حوار لم تنشره صحيفة الدستور المصرية

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠٢ - سبتمبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً


مقدمة
فى 15 يولية 2012 طلب صحفى من جريدة الدستور إسمه محمد شعبان اجراء حوار معى . ورددت بالموافقة ، فأرسل فى 16 يولية 2012 يقول : مساء الخير دكتور أحمد تحية طيبة و بعد ..هذه هى الأسئلة الخاص بحوار جريدة " الدســـــــــــــتور" أرجو منك إجابتها و إرسالها مرة أخرة على نفس الميل hamada_shaban38@yahoo.comمع عدد من الصور الشخصية لحضرتك ولك منى كل التحية و التقدير..محمد شعبان .
وكان فى الأسئلة ما يعبر عن مجريات الأحداث فى مصر وقتها ( يولية 2012 ) حين كان محمد مرسى رئيسا ، مثل : هل ترى أن فوز محمد مرسي بالرئاسة شجع التيارات الإسلامية و السلفية على فرض أرائهم على المجتمع المصرى بلغة العنف والقوة كحادث مقتل شاب السويس؟ هل ترى أن صعود السلفيين الى مراتب عالية فى الاحزاب والبرلمان زادهم تأثير و قوة فى نشر الفكر الوهابى فى مصر ؟ ماتعليقك على القنوات الفضائية الدينية التى لا يظهر بها سوي شيوخ الفكر السلفى و تستقطب الشباب و تؤكد لهم أن دون منهجهم يعد باطلا لا يصح إتباعه؟*ماتعليقك على إستخدام الإخوان و السلفيين لعباءة الدين فى كسب تأييد الشارع حتى وصلوا للحكم وسيطروا على مجلس الشعب والنقابات و إتحادات الطلاب ؟ما تعليقك على إحتجاج الازهر على بناء الحسينيات الشيعية فى مصر ؟ طالب البهائيون بكوتة فى مجلس الشعب وممثل عنهم فى كتابة الدستور ما رايك فى ذلك ؟ *قام الشيعة فى مصر بالإعلان عن أنفسهم ويمارسوا شعائرهم بحرية حيث أقاموا حسينيات لهم ..فلماذا لم يقم القرآنيون بنفس الشىء من الإعلان و التجمع؟
وفى يوم 17 يولية ارسلت له الاجابات ، ولم ينشرها . ونسيته أكثر من عام ، ثم عثرت على الاجابات ، وقررت نشرها هنا : ّ
*فى البداية نريد تعريف من هم "القرأنيون" و أهدافهم التى يسعون لتحقيقها ؟
1 ـ نحن مسلمون نسعى الى الاصلاح السلمى من داخل الاسلام وبالاحتكام للقرآن الكريم ، والاحتكام للقرآن الكريم فريضة لا يرفضها إلّا من يكفر بالقرآن 2 ـ لسنا حزبا ولسنا طائفة ولسنا جماعة ، ولكننا تيار فكرى ينشد الاصلاح ، ويؤمن بأن الاسلام هو التقوى فى التعامل مع الله بأنه لا اله غيره ولا تقديس لبشر معه ، والتقوى فى التعامل مع الناس بمعنى التمسك بقيم الاسلام العظمى والعليا وهى العدل والاحسان و الحرية المطلقة فى الدين للبشر ، والوقوف ضد الظلم والبغى .3
ونحن ضد استغلال الاسلام العظيم فى الطموح السياسى وفى سبيل الحطام الدنيوى . وليست لنا أهداف سياسية . نحن فقط نعمل فى الاصلاح السلمى والفكرى . ونحن لا نفرض أنفسنا على أحد ، ولا نفرض فكرنا على أحد ، ولا نطلب أجرا من أحد ، ولدينا استعداد لتحمل السفاهات على قدر المستطاع .
