الإنسان في القرآن الكريم - 11
اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ – 11‏

خالد اللهيب في الثلاثاء ٢٦ - مارس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 بيّنتُ في المقالات السابقة أن الله عز وجل ، قد ذم الإنسان و وصفه بأبشع الأوصاف والإحتقار ، إلا أنه قد إستثنى بعض الناس ممن يتصفون ببعض الصفات كالإيمان بالله عز وجل والذين يعملون الصالحات، أتابع اليوم حديثي حول العمل الذي يقبله الله جل وعلا، إتباعا لقول الله عز وجل، (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ..(3) العصر.

العمل هو حركه الإنسان وفعله على أرض الواقع وهوعمل قولي كالحث أوالنهي عن فعل معين ، كما هو عمل فعلي حركي .

1-- الله عز وجل بصير ، محيط وليس بغافل عما نعمل ، ولا تخفى عليه خافية ، (.. وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) ،(..وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96) البقرة ، (اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120) آل عمران ، والله عز وجل لا تضيع لديه الأعمال من خير أو شر ، كل مسجل في كتاب ، (..أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى  ..)195 آل عمران ، والله جل في علاه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وهو المطلع والشاهدعلى عمل كل إنسان في كل خطواته وسكناته ، (...وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا...) 61 يونس ، وهو الخبير بنوايانا ومقاصدنا في أقوالنا وأفعالنا وأعمالنا ، (...وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) 180 آل عمران.

2-- الأعمال التي يقبلها الله عز وجل وتسجل للإنسان في ميزان حسناته هي الأعمال الصالحة والتي توافق شريعة الله عز وجل ولا تخالفها ، وقد نادى النبي نوح عليه السلام ربه في نجاة إبنه معتبرا أنه من أهله متمنيا نجاته من الهلاك والموت ، فوصف رب العالمين مناداته هذه بأنها عمل غير صالح حيث سأل النبي نوح بما لا يعلم، (وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) 46 هود .

 3-- والعمل يرتبط بفاعله إن كان خيرا أو كان شرا ، (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ) 15 الجاثية ، ولا يرتبط بأفعال السلف والأهل السابقين أوالأهل والأبناء اللاحقين ،( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّاكَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134) البقرة ، فكل نفس بما كسبت رهينة لعملها وما قامت به من الأعمال، إن كان خيرا أو شرا ، (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) المدثر، فمناسك العبادات من صلاة وصوم وحج وصدقة وكافة الأعمال ، تسجل لمن قام بها إيمانا واحتسابا ، ولا تقبل نيابة عن الأهل والآخرين ، والأمر واضح بيّن ، فمن لا يؤمن لا يتق ولا يفعل الخير تطلعا واحتسابا .

من علماء السوء ، الكافرون بأمر الله عز وجل ، المؤمنون بكتب الكذب والإفتراء وما خطه الآباء ، من يقول ، قد يوجد من هو مؤمن ولكن لظرف ما ، لا يستطيع الإلتزام والقيام بمراد الله عز وجل ، على الرغم من تمنيه ذلك ، كالمسلم المعترف بوحدانية الله عز وجل والمؤمن به قولا ولكنه لم يصل ولم يحج ولم يفعل الكثير والكثير من أمر الله جل وعلا ، جاز لأبنائه أو لغيرهم ، أن يفعلوا ويؤدوا كل ما قد قصر به ، نيابة عنه، كالصلاة والحج ، حتى قراءة القرآن ، تقرأ نيابة عنه وتهدى له لتحتسب في ميزان حسناته .

أي قول كفر و باطل هذا ، فهذا النهج والفكر يبطل الكثير من الآيات القرآنية التي ربطت النجاة بالعمل الصالح الناتج عن الإيمان ، فالإدعاء بالإيمان القولي الذي لا يصدقه العمل الصالح وفقا لشريعة الله عز و جل ، هو كذب وخداع من قبل هوى النفس لذاتها ، كما هو خداع و إزلال من قبل شيطانها ، فلا يعتد ولا يؤخذ به ، فالذي قام بما أمر الله عز وجل نيابة عن المقصر و إهداءا له ، فلا يصل المقصر منها شيئا وأمره الى الله سبحانه وتعالى .         

