عبدالناصر في الميزان
عبدالناصر ......بين الحقيقة والخيال - الجزء الثاني

اشرف ابوالشوش في الأربعاء ٢٨ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم

عبد الناصر في الميزان....بين الانجازات والاخفاقات

بدون الدخول في تفصيلات قصصية لاحداث عصر الثورة وزمن الرئيس جمال عبدالناصر, وبدلا عن الاسلوب الادبي الذي انتهجته في اول مقالة لي والذي بدوره لاينفع ليكون اسلوب تقييم سياسي نقدي  بل انه قد يوحي الى القراء احيانا بالتعاطف مع عبدالناصر , قررت بدلا عن هذا كله الدخول في لب الموضوع مباشرة والبدء في عملية التقييم حسب ميزان الانجازات والاخفاقات

اولا : انجازات ثورة يوليو في زمن عبدالناصر

القضاء على النظام الملكي

انهاء فترة حكم اسرة محمد علي والحكم التركي العثماني لمصر

طرد فاروق الاول الذي كان يلقب نفسه بملك مصر والسودان الي منفاه

القضاء على نظام الطبقات والامراء والباشوية والبهوية وكافة الالقاب

تحرير كافة الاراضي المصرية من الاحتلال والانجليزي بما يعرف حتى اليوم باتفاقية الجلاء

القضاء وحل جهاز البوليس السري الذي ذاق منه السياسيون المعارضون والمثقفون والاحرار من اهل مصر مالاقوه من اذى وتنكيل

تحويل مصر الي دولة جمهورية ذات دستور وقانون وسيادة وطنية

سن قانون لالغاء الاقطاع الزراعي والذي قضى على نظام الاقطاع الذي يعود الي العصور المظلمة والذي كان بموجبه الارض ومن عليها من فلاحين هم ملك للباشوات ومجرد عبيد لاغير

توزيع الاراضي الزراعية على الفلاحين اصحاب الاراضي الاصلين بتوزيع عادل 

سن قانون بمجانية التعليم ومجانية الصحة

تقوية وتدعيم الجيش المصري  الذي عانى ماعانى في زمن الملك

السماح لابناء الشعب العادين بالدخول الي الجيش كضباط او عساكر بعد ان كان الامر شبه مقصور على اولاد الباشوات

القيام بتأميم الكثير من الشركات والمؤسسات والاراضي التي اخذت من جهد وعرق وكفاح الشعب المصري

تاميم شركة قناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية مما ادى الي توفير اموال طائلة للخزينة المصرية

   بناء السد العالي الذي وفر الكهرباء لمدن وقرى ونجوع مصر بعد ان كان اكثر من نصف القاهرة نفسها يغرق في الظلام الدامس ناهيك عن باقي القطر المصري

انشاء جهاز المخابرات المصري المفخرة المصرية العربية القومية لمواجهة التغلغل الاسرائيلي والاوربي داخل مصر عن طريق الجواسيس وحماية لامن مصر القومي

زيادة عدد الكليات الي جامة فواد لتصبح جامعة القاهرة

القيام بثورة التعليم العالي في مصر مما ادى الي توفر جامعات مؤهلى في كل محافظات مصر تقريبا مما ادى الي زيادة المتعلمين والمتخصصين

بدء دخول مصر في النشاط النووي لمواجهة دخول اسرائيل للعصر النووي عن طريق مفاعل ديمونة والذي بدءعن طريق مفاعل انشاص الذي للاسف توقف خوفا من توقع ضربة جوية اسرائيلية مما قد يترتب عليه تلوث ارض مصر بالغبار الذري

المساعدة على تحرر الوطن العربي من الاحتلال عن طريق دعم الثورات الوطنية - الجزائر اقرب مثال

التدخل السياسي اوحتى العسكري في باقي الدول العربية لتغير انظمة الحكم من الملكية الي الجمهورية - اليمن كمثال

تاسيس مجموعة دول عدم الانحياز مع الهند وباكستان والسودان والتي ارسلت بدورها رسالة للقوتين العظميين في ذلك الوقت امريكا والاتحاد السوفيتي انهم دول ذات سيادة ولاتقبل الانخراط في فلك اي منهم

خاضت مصر حرب العدوان الثلاثي كاثبات حقها الشرعي في قناة السويس مما اكسب مصر بعد دوليا جديدا

اصبحت مصر تشكل العدو رقم واحد ضد اسرائيل واصبح عبدالناصر الامل العربي لانقاذ فلسطين من قبضة العدو الصهيوني خاصة بعد ان وعد بان (يرمي نصف اسرائيل في البحر).

انشار الشعور الوطني بصورة قوية جدا بالاضافة الي تقوية الشعور بالانتماء القومي العربي (وطني حبيبي الوطن الاكبر

هذا كان تقريبا ما استطعت ان اجمعه من اهم انجازات ثورة يوليو وعبدالناصر بالتحديد.

