بسم الله الرحمن الرحيم
أبو ذر الغفاري

عمرو توفيق في الجمعة ١٢ - يوليو - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

كان اطلاع أبي ذر الغفاري على أعمال عثمان في المدينة وعامله معاوية في دمشق، مثل تعيين الأقارب في المناصب المهمة ومنحهم رواتب ضخمة واكتناز الثروات والإسراف والجرأة على مخالفة أوامر القرآن، قد جعله ساخطاً وغاضباً على خلافة عثمان وحكومة معاوية. وبهدف النهي عن المنكر أعلن للناس سَخَطَه على معاوية بأساليب مختلفة: كان ينادي بأعلى صوته أمام قصر معاوية وعلى رؤوس الأشهاد متهماً إياه بالخيانة في بيت المال أو الإسراف ومخالفة القرآن.

وظل أبو ذر يعارض سياسات عثمان وواليه على الشام: معاوية، حتى نفاه عثمان إلى الربذة وأمر المسلمين بعدم الكلام معه. ولكن نفرا من المسلمين رأوا أن هذا أمر بالمعصية فذهبوا لوداعه. كان أبرز المودعين له علي بن أبي طالب.واعتبر بعض المؤرخين نفي أبي ذر إلى الربذة من أسباب سقوط حكومة عثمان وقتله.ويمكنكم إخوتي الأعزاء الرجوع إلى قصته بالتفصيل من كتب كثيرة على الإنترنت.

أبو ذر نموذج الثائر المؤمن الصادق، ولا شك أن كثيراً من الثورات في تاريخ الإسلام مدينة لمواقف هذا الرجل العظيم في أصعب ظرف يمكن أن يمر به مؤمن صادق يشاهد التحريف الديني والأخلاقي والسياسي من موقع قريب.

وأعظم ما في شخصية أبي ذر أنه كان يتخذمواقفه وحده في مجتمع بدأت السلطة تسلب منه أبرز صفاته وأعظمها وهو : العدالة والحرية.

وبقدر ما كان للانحراف المبدئي من أثر على المجتمع الإسلامي الأول بقدر ما كان لثورة أبي ذر من عظمة وخلود، ذلك لأن الأحداث في بدء تاريخ أي مجتمع تترك بصماتها على مستقبل ذلك المجتمع إلى قرون طويلة.

وإذا كان للانحراف المبدئي في صدر الإسلام آثاره المروعة في مستقبل ذلك المجتمع، فإن لثورة أبي ذر ومواقفه البطولية آثارها العظيمة والخالدة.

غير أنه لا يكفي أن نقرأ تاريخ البطل فقط من زاوية ثورته . . . ذلك لأن ثورة أبي ذر لم تكن نزوة عابرة، وإنما كانت جزءًا من تكوينه ومبادئه وقيمه . . ومن هنا فلا بد أن نعرف سائر مواقف أبي ذر من القضايا الحياتية المصيرية. فكما كان لأبي ذر موقف من عثمان ومعاوية، ضد جميع أشكال الاستغلال والاستئثار . . فإن لأبي ذر مواقف اخرى من الفقر، والموت، والعمل الصالح، والجهاد في سبيل الله.

ومواقف أبي ذر كلها صنعت منه ذلك الثائر العظيم، ولولا مواقفه المبدئية تلك النابعة من صميم إيمانه بقيم الإسلام في الحياة لكان أبو ذر غير قادر على أن يقف وحده في مواجهة أقوى سلطة في ذلك العصر . . ولكان غير قادر على إسقاط السلطة . . ومن ثم لما تمكن من أن يشق ذلك النهر الكبير من الثورات الشعبية المبدئية على طول تاريخ الإسلام. وأنا هنا في هذا المقال، أهتم بإبراز سائر مواقف أبي ذر المبدئية من قضايا الحياة: التفكير، الورع، الجهاد، وغيرها.

