الجزء الأول
الإخوان المسلمون قتلوا مرشدهم الشيخ حسن البنا ..!! ( ج 1)

د / سيتى شنوده في السبت ٢٩ - يونيو - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

دراسة بقلم دكتور سيتى شنوده

مقدمة

هذه دراسة موثقة من كتب ومذكرات كبار قادة جماعة الإخوان المسلمين الذين أتهموا النظـــام الخـــاص ( ميليشيا الإغتيالات ) للجماعة وقائدها عبد الرحمن السندى بقتل مرشد الجماعة ومؤسسها الشيخ حسن البنا بعد أن أصدر البنا قراراً بعزل السندى عن رئاسة النظام الخاص وتعيين المهندس / السيد فايز – الذى تم قتله أيضاً – بدلاً منة ، وبعد أن أصدر البنا بياناً بعنوان " ليسوا إخواناً .. وليسوا مسلمين " وهو ما يعنى تكفير قادة النظام الخاص الذين خرجوا عن طوع المرشد ..

وقد نشرت جريدة الفجر الصادرة فى 23/4/2007 العدد 98 ص 26 مقالاً أوردت فيه مقتطفات من هذة الدراسة.. واستشهد كاتب المقال الأستاذ محمد الباز فى مقالة بأقوال خطيرة للأستاذ سيف الإسلام حسن البنا ابن مؤسس ومرشد جماعة الإخوان المسلمين عن مقتل والدة الشيخ حسن البنا , وقال الأستاذ محمد الباز : { عندما كنت أبحث في واقعة مقتل حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين التي وقعت في 12 فبراير 1949.. سيطر عليَّ إحساس بأن يكون الإخوان تورطوا في حادث الاغتيال بشكل أو بآخر.. علي الأقل لأن الشيخ أصبح عبئا عليهم وحياته لم تعد سوي سبب للهجوم علي الجماعة واعتقال أفرادها وتعذيبهم في السجون.. لم يكن لديَّ دليل واحد يمكن أن يسند هذا الاعتقاد فصرفت النظر عنه. لكنني كنت أشعر دائما بأن الإخوان لديهم شيء يخفونه في هذه الحادثة.. وعندما واجهت سيف الإسلام حسن البنا بسؤال عن مقتل أبيه قال لي إنه يعرف جيدا من قتل والده وبالمستندات لكنه لن يعلن عن ذلك.. اعتبرت هذا الكلام نقصا من العقل واستخفافا، فإذا كان الابن يعرف من قتل أباه ولديه من المستندات ما يؤكد كلامه فلماذا لا يتحدث؟... وهل يوالس إلي هذه الدرجة علي دم والده؟.. وأي شيء سيربحه من وراء موقفه هذا؟. اغتيال حسن البنا يظل لغزا هائلا.. وإن كانت أصابع الاتهام تشير إلي أن الملك فاروق هو الذي تخلص منه حتي يستريح من صداعه، كانت المفاجأة عندما حصلت علي دراسة جادة أعدها د.. سيتي شنودة، قرأ كل المذكرات التي كتبها أعضاء الإخوان المسلمين خاصة التي تناولت حادث الاغتيال.. وضع التفاصيل إلي جوار التفاصيل.. قارن واستبعد وقرَّب وخرج بنتائج هائلة.. عنوان الدراسة هو «هل قتل الإخوان المسلمون الشيخ حسن البنا؟» .......... قبل أن نخوض في التفاصيل أحب أن أسجل ملاحظة قد يراها البعض ليست مهمة.. لكنني أراها مهمة جدا خاصة عندما نضعها في سياقها.. فنحن أمام باحث قبطي قرر أن يعمل بجرأة ويخوض في موضوع شائك يخص أكبر جماعة إسلامية في مصر، كنا نناقش قضايا الأقباط وندخل في أدق تفاصيلهم ونهاجم قياداتهم.. وكان بعض الأقباط الذين يرفضون هذه الحالة من التداخل يسألون: هل يمكن أن تقبلوا أن يقوم قبطي بالتعرض لأي شأن يخص الإسلام أو الجماعات؟ ببساطة جربوا لتروا النتيجة.. وها هي التجربة تأتي.. باحث قبطي يخوض في تاريخ الإخوان المسلمين ونحن نرحب بالتجربة بل ونحتفي بها } .
انتهت شهادة الصحفى الأستاذ / محمد الباز عن الأقوال الخطيرة التى أدلى بها سيف الإسلام حسن البنا ... !؟

