الصلاة (الجزء الثاني)

عفاف صبري في الخميس ٢٢ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

مقالة تثمر مقالة

عدد الصلوات وحركاتها.

 على بركة الله

 مقالتي هذه المرة مبنية على مقالة الأستاذ سامر ولذلك سميتها مقالة تثمر مقالة..

  ولنبدأ على بركة الله وهذا اجتهادي البسيط ومفهومي لللآيات:

1)الأستاذ سامر يقول:

 فمقومات الركعة هي : القيام والركوع والسجود. 

فما تقولون في هذه الآية:

 إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ(55) المائدة

هذه الآية تبين أن الركوع ليس حركة فنحن عندما نؤتي الزكاة فلن نؤتيها ونحن راكعون بالمفهوم المتداول عندكم..وإنما هي  حالة نفسية  وهذه الحالة مرادفة أو مماثلة لحالة الخشوع   يقول الله عز وجل

أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ(16) الحديد

والخشوع يعني الخضوع لله

إذا الركوع ليس حركة..فكلمة وهم راكعون تعود على الذين آمنوا  في مسألتين وهما اقامة الصلاة وايتاء الزكاة. وإذا قمتم بفهم الآيات الأخرى بالمعنى الجديد لاتضحت لديكم الرؤية.

2)الأستاذ سامر  يقول:

 فواضح من كلمة ( القصر ) أن الصلاة كحد أدنى ركعتين ، لأن الركعة الواحدة لا تقصر ، كما أن النص الآخر يدل على أن الفئة الأولى صلت ركعة واحدة ، وأتت الفئة الثانية لتصلي في الركعة الثانية .

 بعد المفهوم الجديد للركوع..فالأجدر بنا أن نقول الآن عدد السجدات.. والله لم يحدد عددا..رحمة بالعباد(لستم مجبرين على القول مثلي)

وأن تقصر الصلاة لا يوجب وجود عدد للسجدات وانما التقصير يكون في الوقت..يعني أن تسجد في العادة ربع ساعة .. في تلك الضروف لا تسجد إلا خمس دقائق.

3)الأستاذ سامر يقول:

فقد ذكر النص : صلاة الفجر ، وصلاة الظهر ، وصلاة العشاء

وهذا تعليق على الآية التالية

 قال تعالى : [ يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء .. ] النور 58

هذه الآية تتكلم على الاسئذان بالدخول في مواقيت الراحة الشخصية..

ولا أرى ذكرا لصلاة الظهر ولو بالتلميح في هذه الآية بل بالعكس هو تأكيد على أن الظهيرة مجعولة للراحة والقيلولة فلا يسمح لهم الدخول الا بالاستئذان.ولو كانت موجودة لقال بعد صلاة الظهر أو قبل صلاة العصر.. كما فعل مع الفجر والعشاء

4) الأستاذ سامر يقول:

لاحظ مجيء كلمة ( الصلوات ) بصيغة الجمع ، والجمع في اللغة يدل على ثلاثة فصاعداً .وذلك تعقيبا على هذه الاية

 حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى

يعني احتمال أنها تكون 3 صلوات إلى هنا جائز..خصوصا وأننا وضحنا في ما سبق عدم ذكر صلاة الظهر

5) الأستاذ سامر يقول:

فطرفي النهار هما بدايته ونهايته ، فيكون المقصود بذلك إقامة صلاة الفجر ، وإقامة صلاة العصر .

معقبا على الآية التالية

 [ أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل ] هود 114

ولا أعتقد أن أي انسان درس اللغة العربية ولو لبضع سنين تقول له  ما معنى طرفي النهار؟ سيجيبك أنهما الفجر والعصر..سيقول لك بكل عفوية الفجر والمغرب.

6) الأستاذ سامر يقول:

 دلك : كلمة تدل على دفع شديد . بحركة متصلة لازمة بطيئة منتهية بقطع أو دفع خفيف وتحقق ذلك في دفع حركة الشمس بقوة متصلة لازمة منتهية بدفع خفيف وتكون هذه الحالة متحققة في الشمس في وقت الظهيرة تماماً عندما تستوي الشمس في كبد السماء . فتكون هذه الجملة [أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ] دليل على وقت الظهيرة .

