاتلوا علي ضعفهم احد أقوى الجيوش في العالم اتراهم ينعمون اليوم بالاستقلالماذا لو اتبع الفيتناميون رأيك وانبطحوا للأمريكان.مونديلا  يا سيدي هو من أسس المؤتمر الأفريقي(ANC) و هي حركة مسلحه و عنيفة و سقوط الابارتيد و النظام العنصري كان بعد تضحيات و آلاف القتلى.لوثر كنق انتهى مقتولا ، و كذلك غانديتقول عن قاده حماس أثرياء و كأنك تعلم ما خفي عن اغلب الناس او كان عند حضرتكم ارقام حساباتهم الشخصية  او قيمة ثرواتهم ، فان كان كذلك أفدنا رحمك الله و سنكون لك من الشاكرين.لما تقولون ان مقاتلين حماس و الجهاد الاسلامي يتخذون من بيوت ، أطفال و نساء غزة دروعا فكأني اسمع تبريرات نتنياهو او كيري علي القصف العشوائي الذي طال المدارس ، المساجد و المستشفياتتنشر حماس و حزب الله و الجهاد الاسلامية ثقافة المقاومة وعدم الخنوع بعد ان نشر السادات و كامب ديفيد ثقافة الاستسلام و الياس)

6 ـ حسنا يأتى دورنا للرد  الأخير .. أملا فى غلق هذا الباب . فلا فائدة من الجدال بين منهجين مختلفين .

أولا : الاستحقاق .. من تانى .!!!

 يقول (تقولون ان حماس و طبقا للتشريع الاسلامي يجب ان تقف عن القتال حتي تكون في نفس قوة اسرائيل( يعني أبدا)  و هذا شرط تعجيزي فكيف لحركة مسلحه محبوسة داخل غزه والتي لا تلقي الإعانة حتي من اقرب الجيران (مصر) هذا ان لم تلقي العداء كما هو الحال حاليا ان تكون في مستوى الجيش الإسرائيلي المدجج بأحدث الأسلحة التقليدية و النووية و المتحالفة مع اعتى قوه في العالم .. الخ  ).

1 ـ الأمر بالكف عن القتال هو أمر الاهى ينطبق على حماس ، كما كان ينطبق على المؤمنين فى عصر النبوة وقت ضعفهم . ثم بعد أن أعدوا ما إستطاعوا من القوة جاءهم ( الإذن بالقتال ) وتشريعات القتال فى الاسلام لها هذا التدرج ، وفصلنا هذا كثيرا ، ومنذ نشر بحث ( لا ناسخ ولا منسوخ فى القرآن الكريم ) فى مصر فى التسعينيات .

2 ـ وهذا يدخل بنا على موضوع الحق والاستحقاق الذى تكلمنا فيه كثيرا ، ونصيف أن ( الحق والاستحقاق ) جاء فى القرآن الكريم فيما يخص قصص بنى اسرائيل بالذات . الاستحقاق يعنى القوة والغلبة سواء كان المتغلب  على حق أم على باطل . فرعون كان معه هذا الاستحقاق ، وكان يفخر به فى مواجهة الحق الذى كان مع موسى . قال عن نفسه فى مؤتمر حاشد (  وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ (51)) وقال يقارن نفسه بموسى صاحب الحق ( أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ (52) الزخرف  ) .

بل قبل أن يرسل الله جل وعلا موسى ( صاحب الحق ) ومعه أخوه هارون أمرهما أن يخاطبا صاحب الاستحقاق بقول لين : (  اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)  ) طه ). وحين جاء موسى وجد قومه تحت نير الاضطهاد الفرعونى ( وهم أصحاب حق ) ولكنهم مستضعفون ، لم يأمرهم بالقتال بل أمرهم بالصبر والاستعانة بالله جل وعلا . الملأ الفرعونى يتكلم بلسان الاستحقاق والغلبة والقهر : (  وَقَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) الاعراف ) وموسى يقول للمستضعفين : ( قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) ويرد عليه المستضعفون ( قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ) ويرد عليهم موسى : ( قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129)  الأعراف ) .