*****


وهى أقوال خطيرة تصدر عن ابن مرشد ومؤسس جماعة الإخوان المسلمين تتعلق بحادث مقتل والدة - وهو الحادث الذى أثار الكثير من اللغط والغموض والاتهامات - تستبعد تماماً الرواية " المعتمدة " التى أصدرتها جماعة الإخوان المسلمين عن هذا الحادث .
فإذا كان الأستاذ / سيف الإسلام يعرف جيداً من هم القتلة الذين قتلوا والدة الشيخ حسن البنا , ولديه من المستندات ما يثبت كلامة .. فلماذا لا يتحدث - فقط يتحدث - ويفضح من تلوثت أيديهم بدماء والدة ..!!؟؟ وإذا كانت الإجابة المتوقعة هى انة يخشى من هؤلاء القتلة .. وإذا كانت أصابع الإتهام بقتل الشيخ حسن البنا قد وجهت الى ثلاث جهات هى :
1- الملك فاروق ورئيس الوزراء ابراهيم عبد الهادى والبوليس السياسى
2- الإستعمار البريطانى
3- جماعة الإخوان المسلمين , وبالتحديد النظام الخاص ( ميليشيا الإغتيالات ) وقائدها عبد الرحمن السندى , بعد أن أصدر الشيخ حسن البنا قراراً بعزلة وتعيين السيد فايز قائداً للنظام الخاص بدلاً منة , وبعد أن أصدر البنا بيانة الذى قال فية " ليسوا إخواناً .. وليسوا مسلمين " وهو ما يعنى تكفير أعضاء النظام الخاص الذين قتلوا رئيس الوزراء النقراشى والمستشار أحمد الخازندار , كما أن السندى كان هو المتهم الأول فى إغتيال زميلة المهندس / السيد فايز الذى حل محل السندى فى قيادة النظام الخاص بعد ذلك .
فإذا كان الملك فاروق ونظامة وعهدة قد انتهى من سنوات عديدة , وإذا كان الإستعمار البريطانى قد خرج من مصر عام 1956 .. ولم يبقى من المتهمين بإغتيال حسن البنا إلا جماعة الإخوان المسلمين وقيادات النظام الخاص ( ميليشيا الإغتيالات ) التى تسيطر حالياً على الجماعة , فهل يخشى الأستاذ / أحمد سيف الإسلام كشف المستندات التى تدين القتلة الذين إغتالوا والده خوفاً من جماعة الإخوان المسلمين وقيادات النظام الخاص المسيطرين حالياً على الجماعة و الذين يشغلون اعلى المناصب فيها .. !!؟؟

ونحن نعود لسؤال – بل دهشة واستنكار – الأستاذ / محمد الباز : { إذا كان الابن يعرف من قتل أباه ولديه من المستندات ما يؤكد كلامه فلماذا لا يتحدث؟؟!! ... وهل يوالس إلي هذه الدرجة علي دم والده؟؟!! .. وأي شيء سيربحه من وراء موقفه هذا؟؟!! . }

فهل هو الخوف من الجماعة الذى يمنع ســـيف الإســــلام من كشف – وفضح – قتلة والده ..؟؟!! ام ان هناك " إتفاق " او " تفاهم " او " صفقة " تمت بين الطرفين لدفن الشيخ / حسن البنا ودفن الحقائق والمستندات التى تدين قتلة المرشد الأول ومؤسس جماعة الإخوان المسلمين .. ؟؟!!
إننا فى إنتظار الإجابة على هذة الأسئلة الخطيرة من الأستاذ سيف الإسلام حسن البنا.. ومن قادة جماعة الإخوان المسلمين المتهمين – حتى اليوم - بقتل مرشد الجماعة الأول ومؤسسها ..!!؟؟

****

الإخوان المسلمون قتلوا مرشدهم الشيخ حسن البنا ..!!

الجزء الأول

طوال أكثر من ستين عاماً , قدمت جماعة الإخوان المسلمين رواية واحدة " معتمدة " عن حادث اغتيال مرشد الجماعة الشيخ حسن البنا يوم 12 فبراير 1949 , واتهمت الجماعة فى هذه " الرواية " الملك فاروق والبوليس السياسى والإستعمار البريطانى بقتل مرشدها .. 