أماكلمة (غسق) فتدل على شدة اسوداد. ويكون المقصد منها وقت إقامة صلاة العشاء عندما يشتد سواد الليل

وهذا تعليقه على الاية التالية:

 [أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ] الإسراء 78

 سواءا إتباعا لما جيء في التفاسير القديمة ..أو  استنادا للمعجم العربي البسيط فإن.. دلوك الشمس هو غروبها أو زوالها وغسق الليل هو آخره.والدليل هو تكملة الآية فالله يقول:

أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا(78) الاسراء ..وبالتالي المقصود من هذه الآية..صلاة المغرب..إلى صلاة الفجر.

 7) في اعتقادي ومما فهمته من الآية التالية " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى " فإن الصلاة الوسطى تكون صلاة المغرب لأنها قصيرة في التوقيت وإذا لم نسارع  لأدائها فسوف لن نصليها في وقتها..ومن هنا نفهم تأكيد الخالق عليها.

 8)يقول خالقي ومولاي:

وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ(24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ(25) النمل

وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ(37) فصلت

مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا(29) الفتح

 

وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ(5) الأحقاف

 

وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ(8) أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ(9) قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ(10) الزمر

 

قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا(77) الفرقان

إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي(14) طه

_من هذه الآيات  ومما سبق أستنتج أن الصلاة هي ان تقوم لها كمرحلة أولىوهي السجود لله في حالة خشوع وركوع  في مرحلة ثانية.. وهي ذكر لله ودعاء ومناجاة واستغفار وليس ترديد لكلمات معينة  بعدد معين.. لأنه إن كان الأمر كذلك  فسينحصر الأمر على كلام نردده  بسرعة  وفي أقل من 5 دقائق تكون الحكاية قد انتهت .. فمن أين سنجد الخشوع  والبكاء  والراحة ..يقول الخالق عز وجل:

إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً(142)

من يقوم كسلانا للصلاة.. سيصلي سريعا ولن يذكر الله كثيرا( أي أنه لن يحمده ويستغفره وووو..)

وهذه الآية تدل على أمر آخر أيضا.. يكون محور المقالة القادمة أن شاء الله..وبقية الآيات الأخرى الخاصة بالصلاة نرها أيضا لاحقا لأنها تخدم مفاهيم أخرى .

لكي تنهى الصلاة عن الفحشاء والمنكر يجب أن يتوفر تواصل عميق بين الخالق وعباده ..فالصلاة أيضا راحة.. لماذا ؟ لأنك تقول فيها كل ما يخالجك  من شكوى و دعاء وتضرع وتوسل.. وبها ترمي حملك على الخالق فترتاح.

_ لا وجود لعدد معين بالنسبة لعدد السجدات وقد تكون سجدة طويلة لا غير..وقد تركها الله بدون تحديد رحمة بعباده..فهناك المريض..والمعاق..والشيوخ..

_ عدد الصلوات 3 ..لأن كل الآيات تدل على ذلك ولا أجد في أي آية مما ذكرت في هذا الصدد تدل على وجود 5 صلوات وهذا حسب فهمي المتواضع..ولست أأمرأحدا باتباعه..

وأعود لأذكركم ..أننا إذا ما وجدنا شيئا  مثل (الانحناء .. والأعداد وغيرها فهذا ليس نقصا في القرآن..وسنة خاصة بالنبي..حاشاه أن يفعل أمرا يخالف الله والوحي..)..وإنما هي إضافات بأيدي البشر لا أكثر ولا أقل..ولكم أن تعتقدوا ما تحبون..

الأستاذ سامر..استند على هذه الآيات ليدعم فكرة الخمس صلوات..وعليها كان تدبري

الحمد لله هو يهدينا سواء السبيل.

مع أخلص تحياتي

اجمالي القراءات 32543