إن هذه القبيلة اليهودية العربية تدعى قبيلة «خيبر» وإنّها تحفظ السبت، وتصوم عيد الفصح الكبير،
قبيلة من اليهود في بلاد العرب 1

محمد صادق في الإثنين ٢٤ - مارس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

قبيلة من اليهود في بلاد العرب
الجزء الأول

ورد في برقية للصحافة المتحدة الاميركية:
أن وجود قبيلة عربيّة يهوديّة في قلب صحراء بلاد العرب قد روي في حديث لنسيم تاجر سكرتير وكيل السلطان ابن السعود في دمشق وابن رئيس حاخامي دمشق مع مراسل الصحافة المتحدة.
ويقول هذا السكرتير:

إن هذه القبيلة اليهودية العربية تدعى قبيلة «خيبر» وإنّها تحفظ السبت، وتصوم عيد الفصح الكبير، وعندها نسخة قديمة من اسفار موسى، وهي تعد نحو ثلاثين ألف مقاتل تحت سيطرة ابن السعود الذي اتخذ عدداً منهم أعواناً له، وأن وزير ماليته واحد منهم واسمه مردخاي.
منذ خمس وثلاثين سنة  طغت موجة الإرهاب السعودي على الجزيرة العربية فحملت معها الحقد، وسفك الدماء، والدمار، والتنكيل بالعرب والمسلمين. فاستبيحت المحارم، وسفكت الدماء، وأهينت المقدّسات، وكفّر المسلمون، وعطّلت شعائر الاسلام.
وأرتفعت الأصوات بالاستنكار في مختلف البقاع العربية والاسلامية، وعقدت المؤتمرات، وقامت الاحتجاجات باستنكار هذه الحركة الرجعيّة الآثمة التي تلبّست بلباس الإصلاح والغيرة على الدين، فاصطبغت أيدي القائمين بها بدماء العرب والمسلمين منذ أن تحالف أبناء مؤسس الدعوة الوهّابية محمد بن عبدالوهّاب مع آل سعود، فكانت غاراتهم المتتالية على نجد، والحجاز، والعراق، وبقية بقاع الجزيرة العربية، فسفكت فيها دماء الآلاف من الأبرياء من الأطفال، والنساء، والرجال ودمّرت المدن والقرى، وأعمل فيها القتل، والنهب، والسلب.
وقامت أقلام العلماء، والأدباء والشعراء بالذبّ عن حياض المقدسات الدينيّة، وفضح أعمال البرابرة السعوديّين الذين أعادوا إلى الذاكرة فظائع الغزو المغولي للديار الإسلامية، وما ارتكبت فيه من آثام وجرائم ضد الحضارة والإنسانية.
وكان في طليعة الكتب التي صدرت في ذلك الحسن كتاب «كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبدالوهاب» فيه تاريخهم الحافل بالفضائح والمآسي، والإجرام، وفضح فيه أسطورة الإصلاح والتجديد التي زعموها، وفنّد عقائدهم وآفتراءاتهم على الإسلام، والمسلمين بما ليس فيه زيادة لمستزيد.


وقد أثار هذا الكتاب ضجة كبرى في العالمين الاسلامي والعربي يومذاك، وألّب عليهم الرأي العام، وأوقعهم في حيرة من أمرهم، لما فيه من الحجج الدامغة، والبراهين الساطعة، وجعلهم يحشدون كل ما لديهم من أقلام مخدوعة ومأجورة؛ للرد عليه، وآضطرهم بالتالي إلى التخفيف من غلوائهم ومحاولة استرضاء الرأي العام الاإسلامي الذي ناصبهم العداء، لا سيما بعد أن صدرت الفتاوى بعدم جواز أداء فريضة الحج، لعدم أمان المسلمين على أرواحهم، وأموالهم، وأعراضهم، وكان موسم الحج هو المورد الوحيد لتأمين الموارد لهم بعد أن خرجوا من ديارهم حفاة عراة جائعين، وبعد أن كان تاريخهم الدامي الذي يفاخرون به، سلسلة من أعمال الغزو، والسلب، والنهب، والتقتيل.