قبل الثورة لم يعترف الأزهر بالقرآنيين و هاجمك الكثير من الدعاة و المفكرين فى مصر..ألا ترى الأن فى ظل زيادة حرية التعبير و إبداء الرأى عقب الثورة أن مكانك فى مصر تدافع عن منهجك و تطالب بحرية ممارسة عقيدتك؟
1 ـ الانترنت ألغى المسافات . ولن أرجع الى مصر طالما ظل سائدا فيها تلك القوانين التى تقمع الفكر والابداع .
2 ـ ونحن لا ندافع عن منهجنا ، بل نحن الذين معنا دائما زمام المبادرة والمبادأة ، نحن الذين نبدأ دائما بالهجوم على المعتقدات البالية المناقضة للاسلام ، ونهاجم تقديس البشر ونهاجم استخدام الاسلام فى السياسة ونهاجم أولئك الذين يشترون بآيات الله ثمنا قليلا. نحن نهاجمهم إبتغاء مرضاة الله جل وعلا ودفاعا عن حقائق الاسلام التى تم تغييبها . ونهاجم طلبا للإصلاح السلمى ، وفى هجومنا نحتكم الى القرآن الكريم ، ونعرض كتب الأحاديث والتراث على القرآن لنثبت ونؤكد تناقضها مع الاسلام .
3 ـ خصومنا السنيون الوهابيون من الاخوان و السلفيين والتراثيين لا يستطيعون الرد العلمى علينا فلا يجدون طريقا سوى الاتهامات والسبّ والشتم . وبعد أن إستنفذوا كل قواميس السب والفحش والافتراءات والأكاذيب يحاولون الآن تجاهل برنامجنا ( فضح السلفية ) وهو على الانترنت ، وهو أيضا على موقعنا ( أهل القرآن ). ولكن ذلك كله لا يجدى لأن التغيير فى العقلية بدأ من ربع قرن واستمر . بدليل أن ما كان مقدسا ومصونا عن النقاش أصبح الآن عرضة للنقد والأخذ والرد بل والطعن فيه . قبلنا لم يكن أحد يجرؤ على نقد البخارى ، الآن أصبح الطعن فى السنة بكل أحاديثها شائعا ، وأصبح التساؤل مشروعا وساريا : هل هناك سنة أم لا .، وهل هناك شفاعة أم لا . وهل هناك حد ردّة أم لا ، وهل هناك حد رجم أم لا . نحن أثبتا أن السّنة القولية هى فى داخل القرآن ، وأن الصلاة متوارثة من ملة ابراهيم ، وأنه الشريعة السنية تخالف القرآن بكل ما فيها ، خصوصا عقوباتها مثل قتل المرتد والرجم وقتل تارك الصلاة وضرب شارب الخمر . نحن الذين أحدثنا هذا التغيير خلال ربع قرن . نحن الذين أثبتوا عداء البخارى للاسلام وللنبى عليه السلام ، نحن الذين جرّءوا الآخرين على إسقاط تأليه البخارى . وهذا التغيير وصل حتى للذهنية السّنية نفسها ، لم تعد كما كانت من قبل .. وهذا يؤكد أننا تيار فكرى يجتهد فى توضيح حقائق الاسلام .
*ما أشكال الضغوط التى التى تعرض لها القرآنيون سابقا فى ظل العهد القديم ومن كان أكثر معارضة لهم أمن الدولة أم الأزهر؟
1 ـ فشلوا فى الرد العلمى علينا فسلطوا علينا نظام مبارك . وتعرضنا لأربعة موجات من الاعتقال : 1987 ، 2000 : 2001 ، 2007 ، 2009 . وفى البداية عام 1987 كان أمن الدولة ينفّذ تعليمات الأزهر وكان متعاطفا معنا مع تنفيذه للأوامر . ثم وصل الريال السعودى لأمن الدولة فاحترفوا تلفيق التهم لنا وتعذيب من يقبضون عليهم فى سلخانات أمن الدولة فى شبرا الخيمة ومدينة نصر .
