الوصايا العشر لتحريف أي دين

سامح عسكر في السبت ٠٥ - يوليو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

1-أن يكون هناك مراجع وشيوخ وأحبار يتحدثون باسمه، ويعلنون أنهم الموكلين عن الدين لتمثيله واحتكار العلم فيه، وهذه مصادرة لحق المعرفة الإنساني، والذي هو أصل التكليف وحُجة الثواب والعقاب، فلو كان حق المعرفة لجماعةٍ دون غيرها لبطل التكليف عن الجميع، وفي المقال السابق عقدنا دراسة قرآنية بعنوان.."من هم العلماء في الدين"..وصلنا فيها إلى أن الله لم يجعل لدينه رجالاً يتحدثون باسمه أو شيوخ وفقهاء يزعمون أنهم أئمة الناس يعود الأمر إليهم ولا حركة ولا معرفة إلا بإذنهم.

2-أن يعتقد أتباعه أن في الدين شخصية محورية يقوم عليها الدين ويُهدم، وهذا شئ خطير، فالأنبياء هم مجرد دعاة ورُسل عن الله وليسوا آلهة ، وهذا يعني أن الدين لا يقوم عليهم أو يُهدم، شخصياً أنا لا أعتقد أن الإسلام يقوم على رسول الله محمد، بل الإسلام حقيقة ضاربة في عمق التاريخ للإنسان العاقل، وحقيقة ماتعة في ذهنه، وما محمد إلا رسولُ جدد هذه الحقيقة في الأذهان وأرادها دافعاً لتهذيب السلوك.

3- تحريف الدين يبدأ من نسب أقوال وأفعال لتلك الشخصية المحورية على أن تكون بصيغة التشريع والحديث عن الله والحقيقة، والإنسان ميال لتصديق الأكاذيب والأوهام ما دام يعجز عن نقدها أو ردها، فتكون الكارثة هي تأليه تلك الشخصية وانشطارها إلى عدة شخصيات كلها تمثل هذه الشخصية المحورية..وما كان اعتقاد فقهاء المذاهب إلى حد تأليه مؤسسيها إلا خير دليل على ذلك.

مثال: الإسلام يقوم على النبي محمد، والسنة هي الممثل الحقيقي للنبي محمد، وابن حنبل هو الممثل الحقيقي للسنة، وابن تيمية هو الممثل لابن حنبل، وابن عبدالوهاب هو الممثل لابن تيمية، وشيوخ السلفية هم الممثلين لابن عبدالوهاب..وبالتالي تكون النتيجة أن شيوخ السلفية هم الممثلون للإسلام...وهذه هي الخدعة التي وقع فيها هؤلاء جراء اعتقادهم بأن الدين يقوم على أشخاص.!

4-أن ينتقل الدين من مجرد العمل والبناء إلى مجرد الشكل والمظاهر.

5-أن يزعم المتدينون أن دينهم يمس جوانب الحياة العامة كافة، فيخترعون من دينهم ما يناسب تلك الحياة ويلفظون ما يرفضها..وهذه النقطة ما يعاني منها أتباع كل دين من خلط شنيع بين الدين والسياسة، وبين الدين والمصالح ، وبين الدين والعلم.

6- أن تكثر فيه القصص والحكايا الغير هادفة.

7-أن تكثر فيه الأوامر الغير نافعة، فيُصاب المتدينون بالبلاهة والسلبية والخمول والنفاق.

8- أن يخلط أتباعه بين الدين-كونه حقيقة-وبين أنفسهم –كونهم ممثلون لتلك الحقيقة، فيخلطون بين أنفسهم والدين، وبالتالي إذا جاءهم نقداً من الخارج ظنوه نقداً لأنفسهم فيتعصبون، وبالتالي ينتقلون إلى مرحلة دفاع غير مبرر ينتهجون فيها سُبلا غير مشروعة وغير إنسانية للذود عن أنفسهم.

9- أن يُجهد أصحابه أنفسهم في تصور علوم الغيب وحياة ما بعد الموت، فتنحرف عقولهم إلى غير المعقول وينفر منهم كل ذي عقل، شخصياً أنا لا أزيد عن ما سطره الله في قرآنه من الغيب ولا أسعى لتفسيره وأقف على لفظه وأفوض معناه إلى علام الغيوب.

10- أن يعتقد أصحابه بالتفاضل وليس بالتكامل وهذا يعني التفريق بين الجنسين وبين الرسل وبين الأشخاص بل بين الحيوانات، مثال ما حدث من تفضيل الرجل على المرأة والقطة على الكلب..ومثل هذه الأشياء التي كان أصلها التكامل وليس التفاضل..فالمرأة والرجل مكملان لبعضهما حسب وظيفة كل منهم، وكذلك القطة والكلب وما شيع من أن الكلب نجس..كل هذه من تخريفات الشيوخ وتصوراتهم حسب طبائعم ثم جعلوها- كذباً وزوراً -هي رأي الدين.
اجمالي القراءات 8642