إن إخلاص أبي ذر نابع من شدة إيمانه بدينه، وتمسكه برسالة الإسلام، وإن نجاحه الأكبر يكمن في هذا الالتزام المبدئي العظيم، الذي قل نظيره في التاريخ، وإلا فما أكثر الناقمين على السلطة في كل عصر وزمان، ولكن الفرق بين النقمة الشخصية العابرة، وبين الموقف المبدئي الملتزم هو الحد الفاصل بين الثورة الانتهازية، والثورة المخلصة الأصيلة.

و نحن في هذا العصر ما أحوجنا إلى اتباع أبي ذر ليس فقط في ثورته ضد العبودية للسلطة، ولكن أيضاً في ثورته الدينية ضد العبودية للذات! وما أحوجنا إلى فهم الإسلام كرسالة تحررية خالدة من خلال جهاد أبي ذر، ورؤيته الواضحة للحياة، وصموده البطولي، وإيمانه الراسخ بالله تعالى.

و لابد أن نعرف : أن أبا ذر المؤمن بالإسلام هو الذي صنع أبا ذر الثائر الخالد، ومواقفه البطولية في وجه الظلام والاستغلال، وأن علينا أن نقتدي بهذا الثائر العظيم في كل خطوة وكلمة وموقف، فما أجمل أن ننتخب قدواتنا بأنفسنا . . وأن نختار بطولاتنا من تاريخنا . . وأن نتعرف على أبطالنا التاريخيين. من أجل أن نقوى على حمل رسالة الإسلام، رسالة الحق والتحرر إلى العالم كله . .

بعض مميزات أبي ذر:

أ-التفكر و الاعتبار

أن تعبد ربك: ذلك هو الهدف الأكبر من خلق الإنسان .

و لكن كيف تكون العبادة ؟

هل هي بكثرة الصلاة والصيام ؟

صحيح أن الصلاة عبادة والصوم عبادة، ولكن التفكر عبادة لا تقل أهمية عنهما بل قد تزيد:

 (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)

فالتفكير في البدء والمصير، لتقرير نوع المسيرة التي ينتهجها المرء في الحياة يعتبر من أفضل العبادات، هكذا فهم أبو ذر معنى العبادة، وقد كان أكثر عبادة أبي ذر رحمه الله: التفكر والاعتبار.

ب-التحدي

ما العمل لو استغلت الفئة الباطلة الإسلام ؟

ما العمل لو انحرف الحكام والملوك عن الحق ؟

ما العمل لو استغل جهاز الحكم قدسية العلماء والمثقفين من أجل التضليل ؟

ماذا لو بدل الحكم قيم الناس وأخلاقهم ؟

ما العمل لو فرضت السلطات باطلها على الناس بالقوة ؟

لكي تعرف الموقف الصحيح الذي ينبغي أن يتخذه كل مسلم فاستمع إلى رسالة أبي ذر التي وجهها إلى حذيفة ابن اليمان:

( أما بعد يا أخي فخف الله مخافة يكثر منها بكاء عينيك وحرر قلبك وسهِّر ليلك وأنصب بدنك في طاعة ربك. فحق لمن علم أن النار مثوى مَنْ سخط الله عليه أن يطول بكاؤه ونصبه وسهرُ ليله حتى يعلم أنه قد رضي الله عنه. وحق لمن علم أن الجنة مثوى من رضي الله عنه أن يستقبل الحق كي يفوز بها، ويستصغر في ذات الله الخروج من أهله وماله، وقيام ليله وصيام نهاره وجهاد الظالمين الملحدين بيده ولسانه حتى يعلم أن الله أوجبها له، وليس بعالم ذلك دون لقاء ربه، وكذلك ينبغي لكل من رغب في جوار الله، ومرافقة أنبيائه أن يكون .

