أفكار لشباب الثورة للبحث عن مَخرج!

محمد عبد المجيد في السبت ١١ - مايو - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

أفكار لشباب الثورة للبحث عن مَخرج!
الفكرة الأولى
تلك التي مارسها الصديق الحميم للمهاتما غاندي وهي حرب" اللاعنف" في مواجهة الاستعمار البريطاني الذي كان يتساوى لديه في الهند الإنسان والحيوان.
تعرض عبد الغفار خان للسخرية والتهكم فهو مسلم ومن " الباشتون" فكيف يحارب إمبراطورية الاحتلال باللاعنف ورفض كل صور التسلح!
كان يردّ: إنها فكرة قديمة اتبعها النبي محمد، صلوات الله وسلامه عليه، منذ ظهور الإسلام.
عب...قرية عبد الغفار خان تكمن في أنه يتساوى لديه المسلم والهندوسي في انصهار وطني ساحر( يمكن أن يتحول في مصر إلى توحد كامل، روحي وفكري ووطني، بين المسلمين والأقباط).
دهشة غاندي من قدرة خان على البدء بخمسين ألف هندي محتج كانت في التزامهم التام والكامل والصامت بقيادة رجل واحد لا يمارس أي نوع من التمييز بينهم.
شباب الثورة في مصر يمكنهم تطبيق المقاومة السلمية من خلال عبقرية عبد الغفار خان البطل الذي لا يقل دوره عن غاندي، أي التحريم التام لحمل سلاح بين المحتجين، وكذلك الالتزام بتوجيهات واحد منهم .. واحد فقط، وأنا أقترح أن يكون شابا ثوريا، ينايرياً، غير منتم لحزب أو جماعة، ذا أصول أخلاقية ( ليست بالضرورة دينية).

أفكار لشباب الثورة للبحث عن مَخرَج!
الفكرة الثانية
تقوم على نزع أي آثار سلبية لكلمة" العصيان"، أي جعلها عصيان للشيطان وهنا يصبح مفعولها سحراً ومعجزة بعدما كان يوحي بكلمة دينية تبدو كأنها كفر أو رفض لتوجيهات إلهية.
وحيث أننا أمام عدو من أهلنا، كما كان ابن نبي الله نوح، فينبغي اقناع الجماهير البسيطة أن جماعة الإخوان المسلمين تعتنق ديناً آخر قائماً على الوصول بالشعب إلى مرحلة الانحدار والهبوط والفقر المدقع والحاجة الملحة لأثرياء الجماعة، لذا يجب مقاطعتهم في المساجد والصلوات والاجتماعات والمؤتمرات والتجمعات، قطعا ليست مقاطعة نهائية لأنهم في النهاية مواطنون ضالون خرجوا عن حب الوطن إلى قداسة مرشدهم ، فإذا تابوا، وعادوا إلى عشق الوطن وليس كما قال كبيرهم( طز في مصر )، فلهم ما لنا، وعليهم ما علينا.
المواطن البسيط لا يريد أن يعرف جرائم الجماعة، لكنه يبحث عن سلامه وراحته النفسية في معرفة الحلال والحرام في الزواج منهم، وهل يعتنقون الإسلام الذي أنزله الله على نبينا الكريم، وهل هم شياطين في صورة بشرية؟
المواطن البسيط يريد أن يعرف قبل الانضمام لحركة التمرد والاحتجاج إذا كان الإخوان المسلمون حقيقة مسلمين أم أنهم فئة ضالة يجب استعادتها إلى الوطن.
إذا ربط شباب الثورة الاخوان بالمجلس العسكري بحسني مبارك فأغلب الظن أن نفور المواطن منهم سيكون سريعاً، والأمر ليس هينا، لكنه ليس مستحيلا أن تقنع الجماهير المسحوقة بأن لإيلس ثلاثة رؤوس: مبارك والمشير والمرشد!

أفكار لشباب الثورة للبحث عن مَخْــرَج!
الفكرة الثالثة
هي تلك التي كان يقوم بها سكان دولة ( بيرو) ضد ديكتاتورهم البرتو فوجيموري، أي غسل العَلــَم الوطني جماعياً في الشوارع والميادين بعد ظهر يوم الجمعة.
سينجذب الناس كلهم، رجالاَ وعجائز ونساء وأطفالاَ، لايصال " غسل العلم المصري" كرسالة بأن مصر العظيمة يجب تنظيفها من مبارك وأهله والفلول وكبار جنرالات الفساد وجماعات التشدد الديني وفي المقدمة منهم الاخوان.
في جمهورية" بيرو" استمر غسيل العَلَم خمسة أشهر فقط، واشترك فيه مئات الآلاف، حتى اضطر الديكتاتور فوجيموري إلى الهروب بعدما أرسل رسالة فاكس خلال زيارته لليابان!
كلمة تنظيف مصر أكثر وقعاً على دعاة اللاعنف، فهي ليست تطهيرا ثوريا يقطع الرقاب، وليست مطاردة للفاسدين، لأنهم في كل شبر من أرض الوطن المنكوب، أما التنظيف فيعني إزالة كل الأوساخ والبقع السوداء من الثوب المصري الوطني، وهذا يشمل القصر والحكومة والأحزاب والتعليم والاقتصاد والزراعة والصناعة والسياحة والإعلام والثقافة ..
كلمة تنظيف سيفسرها كل مصري وفقا لمساحة جرحه من الأنظمة العفنة الثلاثة: مبارك والمشير ومرسي.
سيجد أطفالنا في الفكرة مع أمهاتهم وأخواتهم متعة شديدة، ويمكن أن يتحول مئات الآلاف إلى ملايين في شوارع مصر كلها، يغسلون العَلَم المصري مما علق به أوساخ أنظمة الفساد التي حكمت مصر.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 11 مايو 2013
وإلى الفكرة الرابعة
اجمالي القراءات 7100