باسم يوسف كلاكيت ألف مرة

خالد منتصر في الجمعة ٠٥ - أبريل - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

مهما فعل باسم يوسف من كوميديا وسخرية، فالواقع أكثر كوميدية وسخرية من أى محاولة لتجسيده ورصده وعكس ملامحه وتفاصيله الدميمة القبيحة، فمن منكم كان يتصور أو يصل خياله إلى أن تهمة باسم يوسف رقم 5 ستكون الإساءة إلى العلاقات المصرية الباكستانية؟! كتبت مقالاً فى بداية ظهور باسم يوسف كانت فيه نبوءة وإجابة عن سؤال: لماذا يكره الإخوان باسم يوسف، ولماذا لن يظهر من بينهم أى ساخر عبقرى مثله؟ كانت الأسباب كالتالى:

الكوميديا والحس الساخر موهبة وإبداع وهبة ربانية لن يمنحها الله لمن هم فى تنظيمات السمع والطاعة! أراهنكم أن يخرج من رحم تنظيم فاشى سواء دينى أو أيديولوجى أو عسكرى من هو فى موهبة وسخرية باسم يوسف الذى تنبأت منذ أن شاهدته على النت بأنه سيكون له شأن خطير ومهم فى الإعلام المصرى وعالم البرامج الساخرة، وسيكون نقلة نوعية مهمة جداً فى طريقة تناول القضايا الخطيرة جداً بطريقة ساخرة جداً وبسيطة جداً وتنفذ إلى القلوب بسرعة جداً، لا يمكن للنازية أن تفرز باسم يوسف ولا الفاشية ولا جريدة البرافدا الشيوعية ولا الإخوان ولا الجهاد ولا التكفير والهجرة ولا الأحزاب اليمينة الدينية التلمودية فى إسرائيل.. إلخ، كل هؤلاء لا يمكن أن يظهر من بينهم عبدالله النديم أو بيرم التونسى أو فكرى أباظة أو نجيب الريحانى أو بديع خيرى أو أبوالسعود الإبيارى أو بهجت قمر أو محمود السعدنى أو محمد عفيفى... إلى آخر طابور هؤلاء الساخرين العظام الذين استمد منهم باسم يوسف هذا التألق، لسبب بسيط جداً وهو أن الكوميديا هى فن يخاطب العقل، أما الميلودراما فهى تخاطب الوجدان بالدرجة الأولى، فأنا لا يمكن أن أضحك على المفارقة إلا إذا استخدمت عقلى وترجمتها إلى مفردات وفككتها إلى وحدات ووجدتها تخالف المنطق وتثير السخرية فأضحك، هذه العملية تستغرق جزءاً من الثانية، لكنها فى منتهى الأهمية، ومن يقدم السخرية أو يكتبها أو يصنعها لا بد أن يتمتع بقدر كبير من سعة الأفق وقبول الاختلاف وحرية الإبداع والعقلية النقدية، وكل هذه الأشياء غير متوافرة على الإطلاق ولو بنسبة 1% فى أى تنظيم فاشى يقوم على السمع والطاعة.

هذا هو السر فى كم الغضب الرهيب من الإخوان والسلفيين ضد باسم يوسف، إنهم لا يستطيعون استنساخ باسم يوسف ليس تأدباً وعدم رغبة فى السخرية لا سمح الله، فمن يشاهد قنواتهم وتعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى يصدمه أقبح الكلمات وأكثرها انحطاطاً والتى لا تتورع عن التشويه والاغتيال المعنوى والخوض فى الأعراض إلى أقصى مدى، والفرق بين الكوميديا والردح فرق كبير وهو الفن، باسم يوسف يقدم ويعرض فى سيلوفان فنى بدون فجاجة أو سباب، هو يلعب على نغمة المفارقة التى يقيسها العقل ولذلك هى موجعة جداً لكل من لا يحترم العقل ولكل حافظ مش فاهم! ومثلما هز مسلسل طاش ما طاش الكوميدى أركان التزمت السعودى وكرهته السلطة السعودية وطاردته جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فإن باسم يوسف وبرنامجه «البرنامج» سيهز أركان الفكر الإخوانى الجامد ويجعل حزب الكنبة اللامبالى يكوّن وينسج ثقافة رفض واحتجاج دليفرى وعلى الهواء مباشرة.

باسم يوسف لن يستطيع الإخوان صناعة من هو شبهه حتى ولو منحتهم قطر كل ميزانيتها وسخّر الشاطر كل أرباح مشاريعه لاستنساخه، باسم يوسف كتيبة فى فرد، وهذا ليس خطأ مطبعياً، مثله مثل مقاتلين أفذاذ فى مجال الفن والإعلام قرروا أن ينحازوا إلى مصر النور.. مصر المستقبل.. مصر الأمل.. وحتماً سيحالفهم النجاح حتى ولو انتظر البرابرة ومصاصو الدماء وجحافل التتار على الأبواب يريدون حجب شمس الحقيقة التى حتماً ستظهر من خلف الغيوم الكثيفة.

اجمالي القراءات 8310