يا أخي: أنت ممن أستريح إلى التصريح إليه ببثي وحزني، وإليه تظاهر الظالمين عليّ، إني رأيت الجور يعمل به بعيني وسمعته يقال فرددته فحُرِمت العطاء، وسُيِّرت إلى البلاد ، وغُرِّبت عن العشيرة والإخوان وحرم الرسول (ص)، وأعوذ بربي العظيم أن يكون هذا مني له شكوى، أن ركب مني ما ركب ، بل أنبئك أني قد رضيت ما أحب لي ربي، وقضاه علي، وأفضيت ذلك إليه، لتدعوا الله لي ولعامة المسلمين بالرَّوح والفرج، وبما هو أعم نفعاً، وخيرٌ مغبة وعقبى والسلام ) .

إنه لا يقول ثر في وجه الظلم وكفى، فكم من ثائر على الحكم الجائر وهو أكثر ظلماً وعتواً ممن يثور عليه، إن للثورة شروطاً بينها أبو ذر في خطبته السابقة وهي كما يلي :

1-التقوى . (مخافة الله)

2-الحرية النفسية، والتمرد على عبودية المال والشهوة والسلطان الجائر. (حرر قلبك)

3-العمل الجاد في سبيل الله. (و سهِّر ليلك وأنصب بدنك في طاعة الله).

4- الخوف من السقوط للاندفاع إلى القمة. (فحق لمن علم ان النار مأوى من سخط الله عليه أن يطول بكاؤه و نصبه و سهر ليله حتى يعلم أنه قد رضي الله عنه).

5-الرجاء في المستقبل لطرد روح اليأس عن النجاح. (وحق لمن علم أن الجنة مثوى من رضي الله عنه أن يستقبل الحق كي يفوز بها).

6- الإيثار من أجل الله، وبيع كل شئ في سبيله. (و يستصغر في ذات الله الخروج من أهله وماله، وقيام ليله وصيام نهاره).

7-الجهاد حتى النفس الأخير: (وجهاد الظالمين والملحدين بيده ولسانه حتى يعلم أن الله أوجبها له، وليس بعالم ذلك دون لقاء ربه، وكذلك ينبغي لكل من رغب في جوار الله ومرافقة أنبيائه أن يكون).

ج-تحمل مسؤولية الحق

لن يتحمل مسؤولية الحق عباد الهوى والشهوات، وحدهم المتقون يعرفون قيمة الحق وشرف الالتزام به وتحمل مسؤوليته في المجتمع.

إن الذين يصنعون تاريخ مجتمعهم هم الذين يتحملون مسؤوليته في الحياة، إن صناع التاريخ المجيد للبشرية هم المتمسكون بالحق المناضلون من أجله، ومنطق الحق أكبر سلاح في وجه المستأثرين والحكام الجائرين.

غير أن تحمل مسؤولية الحق ليس هيناً أبداً، إنه يفقر ويتعب ويعذب وربما يميت أيضاً، قال أبو ذر الغفاري: (ما ترك الحق لي صديقاً).

و الآن: من أجل أن نصنع تاريخ أمتنا من جديد في سبيل مستقبل زاهر وحياة سعيدة...

ومن أجل أن نكون أمة بمفردنا لا بد أن: (لا تخف في الله لومة لائم)،

و: (قل الحق وإن كان مراً) .

إن الحق ليس مجرد شعار، أو منطق، أو موقف منفرد جزئي، إنه مقياس المؤمن الصادق في الحياة.

فنحن كثيراً ما نحتار في اختيار الموقف الصائب إزاء الآخرين، فلا ندري مثلاً : ماذا يجب أن نعمل تجاه ظالم قدم لنا مالاً يستميلنا نحوه؟ هل نقبله؟ أم نرده؟

ماذا نعمل لو دجننا المستأثرون في شلتهم؟ هل نقبل الخطوة الأولى أم نرفض؟ وكيف نرفض؟ كيف نعلن غضبنا على الباطل؟

ثم من نرجو إذا غضبنا؟ على من نتكل في نصرة الحق عندما لا يدافع عنه ولا فرد واحد في المجتمع؟

إن الحق لا يعرف بالرجال، وإنما الرجال هم الذين يعرفون بالحق!!