لقد هادن السعوديون الرأي العام العربي والاسلامي فترة، وتظاهروا بالتوبة، ثم عمدوا الى شراء أقلام الكتّاب، والصحافيّين المأجورة يسترون بها عوراتهم وجرائمهم، بأموال المسلمين، وذلك حرصاً على استتباب الأمر لهم.
ولما ظهر البترول في البلاد العربية التي اغتصبوها من أصحابها، وأعطوا امتيازاتها للشركات الاحتكارية بأبخس الأثمان، وأبطرتهم النعمة، عادوا سيرتهم الأولى، وانطلقوا يحملون معهم خيرات البلاد لينفقوها بالملايين، وعشرات الملايين على الفسق، والفجور، وشرب الخمور، وانتهاك الأعراض، حتى انتشرت فضائحهم في الشرق والغرب، وتحدثت عنها صحف العالم، بينما ضنّوا بالنزر اليسير منها على الشعوب التي ابتليت بحكمهم فتضوّرت جوعاً.


ولم يحرموا هذه الشعوب من خيرات البترول فحسب، بل حرموها من أبسط ما يتمتّع به الانسان من كرامة، بل حرموها من أبسط الحرّيات فلا حرية للمعتقد، ولا حرية للعبادة، ولا حرية للقول، ولا حرية للكلام، فالكتب والصحف محظورة إلاّ ما مجّد السعوديّين، وأباح جورهم، وأشاد بطغيانهم، بينما تحرق كتب الاسلام الصحيح، وتمزّق أسفار الدين القويم. وكشاهد على ذلك نروي ما فعله قاضيهم في محكمة الظهران، سليمان بن عبيد عام (1955م) من أمره بإحراق كتاب فقهي اسمه: (دعائم الإسلام) كما فعلوا بكتاب: (أبو الشهداء) للاستاذ عباس محمود العقاد الذي لم يكتفوا بمنعه بل صادروه، وأحرقوه، وكذلك فعلوا بكثير من الكتب والأسفار.
سلط السعوديون زبانيتهم ممّن أسموهم زوراً وبهتاناً «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» عن الناس فأمعنوا بهم تنكيلاً، وهم الذين يحكمون بإحراق كتب الدين، وتاريخ المسلمين، وينكّلون بالأحرار … ويتفنّنون بارتكاب الموبقات، وإنّنا لنسأل عبدالملك بن ابراهيم رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأمين سرّها عبدالله باشميل كيف سكتوا عن مخازي أمرائهم، وفجور حكّامهم، وفسق ملوكهم، وتهتُّك كبرائهم، ولم يروا في هذه الأعمال منكراً ينهون عنه؟

منشأ الوهّابيّة
قال العلامة جميل صدقي الزهاوي:
«الوهّابيّة فرقة منسوبة إلى محمد بن عبدالوهّاب، وابتداء ظهور محمد هذا كان سنة (1143هـ)، وإنّما اشتهر أمره بعد الخمسين فأظهر عقيدته الزائفة في نجد، وساعده على إظهارها محمد بن سعود أمير الدرعية بلاد مسيلمة الكذّاب مجبراً أهلها على متابعة ابن عبدالوهاب هذا، فتابعوه، وما زال ينخدع له في هذا الامر حيٌّ بعد حيٍّ من أحياء العرب حتى عمّت فتنته، وكبرت شهرته، واستفحل أمره فخافته البادية، وكان يقول للناس:
ما أدعوكم إلاّ الى التوحيد، وترك الشرك بالله تعالى في عبادته، وكانوا يمشون خلفه حيثما مشى حتى أتسع له الملك».

ولادة محمد بن عبدالوهّاب
لقد ولد سنة (1111هـ) وتوفي سنة (1207هـ).
وكان في ابتداء أمره من طلبة العلم، يتردّد على مكة والمدينة لأخذه من علمائها.
وممن أخذ عنه في المدينة: الشيخ محمد بن سليمان الكردي، والشيخ محمد حياة السندي، وكان الشيخان المذكوران وغيرهما من المشايخ الّذين أخذ عنهم يتفرّسون فيه الغواية والإلحاد، ويقولون:
«سيضل الله تعالى هذا، ويضل به من اشقاه من عباده» فكان الأمر كذلك، وكذا كان أبوه عبدالوهّاب (وهو من العلماء الصالحين) يتفرّس فيه الإلحاد، ويحذّر الناس منه، وكذلك أخوه الشيخ سليمان…

عقيدته
تنحصر عقيدته في أربعة أمور:
1 ـ تشبيه الله سبحانه وتعالى بخلقه.
2 ـ توحيد الألوهية، والربوبيّة.
3 ـ عدم توقيره النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم.
4 ـ تكفير المسلمين.