4-- الله عز وجل يزين للناس أعمالهم كإختبار لهم ، كما يمدّهم في إيمانهم أوطغيانهم ، ويوم القيامة ينبأهم بمدى صلاحية أعمالهم التي قاموا بها وفقا لإرادتهم ومشيئتهم واختيارهم ، ففي حياتنا الدنيا هذه تختلف آراؤنا ومشيئتنا وأفعالنا ومكاسبنا ، الكل يدعي الصواب والحق لنفسه وفعله ، إنما الحكم الفاصل العادل الذي لا إستئناف به وهو الحق من ربنا، يصدر يوم القيامة ، فيُكرم هذا ويُدخل الجنة و يُذل ذاك و يُكب في قعر جهنم ، (..زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (108) الأنعام .

5-- والأمر ليس ضربة حظ أو سير في ظلمة من الليل ، فلا يكاد أحدنا يرى كف يده وطريقه ، بل هو بيّنٌ واضح مشع في الحق ، يتفق مع العقل والمنطق والعلم ، جل ما في الأمر أن يتّقي أحدنا ربه جل وعلا ويكبح هواه وشيطانه ، فلكل منا مكانته ودرجته في سلم مرضاه الله عز وجل ، في الحياة الدنيا كما في الآخرة ، هذه المكانة نصنعها ونحددها نحن بأنفسنا وأيدينا وعملنا ، ( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (132) قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135) الأنعام، (إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75) طه، (1).      

 6-- كما الأمر ليس بالإدعاء والإفتراء أو بالأماني والتمني ، بل بالإيمان والعمل الصالح والتقى والصبر والإلتزام ، وقد كان وقت نزول القرآن ، من يدعي من اليهود والنصارى كما المسلمين اليوم أنهم أولياء الله عز وجل وأحباؤه وأهل جنته ورضاه ، إلا أن الله بيّن لنا ولهم أنه ، ( لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا (123) النساء ، والقرآن الكريم ، قول الله عز وجل ، بأيدينا وتحت نظرنا والكل يأخذ منه تدليلا على إيمانه وصدقه وعمله ، فالكل يعمل على شاكلته ، فالمؤمن التقي يذداد إيمانا وتقى والكافر السفيه ، المنحرف عن مراد الله عز وجل وأمره ، عن علم ومشيئة ، خضوعا لهوى نفسه وشيطانه ، يذداد كفرا وظلالا على ظلاله ، ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا (82) قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً (84) الإسراء ، كذلك الشيطان ، عدو الإنسان وخصمه ، يزين له أعماله و فسقه حتى يراه حسنا ، ( تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) النحل ، فمن يتولى الشيطان وينقاد له يبطل عمله في الدنيا والآخرة ، يحسب نفسه وعمله على شيئ من القوة والمجد والصواب ، إلا أنه كالسراب لا يجده شيئا ، (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) النور.

7-- الله عز وجل قد خلقنا و كل شيئ على أكمل صورة وأحسن عملا وتوازن وانسجام ، إلا أن سوء عمل الإنسان وتصرفه وفساده وكفره ، أدى الى فساد الأرض وما عليها، وها هو الإنسان يعاني من أمراض الحساسية والتلوث والتقلب المناخي السريع المدمر وإذا ما إستمرالإنسان على هذا المنوال في التصرف والإفساد ، فإنه يستمرفي هلاك نوعه وفنائه ، (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) الروم .

8-- يظهر الجزاء والثواب نتيجة لعمل الإنسان وسعيه في الدنيا قبل الآخرة ، فعطاء الله عز وجل للمؤمن المتقى غير محدود ، (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لّا يَسْتَوُونَ (18) السجدة ، كذلك عذاب الله عز وجل للكافر الجاحد الفاسق الظالم لنفسه بكفره ولغيره من الناس ، شديد لا ينتهي ، لا يموت في جهنم فيرتاح من العذاب ولا يحيى من دون العذاب ، خالدا فيها أبدا ، (إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى (74) طه . 

