ذكرى النقراشى وتاريخ الدم الإخوانى

خالد منتصر في الأحد ٣٠ - ديسمبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

أربعة وستون عاماً مرت على اغتيال رئيس الوزراء المصرى محمود فهمى النقراشى بيد الإخوان، ولا أستطيع أن أكملها بكلمة ووصف «المسلمين»؛ لأن المسلم لا يقتل أى إنسان من أجل خلاف سياسى!، فالنقراشى كان بالنسبة للإخوان رأس الكفر لأنه تجرأ ونفذ القانون ضدهم حين لجأوا إلى العنف وخربوا وحرقوا وفجروا وقتلوا.. قتلوه كما قتلوا من قبله القاضى الخازندار الذى تجرأ هو الآخر وأعلن كفره ومروقه حين حكم حكماً على أحد أعضائهم ولم يعجبهم هذا الحكم فأطلقوا عليه الرصاص، والكلام عن النقراشى ليس كلاماً فى الماضى أو تقليباً فى أوراق وجراح أغلقت والتأمت، لأن ماضى العنف والمؤامرة ما زال ماثلاً فى الاتحادية ودماء الحسينى أبوضيف وغيره من ضحاياهم الجدد، ومراوغتهم المستمرة فى كل خطوة يريدون أن يمرروا بها قانوناً لقيطاً أو دستوراً معيباً، التاريخ هو هو جرس الضمير الصارخ الذى يزعج الإخوان، ولذلك سنتذكر النقراشى ضحية الإخوان لعل الذكرى تنفع المؤمنين.

صباح يوم الثلاثاء 28 ديسمبر 1948 انطلقت ثلاث رصاصات واستقرت فى ظهر النقراشى وهو يتجه إلى المصعد، سقط قتيلاً فى الحال وقبض على الجانى وكان اسمه عبدالمجيد حسن طالب بكلية الطب البيطرى، كلفه الجهاز الخاص للإخوان باغتيال النقراشى، ومن عجائب القدر أن هذا الطالب كان قد صدر له قرار من النقراشى بالمجانية التعليمية بعد أن توفى والده الموظف بوزارة الداخلية!، والأكثر إدهاشاً وغرابة أن هذا الطالب كان اسمه مدرجاً على قوائم الاعتقال، ورفض النقراشى اعتقاله وقال «أنا لا أحب التوسع فى اعتقال الطلاب، إنى والد ولى أولاد، وأنا أقدر أثر هذه الاعتقالات على نفوس الآباء والأمهات»!!، ولكن هيهات أن تنجح تلك اللفتات الإنسانية مع الإخوان، فما دام النقراشى قد مس الجماعة التى هى بالطبع الإسلام، فهو قد ارتكب كبيرة من الكبائر وخرج من ملة الإسلام واستحق القتل!.

الإخوان يقولون «النقراشى يستحق اللى حصل له وإحنا ماعملناش حاجة عشان يقفلهالنا»!، تعالوا نعرف ماذا فعل ملائكة الإخوان غير قتلهم للخازندار؟، أعمال العنف كانت تفجيرات فى وسط القاهرة ودور السينما، وقبل اغتيال الخازندار ضبط البوليس فى المقطم 165 قنبلة وصناديق أسلحة (هل هذا سر عشق المقطم؟) بعد اشتباكات مع شباب الإخوان وعلى رأسهم شاب اسمه سيد فايز تعلل بأن هذه الأسلحة من أجل فلسطين!!، ومن غرائب وعجائب القدر أن هذا السيد فايز قد اغتاله الإخوان أنفسهم بقنبلة ملفوفة فى علبة حلاوة مولد!!، وبالطبع اتخذ الإخوان الذين ينادون الآن بمنتهى الملائكية بعودة اليهود إلى مصر محلات اليهود وقتها هدفاً لتفجيراتهم، ومنها شيكوريل وأوريكو وشركة الإعلانات الشرقية، التى اتهموها بتمويل الصهيونية، هذا غير مخزن الذخيرة الذى اكتشفه البوليس فى مخبأ مزرعة فرغلى بالإسماعيلية!.

كان المفروض على النقراشى أن يغض الطرف عن أفعال الملائكة، كما تغاضى حسن البنا عن انفلات عبدالحكيم عابدين زوج شقيقته وجرائمه الأخلاقية التى اضطرت معها أركان راسخة فى الإخوان إلى الاستقالة!، النقراشى لم يكن إخوانياً ولم يكن يملك نائباً عاماً خصوصياً، ولذلك قرر المواجهة وكانت نهايته الفاجعة، فهل نتعلم من الدرس؟

اجمالي القراءات 8496