2 ـ وفشل خصومنا فى الرد العلمى علينا واضطرارهم لاستعمال القوة فى مواجهة الحجة يؤكد أن الشريعة الوهابية الحنبلية السّنية تحتاج الى نظام مستبد يفرضها على الناس ويقيها شر النقاش .
3 ـ ولو أتيحت لنا الفرصة فى مصر وتم إلغاء القوانين المكبلة لللحريات مثل ( إزدراء الدين ) و(الحسبة ) لاستطعنا إنقاذ مصر من خطر الوهابية سلميا . لا نريد مصادرة الفكر الوهابى ، بل نريد الحرية لنا ولهم وللجميع لنتحاور بالحجة . ومنذ 22 عاما كتبت أقول فى الاخبار ( لنكن جيل الحوار ليكون أبناؤنا جيل الاختيار ) وأعدت نشر نفس المقال على موقعنا . ولا زلت أرفع نفس الشعار : الحوار وليس المصادرة وتجريم الفكر . فالعاجز الجاهل هو من يلجأ الى المصادرة واضطهاد خصومه فى الرأى .
*هل كانت هناك مشاركة للقرانيين فى ثورة 25 يناير؟ وماكان شكلها؟
طبعا.. كانوا ضمن المتظاهرين. ولكن إنسحبوا الآن فى صراع الغنائم .
*هل وراء قرار عدم عودتكم لمصر إزدياد نفوذ و سيطرة التيارت الإسلامية والتى من المؤكد أنه سيحدث معهم تصادم فكرى ومنهجى ؟
التصادم موجود ونحن الذين نبدأ ونبادر به فى كل يوم وفى كل مقال وفتوى وبحث وكتاب ينشر لى ولغيرى . وسنعود لمصر عندما ترجع الينا مصر بحريتها فى الفكر والابداع .
*هل ترى أن فوز محمد مرسي بالرئاسة شجع التيارات الإسلامية و السلفية على فرض أرائهم على المجتمع المصرى بلغة العنف والقوة كحادث مقتل شاب السويس ؟ الاجابة : قلت وأكرر : إن الاخوان لا يؤمنون بالديموقراطية . هى مجرد وسيلة مواصلات . وعندما يحصلون على 40% سيطورنها الى 70 % ثم الى 90 % ثم الى 100 % . ومن الكفر عندهم تداول السلطة عندما تصل اليهم السلطة . فلا يجوز عندهم التنازل على السلطة لغيرهم ، وهم يعتبرون هذا الغير كافرا ورعية لهم ، ودابة يركبونه ، فكيف يسمحون له بأن يركبهم طبقا لتداول السلطة.
2 ـ أتوقع المزيد من العنف ..وأدعو الله جل وعلا أن تخيب توقعاتى . وأرجو أن لا يسمح أحرار المصريين لجماعات التطرف بفرض سيطرتها تحت شعار الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .
3 ـ وهناك فى موقعنا كتاب ( الأمر بالمعروف فى الاسلام ) وهو الجزء الأول من كتاب ( الأمر بالمعروف بين الاسلام والمسلمين ) وفى الجزء الأول المنشور الا، فى موقعنا أوضحت حقيقة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى الاسلام بما يتناقض مع شريعة الوهابية الحنبلية السعودية المراد تطبيقها الآن فى مصر ظلما وعدوانا باسم الاسلام ، والاسلام برىء منها .