واشتد الإضطهاد من صاحب الاستحقاق وكان الرد من أصحاب الحق هو الصلاة والدعاء على فرعون : عن فرعون يقول جل وعلا (فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنْ الْمُسْرِفِينَ (83)) وعن موقف موسى وقومه يقول جل وعلا : ( وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84) فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85) وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنْ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (86)) وجاء الأمر الالهى للمستشعفين أصحاب الحق بالصلاة ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّأَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (87)) .ودعا موسى ربه جل وعلا أن يعاقب فرعون  ( وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الأَلِيمَ (88) واستجاب له ربه جل وعلا : ( قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (89)) . وأغرق الله جل وعلا فرعون وجنده ، وأنجى موسى ومن معه من المستضعفين : (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ (90) يونس )

3 ـ ويقول الاستاذ كرفة (ما رأيك  يا عميد أهل القران في قول الله جل وعلي " و كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله" .) . وأقول الذى سيؤرق أتباع حماس :

أنزل الله جل وعلا لبنى اسرائيل ( الحق ) فى الأرض المقدسة فى فلسطين . وهذا الحق الالهى لا يمكن تنفيذه إلا بالاستحقاق ، اى القوة العسكرية . ورفض بنو اسرائيل دخول الأرض المقدسة التى كتبها الله جل وعلا لهم . كانت معهم وسائل الاستحقاق لكنهم تعودوا على المساعدة الالهية وأن يقوم رب العزة باطعامهم المن والسلوى واهلاك عدوهم فرعون وتوريثهم ملكه وثروته من بعده ( الأعراف  137 ) . قال لهم موسى يذكرهم بنعمة الاستحقاق التى انعم الله جل وعليهم بها : (  وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنْ الْعَالَمِينَ (20) المائدة) يبقى أن يكون لديهم الاستعداد النفسى للقتال بأن يدخلوا الأرض المقدسة التى كتب الله جل وعلا لهم . قال لهم موسى : ( يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21)).  رفضوا خوف القتال : ( قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) قَالَ رَجُلانِ مِنْ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمْ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (23) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) ) . يأس منهم موسى فدعا عليهم : ( قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25) ) . واستجاب له ربه جل وعلا بتحريم الأرض المقدسة عليهم أربعين عاما حتى يموت هذا الجيل ويأتى جيل بعده : ( قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26)   المائدة ).

وتعرض بنواسرائيل لاضطهاد آخر من الفلسطينيين الكنعانيين ، فطلبوا من نبى آخر بعد موسى عليهما السلام أن يعين لهم ملكا يقودهم للحرب : (  أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) البقرة ). وتنتهى القصة بأن تغلب الفئة القليلة من بنى إسرائيل القوة الكبيرة من الفلسطينيين الكنعانيين ، يقول جل وعلا : ( قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ )(251)البقرة).

هذا هو السياق القرآنى التاريخى  للعبارة القرآنية ( كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ  ) . هى تخص بنى اسرائيل فى المقام الأول ، ولا مانع أن تنطبق على غيرهم لو تحققت أشراطها . وأذكر عام 1967 وكنت متطوعا فى الدفاع المدنى فى مدينة الزقازيق ، وكانت محافظة الشرقية وقتها هى خط الدفاع الثانى بعد أن احتلت اسرائيل الضفة الشرقية لقناة السويس ــ أن اسرائيل كتبت لافتة ضخمة يراها المصريون فى القنطرة غرب، ومكتوب فيها: ( كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ). .!!.

اسرائيل اليوم ترى من حقها ( الأرض المقدسة ) وترى أنها الفئة القليلة التى تهزم دائما الفئة الكبيرة وهم العرب . حُجّة اسرائيل أنها عدة ملايين فى رقعة صغيرة من الأرض محاطة بمحيط هائل من الكثافة السكانية العربية ومساحات من الدول من الخليج للمحيط .وثروات هائلة . هذا ما تراه اسرائيل لنفسها ، هى ترى لنفسها ( حقا الاهيا ) واستعدت لهذا الحق بالاستحقاق أى بالقوة والعتاد العسكرى فصارت أقوى جيش فى المنطقة . والعرب يؤمنون بأنهم أصحاب الحق ولكن استعدوا لهذا الحق بالحناجر والهتافات . وحين بدأ الفلسطينيون مواجهة القوة الاسرائيلية قاموا بخطف الطائرات المدنية وارهاب المسافرين الذين لا ناقة لهم ولا جمل . وحماس تواجه أقوى قوة عسكرية بعقيدة ( التترس ) السنية السلفية بأن ( تتترّس ) أى تأخذ من أجساد أطفال غزة دروعا بشرية . تقيم سلاسل معقدة من الأنفاق تحت منطقة تعد أكثر مناطق العالم إكتظاظا بالسكان ، ليس لتحمى السكان بل لتخفى أسلحتها وقادتها وتترك الغلابة عرضة للقصف الاسرائيلى . وجنود حماس وهم يرتدون الزى العسكرة يحرصون على إخفاء وجوههم داخل غزة للنجاة من سلاح اسرائيل ، وحتى يقع غيرهم ضحايا بديلا عنهم . نخوة وشجاعة لا مثيل لها .!!. .جيش فى دولة يتخفى فيها كالعصابات كى يحتمى من العدو بأجساد الأطفال والنساء . هذا هو جهاد حماس ( قدس الأقداس ) .  وحين أقول ( حماس ) أقصد من معها كالجهاد وغيرهم . يقول الاستاذ المعلق : (تنشر حماس و حزب الله و الجهاد الاسلامية ثقافة المقاومة وعدم الخنوع بعد ان نشر السادات و كامب ديفيد ثقافة الاستسلام و الياس). هذا رائع .. فقد عرفنا منهج ثقافة المقاومة لدى حماس وأخواتها .  

