هل حماس وفتح جماعات إسلامية .. ؟؟

رضا عبد الرحمن على في الثلاثاء ٠٦ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

 

                 هل حماس وفتح جماعات إسلامية .. ؟؟

 

ليس المقصود بسؤالى هذا اننى اشكك فى انتماء حركتى فتح وحماس الى الدين الأسلامى لأنه ليس من حقى أن أسال أى انسان عن دينه او معتقده , لأن هذه حرية شخصية  من الدرجة الأولى , و يقرها الإسلام , لكن بحكم انتماء هاتين الجماعتين الى الدين الاسلامى فلابد من منا&THOilde;ن مناقشة مايحدث بينهما اليوم , لأن ما يحدث فى فلسطين هذه الايام من قتل عمد بين رجال حركتى حماس وفتح , وسقوط قتلى يوميا من هؤلاء وهؤلاء يجعلنى اتساءل ثانية هل حماس وفتح جماعات إسلامية .. ؟؟ , وبالطبع الكثير من القراء سيجيب ويقول نعم انهما جماعات إسلامية جهادية ولها دور لا يمكن انكاره فى الدفاع عن الارض الفلسطينية , كما لهما دور كبير فى تكبيد العدو الإسرائيلى مخاسر كبيرة , وهذا كله شىء جميل , لكن هل يمكن ان يتحول الوضع بهذه البساطة إلى حرب على الاخ الفلسطينى وبدلا من السعى فى طرق السلام للوصول الى عملية السلام الحقيقية , السلام الدائم الذى  يحقق الأمن والسعادة والرفاهية للمواطنيين الفلسطينين , لكن للأسف تم توجيه أسلحتهم بقوة الى الاخوة فى الدين والاخوة فى الوطن والاخوة فى نفس القضية الوطنية , ما سبب ذلك وكيف تحولت القضية الى قضية ثأر أو قضية شخصية بهذه الطريقة التى ضحك وتعجب منها العالم , هل يصدق ان يقتل الفلسطينى اخاه مهما كانت الأسباب ..؟؟ فلسطين فى أمَس الحاجة الى وحدة وطنية لكن بمن بفتح وحماس لا اظن لأن الموضوع ببساطة يا اخوانى فيه خلط للأوراق بين الدين والسياسة , وفيه أطماع سياسية واضحة وليس له علاقة بالدين الاسلامى ..

هذه هى صورة حية وواقعية للجماعات الدينية التى تدخل عالم السياسة  , تتخلى عن كل المبادىء والقيم الانسانية والإسلامية  وتبدا فى البحث عن السياسة بكل غال ورخيص وتحاول عبور الطريق والوصول الى اهدافها حتى لو داست فى طريقها على القيم والمبادى والدين نفسه , لا يمكن ان نغفر لفتح أو حماس قتل كل منهما للآخر لأن هذه الجماعات سيطرت بطريقة أو بأخرى على الشارع الفلسطينى والمواطن الفلسطينى واقتنع بها بكل جوارحه وظن فيها خيرا فى المستقبل واعطاها ثقة لا تستحقها  , وتذكروا معى أيام الانتخابات عندما كان يأمل كل فلسطينى فى حماس خيرا , والنتيجة امامنا اليوم قتل وتخريب ليس له علاقة باى دين .. هل هناك دين يأمر بقتل الإنسان من اجل الوصول الى السياسة ..؟؟

هلى الدين الإسلامى الذى ينتمون إليه يأمرهم بقتل بعضهم البعض من اجل الوصول الى السلطة ..؟؟ إن المولى جل وعلا ينهى عن قتل النفس فى كتابه العزيز يقول تعالى ( مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا )  المائدة :32

 , ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ) الفرقان :68

(وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ) الاسراء :33

إن صدمة المواطن العربى فى هذه الجماعات كبيرة جدا لما احدثوه من تخريب أو قتل للأرواح لأهداف شخصية بحته ليس للمواطن الفلسطينى المسكين اى ذنب فيها ..