و العملية قد تبدو سهلة في البداية، ولكنها أصعب من نقل الجبال، وإنما الجهاد الأكبر الذي لا يقوى عليه إلا من صادق الحق طول العمر، ورفض الباطل طول الحياة.

د-مسؤولية المال

إن كل نعمة ورائها مسؤولية، فكل فلس يضاف إلى رصيد المرء يعتبر ثقلاً جديداً يضاف إلى كاهله، ولابد أن يتحمل أمانة هذا الثقل طيلة سيره في طريق الحياة المظلمة المتعرجة المخيفة، حتى لقاء الله.

و لكن ظهر الإنسان أضعف من أن يتحمل وزر المال والثروة، أمام قوة أهوائه وشهواته، فلا بد أن يحافظ بين ثقل الحمل وضعف الظهر، فلا يحمل من الثقل أكثر من قدرته، لا بد أن يعرف قدرته على التحدي، وتحمل المسؤولية.

و أن لا يحمل على ظهره ما يزيد، بالطبع أن تكسب ما تريد من مال، ولكن بشرط أن لا تحرق بها حياتك في الآخرة .

فالحكمة تقول : " لا تحمل على ظهرك فوق طاقتك فيكون وبالاً عليك، وإذا وجدت من أهل الفاقة والفقر من يحمل زادك وثقلك هذا إلى يوم القيامة، فيوافيك بها فاغتنمه، وأكثر من إعطائك له وتزويده، فلعلك تطلبه يوم القيامة فلا تجده ".

إن بريق المال يسلب الكثيرين القدرة على تفهم الحياة والاستعداد للمصير، ويجرهم إلى الضياع في عالم المناقصات والمزايدات. ويتيهون بين خطوط الدينار والدرهم ثم يهوون إلى الحضيض .

إن عبادة المادة تحصر المرء في مجالات ضيقة، ولا تدعه يرى الحياة والأشياء إلا من خلال ثقوب المصلحة الضيقة.

و للحيلولة دون سيطرة المادة على الإنسان لا بد أن ينفقه في سبيل الله والمحتاجين . . .! و لا يسعى وراء المال الحرام فإن في ذلك نهاية الإيمان.

و أبو ذر ما كان يمنعه من جلب الثروة شيء، فهو صاحب رسول الله، وخامس المسلمين، وفي طليعة المجاهدين مع صاحب الرسالة طيلة عمره. إلا أن الإيمان كان يمنعه من ذلك. ففي ذلك العصر الذي عاشه أبو ذر حيث كان الناس يعيشون في أشد حالات الفقر والحرمان كانت حاشية الخليفة تقضم مال الله قضم الإبل نبتة الربيع. يقول الأحنف بن قيس: "كنت في نفر من قريش فمر أبو ذر رضي الله عنه وهو يقول: بشر الكانزين بكيٍّ في ظهورهم يخرج من جنوبهم و بكيٍّ من أقفيتهم يخرج من جباههم."

أعرفت أي موقف ينبغي للمؤمن الصادق أن يتخذه تجاه المال.

أن يطلبه من حله، وينفقه في سبيل الله (على) الناس.

و إن كان ثمناً للدِّين، فدعه.

هـ - في مواجهة التضليل

قال أبو ذر: كنت بالشام فأختلف أنا ومعاوية في هذه الآية : {الذين يكنزون الذهب و الفضة} ، فقال: نزلت في أهل الكتاب، فقلت: فينا و فيهم!

كان معاوية يريد تضليل الناس بتحديد القرآن لوقت نزوله، ومورده فقط، بينما كان أبو ذر الذي صحب رسول الله منذ بدء الدعوة، يرفض هذا التغيير الكيفي التضليلي، ليؤكد شمول القرآن لكل مجتمع، في كل زمان ومكان.