ولكن جماعة الإخوان لم تستطيع إثبات آي من هذه الاتهامات .. بل كانت كلها أقاويل مرسله ، تتناقض مع بعضها البعض ، وتتساقط عند أول فحص أو تمحيص .. ؟؟!! وذلك فى الوقت الذي تعمدت فيه الجماعة التغطية تماما وفرض "مؤامرة صمت " على خلافات وصدامات وأحداث خطيرة حدثت داخل جماعة الإخوان المسلمين نفسها ، بدأت قبيل اغتيال الشيخ حسن البنا واستمرت بعد اغتياله .. وأدت إلى أن قام الإخوان المسلمين بقتل بعضهم البعض .. وتكفير بعضهم البعض .. فى سبيل التمسك بالمراكز والمواقع التي يتسيدوها ويسيطروا عليها فى الجماعة ، كما سنورد لاحقا ..

ومن الغريب ان كل قيادات الجماعة تعمدت عدم ذكر أى تفاصيل عن جريمة اغتيال الشيخ حسن البنا , إلا كلمات قليلة مبهمة متناقضة مع بعضها .. وكأنها حاولت إخفاء أسرار وتفاصيل الجريمة , وليس كشفها وفضحها كما هو متوقع .. خاصة وأن أصابع الإتهام أشارت وقتها الى جماعة الإخوان المسلمين نفسها بأنها هى التى قتلت مرشدها ..!!؟؟ 
بل الصادم لمن يتتبع جريمة قتل الشيخ حسن البنا , يجد ان قيادات كثيرة من كبار قيادات الإخوان تجاهلت تماماً هذه الجريمة الخطيرة , ولم تذكر كلمة واحدة عنها فى كل كتبها ومذكراتها المتعددة , بالرغم من تسجيلهم لكل صغيرة وكبيرة فى تاريخ جماعة الإخوان المسلمين ..!!؟؟؟؟؟؟؟

و يكشف الدكتور عبد العزيز كامل وزير الأوقاف الأسبق والعضو القيادي فى النظام الخاص (التنظيم العسكري السري ) لجماعة الإخوان المسلمين , فى مذكراته بعنوان " فى نهر الحياة" ( الطبعة الأولى – أغسطس 2006 – المكتب المصري الحديث) عن الخلافات الخطيرة التى حدثت بين الشيخ حسن البنا وبين عبد الرحمن السندى قائد النظام الخاص , ويذكر الوقائع الهامة التي حدثت داخل جماعة الإخوان المسلمين , والتي حاول قادة الجماعة طوال أكثر من خمسين عاما التغطية عليها وعدم نشرها أو حتى الإشارة إليها , ويورد الدكتور عبد العزيز كامل شهادته عن هذه الأحداث الخطيرة التي تكشف الكثير من أسرار الجماعة وأسرار اغتيال الشيخ حسن البنا ، و يتحدث عن الخلاف الشديد الذي وصل إلى حد الصدام وتبادل الاتهامات – بل والتكفير – بين الشيخ حسن البنا وعبد الرحمن السندى ، والذي ظهر واضحا بعد قيام التنظيم السري باغتيال المستشار أحمد الخازندار رئيس محكمة استئناف القاهرة يوم 22 مارس 1948 – والذي ينكر قادة الإخوان حتى الآن أي علاقة لهم باغتياله – ولكن الدكتور كامل يعترف وبكل صراحة بإغتيال الإخوان للمستشار الخازندار , ويقول فى صفحة 45 فى مذكراته " فى نهر الحياة " : { فى صبيحة هذا اليوم ، بينما كان المستشار أحمد الخازندار بك فى طريقه من منزله فى حلوان إلى عمله , عاجله اثنان من شباب الإخوان بإطلاق النار علية فأردياه قتيلاً , وأمكن القبض على الاثنين : محمود زينهم وحسن عبد الحافظ , وسُئل الأستاذ حسن البنا .. ولكن اُطلق سراحه لعدم كفاية الادله .. } . 

ويتحدث الدكتور عبد العزيز كامل فى ص 46 عن الجلسة العاصفة التي عقدها المرشد لمسائلة عبد الرحمن السندى بعد قيامه باغتيال المستشار أحمد الخازندار ، والتي حضرها قادة التنظيم العسكري السري- ومنهم د. عبد العزيز كامل نفسه - ويصف حالة المرشد " المتوترة" وحالة السندى " المتحدية" فى هذا الاجتماع " المصيرى " ، ويقول : { ..ولازلت اذكر الأستاذ حسن البنا وجلسته وعليه يبدو التوتر .. أراه فى حركة عينيه السريعة .. والتفا ته العصبي .. ووجهه الكظيم .. والى جواره قادة النظام الخاص ، عبد الرحمن السندى رئيس النظام .. وكان لا يقل توترا و" تحفزاً " عن الأستاذ .. ثم أحمد حسنين ومحمود الصباغ وسيد فايز ...} ..!!؟؟؟؟