 9-- والنفس الإنسانية المؤمنة ، تثبّتُ إيمانها وترسخه بإنفاقها الصدقات وفعل الخيرات ، رغبة منها في اكتساب مرضاة الله عز وجل ، ( وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) البقرة ، فعل الخير يأتي أكلهُ ضعفين و يزيد الله ما يشاء من عنده وهو اكرم الأكرمين  ، (..وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5) المائدة ، فلا فائدة ترجى من الكفر والظلال، إنما هو فعل الجهل والتعصب والجحود والنكران، (هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتًا وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَسَارًا (39) فاطر .  

 10-- كما من سنة الله جل في علاه ، قد كتب على نفسه الرحمة ورحمته وسعت كل شيئ ، (..كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) 54 الأنعام ، فمن رحمته أنه يجازي السيئة بمثلها دون زيادة و يدخل المؤمن الجنة على عمله الصالح ويرزقه فيها بغير حساب ، فالإيمان بالله الواحد الأحد إذا ما أكده وطبقه على أرض الواقع العمل الصالح وفقا لشريعة الله سبحانه وتعالى ، جزاؤه دخول الجنة من أوسع أبوابها ، فالله عز وجل وهو أكرم الأكرمين ، يرزق من إستحق الجنة ودخولها ، يرزقه من دون حساب ويرتبط بمقدار إيمانه وعمله الصالح  ،( مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ )40 غافر، فالزيادة متأتية من فضل الله جل وعلا وكرمه ، (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ...) النساء.

11-- وتشمل رحمته وغفرانه سبحانه وتعالى أيضا من عملوا السيئات عن سابق تصور وتصميم و إرادة ، على أن يتوبوا ويقلعواعن عملهم السيئ ، وأن يؤمنوا بالله الواحد الأحد ،  فالمغفرة مرتبطة بأمرين متتابعين : التوبة عن عمل السيئات والإيمان بالله العزيز الحكيم ، (وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ )153 الأعراف ، لكن ، (..الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا )168 النساء، على الرغم من وقوع العذاب على الكافرين في الأرض من قبل الله عز وجل إلا إنه ينتظر منهم رحمة بهم وهو أرحم الراحمين ، أن يؤمنوا ويتضرعوا ويعودا عما هم فيه من الظلال والغي والظلم ، فالله الرحمن الرحيم وقد كتب على نفسه الرحمة ، على إستعداد أن يغفر لهم ويكفّ البأساء والضراء عنهم ، فور تضرعهم واستغفارهم ويتعجب متسائلا ، ( فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (43) الأنعام ، فهل من رحمة بعدها من رحمة ؟ ، ألا ساء ما يفعلون .

12-- وترتبط التوبه بالعمل الصالح ، فالله عز وجل ليس غفور فقط  بل غفّار وليس رحيم فقط بل رحمان ، (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) طه ، على أن يبدأ الإنسان الظالم الكافر بالخطوة الأولى والرجوع عن ظلمه وكفره وينمّي بذرة الإيمان التي في نفسه وذاته ، لينمو ويكبر إيمانه ويصلح عمله وسلوكه في المجتمع ، ليجد نفسه قد إهتدى للمراتب العليا من الإيمان والتقى ،(وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ .. (105) التوبة ، كما الله عز وجل يقبل التوبه عن عمل السوء الناتج عن جهل الإنسان بمحارمه ، على أن يتوب في أسرع وقت ولا يعود إليه ، ما أمكنه ذلك ، فالله عز وجل عليم بحالنا ونفوسنا وظروفنا ، فهو الحكيم في تقديره وحكمه ، (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17) النساء ، ولكن التوبة عن السيئات والحرمات لا تعدُ ولا يأخذ بها حين حضورالموت والنزع الأخير، ( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18) النساء ، فمن رحمته عز وجل أنه لا يكلف الأنفس إلا بما تطيق وتقدرعليه من أعمال الخير والصلاح  ، كالصلاة والحج والصوم والصدقة والجهاد وكل ما هو صالح من القول والعمل ، فمقدار تكليفها ومجاله مرتبط بقدرتها و إمكانياتها على العمل ، (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) الأعراف.   

