تسمع وتطيع للأمير. وإن ضرب ظهرك. وأخذ مالك. فاسمع وأطع
فقه الخنوع

Ezz Eddin Naguib في الأربعاء ٢٧ - مارس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

فقه الخنوع

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

أتحفنا فقه السنة ببعض الأحاديث مثل: صحيح مُسلم – كتاب الإمارة
52 - (1847) وحدثني محمد بن سهل بن عسكر التميمي. حدثنا يحيى بن حسان. ح وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. أخبرنا يحيى (وهو ابن حسان). حدثنا معاوية (يعني ابن سلام). حدثنا زيد بن سلام عن أبي سلام. قال:
قال حذيفة بن اليمان: قلت: يا رسول الله! إنا كنا بشر. فجاء الله بخير. فنحن فيه. فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال (نعم) قلت: هل من وراء ذلك الشر خير؟ قال (نعم) قلت: فهل من وراء ذلك الخير شر؟ قال (نعم) قلت: كيف؟ قال (يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي. وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس) قال قلت: كيف أصنع؟ يا رسول الله! إن أدركت ذلك؟ قال (تسمع وتطيع للأمير. وإن ضرب ظهرك. وأخذ مالك. فاسمع وأطع).
ومثل: صحيح مسلم - كتاب الإمارة
17 - باب خيار الأئمة وشرارهم
65 - (1855) حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. أخبرنا عيسى بن يونس. حدثنا الأوزاعي عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن رزيق بن حيان، عن مسلم بن قرظة، عن عوف بن مالك،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم. ويصلون عليكم وتصلون عليهم. وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم) قيل: يا رسول الله! أفلا ننابذهم بالسيف؟ فقال (لا، ما أقاموا فيكم الصلاة. وإذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه، فاكرهوا عمله، ولا تنزعوا يدا من طاعة).

فهذه أحاديث اخترعها الرواة في عصر بني أمية حتى يخنع الناس لظلمهم بوازع ديني زائف، واستمرأ الخلفاء هذه الأحاديث حتى نهاية عصر الخلافة في القرن العشرين.
 

ولنر ما يقوله كتاب الله:
آ{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} النساء59

 

فنجد أن كثير من الشيوخ مثل مأذون القرية المُنافق في فيلم الزوجة الثانية يقفوا بنا عند "وأُولي الأمر منكم" ولا يُكملوا الآية حتى يُسوِّغوا الخنوع للحاكم

بينما بقية الآية تُبين أن من حقنا أن نُنازع ولي الأمر إذا خالف ما أمر الله به وأبلغه لرسوله (أي أن نحتكم إلى القرآن) إذا خالف شريعة الله وظلمنا.

 

وللمظلوم أن يرفع صوته بالاعتراض ويجهر بمظلمته ضد من ظلمه
يقول تعالى: {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً} النساء148

وماذا إذا أصر الحاكم على ظلمه ولم يرعوِ؟
يقول تعالى: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ{38} وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ{39} وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ{40} وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ{41} إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ{42} الشورى
فالأمر شورى، ومن أصابه بغي ينتصر لنفسه وليس عليه سبيل، لأن السبيل هو على من يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق
ولذلك فقد تتصاعد الأمور إلى مُواجهة مُسلحة بين الحاكم والمُتظلمين.

يقول تعالى:  {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} الحجرات9

إذن فعلى بقية الشعب أن يُحاولوا الإصلاح فإن أصر الباغي على بغيه فعلى الشعب أن يُقاتل الطائفة الباغية حتى تعود إلى الحق.

 

أما دين العبيد الذين يُضربون على ظهورهم وتُؤخذ أموالهم فهو دين شيوخ النفاق وليس دين الله في قرآنه الكريم.

اجمالي القراءات 8921