*ماتعليقك على إستخدام الإخوان و السلفيين لعباءة الدين فى كسب تأييد الشارع حتى وصلوا للحكم وسيطروا على مجلس الشعب والنقابات و إتحادات الطلاب ؟
الذى يفعل ذلك هو أعدى أعداء الله جلّ وعلا . ولنا كتاب منشور على موقعنا يحرّم ويجرّم استخدام الدين فى السياسة ، وعنوانه ( تحذير المسلمين من خلط السياسة بالدين )
*هل ترى دعم من دول بعينها لنشر المذهب السلفى فى مصر و تثبيت جذوره؟
السعودية ودويلات الخليج . ولنا عشرات المقالات والأبحاث فى موقعنا تفضح هذا ، وتكشف جذوره التاريخية ، ومنها بحث ( شجرة الاخوان زرعها السعوديون فى مصر )
*ماتعليقك على القنوات الفضائية الدينية التى لا يظهر بها سوي شيوخ الفكر السلفى و تستقطب الشباب و تؤكد لهم أن دون منهجهم يعد باطلا لا يصح إتباعه؟
ينطبق عليهم قوله جل وعلا (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ )( الأنفال 36 ) وقوله جل وعلا (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ )( البقرة 174 : 175 )
*قام الشيعة فى مصر بالإعلان عن أنفسهم ويمارسوا شعائرهم بحرية حيث أقاموا حسينيات لهم ..فلماذا لم يقم القرآنيون بنفس الشىء من الإعلان و التجمع؟
ليست لدينا شعائر خاصة أو مختلفة . نحن نصلى ونحج الى البيت الحرام ونصوم رمضان ونؤدى الزكاة . الاختلافات ضئيلة فنحن لا نتبرك بالقبور حتى القبر المنسوب للنبى ، ونحن نقرأ التشهد وهو الآية 18 من سورة آل عمران . ونحن نقول بقصر الصلاة فى الخوف فقط وليس فى أى سفر . يعنى خلافات فقهية محددة .
*قلت فى حوار لك ان هناك مئات الآلاف من القرآنيين فى مصر هل هذا العدد صحيح ؟ واين هم ولماذا لا يظهرون أو نشعر بهم فى مصر ؟
القرآنيون تيار فكرى ينتشر ويمدد كل يوم ، والمثقف القرآنى مسالم وليست له قوة تحميه من عصابات السلفية وغيرهم .ولا أعرف عدد القرآنيين .. ارفعوا عنهم القيود وستعرفون عددهم . ولكن هناك بعض مؤشرات :
قبل قيام ثورة 25 يناير بعامين تقريبا نشرت مجلة ( المصريون ) الاليكترونية والمعبرة عن بعض فصائل الوهابية خبرا يقول : إنه أمام وزير الأوقاف وقتها ( حمدى زقزوق ) تقرير من (أمن الدولة ) يؤكد له وجود عشرين ألفامن أئمة المساجد يؤمنون بالفكر القرآنى . هؤلاء مقرر عليهم الهجوم على القرآنيين وتكفيرهم والرد عليهم . فلما قرءوا ما نكتبه إقتنعوا بأننا على حق ، فأصبحوا قرآنيين كما يقول تقرير ( أمن الدولة ) . هؤلاء وغيرهم لا أعرف عنهم شيئا . وهم يتزايدون بأضعاف هذا العدد خصوصا مع انتشار الانترنت ،وموقعنا ( أهل القرآن ) بقسميه العربى والانجليزى يعطى مؤشرا يوميا على انتشار الفكر القرآنى باضطراد خلال مئات الفتاوى التى ترد لى ، وعدد الداخلين على الموقع ، أكثر من ذلك فإن موقعنا محجوب فى معظم دول الخليج لذا يضطر من يقرأ لى للدخول على صفحتى فى موقع ( الحوار المتمدن ) وهو الموقع الوحيد الذى أنشر فيه كتباتى ، والذى بدأت الكتابة فيه عام 2005 ، وتجاوز عد القرّاء لصفحتى 3 مليون ، وبواقع 5 آلاف قارىء يوميا تقريبا . فماذا لو أتيح لى نشر بعض كتاباتى فى جريدة يومية فى مصر .؟
*طالب البعض على الفيس بوك ممن ينتمى الى القرآنيين الى انشاء نقابة أو مجلس اعلى على غرار المجلس الأعلى لآل اليبت فما رايك فى ذلك ؟ الاجابة هذا كلام بائس .. لا أوافق عليه . سؤال : *كم عدد القرآنيين تقريبا وهل هناك أماكن معينة يتجمعون فيها أو محافظات معينة ؟ الاجابة سبقت الاجابة على هذا السؤال
*لكن الأزهر ينكرولا يعترف بوجود طوائف أخرى فى مصر..ماتعليقك ؟
الأزهر الآن تسيطر عليه الوهابية التى لا ترى حق الوجود للمختلف عنها فى الدين وفى المذهب .