13-- يوم القيامة والحساب ، يُحضرُعمل كل نفس بشرية وما قامت به في حياتها الدنيا من أعمال الخير والسوء ، فتراه أمامها محضرا وتنظر إليه ، المؤمن يبش ويفرح ويتهلل بعمله ، بينما الكافر يتمنى لو أن بينه وبين عمله المخزي ، مسافة بعيدة ، فلا ينتمي له ولا يعرفه ، (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا . (30 )آل عمران، أعمال الكافرون حسرات عليهم ، (.. كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) البقرة ، يتمنى الكافر أن يرد الى الحياة الدنيا ليعمل غير الذي كان يعمل ويتدبر القرآن وما أمر الله عز وجل به فيلتزمه ويطيعه ، يوم القيامة ، يوم الخزي والعار والعذاب والنار ، يتساءل الكافر ويبحث عن من يتشفع به ولكن .. بلا فائدة ترجى ولا أمل يبنى ، فلا يجد شفيعا له ولا نصيرا، (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (53) الأعراف ، إذ لا يبدل القول لدى الله العزيز القدير فالحكم العادل ، قد صدر ، فلا تبديل له ولا رجوع عنه ، (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ (29) ق.

14-- قد يسمح القانون والعرف بالقيام بالأعمل التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية من باب الحرية الشخصية وحرية العمل والحركة في المجتمع ، كالسماح بتناول المسكرات أو حرية المصاحبة والمساكنة بين الرجل والمرآة دون عقد زواج كما هو واقع في المجتمعات الغربية ، هذا العمل يضل عمل غير صالح في مجتمعاتهم ونظرهم من الناحية الأخلاقية والإنسانية رغم إجازة القانون له وسيادته وانتشاره في المجتمع وهو مرض إبتلي به مجتمعهم ويسعى جاهدا للتخلص منه ، حيث كانت له ظروفه التاريخية التي أدت اليه ، فعندما يستثني رب العزة والجلالة ، ( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) ، فالمقصود هو العمل الذي يحمل صفة الصلاح والإيمان وفقا لدين الحق ، (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (97) النحل ، دائما الإيمان يسبق العمل الصالح الذي يرضى عنه الله جل وعلا ويغلفه ويحيطه. 

15-- فالمجتمعات الغربية وصلت بقوانينها الوضعية والإنسانية والعرف السائد في مجتمعهم الى ما يشبه الغايات الإسلامية الشرعية وإن لم يطلعوا على كتاب الله عز وجل فيما ندر ، وما ينادي به من حرية المعتقد والدين ،المساواة بين أفراد المجتمع ، العدالة الإجتماعية ، محاربة الظلم ومساءلة المسؤول ، محاربة الإعتداء بإي شكل وفعل أتى ، فصل السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية ، حرية الصحافة المسؤولة ، فرض الضرائب التصاعدية على أغنياء المجتمع ، الصدق في القول والعمل ، إحترام الوقت والإنسان لمجرد أنه إنسان ، نظافة الكف والشارع ، لا ينقص مجتمعاتهم إلا أن يوحدوا الله الواحد الأحد ويطلعوا على هذا الدين الحنيف، فهم مسلمون سلوكيا لا عقائديا وللدكتور أحمد منصور كتابات رائعة حول موضوع المسلم والعقيدة ، حيث فرق بين المسلم سلوكيا وهو الذي يسالم الناس ولا يعتدي وإن كان كافرا ، والمسلم عقائديا الذي يؤمن بكتاب الله سبحانه وتعالى ، المسلم الذي يرضى عنه الله جل وعلا هو من يجمع الإسلام العقائدي والسلوكي معا ، ضمن تقوى الله سبحانه وتعالى .