ويتحدث دكتور عبد العزيز كامل بعد ذلك عن تفاصيل خطيرة حدثت فى هذا الاجتماع العاصف الذي شهد اتهامات .. واتهامات مضادة .. وأقوال وتكذيب لهذه الأقوال .. بين المرشد وعبد الرحمن السندى .. ويقول كامل فى ص 47 – 48 :
{{ وما اذكر أن الأستاذ عقد مثل هذا الاجتماع طوال حياته فى الإخوان بهذه الصورة .. وكان واضحا أن الخلاف شديد بين المرشد وعبد الرحمن السندى .. فأمام كبار المسئولين ، سيبدو إن كان الأستاذ قد أمر ، أو أن عبد الرحمن تصرف من تلقاء نفسه .. وفى ماذا .. ؟! فى قتل المستشار .. وتسجيل عدوان دموي على القضاء فى مصر ..
ووجهت حديثي إلى الأستاذ قائلا :
* أريد من فضيلتكم أجابه محدده بنعم أو لا على أسئلة مباشره لو سمحتم .. فأذن بذلك
فقلت : هل أصدرت فضيلتكم أمرا صريحا لعبد الرحمن بهذا الحادث ؟ قال: لا * 
قلت: هل تحمل دم الخازندار على رأسك وتلقى به الله يوم القيامة ؟ قال : لا * 
قلت : إذن فضيلتكم لم تأمر ولا تحمل مسئولية هذا أمام الله . قال : نعم *

فوجهت القول إلى عبد الرحمن السندى , وأستأذنت الأستاذ فى ذلك فأذن : 
* ممن تلقيت الأمر بهذا ؟ 
.. فقال: من الاستاذ * 
* فقلت: هل تحمل دم الخازندار على رأسك يوم القيامة ؟ 
* قال: لا . . 
* قلت: وهذا الشباب الذي دفعتم به إلى قتل الخازندار من يحمل مسئوليته؟ الأستاذ ينكر وأنت تنكر، والأستاذ يتبرأ وأنت تتبرأ ..!!؟؟؟؟ 
. * قال عبد الرحمن : عندما يقول الأستاذ انه يتمنى الخلاص من الخازندار فرغبته فى الخلاص أمر منه .
* قلت : مثل هذه الأمور ليست بالمفهوم أو بالرغبة واسئلتى محدده ، وإجاباتكم محددة ، وكل منكما يتبرأ من دم الخازندار ، ومن المسئولية عن هذا الشباب الذي أمر بقتل الخازندار ... ولا يزال المسلم فى فسحه من دينه ما لم يلق الله بدم حرام ، هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. 
ثم قلت له ( للأستاذ) : والآن هل تترك المسائل على ما هي عليه ، أم تحتاج منك إلى صورة جديدة من صور القيادة و تحديد المسئوليات ؟ 
قال: لابد من صورة جديدة وتحديد المسئوليات .. 

واستقر رأيه على تكوين لجنه تضم كبار المسئولين من النظام، بحيث لا ينفرد عبد الرحمن برأي ولا تصرف .. وتأخذ اللجنة توجيهاتها الواضحة المحددة من الأستاذ .. وأن يوزن هذا بميزان دينى يقتضى أن يكون من بين أعضائها - بالاضافه إلى أنها تتلقى أوامرها من الأستاذ – رجل دين على علم وإيمان ، ومن هنا جاء دور الشيخ سيد سابق ميزانا لحركة الآلة العنيفة ..}} .. 

وهذا القرار الخطير الذي تحدث عنه د . عبد العزيز كامل , والذى اتخذه الشيخ حسن البنا لتكوين لجنه لقيادة التنظيم العسكري السري تتلقى أوامرها من المرشد شخصياً .. يعنى بكل وضوح الغاء صلاحيات عبد الرحمن السندى فى الانفراد بقيادة التنظيم السرى .. وتهميش دوره فى قيادة قوات التنظيم المسلح .. ويعنى كذلك إلغاء سيطرة السندى المطلقة على هذا التنظيم المسلح الخطير ... 