*فى رأيك ما سبب تخوفات الأزهر من الاعتراف بوجود المذاهب الأخرى ؟
هذا يؤكد حاجة الأزهر للاصلاح ، ولاصلاح مصر لا بد من إصلاح المسلمين دينيا .ولاصلاح مسلمى مصر دينيا لا بد من اصلاح الأزهر . ولاصلاح الأزهر لابد من اصلاح مناهجه كمؤسسة تعليمية واصلاح قانونه ليكون مؤسسة مدنية غير كهنوتية تقف دفاعا عن حرية الدين ونشر ثقافة التسامح وحقوق الانسان والحرية السياسية والعدل والاحسان . وبعض هذا موجود بالفعل فى قانون الأزهر الحالى ولكن يحتاج الى تنقيح وتطوير وحذف بعض مواد منه . هو إصلاح على جذور موجودة وليس إصلاحا يطيح بكل شىء . وبدون هذا الاصلاح سيظل الأزهر فى مؤخرة الركب فكريا وسياسيا وتابعا للحاكم المستبد .
*ما تعليقك على إحتجاج الازهر على بناء الحسينيات الشيعية فى مصر ؟
بأوامر من السعودية يتم اضطهاد الشيعة فى مصر بمثل اضطهادهم فى السعودية . والأزهر خاضع للنفوذ الوهابى .
*المنتمون للطائفة القاديانية تقدموا لمجمع البحوث الاسلامية بطلب للسماح لهم بممارسة عقيدتهم بحرية و رفض الأزهر..ما تعيقك؟ وهل تقدم القرآنيون بنفس الطلب ؟
هم مخطئون بجعلهم الأزهر كهنوتا يسمح أو لا يسمح لهم فى أمور الدين . ليس فى الاسلام مؤسسة دينية ولا كهنوتية . الأزهر مؤسسة مدنية يعين شيخها وموظفيها رأس الحكومة المصرية ،باعتبارها مؤسسة علمية تعليمية مفروض انها تجتهد فى تجلية حقائق الاسلام بجهد بشرى ليست فيه عصمة من الخطأ . ومن ناحية العلم بالاسلام والاجتهاد فى فهم القرآن والمعرفة بالتراث السنى و الصوفى والشريعة السنية فنحن أهل القرآن بمؤلفاتنا أعلم من كل شيوخ الأزهر الحاليين . وليس لأحد منهم إجتهاد أو لم يسبق لأحدهم الاتيان بجديد . اى هم عاجزون علميا ووظيفيا . وليس لهم صفة كهنوتية أيضا. وهذا يعطى الحق فى تساؤل هام : ما مدى حاجة مصر لهؤلاء ؟ ليس لهم دور إلا فى العودة بمصر الى عصور التخلف بعد أن عجزوا عن إيجاد صيغة اسلامية تواكب عصرنا ، فقمنا نحن أهل القرآن بهذه المهمة . وهذا يزيد من كراهيتهم لنا لأننا فضحنا جهلهم .
*بوصف القرآنيين فئة موجودة فى المجتمع ..هل لها الرغبة للدخول فى المجال السياسي و تبؤ المناصب فى الدوله ؟؟
ليست لنا أى طموحات سياسية .