4 ـ ويقول الاستاذ كرفة : (ماذا عن بدر ؟  )  . هل يعنى هذا وضع قادة حماس فى موضع المقارنة بالرسول عليه السلام قائد المؤمنين فى معركة بدر . لا وجه للمقارنة إطلاقا بين معارك النبى عليه السلام ومعارك حماس . يكفى أن النبى عليه السلام قام بالاستحقاق أى أعد ما استطاع من قوة مٌتاحة فى عهده ، وكان يخرج بجيشه ليواجه العدو بعيدا عن المدينة حرصا على سلامة سكان المدينة من أطفال ونساء، أو بالتعبير القرآنى (الخوالف ) . وحين رفض المنافقون الخروج  مع النبى قال جل وعلا عنهم ( رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ )(87)(93) التوبة ).  بل كان يرفض قبول الشباب الصغار فى الجيش خوفا عليهم .! سكان غزة هم ( من الخوالف ) يجب أن يخرج جيش حماس ليقاتل اسرائيل بعيدا عن سكان غزة ، إذا كان قادرا على ذلك . أما أن يتخفى جنود حماس باللثام وأن يتخذوا من أطفال غزة دروعا بشرية يحتمون بهم فهذه نذالة لا أعرف لها فى التاريخ مثيلا . وبالمناسبة فأنا باحث عريق فى التاريخ .

خامسا : الجزائر وفيتنام ومانديلا وغاندى وكنج :

1 ـ يقول الاستاذ كرفة (ماذا لو اتبع الجزائريون رأيك و لم يقاتلوا علي ضعفهم احد أقوى الجيوش في العالم اتراهم ينعمون اليوم بالاستقلال.) وأقول هناك فارق هائل بين جبهة التحرير الجزائرية ومنظمة التحرير الفلسطينية وما تبعها من حماس وأخواتها . جبهة التحرير الجزائرية التى تكونت فى 22 يونية 1954 تميزت بأنها ظلت موحدة لم تنقسم وتتناثر الى شظايا متحاربة كما فعل الفلسطينون ، ولا ننسى الحروب الطاحنة فى التسعينيات بين فصائل فتح . جبهة التحرير الجزائرية جعلت نُصب عينيها تحرير الجزائر ، واستعانت بالجميع ومنهم العرب ، ولم تتدخل على الاطلاق ـ وقت كفاحها ضد فرنسا ـ فى دهاليز الخلافات العربية . قادة منظمة التحرير بكل فصائلها أغرقت نفسها فى الخلافات العربية لأن هدفها الأول جمع المال من الفرقاء ، بل وضعوا أنفسهم فى التحالفات البينية بين الأنظمة العربية المتناحرة ، بل كان معرفا أن تنشىء دولة ما حركة فلسطينية تعمل لصالحها . وبهذا أصبحت القضية الفلسطينية مؤجلة الى يوم القيامة لأنها مصدر دخل للقادة . ثم جاءت حماس فرعا للاخوان المسلمين تريد السيطرة على مصر وسيناء ، وحين سقط الاخوان المسلمون تحولت مصر الى ساحة حرب يقودها جنود حماس وأتباعهم يقتلون الجنود المصريين غدرا ، وهؤلاء الجنود لا يتصورون أن يأتى من يطعنهم من الخلف . بهذا ساءت سُمعة الفلسطينيين ـ حتى الأبرياء منهم ـ فى البلاد العربية . ما عاشوا فى بلد إستضافهم إلا إنقلبوا عليه ، ودفعوا الثمن . بدءوا فى السيطرة على جزء من لبنان فأثاروا الموارنة وتسببوا فى حرب اهلية فى لبنان . انتقلوا الى تونس فى ضيافة بن على فتصرفوا كأصحاب أرض ، وفى الكويت تعاونوا مع صدام حين احتل الكويت . وتعاونوا مع حزب الله ثم قاتلوه فى سوريا ، كان خالد مشعل مستقرا فى سوريا فتآمر عليها وعلى ايران وانضم للأصولية السنية المسلحة التى تقاتل بشار الأسد . خالد مشعل يتقلب فى تحالفاته ويقبض الأموال من قطر وايران والامارات والسعودية ، ومن قبل ليبيا وسوريا .. اين مصلحة أطفال وفقراء غزة فى هذا كله ؟ يتلقى مشعل اوامر من قطر لتسخين جبهة القتال فى غزة ويقبض الثمن ، ويدفع أطفال غزة الثمن .! بينما هو فى قطر يناضل فى افخر الفنادق .!!