ويستمر د . كامل فى سرد وقائع هذا الاجتماع الخطير وسرد نتائجه الخطيرة على الشيخ حسن البنا وعلى جماعة الإخوان المسلمين نفسها .. وما ظهر من رد فعل السندى العنيف على هذا القرار بعد ذلك ، ويقول : { .. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يجلس فيها عبد الرحمن مجلس المحاسبة والمؤاخذة .. أمام الأستاذ وقيادات النظام .. بل لعلها المرة الأولى التي جلس فيها الأستاذ أيضا مجلس المواجهة الصريحة أمام نفسه وأمام قادة النظام ، إلى الدرجة التي يقول فيها لعبد الرحمن : أنا لم اقل لك .. ولا أحمل المسئولية .. وعبد الرحمن يرد : لا .. أنت قلت لي .. وتحمل المسئولية .. ويتبرأ كلا منهما من دم الخازندار .. ويخشى أمر أن يحمله على رأسه يوم القيامة .. } ..!!؟؟؟؟؟ 

ولكن لم تتوقف أعمال القتل والإغتيالات والتدمير بعد هذا الحادث الذي هز جماعة الإخوان المسلمين من داخلها هزاً .. وبعد هذه الجلسة العاصفة التي شهدت اتهامات واتهامات مضادة.. وتكذيب وانكار بين المرشد وعبد الرحمن السندى .. ومحاوله الطرفين الهروب من المسئولية.. ومن تبعات هذه الجرائم أمام الإخوان .. وأمام الشعب .. بل وأمام الله سبحانه وتعالى ..!!؟؟؟؟؟؟؟ و يقول د. عبد العزيز كامل فى ص 49 : { ولكن هل توقفت آلة القتل والتدمير عند ذلك ؟! لقد كان عام 1948 ومطالع عام 1949 الأعوام الدموية عند الإخوان .. أفعالا وردود أفعال .. وسحبت وراءها ذيولا .. وحفرت أخاديد .. ومزقت أجسادا .. وفتحت معتقلات بأتساع لم تعرفه مصر من قبل ...} ..!!؟؟؟؟؟ 

ويتحدث د . عبد العزيز كامل عن عودة الشيخ حسن البنا من أداء فريضة الحج فى خريف عام 1948 ويقول فى ص 59: { .. ولكن الرجل عاد ليجد حوادث القنابل والانفجارات فى القاهرة، سلسلة توالت حلقاتها، انفجار ممر شيكوريل، شركة الإعلانات الشرقية، حارة اليهود، والى جوار الانفجارات مصرع المستشار الخازندار من رجال القضاء، ومصرع سليم زكى من رجال الأمن .. ملامح الصورة يرسمها المسدس والقنبلة والديناميت .. وكانت ملامح القلق بادية على وجهه ........ ويأتي مصرع النقراشي باشا رئيس الحكومة المصرية ليضع الأستاذ فى أشد المواقف حرجا ........ وتصدر عنه بعد مصرع النقراشي وثيقتة الخطيره : " ليسوا إخوانا .. وليسوا مسلمين " .. ورب قائل يقول : إن هذا كلة تم عن تراضى وتشاور بين الأستاذ وبين الذين قاموا بهذا الأمر ؟ ولكنه دفاع أهون منه الإدانة .. والوقوف إلى جوار المسئولية .. أو على الأقل عدم إدانة من قام بالأمر .. بأنه ليس أخاً – وهذه تهون – وليس مسلماً.. والإسلام واضح فى هذا الموقف ، وحديث الرسول بين أيدينا : " من قال لأخيه يا كافر .. فقد باء بها أحدهما" } ..!!؟؟؟؟

وهنا يوجه د. عبد العزيز كامل اتهاماً خطيراً للشيخ حسن البنا مرشد ومؤسس جماعة الإخوان المسلمين .. وهى أنه بإصدار بيانه " ليس إخواناً .. وليسوا مسلمين " .. قد قام ليس فقط بالتبرؤ من أعضاء النظام العسكري السري الذين قاموا باغتيال النقراشي .. ولكنه قام أيضا بتكفيرهم .. وإخراجهم من ملة الإسلام .. ؟؟!! وهو ما ظهرت أثارة الخطيرة – كما سنورد – بعد ذلك .. !!؟؟؟؟؟؟

ولكن هناك ملاحظة خطيره على مذكرات د . عبد العزيز كامل " فى نهر الحياة " .. وهى أنه لم يورد كلمه واحده عن حادث اغتيال مرشد ومؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا .. ؟؟!! وهو الحدث الذى زلزل جماعة الاخوان المسلمين .. بل زلزل مصر كلها .. !!؟؟؟ وكأن د . عبد العزيز كامل أراد أن ينأى بنفسة عن ترديد الأكاذيب والإشاعات التى رددتها الجماعة عن هذه الجريمة الخطيرة .. فى نفس الوقت الذى أشار فيه اشارات واضحة للقاتل الحقيقى للبنا .. !!؟؟؟؟؟؟ 

دكتور سيتى شنوده ( يتبع ) 

 
 
اجمالي القراءات 19969