*طالب البهائيون بكوتة فى مجلس الشعب وممثل عنهم فى كتابة الدستور ما رايك فى ذلك ؟
هذا ضد المساواة وضد المواطنة . مفروض أن كل أفراد الوطن متساوون فى الحقوق والواجبات بغض النظر عن الذكورة والانوثة والعرق والدين والمذهب والغنى والفقر.
*هل ممكن ان يطالب القرآنيون بنفس الطلبات ؟
مستحيل
*تردد منذ فترة قيامك بدعوة أحد الطوائف فى مصر لمقابلة و حوار شخصية أمريكية متخصصة فى شئون الأديان و كان اللقاء سيتم فى مركز إبن خلدون لكنهم رفضوا ذلك ..ألا ترى أن ذلك يمثل نوعاً من التدخل الأمريكى فى شأن مصرى داخلى مما ينشر حالة من الجدل و البلبلة؟
لم يحدث هذا أبدا ..وليست لى الآن أى صلة بمركز ابن خلدون
*ما الوسائل التى تتواصل بها مع القرآنيين الموجودين فى مصر ؟ وما خططكم للمستقبل ؟
لا وقت لى لذلك . عملى فى الموقع يشغل معظم وقتى ، وأعمل فى تأليف عدة كتب فى وقت واحد ، مع التزامى بنشر مقال جديد كل يومين على الأكثر ومع الرد على الفتاوى التى ترد لى بالمئات . يكفينى أنهم يتابعون ما أكتب ، إذا كانوا يتابعون ما أكتب.!

هل ممكن ان تطالبوا ان يكتب فى البطاقة قرآنيين ؟
أتمنى عدم وجود خانة للديانة فى البطاقة الشخصية أو العائلية . أعتبر هذا مخالفا للاسلام وللوطنية المصرية . سؤال :*هل تشعرأن الأزهر يشن على القرآنيين تحديدا هجوما عنيفا بسبب كونك كنت أحد المنتمين له ؟ الاجابة الأزهر الحالى يمقت أهل القرآن لأنهم أظهروا جهل القائمين عليه بالاسلام وحقائقه ، ولأنهم أظهروا عجز القائمين على الأزهر فى القيام بوظيفتهم التى يمليها قانون الأزهر نفسه فى موادّه الأولى ، وهى (تجلية حقائق الاسلام ). تجلية حقائق الاسلام تعنى أن هناك أكاذيب لبست ثوب الحقائق وأن هناك حقائق تم تجاهلها والتعتيم عليها ، ووظيفة علماء الأزهر بدءا من شيخ الأزهر الى اساتذة جامعة الأزهر هى تجلية تلك الحقائق وتصفيتها ونبذ الأكاذيب . وهذا ما قمت به مذ كنت مدرسا مساعدا ، فتحملت الاضطهاد من شيوخ الجهل خلال السبعينيات الى أن تركت الجامعة عام 1987 . لو قام الأزهر بتجلية حقائق الاسلام ما قام للتطرف الوهابى قائمة فى مصر ، وما أصبح وجود للإخوان والسلفيين يهدد حاضر مصر ومستقبلها ، ولوقفت مصر بريادتها وتسامحها المشهور عبر القرون ضد الدولة السعودية ووهابيتها الارهابية . ولكن المؤسف أن تصبح مصر أقدم دولة فى العالم تابعة للدولة السعودية الراهنة المنشأة عام 1932 والتى يقل عمرها عن عمر جريدة الأهرام ( 1875 ) ومؤسسة عمر أفندى . بل يتحكم الريال السعودى فى الأزهر الذى تم تأسيسه عام 972 ميلادية .! هذه حقائق تاريخية وقانونية لا مجال لانكارها . وهناك حقائق اخرى : فالأزهر فى العصر الحديث منذ عهد محمد على وهو الذى ينجب أعلام التنوير . هو الذى أنجب رفاعة الطهطاوى ومحمد عبده وسعد زغلول .وطه حسين وأحمد أمين ...ثم أحمد صبحى منصور . والأزهر هو الذى أيضا ينجب وعّاظ السلطان ودعاة الجهل . وهم الذين اضطهدوا الامام محمد عبده ـ فى عصر التنوير ، وحين كان محمد عبده فى كامل قوته ونفوذه ، وبسببهم كان محمد عبده يسمى الأزهر ( الخرابة ، والمارستان )، وكان يسمى علوم الأزهر ( الوساخات ) ويقول أنه لا يزال ينظف عقله من وساخات الأزهر . وقد مات وهو يدعو عليهم . ومن يرغب فى المزيد يمكنه مراجعة ( تاريخ الامام محمد عبده) للشيخ رشيد رضا وبتحقيق دكتور محمد عمارة .