جبهة التحرير الجزائرية أبعدت الدين عن الكفاح فى سبيل التحرير . كان من أعمدتها أبو الفضيل الورتيلانى عميل عبد العزيز آل سعود ، أبعدته فسافر لآوربا واختفى فيها . بعد اختطاف قادة جبهة التحرير الجزائرية حافظ الأزهرى ( هوارى بومدين ) على علمانية الجبهة وقفدها حتى التحرير . تبقى نقطتان : ان تحرير الجزائر جاء متأخرا فى مناخ كان يعارض الاستعمار ويقف مع حركات التحرر ، وديجول أشهر رئيس فرنسى كان مؤيدا لخروج فرنسا من الجزائر . أى إن المناخ الثقافى كان أكبرمساعد للثورة الجزائرية . النقطة الثانية : إن فرنسا كانت تحتل الجزائر وجبهة التحرير الجزائرية تقاتل على أرضها جنود فرنسا المحتلين . لم ترسل جبهة التحرير صواريخها على باريس ومرسيلية لتقتل المدنيين الفرنسيين ثم تتخذ من أطفال الجزائر دروعا بشرية كما يفعل أشاوس حماس .!!

2 ــ نفس الحال مع أهل فيتنام ، وهم تقريبا فى نفس الموقع مع ثوار الجزائر ، وفى تناقض مع تُجّار القضية الفلسطينية والدم الفلسطينى .

3 ـ ويقول الاستاذ كرفة :   (  مونديلا  يا سيدي هو من أسس المؤتمر الأفريقي(ANC) و هي حركة مسلحه و عنيفة. و سقوط الابارتيد و النظام العنصري كان بعد تضحيات و آلاف القتلى.لوثر كنق انتهى مقتولا ، و كذلك غاندي )). وأقول : مانديلا كان فى سجنه داعية للسلام ، ونجحت دعوته ، وخرج من السجن ليتولى رئاسة جنوب أفريقيا وليطبق دعوته السلمية بنظام اسلامى فريد فى التعامل مع خصومه من قادة الأقلية البيضاء الذين عذّبوا وأفسدوا فى الأرض . دعا للمصالحة والغفران ونسيان الماضى بشريطة أن يعترف المذنب بذنبه فى محاكمة علنية . هذا هو ( الاحسان ) فى التشريع الاسلامى . نيلسون مانديلا فى سجنه لم يكن مسيطرا على المؤتمر الأفريقى ، كانت زوجته هى المسيطرة عليه مقترنا بفضائحها الأخلاقية . وعند خروجه من السجن طلقها وتزوج غيرها ، وأكمل دعوته السلمية .

ولا يعيب مارتن لوثر كنج أن يموت مقتولا على يد المتعصبين ، ولا يعيب أن يغتال هندوسى متطرف المهاتما غاندى . هذا فخر لهما. المهم أنهما نجحا فى تحقيق الهدف بالدعوة السلمية وحفظ دماء قومهما . حصل الأمريكيون الأفارقة على حقوقهم كاملة فى المساواة بكفاح مارتن لوثر كنج السلمى . وحصلت الهند على استقلالها بكفاح غاندى السلمى . ومات كلاهما فقيرا زاهدا بينما تتكدس الأموال السُّحت لدى قادة حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطينى .

4 ـ ويقول الاستاذ كرفة : (  تقول عن قاده حماس أثرياء و كأنك تعلم ما خفي عن اغلب الناس او كان عند حضرتكم ارقام حساباتهم الشخصية  او قيمة ثرواتهم ، فان كان كذلك أفدنا رحمك الله و سنكون لك من الشاكرين ). لقد قلت بالنّص ( وأنا أزن كلماتى ) : ( أرجو عمل مقارنة بين ثروة خالد مشعل ونتنياهو ، ومقارنة أخرى بين عدد ضحايا نتنياهو من الاسرائيليين وضحايا مشعل من الفلسطينيين ، ومقارنة ثالثة بين قادة اسرائيل وقادة العرب منذ 1948) . ولا زلت أقولها برجاء عمل مقارنة بين ثروة قادة اسرائيل وقادة الفلسطينيين ، والضحايا من الجانبين . من السهل عمل المقارنة فيما يخص الضحايا . ومن السهل معرفة ثروة قادة اسرائيل ، بل هم تحت المساءلة وهم فى السلطة وهم خارجها حيث سيادة القانون على الجميع فى الديمقراطية الاسرائيلية . والأمثلة كثيرة فى اتهام شارون وزوجة رابين وايهود أولمرت . أما قادة الفلسطينين الذين يقبضون من العرب وايران فى صفقات سرية من تحت المائدة فمن  العسير معرفة ما يقبضون ، لأن من يعطونهم من الملوك والرؤساء لا يعلنون تآمرهم مع قادة الفلسطينين . ومثلا فإن خالد مشعل الذى يعيش فى أفخم الفنادق خارج غزة يقبض الملايين من هنا وهناك ، ولا يستطيع إدخالها الى فلسطين ، ولا يريد . هى فى الخارج فى ( الحفظ والصون ) . قلت ولا زلت أقول : أريد عمل مقارنة ، وهذه المقارنة تستلزم شفافية كمثل الشفافية التى فى اسرائيل والغرب فقط ، ولا وجود لها فى بلاد العرب وفلسطين .

أخيرا : نصل الى الأهم

1 ــ الهدف المعلن لحماس ، وهو أن الصراع مع اسرائيل هو صراع وجود وليس صراع حدود  . أى هدفها هو محو اسرائيل تماما . نفترض فى أحلام اليقظة ( فقط ) أن حماس قهرت اسرائيل ، وأزالتها من الوجود طبقا لكفاحها المسلح بالشماريخ ، ونفترض أن حماس هى التى حكمت كل فلسطين بعد زوال اسرائيل .. هل سينعم الفلسطينون الغلابة بمستوى معيشة أفضل من بقية العرب الذين تحكمهم أنظمة حكم مستبدة دينية وعسكرية ؟ بل هل سينعم الفلسطينيون تحت حكم حماس بحياة أفضل من تلك الحياة التى يعيشها العرب داخل اسرائيل ( عرب 48 ) ؟ الجواب هو فيما تفعله حماس الآن فى قطاع غزة . منذ أن إنفصلت بالقطاع عن الضفة انتهكت حقوق الانسان ، وعاثت فى القطاع فسادا وأقحمت نفسها فى حروب يستحيل الانتصار فيها ، وعرضت فيها المواطنين الغلابة للقتل والحصار والجوع ، بينما القادة المترفون ينعمون ولا يزالون .

2 ــ القادة الفلسطينيون أسوأ من المستبد العربى . المستبد العربى فرعون يتمتع بالاستحقاق فى مواجهة المواطنين من الشعب الأعزل . المستبد العربى فرعون يقهر شعبه بجيشه وقوات أمنه ، جيش الفرعون العربى يحتل بلده ويقهرها لصالح المستبد العربى ، ويرتكب من الفظائع أضعاف ما كان يرتكبه المستعمر الأوربى . المثقفون الأحرار العقلاء يتحسرون على أيام الاستعمار الأوربى الذى كان بتحضره يتنزه عن كثير من الخطايا التى يرتكبها المستبد العربى المتخلف الطاغية .

3 ــ هذا المستبد العربى ينعم يالاستحقاق أى بالغلبة . ولكن المستبد الفلسطينى لم يصل بعد الى نفس الدرجة من الاستحقاق ، حماس لا تسيطر وحدها على قطاع غزة فهناك الجهاد وأشياء أخرى ، وعباس ودحلان وباقى الرفاق المتشاكسين يتنافسون ولا يزالون . ومع هذا الضعف والتفرق ومع أنهم لم يصلوا الى الاستقلال الكامل يفعلون بالمستضعفين الفلسطينيين ما تربأ ان تفعله بهم اسرائيل . فماذا سيفعلون بالفلسطينين الغلابة إذا ـ على سبيل الفرض وفى أحلام اليقظة ـ أزالوا اسرائيل من الوجود ؟ .

4 ــ من أجل أطفال غزة والمستضعفين فى غزة والضفة .. كتبت هذا المقال . 

اجمالي القراءات 12516