التفرقة في الدين

خالد اللهيب في الخميس ٢٠ - مارس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

عادة يتفق الناس على التأليف وصناعة الدين ، يتفقون ولا يختلفون في شأن الدين إلا من بعد ما ينزل الكتاب من الله عز وجل وقد وقع ذلك بعد نزول التوراة والإنجيل والقرآن ،(وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) البينة ، فبعد نزول آيات الله عز وجل تزدهر صناعة الدين وتتعدد الأحزاب الدينية الأرضية. 

ففي زمن النبي محمد عليه الصلاة والسلام لم يكن بين المسلمين من يتحدث إلا بما أنزل من أيات القرآن الكريم  ، وظل هذا النهج طاغيا الى خلافة عثمان حيث خرجت الأمور عن السيطرة ، وبدأ الكذب والإفتراء والتدخل في دين الله عز وجل عبر أحزاب دينية سياسية هدفها الحكم ومتاع الدنيا.

كل حزب فرح بما صاغ من دين خاص به ، مدعيا أن حزبه ومذهبه هو دين الله جل وعلا ، فظهر الخوارج وفيما بعد الشيعة وظهرمن أطلق عليهم أهل السنة وغيرهم كثير عبر التاريخ ، وما زال الجهل يفقس أحزابا دينية سياسية الى يومنا الحالي.

رسولنا الكريم ليس من الأحزاب الدينية في شيئ ولا ينتمي الى أي من المذاهب الدينية المختلفة والتي اتفقت جميعا على تغيب القرآن وإظهار ما كتبه سلفهم الصالح والغير صالح ، (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (159) الأنعام.

يخاطبنا رب العالمين قائلا : (... وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) الروم ، التفرقة الدينية و الأحزاب الدينية هي شرك بالله عز وجل ، حينما يشركون المخلوقين من البشر في صياغة رسالة رب العالمين وشريعته عبر أفعل ولا تفعل وهذا حلال وهذا حرام .  

طاعتنا للمذهب السني أو الشيعي أو أي مذهب آخر بخلاف طاعتنا لما جاء من آيات رب العالمين ، نرد إثرها كافرون بعد أن كنا مؤمنين ،( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) ، والمسلمون من ضمن من أوتي كتاب رب العالمين.

 يتساءل رب العالمين قائلا:( وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (101) آل عمران.

(وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ) وليس ما قال فلان وفلان من السلف الغابر أو من الحاضر ، فالتلاوة لا تكون إلا للقرآن الكريم ، وليس كل من قال إنني من المسلمين هو مسلم بل العبرة بالقول والعمل الصالح والتقوى على أرض الواقع .

إنما نحن أهل القرآن دعاة صابرون ، نتبع ونبلغ آيات رب العالمين ، الذي لا يقربه باطل أو شك من قريب أو بعيد ، إنما الباطل والشك في قول الآخرين المخلوقين وليس في كلام رب العالمين .

فأنظر الى من تنتمي وعلى أي دين تموت ، فهل أنت مع قرآن رب العالمين أم مع كتب الآخرين ، (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ (24) هود.

أرجو نشر هذا المقال عبر مواقع التواصل الاجتماعي لديكم ، و لكم الشكر و الثواب .

اجمالي القراءات 13009