.
9- هل موسى أحكم من الله؟ تراثنا يجيب : نعم - تعالى الله عما يصفون-المقال التاسع من سلسلة القرآن في مواجهة التراث

نبيل هلال في الثلاثاء ٢١ - مايو - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

التاسع:

وقصة فرض الخمسين صلاة جد عجيبة : ونكتفي بذكر ما جاء عن تخفيف عدد الصلوات بما ذكره ابن الأثير في تاريخ الكامل – المجلد الثاني – ص 55 , يقول:" بعد وصول النبي إلى عرش الله !! فرض الله خمسين صلاة على المسلمين , ولما أتى النبي موسى سأله : ماذا فرض الله عليك وعلى أمتك؟ فقال النبي :خمسين صلاة , فقال موسى: فإني قد بلوت بني إسرائيل قبلك وعالجتهم أشد المعالجة على أقل من هذا فلم يفعلوا ,فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ,فرجع النبي إلى ربه وسأله ,فخفف عنه عشرا .فرجع إلى موسى فأخبره ,فقال : ارجع واسأله التخفيف ,فرجع فخفف عنه عشرا ,ولم يزل بين ربه وموسى حتى جعلها خمسا ,فقال :ارجع فاسأله التخفيف ,فقال النبي : إني استحيت من ربي وما أنا براجع ,فنودي : إني قد فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة ,والخمس بخمسين ,وقد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي – بتصرف . ومراجعة النبي لله كي يقلل عددها بناء على توصية من موسى , غير مقبولة , فمن ذا الذي يجرؤ وهو في مقام الحضرة الإلهية المهيبة - على افتراض حدوث العروج - على مجادلة الله ليخفض عدد الصلوات التي فرضها , ويعود إليه عدة مرات ليراجعه على طريقة تجار العرب في الفصال لاستنزال ثمن السلع , والعجيب أن واضع القصة يقول على لسان النبي وهو يحدث الله : رب إنك فرضت علي وعلى أمتي خمسين صلاة وإني لا أستطيعها أنا ولا أمتي فخفف عنا . والمعلوم أن النبي كان يصلي من الفروض والنوافل وفي قيام الليل أكثر من ذلك . وكيف يقول الله لمحمد - بحسب القصة : يا محمد إني يوم خلقت السماوات والأرض فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة في كل يوم وليلة فقم بها أنت وأمتك , ثم بعد ذلك يقبل الله هذه المراجعة وهذه المساومة! وموسى إذ يقترح على محمد معلِّلا بأن أمته لن تطيق الخمسين صلاة , فمن أين له علم الغيب بأمة محمد , وإن عَلِم أَلم يكن محمد أولى بعلم ذلك عن أمته ؟ وهل يمكن تخفيض العبادة قبل التكليف بها ؟ وفيم كان فرضها خمسين صلاة في الأزل ثم نسخها على نحو يتعارض مع حكمة الشارع الذي يبدل شرعه دونما داع غير اقتراح من أحد خلقه (موسى) , أغاب ذلك عن علم الله في الأزل ؟ تعالى الله علوا كبيرا عما يصفون . والقول بنسخ التكليف قبل العمل به يقع ضمن البداء , وهو محال على الله تعالى , سبحانه قد أحاط بكل شيء علما( البداء معتقد شيعي مفاده أن الله يغير رأيه فيما قضى عندما يتبين له أن الصواب في غيره !!!!!!! تعالى الله علوا كبيرا عما يصفون ) . وحكاية هذه المراجعات ينفيها قول الله تعالى:{مَايُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ}ق29, وهي مراجعات لا يجرؤ على فعلها أحد مع ملك أو سلطان , فكيف مع الله ! ولو كان الأمر على ما ذكروا من أن الصلاة المفروضة كانت أصلا خمسين صلاة , وكل صلاة يلزمها طهارة , وكانت الطهارة واجبة التجديد في أول الأمر ثم نُسخ الوجوب إلى الندب , لكان على المسلم قضاء يومه كله بين وضوء وركوع وسجود ولا شيء غير ذلك , فلا يتسع وقته للضرب في الأرض وطلب الرزق , مما يصعب معه عمارة الأرض , وهذا ما لا يقره عقل أو شرع .وطوبى لمن احترم عقله .انتهى المقال التاسع ويليه العاشر بإذن الله من سلسلة مقالات القرآن فى مواجهة التراث –بتصرف من كتابنا .....بين القرآن والتراث-
نبيل هلال هلال

اجمالي القراءات 10436