إذا كانوا قد فعلوا هذا ابالامام محمد عبد فى عصر التنوير وقبل أن تقوم للوهابية دولة فى مصر داخل الدولة فكيف بهم معى ، ولقد بدأت نضالى داخل جامعة الأزهر عام 1977 وأنا مجرد مدرس مساعد فى مرحلة الحصول على الدكتوراة ، واستمر الاضطهاد حتى الآن ، من العزل من الجامعة الى السجن ، الى مطاردة أمن الدولة ، الى الهجرة ..
وفى الحقيقة فأنا مدين لهم . فقد بدأت طريق الاصلاح باحثا عن الحقيقة وكنت سنيا معتدلا فانتهى بى الاضطهاد الى التفرغ للبحث ونشر مؤلفات لم يسبق لعالم مسلم نشر مثلها فى العدد ولا فى اكتشاف الجديد . لو كانوا قد تحملونى فى الجامعة لكنت قد توقفت عند حد معين داخل الأزهر ، ولكن خروجى منه وسّع آفاقى لكى أبحث متحررا من كل القيود عدا الأمانة العلمية وتقوى الله جل وعلا والاحساس بمسئولية القلم . سؤال : هل ترى أن صعود السلفيين الى مراتب عالية فى الاحزاب والبرلمان زادهم تأثير و قوة فى نشر الفكر الوهابى فى مصر ؟
كان السلفيون العمق الاستراتيجى للإخوان ، فالاخوان يتخصصون فى السياسة والسلفيون فى الدعوة للدين الوهابى . وبابتعادهم عن السياسة ورغبتهم فى استمرار تحكمهم فى المساجد كان لا بد أن يخضعوا للأمن ، واستغلهم الأمن فى المقابل ، وكان أهل القرآن هم الضحية للإتفاق بين الأمن والدعوة الوهابية . وجرت محاولات من الاختراق والاختراق المقابل بين الأمن والسلفيين . وترتب على ذلك إعتناق موجات من العاملين فى الأمن وفى الجيش للفكر الوهابى السلفى . وهنا تكمن الخطورة الحقيقية على مصر . فالأمن كان يكتفى بالتجنيد تنظيميا بل وأحيانا إنشاء جماعات سلفية واستخدامها فى أعماله القذرة ضد المسيحيين .أما الاختراق السلفى الوهابى للجيش والأمن فهو أخطر لأنه اختراق عقيدى باسم الاسلام والجهاد الاسلامى . وعندما تظهر نتائجه سيحول مصر لحمامات دم وحروب أهلية .
