مرسي واوباما فتل أبيب
هل يقابل مرسي الرئيس الامريكي بتل أبيب

الشربيني المهندس في الإثنين ١٨ - مارس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

 رحم اللـه السادات اتفقنا أم اختلفنا لكنه سطر تاريخا .. ولكن هل يقابل الرئيس اوباما الرئيس مرسي في تل أبيب 
ما زال البعض ينتظر من الدكتور محمد مرسي رئيس حزب العدالة والحرية السابق أن يسارع بالتحول إلي الرئيس المصري محمد مرسي المنتخب بعد خلع الرئيس مبارك فيما يطلق عليه ثورة 25 يناير .. لكن مع الواقع المر ما أسهل أن تتحول الأحلام إلي كوابيس وتضيع الفرص بلا عودة .. احلام الحرية والعدالة والكرامة ومصرالدولة العربية الكبري والقوية محل اختبار ..
الإخوان المسلمون في المعارضة أحرزوا أهدافا كثيرة ضد إسرائيل مثلا ، لكن التدريب وتقسيماته تختلف عن اللعب وسط جمهور وحكم ..
يصف البعض الرئيس بالتمترس في الوضع جالسًا، تتشبث يداه بالمخدعين، توقيًا لعدو يتحين الفرصة لإزاحته من فوق الكرسي. جلسة لا تخدم طلة الزعامة أو إجادة اللعب ولا تعكس الاطمئنان إلى الأحقية بالمنصب ويضيف القائل أن الرجل يتحرك بقامة مشدودة وصدر منتفخ في محاولة للفت الانتباه ، لكنه لم ينل فرصته للمشي المطمئن إلا على سجادة الاستقبال في مطار أو أمام مجلس الشورى عند افتتاحه بعد إقرار الدستور..
وهنا علي الحاكم ألإخواني وجماعته المتحكمة أن تثبت وجودها الجديد وتبحث لإجابة مناسبة عن هذا السؤال ..
لماذا ينحني عدد كبير جدا من الدول لإرادة إسرائيل، أو يلتزم الصمت إزاء ما تفعله وهو من الجرائم في نظر الآخرين .. ؟ ما هو السر الكامن في هذا البلد الصغير، الذي يجعله قادرا على السيطرة على القرارات، التي تتخذها دول أكبر وأقوى.. ؟ يرفض هذا البلد الالتزام بالقوانين والمعاهدات الدولية، ويحتل من دون مسوغ قانوني مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية، ويفرض حصارا غير قانوني على قطاع غزة. والأكثر من ذلك، تُعد إسرائيل البلد الوحيد الذي يستطيع الإفلات من العقاب، عندما يقوم باغتيال أعدائه فوق أرض خارجية ..
المسرح العالمي تغير كثيرا .. فقد تغيرت اولويات الولايات المتحدة ليصبح المحيط الأطلسي والصين علي القائمة وتتراجع أهمية البحر المتوسط مع خريطة جديدة للشرق الأوسط ، ليقبع العالم العربي ومصر في ذيل القائمة بينما تتصدر إسرائيل وتركيا وربما إيران القائمة بأدوار مختلفة.. هكذا تغير حظ الرئيس مرسي بدرجة أو بأخرى واختلطت الأمور واختلفت أيضا ..وعليه التصرف بشكل مختلف ليخرج من جلباب الدكتور مرسي ..
في الستينات كتب المبدع الراحل سعد الدين وهبة مسرحيته المتميزة «السبنسة»، وأخرجها الراحل سعد أردش، و «السبنسة» هي آخر عربات القطار، الدرجة الثالثة. وفيها نري الساعي البسيط الذي تعب من كثرة التناقضات التي يراها أمام عينيه مثل ما يحدث في أيامنا ، كان يردد الكليشيه دائما حتى حفظه كل من شاهد المسرحية يقول: «ماكنا كويسين في ميت يعيش»، و«ميت يعيش» يبدو أنها القرية النائية التي قدم منها ذلك الساعي، إنه يندم على ما فات بحسرة، ويتألم لمفارقة مكانه الآمن بل ويعض أنامل الندم .
ولكن هل يستطيع الرجل الاحتياطي في القائمة أو الاستبن كما يطلق عليه الكثيرين والذي قفز الي الانتخابات ثم قصر الاتحادية بدلا من الشاطر رجل الاخوان القوي هل يستطيع أن يكرر الحركة التاريخية للسادات .. وعودة إلي الرجل وامكانياته من السمع والطاعة إلي الخبرة وحتي أمكانياته الجسدية والنفسية .. يلاحظ البعض أهمية الجسد وحركاته كدلالة هامة .. وهنا الجسد الرئاسي لجسد مدكوك، بلا تضاريس. وصاحب الرأس الضخم والغارق بين الكتفين يبدو أن له رأيه الخاص ويؤجل الظهور فقد ساعده الحظ كثيرا .. لكن العينان بحولهما الخفيف يبدو فيهما الكثير من القلق والحزن فهل ذلك لضغوط خاصة عليه من مكتب الإرشاد مثلا . يمتلك الرجل البطن البارز ولكنه ليس كالبطن الأرستقراطي للباشوات مثلا . اللحية البيضاء القصيرة والجديدة علي حكام مصر تحول الوجه إلى الشكل المستطيل مع الامتلاء في الظهر والقفا؛ فهذه البينة تخص أعضاء التنظيمات الإسلامية كما يقول البعض والذين يأخذون نصيبهم من الدنيا طعامًا عندما تقبل أو ما يطلق عليه المصريون الفته والهبر من اللحم ..
مع الشرق الأوسط الجديد تغير طبق الفته وزاد الانحناء مع الكرش الوهمي الذي لا يملك إلي الخضوع لرائحة الكفتة والكباب ولو في الصورة ..
من المعارضة إلي كرسي السلطة وتوهان غير متوقع للإخوان وفشل متوالي للدكتور مرسي ووصول البلاد لأسوأ الأوضاع الأمنية والاقتصادية بل وعلي مشارف حرب أهلية تحولها الي صومال جديد أو لبنان ..
هنا تصبح فرصة الولايات المتحدة الراعي الرسمي لعملية السلام في الشرق الأوسط لوضع اللمسات الجديدة الأخيرة مع زيارة الرئيس أوباما للمنطقة في ولايته الجديدة ليتغير موقف الإخوان بزاوية 180 درجة ويتعلق مرسي بالفرصة الأخيرة بعد قرارات الاتحاد الأوربي نحو مصر وتأجيل زيارته لأمريكا وينتهز الفرصة ويحلم بأن يدخل التاريخ ويوجه اوباما الدعوة لمرسي ليقابله في تل أبيب

اجمالي القراءات 8036