و- في مواجهة الجوع

يقول أبو ذر: "عجبت لمن لا يجد قوتأً في بيته، كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه".

أجل، فالفقر لا يعالج بالموعظة فقط، ولكن بالقوة في مواجهة الأغنياء، وذلك لأنه (ليست هناك نعمة موفورة إلا وإلى جانبها حق مضيع)- حكمة عربية.

ز -في مواجهة الإغراء بالسلطة

عُرِضَت على أبي ذر إمارة بالعراق، فقال: "لا والله لن تميلوا عليّ بدنياكم أبداً ".

مرة لقيه أبو موسى الأشعري فقال له: "مرحباً أبا ذر . . مرحباً أخي .

فيقول: له أبو ذر: لست بأخيك، إنما كنت أخاك قبل أن تكون والياً وأميراً ".

و مرة احتضنه أبو هريرة، فنحاه أبو ذر قائلا: "إليك عني ألست وليت الإمارة؟ فتطاولت بالبنيان، واتخذت لك ماشية وزرعاً؟!"

ح-الاستقامة

يقول أبو ذر: "و الله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة، لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ، ورأيت أن ذلك خير لي".

و يقول أيضاً : "والذي نفسه بيده، لو وضعتم السيف فوق عنقي ثم ظننت أني منفذٌ كلمة سمعتها من رسول الله قبل أن تحتزوا لأنفذتها".

ط-المجتمع في مواجهة الظالمين

على أبواب الشام وقف يودع أهلها . . . و كان جمع غفير من الطيبين قد تجمهروا لوداعه في مظاهرة واضحة على جور معاوية – والي الخليفة في البلاد .

هناك وقف أبو ذر يخطب فيهم قائلاً:

"أيها الناس : إني موصيكم بما ينفعكم، وتارك الخطب والتشقيق.

احمدوا الله عز وجل.

فقال الناس: الحمد لله.

ثم قال: أشهد أن لا إله الله وأن محمدا عبده ورسوله، فأجابوه بمثل ما قال .

فقال: أشهد أن البعث حق، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأقر بما جاء من عند الله واشهدوا عليّ بذلك.

فقال الناس: نحن على ذلك من الشاهدين.

قال: ليبشر من مات منكم على هذه الخصال برحمة الله وكرامته ما لم يكن للمجرمين ظهيرا، ولا لأعمال الظلمة مصلحاً، ولا لهم معيناً .

أيها الناس: اجمعوا مع صلاتكم وصومكم غضبًا لله عز وجل إذا عُصِيَ في الأرض، ولا ترضوا أئمتكم بسخط الله، وإن أحدثوا ما تعرفون فجانبوهم، وازرئوا عليهم، وإن عذِّبتم وحرمتم وسيرتم، حتى يرضى الله عز وجل، فإن الله أعلى وأجل، ولا ينبغي أن يسخط برضى المخلوقين، غفر الله لي ولكم.

استودعكم الله، وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله."

ي- في مواجهة الموت

عندما تُوُفِّيَ ولده (ذر) في منفى الربذة من الجوع والعطش، وقف على قبره قائلاً: "رحمك الله يا ذر والله كنت بي باراً، ولقد قُبضت وأني عنك لراض، أما والله ما بي من فقدك، وما بي غضاضة، وما لي أحدٌ سوى الله من حاجة، ولولا هول المطلع، لسرني أن أكون مكانك، ولقد شغلني الحزن لك عن الحزن عليك، والله ما بكيت لك، و لكن بكيت عليك، فليت شعري ماذا قلت وماذا قيل لك؟ اللهم إني قد وهبت له ما افترضت عليه من حقي، فهبني له ما افترضت عليه من حقك، فأنت أحق بالجود مني."

اجمالي القراءات 17798