بسقوط مبارك وأمن دولته تحرر السلفيون من سيطرة ( أمن الدولة ) فظهروا على الساحة فجأة كعملاق خرج من القمقم ، وصار لهم حضور سياسى . الأخطر هو السلفيون داخل المؤسسة العسكرية والمؤسسة الأمنية . لذا فلا بد من الاسراع فى بدء الاصلاح الدينى والسياسى بحرية الفكر والابداع وحرية الدين لتنظيف العقل المصرى من الوهابية
*طالبت من المسئوليين الامريكيين ان يفتحوا باب اللجوء السياسى أمام القرآىنيين لما يتعرضوا له من ضغوط فى ظل النظام السابق لماذا قمت بهذه الخطوة ؟
هذا حق لهم فى القانون الأمريكى طالما يتعرضون للاضطهاد فى بلدهم
*البعض يعتبر القاديانية والاسماعلية والبهرة خارجين عن الملة الاسلامية فماذا تقول انت عنهم ؟
أى أنسان مسالم هو مسلم طبقا للقرآن الكريم ، بغض النظر عن دينه ومعتقده . فالاسلام الظاهرى هو السلام . أما الاسلام القلبة فهو أخلاص العقيدة والعبادة لله جل وعلا وحده لا شريك له تمسكا ب ( لا اله ألا الله ) ودون تقديس لبشر سواء كان ذلك البشر نبيا أو غير نبى . وهذا الاسلام القلبى مرجعه لله جل وعلا وحده يوم القيامة .
• الكفر والشرك أيضا بمعنى واحد طبقا للقرآن الكريم . وللكفر معنى ظاهرى هو الاعتداء وقتل البشر وإكراههم فى الدين باستغلال اسم الله جل وعلا أفتراءا عليه .وهذا الكفر الظاهرى هو المناقض لمعنى الاسلام السلمى . ولنا الحكم عليه حسب السلوك الاجرامى ، أى نحكم على ابن لادن وكل الارهابيين وكل الطغاة العرب بالكفر السلوكى طبقا لسجلهم الاجرامى ـ حتى فى وثائق منظمات حقوق الانسان . أما عقائدهم فلا شأن لنا بها .
• وعليه فكل انسان مسالم هومسلم سواء كان سنيا أو شيعيا أو بهائيا أو مسيحيا أو بوذيا . وكل من يستخدم الدين فى القتل والاكراه فى الدين فهو كافر بسلوكه . وهذا ما يجب أن نحّذر منه عقلاء للاخوان والسلفيين إذا كانوا يؤمنون فعلا بالله جل وعلا وباليوم الآخر . ندعوهم لمراجعة النفس قبل فوات الأوان ـ فالاسلام يحتاج لمن يظهر حقائقه ويبرئه من أجرام بعض المسلمين ، بدلا من اولئك الذين يستخدمون إسمه العظيم مطية للوصول للسلطة والثروة .!

*ما ذا تقول عن حرية الاعتقاد فى مصر بشكل عام الأن عقب الثورة؟
كانت هناك حرية كبيرة للاعتقاد فى عصر الامام محمد عبده ( 1849 : 1905 ). ومنذ أن عمل تلميذه الخائن رشيد رضا مع السعوديين وشيّد الجمعيات الوهابية فى مصر وأهمها الاخوان المسلمين بدأ تقلص حرية الاعتقاد مع تنامى نفوذ الجمعيات الوهابية التى استغلت المناخ الليبرالى فى مصر 1921 : 1952 . ثم أشتد نفوذها فى عصر السادات، ثم تحكم فى عهد مبارك فلم تعد هناك حرية دينية فى مصر ، يكفى القبض على القرآنيين لأنهم يضطرون للصلاة فى بيوتهم تفاديا للمساجد التى تلعنهم وتكفّرهم . وهذا إضطهاد غير مسبوق لم يعرفه عصر فرعون موسى نفسه.!! . ولو عاش محمد عبده فى عصرنا لتعرض لنفس ما نتعرض له من اضطهاد وعنت . بل لو تخيلنا أن الله جل وعلا بعث خاتم المرسلين من قبره وجعله يدعو للاسلام ويقرأ القرآن مخاطبا الأزهر و أئمة السلفية والوهابية فى مصر لاتهموه بانكار الّسّنة وأقاموا عليه ( حدّ الردة ). نحن أهل القرآن نعظ بالقرآن وننذر بالقرآن تمسكا بالسّنة الحقيقية للرسول عليه السلام ، وليس بسنة ابن حنبل وابن تيمية وابن عبد الوهاب .

اجمالي القراءات 10384