وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً.

Brahim إبراهيم Daddi دادي في الخميس ١٠ - يوليو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً.

 

عزمت بسم الله،

قال رسول الله عن الروح عن ربه:

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ(30). البقرة.

 

إرادة الله تعالى اقتضت أن يجعل في الأرض خليفة، فأخبر الملائكة أنه سبحانه جاعل في الأرض خليفة، (لا خليفة بنك الجزائرية...) قال رسول الله عن الروح عن ربه:وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً. فقالت الملائكة: أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ. فكان جوابه سبحانه: إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ.

 

الأسئلة التي ترد إلى ذهن المتدبر لهذه الآيات الكريمات تكون في نظري كما يلي:

  • هل الملائكة قد شهدت من قبل من يفسد في الأرض ويسفك الدماء، فأبدت تخوفها واستياءها؟
  • هل إرادة الله تعالى اقتضت أن يجعل في الأرض الخبيث والطيب ( في كل ما خلق)؟ لذلك سبحانه فقد حذرنا من الإعجاب من كثرة الخبيث فقال سبحانه: قُلْ لَا يَسْتَوِيالْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُوَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(100). المائدة. وقال الحكيم سبحانه: لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ(37). الأنفال.  

 

  • كيف يجب أن يكون خليفة الله تعالى في الأرض؟
  • للجواب على هذا السؤال في نظري جوابان لا ثالث لهما.
  • الأول، أن يكون الخليفة لا ينقض عهد الله من بعد ميثاقه، ولا يقطع ما أمر الله به أن يوصل، ولا يفسد في الأرض، بل يكون من الذين يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ليكونوا من المفلحين. وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(104).آل عمران.

 

  • أما الصنف الثاني، فهم الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل، ويفسدون في الأرض أولائك هم الخاسرون. قال تعالى: الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ(27). البقرة. وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ(205). البقرة.

 

 

 

إن المستخلَف يجب أن يتشبه بالمستخلِف، فلا يظلم الناس ولا يطغى في الأرض، لأنه مخلوق منها وسوف يعود إليها ويُسأل عما كان يفعل، ويجب أن يحكم بين الناس بالحق، ولا يتبع الهوى فيضله عن سبيل الله تعالى، لأن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد، فهل يصبر لذلك العذاب الشديد؟ قال رسول الله عن الروح عن ربه: يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ(26).ص.

 

هل ما يحدث في الأيام الأخيرة هنا في ولاية غرداية الجزائر، وهناك في غزة وفي ليبيا ومصر وسوريا والعراق وفي أغلب بلاد ( المسلمين)، من تقتيل للأبرياء وتشريد للأرامل والأيتام، وإخراج الناس من ديارهم وممتلكاتهم، وإفساد في الأرض بجميع أنواع الإفساد، أقول هل يعتبر هذا من خلافة الله تعالى في الأرض؟؟؟

والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.

 

 

اجمالي القراءات 13254