باختصار شديد أى انسان يريد أن يكون سياسيا فلابد أن يخلع عباءة الدين حتى لا ينخدع به الأخرون وحتى لا يظلم الدين الإلهى الذى لا يأمر بالقتل والتدمير وانما يامر بالعدل والعفو والصفح والمغفرة والتسامح مع الأخرين . هذا هو الدين الالهى أما أديان البشر فليس لها علاقة بمثل هذه الصفات النبيلة , وبالتالى من يتبع دينا من صنع البشر سيكون من السهل التخلى عنه او التلاعب به , وبما فيه من تشريعات مطاطة تسول القتل وسفك الدماء من اجل الوصول الى السلطة , حتى لو كان على حساب الشعوب ..

شىء لفت نظرى..!! ان رجال فتح وحماس عند ظهورهم فى القنوات الفضائية يحملون أسلحتهم , أراهم ملثمين الوجه ويلبسون ملابس سوداء , انا أربط هذا بما حدث من طلاب جماعة الاخوان المسلمين فى مصر داخل جامعة الازهر فى الحادثة الفريدة من نوعها لإستعراض القوة والعضلات امام الجميع, ان الطلاب ظهروا بنفس الصورة التى يظهر بها رجال حماس وفتح فى تقليد واضح يظهرالتطابق الكبير بين الجماعات الدينية فى العالم العربى , وهنا وجه الشبه واضح جدا فى استخدام نفس الاسلوب للجماعات الإسلامية عند اظهار قوتها , وطبعا الاخوان جماعة اسلامية ظهرت بقوة فى الشارع المصرى وأصبح لها كيان سياسى كبير فى البرلمان المصرى جعلها تفكر فى تكوين حزب سياسى فى الشهور الاخيرة  كنوع من المراوغة وايهام الشعب المصرى المسكين الذى سيعرف انه انخدع فى هذه الجماعة عندما اعطاها صوته فى الانتخابات بحجة انها جماعة دينية , ويعملون بالكتاب والسنة , هذه الجماعة كغيرها من الجماعات الاسلامية عندما تفكر فى الوصول الى السلطة يمكنها التخلى عن كل شىء فى سبيل الوصول الى طموحاتها السياسية التى أسسها زعيمها الشيخ حسن البنا , ومن ضمنها تكوين دولة دينية وطبعا لابد ان يكون رئيس  هذه الدولة كبير هذه الجماعة ..

الخلاصة : أن اى إنسان لا يمكن ان يحظى بالاثنين معا  الدين والسياسة ـ إما ان تضحى بكل حطام الدنيا وما فيها وتوهب حياتك للبحث فى الدين والاجتهاد وتوضيح حقائق الدين فى كتاب الله وهذه أسمى الوظائف , وإما ان تترك ذلك وتركب موجة السياسة والبحث عن الطموحات السياسية التى من خلالها يتم التنازل عن كل القيم والمبادىء وحقائق الدين واتباع الاهواء والأمزجة الشخصية وبذلك يتم استخدام الدين كستار يتخفى حوله من يريد الوصول الى السياسة أو السلطة ..

والمثال فى تاريخ المسلمين موجود , هو قريب الشبه بما يحدث فى فلسطين الان , هو عندما اختلف على ومعاوية على الخلافة وكان لعلى أتباع يحبونه ويؤيدونه ولا يقتنعون بسواه , كما كان لمعاوية اتباع ايضا وفيهم نفس الصفات , لكن للأسف الشديد عندما يبتعد الإنسان قليلا عن التفكير الخالص فى الدين وفى مصلحة الامة ومصلحة المواطن , يتحول الى التفكير فى طموحات شخصية خاصة , ويبدأ فى استغلال من يتبعه من جند وعتاد , وبالتالى يتحول الموضوع الى فتنة كبرى كما تحولت قضية الخلافة بين على ومعاوية الى موقعة الجمل التى مات فيها ألاف من المسلمين الأبرياء , وهذا اكبر مثال تاريخى نقارنه بما يحدث الان فى فلسطين مع اختلاف الحدث والظروف , ولكن السبب واضح هو البعد عن الدين الحقيقى القرآن الكريم كتاب الله تعالى الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , والاهتمام بالسياسة وبالأمور الدنيوية الزائلة ..

سؤال :ـ

 لماذا لم يؤسس النبى عليه الصلاة والسلام أول هذه الجماعات الدينية .؟؟

 

 

 

اجمالي القراءات 4945