16-- نحن أصحاب دين حنيف وقرآن حكيم ، يبين لنا الطريق ويوضح لنا المسائل ويعطينا الحلول والمعادلات الصحيحة التي فيها صلاح الفرد والمجتمع وصلاح الحاكم والمحكوم ، نترك كتاب الله سبحانه وتعالى وراء ظهورنا لينتشر في مجتمعنا العربي المسلم ، الكذب والنفاق من الحاكم الى أوضع زبال على أكبر مزبلة في أضيق زقاق أمام خربة متهالكة سميت زورا بيتا ، لينتشر بيننا الظلم والفساد والإستبداد والرذيلة وأوساخ اليد والفرج ،الجهل والتخلف ، التعصب والهوى ، الأمية في كافة مجالاتها العلمية والعملية ، التفاهة وإضاعة الوقت ، قلة الخلق والدين ، وبعد هذا نتهم الغرب بالتخلف الديني والإنحلال الأخلاقي وندعي أن الرسول محمد مفاخر بنا يوم القيامة ، أبجهلنا يفاخر أم بهجرنا للقرآن الكريم ؟ .

يسود مجتمعنا مناخ فاسد على كافة الصعد ، مجتمع كافة أفراده يظلم بعضه بعضا ، ولا يقع فريسة سهلة إلا من تمسك بالأخلاق الحميدة والدين الحنيف ، فهو كالغريق في ليلة ظلماء ، تتقاذفه الموج من كل جانب ، مجتمعنا اعتاد السيئات والفوضى والظلم والفجور، الكل يحاول أن ينجو بنفسه ويحقق مآربه دون أن ينظر الى الثمن الباهظ والقاسي الذي دفعه الآخرين والمجتمع وصولا لأهدافه ومبتغاه ، مجتمعنا يأكل ويجتر السيئات كل يوم كالبهائم ، ونحسب أننا كالذين آمنوا وعملوا الصالحات ،( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ (21) الجاثية ، فالذين آمنوا وعملوا الصالحات حقا وفعلا وتقى ومخافة ومحبة بالله العلي القدير ، أعظم وأجل عند الله الحكيم الخبير في حياتهم الدنيا وعند مماتهم .

17-- ونسأل أين نصر الله عز وجل ولما نحن متخلفون؟ ولما هونُنا على الناس ؟ ألم يقرؤا قول الله العليم القدير، (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا )58 الأحزاب ، ( يُؤْذُونَ ) ألا تفيد الإستمرارية والمتابعة الى يوم القيامة .

أليس هجر آيات الله عز وجل وكتابه المبين ، كفر و إيذاء لشريعته وقوله جل وعلا ؟، كما هو إيذاء  للرسول محمد عليه الصلاة والسلام ، وقد قضى عمره وأفنى حياته ، في سبيل تثبيت وترسيخ رسالة  الله عز وجل ، لينقذ الناس من الكفر والنار، ليأتي قوم من بعده كاذبون، مفترون، مغيّرون ، مبدلون ، ليحلوا مكانها ، دين الرواة والقصاصين ويردوا الناس في سواء الجحيم .

18-- البعض من الكافرين ممن يعلمون ، لا يرجون ولا يتمنون لقاء الله سبحانه وتعالى فقد اكتفوا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها وتغافلوا عن آيات الله عز وجل ، عن قصد وعلم ودراية ، فقد جعلوها خلف ظهورهم ، معتبرين إياها كأنها غير موجودة ، عدم الرجاء بالله عز وجل والرضا بما قسم لهم  والإطمئنان بالحياة الدنيا ، مرده الكسب المخالف لشريعة الله سبحانه وتعالى ، فهم يعلمون إذا ما تم اللقاء و ردّوا الى يوم الحساب ، أعمالهم وكسبهم تقذفهم وترديهم النار بخلاف مأواهم المريح الفاخر في الحياة الدنيا الذي اكتسبوه بالظلم والعدوان ، (إِنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ )8 يونس .

