الإرهاب في مصر
أيها المصريون، قفوا مع السيسي في حربه ضد الإرهاب الديني!

محمد عبد المجيد في الخميس ١٢ - سبتمبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

أيها المصريون، قفوا مع السيسي في حربه ضد الإرهاب الديني!

فضاء الإنترنيت تكدس واكتظ بكتابات رابعية اخوانية أو موالية لها تكاد كلها تتشفى في كل جندي مصري سقط شهيدا وهو يؤدي واجبه في سيناء أو العريش!
تقدَم المهاجمون خطوة أخرى إلى الأمام وصبّوا لعناتهم على تاريخ الجيش المصري وهزائمه في حروبه الإسرائيلية واليمنية وغيرها، وطفت على السطــح مغالطات تصيب المؤرخ العادل بالغثيان.
والحقيقة أن مصر لم تحارب إسرائيل، ترسانة الغرب وأمريكا في منطقتنا، إنما كان جيشنا يدافع عن أرض الوطن وسط ظروف مخيفة من صراع القوى الدولية.
في عام 1948 كانت مصر واقعة تحت الإحتلال البريطاني، والملكية المصرية تأخذ توجيهاتها من لندن، وأي مؤرخ عسكري يعرف أن حكومة الاحتلال هي المسؤولة عن الجيش والأمن والخطط والانتصارات والهزائم، لذا دخلت مصر الحرب تحت العــَــلَم البريطاني، وتلقى جيش صاحبة الجلالة الملكة الهزيمة حتى لو كان الظــاهر هو الجيش المصري.
في عام 1956 كان جيشنا في أرضه، وفوق تراب وطنه، ويحتفل بتأميم قناته ومصدر دخله الرئيس، فجاء العدوان الثلاثي الذي كان يعرف كل شبر من أرض احتلها من قبل، ورغم بسالة أهل مدن السويس، وفي المقدمة بورسعيد، كان جيشنا واقعا بين لاعبي القوى الكبرى الخمس.
في عام 1967 لم يتحرك جيشنا ليضرب تل أبيب أو يهاجم مصالح الغير، حتى لو كانت حرب الصراخ والتهديد والوعيد بلغت عنان السماء، لكن جسر الأسلحة الأمريكية مع كارهي جيشنا الذين أرهقوه في اليمن بعدما أنقذ اليمنيين من حُكم الإمامة المتخلف، وانتقام الاخوان المسلمين إثر فشلهم في السطو على السلطــة عامي 54 و65، أدى إلى تكالب وتجمع غادر، انتهى بتدمير الطيران المصري كله، وفي ستة أيام انهزم جيش عربي كبير انتقاما لكل القوى الاستعمارية التي آذاها وأغضبها توسعة حركات التحرير في العالم الثالث، وكل كان بلد يغني على ليلاه، فرنسا في الجزائر، وبريطانيا في سواحل الخليج، وأمريكا في الاستغناء عنها خلال بناء السد العالي، وإسرائيل في الحلم التوراتي المستمر.
بعد ذلك نهض العملاق المصري المنهزم، وعرف الآخرون أن مصر تطل من فتحة جراحها خلال حرب استنزاف أوجعهم فيها تدمير واغراق المدمرة إيلات.
وفي 1973 كنا ندافع فوق أرضنا، ونحاول زحزحة المحتل بساتره الترابي العملاق، وعبر المصريون خط بارليف الحصين، وظل الجسر الجوي الأمريكي قائما ومعتبراً أن الدولة العبرية هي إحدى ولاياته.
أكتب هذا الكلام وأنا في نفسي حزن شديد وغضب أشد على ممارسات عسكرنا في عهد المشير طنطاوي، وقبلها بأوامر من المخلوع مبارك المجرم.
وفي طبيعتي نفور شديد من اليونيفورم الذي يحمل على كتفيه نسورا ونجوما وكبرياء وغطرسة، وفي حذائه الميري تخرق الديكتاتورية الأرض وتحاول أن تبلغ الجبال طولا.
لأكثر من خمسة أسابيع خلال اعتصامات أباطرة البلطجة والشبحطجية والهاربين من السجون لمنصة ( الجزيرة)، رابعة العدوية سابقا، وجيشنا المصري يعاني الإذلال والمهانة على ألسنة أوغاد يتحدونه من فوق المنصة، فمنهم من يُقسم بأنه سيجعل الجنود نساء، ومنهم من يتحدى وزير الدفاع أن يثبت رجولته.
شهر ونصف الشهر وجنود مصر يعانون الأمرّين من المهانة والشتائم والسباب، والأوغاد يحتلون منطقة سكنية، ويُلبسّون أطفالهم أكفان الموت، ويطالبون بعودة رجل متخلف الذهن، معاق الفكر، دموي الرغبة حتى أنه لم يخرج من الاتحادية يطالب مؤيديه بوقف ذبح المخالفين، وألقى خطاب الجنون قبيل عزله كأنه فعلا كما صرح مرشده لن يترك الحُكم قبل خمسمئة عام.
الآن في كل مكان تزداد الحملة القذرة شراسة وكذبا وتدجيلا وشكوكا وتناسي الإسلاميون والاخوان والارهابيون في سيناء والعريش والمغيبون والمخدرون دينيا أن أولادهم في الجيش، وأن المهانة تنسحب على الجميع.
إننى أرى في الحملة العفنة التي تحط من شأن كل عسكري مصري وضابط وجنرال، تاريخا وفكرا وعقيدة عسكرية، كأن أصحابها رضعوا من الموساد، وحصلوا على أجور الطابور الخامس، ولم يعودوا جواسيس نائمين.
أكرر حتى لا يساء الفهم بأنني ضد حكم العسكر، لكن فيما يتعلق بالحرب الدائرة بين جيشنا وبين عصابات سيناء والعريش والاخوان والجماعات الجهادية والقاعدة وكل من يرفع شعاراً دينيا، بأنني مع الجيش ومع السيسي ولو مسح سيناء وعريشها وزويدها من على وجه الأرض.
تبقى كلمة أخيرة وهي أنني لست مع الجنرال عندما يعود الحكم المدني والديمقراطــي لأن مكان السيسي سيكون ثكنة عسكرية يدرب فيها جنوده وعسكر مصر الأوفياء.
تأييد ودعمي للسيسي الكامل مشروط ومؤقت، فإذا خرج المجرم الطاغية مبارك في عهده ولم يحُاكم على ثلاثة عقود سوداء، وإذا رفض السيسي في عهده استعادة أموال المصريين المنهوبة مباركيا، وإذا عادت كل الوجوه القبيحة التي أمسكت الكرباج لمبارك ليهوي به على ظــهر شعبنا، وإذا فشل في جمع وسحب وعزل كل البلطجية والهاربين من السجون، وإذا أصبح القصاص للشهداء والجرحى والمفقوئة عيونهم شيئا من الماضي، وإذا ظلت ملايين القضايا في المحاكم تراوح مكانها، وإذا عادت الاعتقالات العشوائية بعد إزاحة الكابوس الاخوانجي، فإن تأييدي للسيسي يصبح معارضة له.
أما الآن وفي هذه الأيام العصيبة ومع دخول الأوغاد حرب التفخيخ، فإنني أتعاطف مع وزير الدفاع المصري وجيشه البطل وجنوده ، رغم ألمي الشديد وحزني الجم اللذين دفعاني لتأييد جنرال، فالانحياز لجيشنا هنا ليس له خيار آخر.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 12 سبتمبر 2013

اجمالي القراءات 10869