مساوي واخفاقات الثورة وجمال:

ايقاف عمل الاحزاب في اول قيام الثورة عدا حزب الاخوان المسلمين مما ادى الي تقوية هذا الحزب على انقاض ضعف الاخرين ومما اعطى اشارة للحزب ان الثورة سوف تكون في جانبهم

رفض الثورة جعل مصر دولة ديموقراطية وعمل انتخابات يحدد على اثرها رئيس الجمهورية بعد ان كانت الثورة قد وعدت الشعب والاحزاب بذلك مما اثار غضبا عارما في اوساط المثقفين والكتاب والسياسين

 ايقاف حزب الاخوان المسلمين بعد حاثة المنشية ومحاولة اغتيال عبدالناصر مما ادخل مصر في بؤرة صراع جديدة داخلية تهدد الامن والوحدة والسلام الداخلي لمصر وذلك بين الاخوان والجماعات الدينية المتشددة من جهة والحكومة والاتجاهات الفكرية والسياسية والمثقفين من جهة اخرى

عودة الديكتاتورية من جديد ممثلة في توحيد كافة السلطات في يد عبدالناصر والثورة وقمع كل من يبدي برايه او يقف في وجه الثورة مما اعاد مصر الي خانة اليك من جديد خاصة ان زمن الملك كانت فيه الحريات اعلى نوعا ما من اوائل ايام الثورة

عودة الرعب من جديد في صورة اشد خطر ممثلة في تسلط وقمع الشرطة والامن وجهاز المخابرات المصرية لكافة الاحزاب والسياسين والمفكرين وخاصة حزبي الاخوان  والشيوعي مما جعلهم يترحمون على ايام البوليس السري -اقراء اعترافات صلاح نصر ومحاكمة فساد جهاز المخابرات المصري

بروز ماعرف فيما بعد بمراكز القوى التي تسلطت على رقاب ابناء الشعب االمصري معتمدة على مدى قربها من الثورة - صلاح نصر-شمس بدران-عصبجية عبدالحكيم عامر وغيرهم الكثير

تحول مصر الى الاقتصاد الاشتراكي بدون دراسة حقيقة او روية

خسارة مصر حرب 67 والانهيار التام والمفاجي والغير متوقع للجيش المصري حيث تم ضرب المطارات العسكرية وتحطيم اغلب القوة المصرية الجوية وانسحاب الجيش الغير مدروس بعد الهزيمة مما ادى الي اسر الكثيرين من خيرة ابناء مصر على يد العدو الصهيوني واحتلا كامل سيناء ومنطقة شرق القناة

انهيار شبه تام في معنويات الشعب المصري والعربي بسبب الهزيمة التي سميت فيما بعد بالنكسة- والي اليوم يصر الاحرار من قادة الجيش المصري الى انها كانت خيانة وانهم لم يحاربوا ولو حاربوا لحصل مثل عام 73

تعلق تقديسي بشخص عبدالناصر بلغ حد اشبه بالعبادة منه الي الحب

دخول مصر في حرب الاستنزاف لمحاولة لملمت جراحها

ظهور عبدالناصر كشخص نرجسي يحب ان يكون هو البطل القومي المشار اليه بالبنان وظهر ذلك جليا في خطبته في المنشية حيث اخذ يصيح بعد حادثة اطلاق النار

ايها الرجال الشرفاء انهم يريدون قتل عبدالناصر نفسي فداء لكم انا علمتك الكرامة ...والي اخر ذلك من الانا مما اغضب مثقفي مصر واحراها وجعل العقاد يقول

لو اننا لم نعرف الكرامة ونحن حضارة سبعة الاف عام الا منك فنحن اذا لانتحتاجه

الخلاصة:

بالرغم من الشك والجدال القائم حتى اليوم حول صحة حادثة المنشية اهي مفتعلة ام لا الا ان الظاهر للمتفحص لتاريخ عبدالناصر وجود صفتين غريبتين

نرجسية جعلته يصل الي حد التقديس

ونزاهة وشرف جعلته لاياخذ مليما واحدا من اموال الشعب المصري

وبالرغم من كل عيوب التجربة الا اني اعتقد انها كانت تجربة لابد منها  لانها اثرت وغيرت في كل تاريخ الوطن العربي

بالرغم من عدم قناعتي الشخصية بحجة الثورة لعدم اعطائها الاحزاب السلطة وتسليمها لها الا ان الواقع السياسي لمصر في ذلك الوقت يفيد ان مصر كانت في حاجة الي قرارات قاطعة وحاسمة ماكانت تتوفر للاحزاب في تلك الفترة

فشلت الثورة في تربية روح الديموقراطية لانها ببساطة لم تكن تريد اعطائهم الحكم اصلا لان بريق السلطة اعماهم كما اعمى الملك من قبل

عليه اعتقد ان اثار تلك الفترة من سلبيات وايجابيات مازالت اثارها واضحة للعيان حتى جيلنا الحاضر واكبر دليل على ذلك وجود حزب ناصري وهو الحزب الوحيد الذي يقدس انسان في الوطن العربي

وشكرا على الاهتمام والمتابعة

تمت بحمد الله

  

اجمالي القراءات 28931