إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ
مكة وبكة

Ezz Eddin Naguib في السبت ٠٢ - نوفمبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

بكة ومكة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

قارن بين هذه الآيات الثلاث وتدبرها
يقول تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} آل عمران96
آ {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} إبراهيم37
آ {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً} الفتح24

سنكتشف أنها تتكلم عن مكان واحد علامته الكعبة التي هي البيت الحرام
آ {جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }المائدة97

فبكة بها أول بيت وُضع للناس
والوادي القحل (غير ذي زرع) عند البيت المُحرم
وبطن مكة هي وادي مكة التي بها البيت الحرام

إذن فـ "بكة" هي الوادي الذي بُنيت فيه "مكة" وهذا الوادي فيه المكان الذي تم فيه صُلح الحديبية
ولذلك قال الله "بكة" ولم يقل "مكة" لأنها كانت لن تنشأ بعد

ولكن إبراهيم أسكن من ذريته (إسماعيل) بواد غير ذي زرع ونحن نرى في مكة ماء وزرع

ويُفسر هذا دُعاء إبراهيم في الآية السابقة الذكر: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} إبراهيم37

فقد استجاب الله سُبحانه لدُعاء إبراهيم عليه السلام ففجر فيها عين زمزم فاجتمع الناس على الماء، وزرعوا الشجر فرزقهم الله من ثمراتها، وتم بناء مدينة مكة

أما من الذي بنى أول بيت وُضع للناس فهو نبي سبق إبراهيم عليه السلام وربما يكون آدم أبو البشر

ولما كان هذا البيت قد تهدم على مُرور الزمن ولم يبق منه إلا قواعده أي أساساته، فقد قام إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام برفع القواعد وإعادة البناء
آ {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} البقرة127

هذا ما أراه والله أعلم
عزالدين


اجمالي القراءات 11947