قال أبو حامد بن مرزوق في مقدمة كتابه عن التوسل بالنبي وبالصالحين:
«فهذه خلاصة علمية في عقائد محمد بن عبدالوهّاب ومقلّديه جمعت أكثر درّهاً المنقول والمعقول من تحقيق علماء الاسلام الأعلام، وشيّدت صرحها بتاريخ الاسلام، ودعمتها بكثير من آيات الكتاب الحكيم، وسنّته عليه الصلاة والسلام، فجاءت بحمد الله حصناً منيعاً لا يرام».
وقد ردّ بعض أتباع الأئمة الأربعة عليه وعلى مقلديه بتآليف كثيرة جيّدة، وممّن ردّ عليه من الحنابلة: أخوه سليمان بن عبدالوهّاب.
ومن حنابلة الشام: آل الشطّي، والشيخ عبدالقدومي النابلسي في رحلته، وكلها مطبوعة، في ناحيتين: زيارة النبي صلّى الله عليه وسلم، والتوسل به وبالصالحين من أمته، وقالوا: إنه مع مقلّديه من الخوارج.
وممّن نص على هذا: العلاّمة المحقّق السيد محمد أمين بن عابدين في حاشيته «ردّ المحتار على الدّرّ المختار» في باب البغاة، والشيخ الصاوي المصري في حاشيته على الجلالين، لتكفيره أهل (لا إله إلاّ الله محمدٌ رسول الله) برأيه.
ولا ش" أن التكفير سمة الخوارج وكل المبتدعة الّذين يكفّرون مخالفي رأيهم من أهل القبيلة، ولا تفيد هذه الخلاصة من مرق الى الجهة الأخرى، لأن العلماء قالوا:
«إن البدعة إذا رسخت في قلب لا يرجع صاحبها عنها، ولو رأى ألف دليل واضح وضوح الشمس يبطلها إلاّ إذا أدركته عناية الله، وإنّما هي عاصمة إن شاء الله تعالى من لم يدخل في بدعهم» .

ونشرت مجلة المرشد البغدادية الصادرة عام (1346هـ ـ 1927م) ما يلي:
«الوهّابيّة فرقة حديثة التكوين وجدت منذ قرنين، أو أقل، وقائدها الأول محمد بن عبدالوهّاب من علماء نجد، قام بالدعوة إلى مذهبه في بلاده، وأيّدته السلطة السعودية آنئذٍ، وكانت أهم مباديه بادئ بدء هدم القبور التي يتوجه المسلمون إليها لطلب الحوائج، وتقديم النذور، والقرابين والحكم على أولئك المتوجهين بالكفر، والشرك، وقد نشر دعوته في كتبه، ورسائله». مجلة المرشد / العدد 10 / المجلد 2 / ص 388

وذكر اسماعيل باشا البغدادي تحت عنوان: الوهّابي فقال:
«محمد عبدالوهاب بن سليمان بن سليمان بن علي بن أحمد بن راشد بن يزيد بن مشرف النجدي، الحنبلي الوهّابي الذي تنسب إليه الطائفة الوهّابيّة، ولد سنة (1115) وتوفي سنة (1206) ست ومأتين وألف. من تأليفه: كتاب في مسائل خالف فيها الرسول صلّى الله عليه وسلّم.. الخ.

هدية العارفين 2 / 350 ط بيروت

 ما نقلناه عن كتاب الفجر الصادق ص (16)، أن ولادته كانت سنة (1111هـ)، ووفاته (1207هـ).**

نكتفى بهذا القدر من الجزء الأول ونلتقى بإذن الله تعالى مع الجزء الثانى من هذه السلسلة.

المراجع...

1- صفحة عن آل سعود الوهّابيين و آراء علماء السنّة في الوهّابيّة.. السيد مرتضى الرضوي

2- تاريخ آل سعود .. ناصر السعيد

3- كتاب " كشف الإرتياب ".. السيد حسن الأمين
4- كتاب " الفجر الصادق ".. ص 16 طبعة مصرعام 1323ه

5- كتاب " التوسل بالنبى وبالصالحين " ص 224 طبعة إستانبول  عام 1984

اجمالي القراءات 23774