 19-- ألم يدّع أهل السنة والحديث ، أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام ، قد قال ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)؟ ، ألم يتصف النبي محمد عليه السلام ، أنه قد أعطي جوامع الكلم ، وهذا حق لا ينكره أحد ، فكيف لنا أن نصدق إفتراءهم وكذبهم على النبي عليه الصلاة والسلام عبر الحديث السابق ؟ والكذب واضح سهل لا يحتاج الى جهد كبير.

آلا يعني هذا الحديث ، أن الله جل وعلا ، يحب من الفاسق والظالم والزاني والديوس والخمار، أن يتقن عمله ؟ ، ومن يدعي منكم أن هذا الحديث وغيره من الأحاديث الكاذبة وما أكثرها ، لا يفهم على هذا السياق والمنوال ، يُنصبُ نفسه مفسرا ومبينا لمراد النبي وقصده ، مدعيا أنه أفصح لسانا من النبي عليه السلام ، ألا يعني هذا أن الأحاديث النبوية بحاجة لمن يفسرها ويبينها لعامة الناس وقد قيلت لهم تفسيرا وتبيانا لآيات الله عز وجل ومراده كما يدّعون ؟ .

آلا يعني هذا أن الآيات القرآنية ، وفقا لإفترائهم وإدعائهم ، أنها بحاجة لإختصاص جامعي شرعي ، يأهل الإنسان البسيط ، ليتمكن من فهم مراد الله عز وجل عبر قرآنه وقد أرسلت لهم وهم البسطاء الأميون قراءة وكتابة ؟ فهل تخرج المسلمون المؤمنون ومن ولد منهم ، قبل كتابة الصحاح من كتب الأحاديث النبوية من الجامعات الشرعية الدينية ؟ .

آلا يستطيع الكافر والمنافق ، أن يدافع عن نفسه ، يوم الحساب ، مدعيا ، بأن آيات الله عز وجل كانت صعبة ، عسيرة ، طلاسما ، لا يُرى منها قرار؟ آلا يستطيع أن يدعي ، أنه لو علم المراد لكان من المؤمنين الأتقياء ؟ .

ولكننا لا نرى في كتاب الله عز وجل من إدعى تلك الصعوبة من الكافرين يوم الحساب ، بل الكل يُعترف ويُقر بظلمه وكفره وعلى العكس من ذلك يدّعون على من غرر بهم وأوقعهم في الكفر والشرك وترك كتاب الله عز وجل ، ويطالبون أن ينال من غرر بهم وأوردهم هذا المورد ضعفين من العذاب ، (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68) الأحزاب ، فالإنسان البسيط الذي غرر به ، و وقع بالكفر والعصيان ، إتباعا وعلى ذمة ما قاله السلف ، يوم القيامة ، يحاجج ويخاصم أسياده من العلماء والحكام ، الذين أوردوه هذا المورد ،  (وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ (47) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48) غافر، ويحصر ضلاله بالمجرمين ، (وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ (99) الشعراء .

أيها السادة السلفيون المبدلون كتاب الله عز وجل بأحاديث مفتراة كاذبة ، كفاكم ظلما لأنفسكم وللآخرين كفاكم تجهيلا وتعتيما وأنتم تعلمون ، (.. وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) 227 الشعراء ، آلا ساء ما تحكمون وأي منقلبن ستنقلبون ؟ .

( .. رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) البقرة .

أكمل البحث في المقال القادم إنشاء الله تعالى .

1- لأستاذنا الكبير أحمد منصور حفظه الله جل وعلا ، كتابات رائعة حول تجسد عمل الإنسان يوم القيامة ، تحت عنوان : تأصيل ( كتب/كتاب ) فى القرآن الكريم ( 6 : 7 ) : حفظ العمل ينفى أكذوبة ( إذا مات إبن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث ..) .

 ومقال : لكل نفس بشرية جسدان( 17 ):العمل هو نسيج الجسد الأزلى ) ،أرجو المراجعة طلبا للمزيد .

اجمالي القراءات 19446