.
8- التراث الإسلامي يسيء إلى الحبيب المصطفى - المقال الثامن من سلسلة القرآن في مواجهة التراث

نبيل هلال في الجمعة ١٠ - مايو - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

هذه المقالات دعوة الى مراجعة تراثنا الموصوف بأنه إسلامي :
وحكاية شق صدر النبي جد عجيبة , والوضاعون مغرمون بها فقد سبق لهم زعمها بقول إن النبي شُق صدره ثلاث مرات , مرة وهو طفل في بني سعد , لتطهير قلبه وشرح صدره وإعداده لتحمل أعباء النبوة مستقبلا, ومرة عند البعثة زيادة في إكرامه ليتلقى ما يوحى إليه بقلب قوي , وإن كان الأمر على ما قالوا , فلماذا لم تُشق صدور سائر الأنبياء ! وقالوا بحدوثها أيضا قبيل الإسراء ليتأهب للمناجاة - ونبي الله موسى ناجى ربه دون شق صدره ,والنبي لم يقل إن الله ناجاه - فحكوا أن جبريل شق من ثُغرة نحر النبي إلى أسفل بطنه , ثم قال جبريل لميكائيل- فقد كان معه يؤدي وظيفة مساعد جراح : ائتني بطست من ماء زمزم كيما أطهر قلبه وأشرح صدره , فاستخرج قلبه , فغسله ثلاث مرات , ونزع ما كان فيه من أذى , واختلف إليه ميكائيل بثلاث طسوت من ماء زمزم , ثم أتى بطست من ذهب مملوءة حكمة وإيمانا , فأفرغها في صدره , وملأه حلما وعلما ويقينا وإسلاما , ثم أطبقه ثم ختم بين كتفيه بخاتم النبوة . وهل الإيمان والحكمة والعلم والإسلام أشياء مادية يمكن حشو القلوب بها ؟ وكيف لنا بطاقة الاقتداء سلوكا واعتقادا بنبي أفرده الله بهذه الإمكانات التي أعانته - أي حيازة الحلم والعلم واليقين والإيمان - في حين أن سائر الناس لم يحظوا بمثل ما حظي به من هذه الهبات (الحلم والعلم واليقين والإيمان ) التي تُعِين على طاعة الله ؟ ألم يكن الله قادرا على ملء قلب نبيه بالإيمان فورا بلفظ (كن) دون الحاجة إلى ماء زمزم والطست. ويمعن الملفقون في غيهم فيقولون إنهم كانوا يرون أثر المخيط في صدره الشريف , في حين أن جرَّاحي اليوم يجرون جراحاتهم دون أثر يُرى تقريبا ولا يحتاجون لاستخراج القلب إلى شق الصدر كله من النحر إلى العانة كما فعل جبريل ومساعده ميكائيل بحسب قولهم , ولو فعلها طبيب الآن لطُرد من نقابة الأطباء وألغي ترخيصه بمزاولة المهنة !
وقصة شق الصدر هذه لا دليل عليها سوى كلام الإخباريين , وهدفهم إثبات أن النبي في طفولته لم يكن طفلا بشريا عاديا ,تماما كما وصفوا لحظة ميلاده بأن النور خرج من أمه فأضاء ما بين المشرق والمغرب ! وكأن الناس سواهم عُمْي لم يروا ذلك أو يلاحظوه , ولو كان قد حصل لسجلته ذاكرة المعاصرين من مشركين وعرب وعجم . والإخباريون الذين زعموا شق صدر النبي لملئه حكمة وعلما ليعد النبي لتبعات ومشاق النبوة نسوا ذلك فزعموا أن النبي لما استبطأ معاودة جبريل في بداية البعثة, همَّ غير مرة بإلقاء نفسه من فوق الجبل لينتحر!!!! فأين حصانة شق الصدر وملئه بالحكمة ؟
ومن المفتريات التي يأنف المرء من قبولها , القول بأنه لما أُسري بالنبي , كان أول سؤال وجهه لربه كان عن النساء والحور العين ! وكأن قلبه -حاشاه-لم يكن منشغلا بتلك المعجزة الخارقة , ولا بحمد الله وشكره عليها , بل يقول تراثنا الأصفر" إن جبريل فور وصوله ومحمد إلى بيت المقدس قال لمحمد : يامحمد هل سألت ربك أن يريك الحور العين ؟ قال نعم , فقال فانطلِق إلى أولئك النسوة فسلم عليهن , وهن جلوس عن يسار الصخرة , قال: فأتيتهن فسلمت عليهن فرددن على السلام , فقلت : من أنتن ؟ فقلن : نحن خيرات حسان , نساء قوم أبرار , نَقُوا فلم يَدْرَنُوا , وأقاموا فلم يظعنوا , وخلدوا فلم يموتوا ( المرجع :عن أنس بن مالك – انظر الإسراء والمعراج – ابن حجر العسقلاني , والسيوطي – ص 21- طبعة دار الحديث ). ويقول قائلهم إنه عُرج بالنبي إلى موضع يسمع منه صريف الأقلام ! أيْ صوت أقلام الملائكة وهي تكتب قضاء الله وقدره , وذاك كان أقصى علم من اصطنع هذا الكلام إذ لم يعرف سوى الكتابة بأقلام البوص التي تحدث صوتا عند الكتابة بها على جلود الماشية وعظامها , ولم يكن ليعلم- طبعا - الكتابة بالحواسيب والآلات الكاتبة , وربما عافتها الملائكة وواصلت الكتابة بالأقلام المصنوعة من البوص من باب من فات قديمه تاه ! وإذا كان ذلك هو قولهم , فالسميع والأصم فيه سواء . انتهى المقال الثامن ويتبعه التاسع بإذن الله تعالى – بتصرف من كتابنا ....بين القرآن والتراث- نبيل هلال هلال البنا


 

 

اجمالي القراءات 10586