ثــلاجــة لـلـه يـا سـلـفـيـيـن ...!!!

رضا عبد الرحمن على في الخميس ٢٩ - مايو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

ثــلاجــة لـلـه يـا سـلـفـيـيـن ...!!!

في شهر مايو الجاري 2014م كانت زوجتي في إحدى المستشفيات الخيرية التي أنشأتها الجمعية الشرعية السلفية فرع محافظة الشرقية

كانت زوجتي في شهرها الثامن من حملها ، وكانت تعانى وجنينها من متاعب ومشاكل كثيرة وكبيرة أدت لموت الجنين في بطنها ، وقررّ الطبيب المعالج تحويلنا فورا لإحدى المستشفيات لكي يجري لها عملية ولادة قيصرية لإخراج الجنين حرصا على حياتها ، ومنعا لحدوث أي حالة من حالات تسمم الحمل.

ذهبت مع زوجتي للمستشفى وجلسنا في انتظار الطبيب ، وجاء وأجرى لها العملية القيصرية ، وأخرجوا الجنين الميت من بطنها وخرجت من العمليات ، وفي هذه الأثناء انشغلت بزوجتي ورافقتها لغرفتها وبعد أن اطمئن قلبي عليها تذكرت هي وذكرتني بالجنين الميت ، وقالت لي اذهب وأحضره من غرفة العمليات لأن أحد الممرضين ألقاه على الأرض بعد أن أخرجه الطبيب من بطني وسلمه له ، وهذا الفعل أثر كثيرا في نفسيتي.

ذهبت وطلبت من الممرضين أن يسلموني الجنين الميت ، بعد مداولات ونظرات استغراب واستهجان كثيرة لا أعلم سببها حتى الآن ، أخذت الجنين وبدأت أفكر كيف أحفظ هذه الجثة حتى الصباح سليمة حتى لا تبدأ في التعفن وإخراج روائح كريهة لا يتحملها أي إنسان سليم ، ولكي أقوم بدفنها بعد عودتي في اليوم التالي لبلدتي في مدافن العائلة ، وأعتقد أن هذا الأمر طبيعي جدا وليس فيه أي مبالغة مني.

بدأت المعاناة مع العاملين في المستشفى السلفي المحترم ، الذي يعج باللحى والنقاب ، سألت الممرضين والممرضات ، سألت الإداريين والعمال والعاملات هل ممكن وضع جثة هذه الطفلة الميتة في أي ثلاجة في المستشفى حتى الصباح لأن الجو حار جدا وخطر أن أتركها هكذا في درجة الحرارة العادية ، سمعت إجابات غريبة جدا ونظرات أغرب ، أفتى أحدهم قائلا " من الممكن أن تأخذ (توك توك) وتذهب للمدافن وهي قريبة من هنا وتضعها في أي قبر مفتوح " ، وقال أخر: " من الممكن أن تذهب لأي منطقة مجاورة في الأراضي الزراعية وتدفنها في أي مكان" ، المهم كلهم أجمعوا أن المستشفى ليس به ثلاجات ولا ديب فريزر لكي يتهربوا من تقديم المساعدة لي ، وفجأة قال أحدهم من الممكن أن تأخذها وتذهب للمستشفى العام هنا وتضعها في ثلاجة المستشفى وتتسلمها في الصباح ، طبعا هذا الأمر يحتاج لمستندات وأوراق وتصاريح وقصة روتينية فاشلة ومملة قبل أن أنتهى منها ستشرق شمس اليوم التالى الذي سنذهب فيه لبلدتنا.

في هذا الموقف فكرت سريعا واضررت لوضع الجثة في كيس كبير وربطها في نافذة مطلة على منور للمستشفى فيه تيار هواء شديد ، وظلّت هكذا حتى الصباح حتى أخذتها ، ثم تحركنا وخرجنا من المستشفى وعدنا لبلدتنا ودفنتها بيدي في قبر والدي رحمه الله.

أترك لكم التعليق ...

اجمالي القراءات 13104